بوابة الوفد:
2025-05-12@10:24:06 GMT

بائع البرتقال!

تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT

أيام رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، كان لرجل درهمان فقط، فتصدق بأحدهما وأبقى الآخر لأهله. ورجل آخر ذهب إلى جانب ماله، وفيه إشارة إلى كثرة ماله، فتصدق منه بمائة ألف درهم، فقال رسول الله فى الحديث الذى رواه أبو هريرة: زاد أجر درهم واحد وتقدم ثوابه على أجر وثواب مائة ألف درهم، مع أنه أقل فى العدد كثيرًا؛ لكن ميزان الحسنات والسيئات لا يعتمد على العدد فقط، لذلك قال الصحابة الحاضرون محبو رسول الله حينما حدث بهذا الحديث: وكيف يسبق درهم واحد مع قلته مائة ألف درهم مع كثرتها؟ فبين (صلى الله عليه وسلم) سبب سبق الدرهم الواحد على هذه الدراهم الكثيرة أن الفقير يتصدق بما هو محتاج إليه بخلاف الغنى، فإنه يتصدق بفضول ماله.

تذكرت هذا الحدث بمناسبة قيام بائع البرتقال الصعيدى الشهم البسيط «عم ربيع» بإلقاء ثمار البرتقال أعلى شاحنات المساعدات المتجهة إلى قطاع غزة أثناء مرورها بمنطقة الحوامدية بجوار الفرش الذى يبيع من خلاله الفاكهة.
الثوانى التى التقطها أحد الأشخاص لـ«عم ربيع» الفكهانى لقيت رواجاً واسعاً وتصدر «عم ربيع» الأخبار المحلية والعربية بسبب تصرفه العفوى لدعم أهالى غزة جراء عدوان وحصار إسرائيلى محتل غاشم للشهر الخامس دون توقف على المدنيين العزل!
عم ربيع لا يسعى إلى الترند، ولا يعرف شيئاً عن الشهرة والهوس التكنولوجى، ولكنه بائع بسيط تطوع بكل ما يملك للتضامن مع أهالينا فى غزة على طريقته الخاصة من قوت أولاده. ولكنه بتصرفه التلقائى البسيط حظى بثناء واسع من جانب مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى فى مصر، من خلال مشاركة المقطع المتداول على نطاق واسع، بخلاف التعليقات الإيجابية المدونة خلال مختلف المنشورات.
كشف عم ربيع ابن الصعيد أنه أقدم على إلقاء الفاكهة على شاحنات المساعدات المسافرة لدعم أهالى غزة، وطلب من السائقين إيصالها لهم هدية منه، وتضامناً مع الأشقاء وأعطى السائقين بعض ثمار الفاكهة لتناولها فى الطريق، وضمان وصول هديته لأهالى غزة.. إنه أقدم على هذا التصرف التلقائى البسيط فى قيمته المادية، ولكنه كبير فى رسالته، ومعناه، رغم قيامه بشراء بضاعته من برتقال وأنواع أخرى من الفاكهة التى يبيعها على الطريق فى الحوامدية عن طريق «الدين»، أى يسدد ثمنها فى وقت لاحق للتجار.
وأوضح عم ربيع الذى أعطانا درساً فى أهمية التصدق، حتى لو كان بشق ثمرة أنه تفاعل مع مرور مشاحنات المساعدات بسبب متابعته لتطورات الأحداث فى قطاع غزة عبر وسائل الإعلام، ولم يلقِ بالاً للديون المستحقة عليه.
رغم بساطة تصرف بائع البرتقال عم ربيع إلا أنه ينطبق عليه حديث رسول الله لأنه أنفق مما يحتاج إليه لقوت يومه، وأثبت لنا أنه أفضل من المحتكرين الذين يملكون الملايين، ويخفون السلع لرفع أسعارها على الشعب، وأفضل من التجار الجشعين، وأفضل من أصحاب المليارات التى لا يتصدقون منها.
عم ربيع ذكرنا بأن صدق المعنى أفضل من صدق الغنى، وأن الفقير يتصدق بما هو محتاج إليه بخلاف الغنى الذى يتصدق من وسع ماله. فعلًا الدنيا ما زالت بخير رغم المآسى والحروب والجشع والصراع.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: قطاع غزة حكاية وطن بائع البرتقال محمود غلاب منطقة الحوامدية رسول الله عم ربیع

إقرأ أيضاً:

أسامة نبيه قبل مواجهة غانا: الروح والإصرار سلاحنا للوصول إلى المونديال

أعرب أسامة نبيه المدير الفني للمنتخب الوطنى لكرة القدم تحت 20 سنة عن تفاؤله بالحماس والإصرار والروح التي يتسلح بها لاعبوه قبل مواجهة غانا فى السادسة مساء غد بإستاد السويس في الدور ربع النهائى لكأس الأمم الإفريقية والمقامة حالياً بمصر وتستمر حتى 18 مايو الحالي، والمؤهلة إلى كأس العالم بتشيلى.

وقال نبيه - في المؤتمر الصحفي الذى عقد اليوم- إن معنويات لاعبيه مرتفعة والتفاؤل يسيطر على معسكر الفريق بعد عبور دور المجموعات والذى كان يمثل عبئاً نفسياً على الجميع.

وتابع المدير الفنى لمنتخب الشباب: "رغم ظروف الإجهاد والإصابات التى يعانى منها بعض اللاعبين، إلا أن الجميع يتسلح بالروح القتالية العالية ويملكون الإصرار لتصدير الفرحة للمصريين، مؤكداً أن لاعبيه يدركون أهمية لقاء غانا الذى يعتبر حلماً مزدوجاً يتمثل في السعي نحو بلوغ المونديال والمرور إلى المربع الذهبي بحثاً عن اللقب.

واعتبر نبيه مباريات المنتخب الأربع فى الدور الأول، خطوة على طريق الحلم مع تأكيده قوة منتخب غانا، الذى لديه ميزة إضافية، حيث لم يلعب سوى ثلاث مباريات فى الدور الأول، وحصل على يوم راحة خلال استعداداته للقاء الفراعنة.

وشدد أسامة نبيه على ثقته الكبيرة في لاعبيه وقدرتهم على تخطى عقبة غانا، والدفاع ببسالة عن أحلامهم، مطالباً الجميع بدعمهم ومساندتهم فى مهمتهم الوطنية.

ومن جانبه، قال احمد خالد كاباكا كابتن المنتخب، فى المؤتمر الصحفي إنه وكل زملائه يعتبرون مباراة غانا بمثابة حياة أو موت مع اعتراف الجميع بصعوبتها، ونسعى لإسعاد الجماهير المصرية غداً.

وخاض المنتخب أمس مرانه بفندق إقامته بمدينة الإسماعيلية على مجموعتين، تحت إشراف أسامة نبيه قبل مغادرته صباح اليوم إلى مدينة السويس استعداداً للقاء غد.

مقالات مشابهة

  • الهند وباكستان.. ودرس أن تكون قويا
  • ما هي أنواع الحج في الإسلام؟ اعرف كيفية أداء مناسكه
  • أسامة نبيه قبل مواجهة غانا: الروح والإصرار سلاحنا للوصول إلى المونديال
  • كريمة أبو العينين تكتب: سرقة السعادة
  • انهيار بئر بأحد مزارع المنيا على شخص جارى استخراجه
  • هل يجبُ عليّ الحجُّ بمجرد استطاعتي أم يجوزُ لي تأجيلُه؟..مركز الأزهر يجيب
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • ربيع شهاب حالة مستفزة في المشهد الثقافي
  • الفريق ربيع يبحث تأثير التطورات الإيجابية التي تشهدها الأوضاع الأمنية بمنطقة البحر الأحمر على حرية الملاحة
  • الإبحار في قناة السويس.. أسامة ربيع يجتمع بممثلي 25 جهة من الخطوط والتوكيلات الملاحية