الفنون الشعبية.. تقليد متوارث في سلطنة عمان
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
تسهم الفنون التقليدية في إنعاش ودعم الجانب السياحي في مختلف المحافظات، وتعد عصبًا مهمًا في تعزيز الجانب الثقافي، ويجب علينا أن نبرز هذه الفنون سياحيًا، ويوجد العديد من أنواع الفنون الشعبية في سلطنة عمان، التي يمكن أن تكون مشتركة بين المحافظات، أو قد تتميز بها محافظة عن أخرى، إلا أنها تشترك في مكوناتها كحضور النساء، وتأدية الفن التقليدي الشعبي المتمثل في الغناء، والرقص، والتصفيق بأسلوب متفق عليه، وقد يصاحب الفن قرع للطبول.
وتختلف أوقات تقديم هذه الفنون بحسب نوع الفن ومناسبته، ولكن مناسبات الأفراح كالأعراس، والخطبة، والأعياد تنال النصيب الأكبر من هذه الفنون، وتتنوع الفرق الشعبية بين فرق فنون النساء التي يُطلق عليها فرق «الدان دان»، وفرق محافظة ظفار التي تشتهر بفنون «البرعة والهبوت والربوية والشرح»، وفرق البلوش، والفرق التي تختص بتقديم الفنون العمانية المتأثرة بفنون آسيا، وفرق أبناء العجم مثل: «الباكت والسيروان»، وفرق الفنون العمانية الإفريقية، وتقدم الرقص والغناء العماني التقليدي.
الباطنة
تشتهر محافظة شمال الباطنة ومحافظة جنوب الباطنة بالفنون الشعبيّة التي تتميز بفنون البدو وغناء البحر اللذين يحتلان مكانة واسعة من فنون هذه المنطقة، وأهمها فن «الوهابية» وهو فن المُبارزة بالسيف، وهناك فنون شعبية أُخرى كفن «العازي»، وفن «التغرود»، وفن «المكوارة»، وفن «القصافي»، وفن «الرزفة»، وفن «العيالة»، وفن «الونة».
ظفار
تتنوع الفنون الشعبيّة في محافظة ظفار وأشهرها فن «الهبوت»، وهو عبارة عن غناء جماعي لا يُستخدم فيه الآلات الموسيقية، ويحمل فيه المشاركون أسلحتهم من الخناجر والبنادق ويقفزون في الهواء، وهناك فنون شعبية أُخرى مثل: فن «الشبانية»، وفن «الشرح»، وفن «الدان»، وفن «اللانزيه»، وفن «القصبة»، وفن «النانا»، وفن «الزنوج».
الشرقية
تتميز محافظتا الشرقية بالعديد من الفنون الشعبية العمانية، ومن أهمها فن «الرزحة» بكل بأنواعها وأشكالها، وهناك فنون شعبية كثيرة مثل: فن «القصافية»، وفن «العازي»، وفن «التغرود»، وفن» الطارق»، وفن «المديمة»، وفن «الشوبانية»، وفن «التنجيلية»، وفن «تشح تشح»، وفن «التدويرة».
مسندم
وتتميز محافظة مسندم بالعديد من الفنون الشعبية، من أهمها: فن «السحبة»، وفن «العازي»، وفن «النهمة»، وفن «الرميسة»، وفن «المعلاية»، وفن «الجلويح».
الظاهرة
وتشترك الفنون الشعبيّة في محافظة الظاهرة مع محافظتي الباطنة في العديد من الفنون الشعبيّة أهمها: فن «التغرود»، وفن «الزمر»، وفن «تغرود الخيل»، وفن «الوهابية»، وفن «المرداد»، وفنون «الحربيات»، و«التلميس»، وفن «العيالة».
الداخلية والوسطى
تتسم الفنون الشعبية في محافظتي الداخلية والوسطى بتنوع فريد، ومن أهم الفنون الشعبية: فن «الهمبل»، وفن «الرزحة»، وفن «التغرود»، وفن «الونة»، وفن «الدان دان»، وفن «التهلولة».
رموز ثقافية
وحول الفنون الشعبية العمانية وانتشارها بين المحافظات يوضح الموسيقي والباحث في الفنون الموسيقية مسلم بن أحمد الكثيري أن كل محافظات سلطنة عمان لها فنون خاصة بها وفي الوقت نفسه هناك بعض الفنون المشتركة، ففي المحافظات الشمالية نجد فنون «العيالة»، و«الرزحة»، وهي رموز مهمة جدا في الفنون العمانية، كما نجد فن «الرواح» في محافظة مسندم، وفن «الليوا» في سواحل الباطنة، وفي البوادي نجد «الونة»، و«الرزفة»، و«التغرود»، وهي فنون مشتركة في جميع المحافظات، سواء الريفية أم البدوية، كما أن فن «الرزحة»، هو من الفنون الغنائية في كل المحافظات ويقابلها في محافظة ظفار فن «الزامل»، و«الهبوت»، وعلى المستوى الجغرافي فإن الفنون الشعبية تتنوع بين السواحل والجبال والبوادي، بحسب طبيعة المجتمع في هذه البيئات المختلفة.
ونجد «الرزحة»، و«الميدان» تتناسب مع طبيعة محافظتي الشرقية، و«العيالة» في الظاهرة «يتناسب مع بيئتها»، وكذلك الحال مع فن «العازي» الذي تتميز به محافظة الداخلية وهو رمز من رموز الثقافة والفن، وله خصوصية متفردة من التراث العماني، كما نجده منتشرًا في بقية المحافظات.
وتصاحب معظم هذه الفنون آلات موسيقية، وهي مشتركة بين كل المحافظات، وفي محافظة ظفار على مستوى البادية نجد «الهبوت» و«الزوامل»، سواء في البيئة البدوية، أم الريفية، أم الحضرية، وهناك فن «الشرح» وهو مختلف عن فن «الشرح» في المحافظات الشمالية، تصحبه آلات من أهمها «القمبوس»، و«المزهر»، والطبل «المهجر»، وإيقاعات، وتقدمها فرقة محترفة.
ويؤكد الكثيري أنه من الضروري تذكر بأن فنون الغناء في سلطنة عمان، نادرا ما تؤدى دون أن تحضرها المرأة، سواء بالمشاركة الحية، أو الشعرية، وحضورها مهم، حتى أن بعض المحافظات كمحافظتي الشرقية الشمالية والجنوبية، تشارك فيها من وراء حجاب بحضور الشاعرات على سبيل المثال، ومن الصعب عزل المرأة عن الرجال في الفنون وذلك منذ القدم.
فنون المناسبات
وبعد أن تعرفنا على أهم الفنون الشعبية التي تميز كل محافظة بولاياتها المختلفة وتنوع بيئاتها، تتوقف «عمان» مع بعض الفنون المنتشرة بشكل أكبر في المحافظات..
فن الرزحة
الرزحة هي فن تقليدي موسيقي يشاهد في مناسبات اجتماعية ووطنية مختلفة في سلطنة عمان، ويشارك فيها عدد كبير من الرجال الذين يتصفون في صفوف متساوية، ويقومون بأداء حركات تبارز بالسيوف والتروس ومطارحة شعرية تدور حول موضوعات الهجاء والفخر والشجاعة والمديح.
يتم استخدام الطبل العماني في فن الرزحة، حيث يتحرك الطبالون، وهم يقرعون الطبل بين الصفوف بطريقة تتماشى مع الكلمات الملقاة من الرجال في الصفوف.
فن البرعة
يعد فن الرقص بالخنجر في فن البرعة واحدًا من الفنون الشعبية التي يؤديها الفردان، يقوم المؤدي بمسك خنجر بيده اليمنى ودشداشة بيده اليسرى، ثم يتقدم للأمام بقفزات متناسقة وثابتة، ويعود للخلف بالنمط نفسه بالتناغم مع الفرقة الموسيقية.
فن العازي
هو أحد أبرز الفنون الشعبية في سلطنة عمان، وقد تم تسجيله في قائمة التراث الثقافي غير المادي للإنسانية لدى منظمة اليونسكو في ديسمبر 2012، ويعتبر هذا الفن عنصرًا فريدًا لسلطنة عمان.
يتميز فن العازي بأداء فردي يقدمه شاعر ويصاحبه مجموعة من الرجال الذين يقفون خلفه ويشاركونه في الهتافات والكلمات التي ترافق الأداء الشعري، يحمل الشاعر سيفه وترسه، ويقدم كلماته الشعرية من دون تنغيم أو غناء، ويقوم بحركات استعراضية مع سيفه خلال الأداء.
ويعتبر فن العازي جزءا مهما من التراث الثقافي لسلطنة عمان، ويشكل جزءًا من الهوية الوطنية للبلاد، كما أن تسجيله في قائمة التراث الثقافي للإنسانية يعكس القيمة الفنية والثقافية الكبيرة التي يحملها هذا الفن في قلوب العمانيين.
فن العيالة
العيالة هي فن شعبي تقليدي يرتبط بشجاعة الرجال، حيث يقوم المشاركون بتشكيل صفوف متقابلة ويمسك كل منهم بمعصم شخص يجاوره، ويتبادل المشاركون الغناء، ويتناوبون على ترديد شعر مشترك ببطء وإيقاع ثلاثي يستخدم فيه عدة آلات مختلفة تختلف من منطقة إلى أخرى.
ويمتاز فن العيالة بتباين الآلات الموسيقية المستخدمة، قد يشمل استخدام الطبل الكاسر، أو الطبل الرحماني، أو طبل الرنة، إضافة إلى الدف والطاسة، وهذا الفن الشعبي يعكس تراثًا ثقافيًا غنيًا ومتنوعًا، ويعتبر جزءًا مهمًا من التراث العماني المحلي.
فن الربوبة
يعتبر فن الربوبة من الفنون التقليدية التي تتميز بأداء موسيقي راقص ومتناغم، يتم فيه استخدام آلة الربابة التي تعد آلةً وتريةً ذات خيط واحد وقوس من الشعر، وتتطلب دقة في الأداء، ويؤدى هذا النوع من الفن بواسطة مجموعة من الأفراد المصطفين على شكل صفين متقابلين، ويتم فيه الغناء وقرع الطبول، وتتحرك الصفوف باتجاه بعضها البعض، يمر الرجل في الصفوف بين المرأتين، وكذلك تمر المرأة بين رجلين.
فن الهيدان
يعد فن الهيدان من التقاليد الثقافية التي تحتفظ بمكانتها في المجتمع العماني، ويتم أداؤه عادة في حالات الوفاة بعد دفن المتوفى، ويحمل طابع الرثاء والنعي، ويتم في هذا الفن تصفية الفرق حتى الوصول لبيت المتوفى، ويتميز بالرقصات التي تجسد الحزن والفراق، وتستمر المراسم فيه لمدة ثلاثة أيام، حيث يعبر المشاركون فيها عن مشاعر الحزن والفقدان بشكل مؤثر ومعبّر.
فن الهبوت
يشتهر فن الهبوت بكونه فن الرجولة والفروسية، وينتشر في محافظة ظفار، ويتشابه الهبوت مع فن الرزحة المعروف بشكل أوسع في مناطق شمال عُمان، ولكنه يختلف في اللحن، والكلمات، والإيقاع، وفي هذا الفن، يصطف المشاركون في صفوف قصيرة، وهناك أنواع مختلفة من الهبوت مثل هبوت أهل البادية وهبوت أهل المدن، وهبوت البادية وهبوت النجدة الذي يؤديه الأشخاص، وهم متوجهون لنجدة المكلوم أو الملهوف.
وفي فن الهبوت، يحمل كل مشارك سلاحًا مثل: البندقية والخنجر، ويقفز في الهواء أثناء تحريك الخناجر والسيوف، كما يتم ترديد الأشعار والغناء الجماعي من دون استخدام الآلات الموسيقية.
فن الرواح
فن الرواح ينتشر في محافظة مسندم ويختص به بدو الجبال، ويتميز هذا الفن بالرقص على إيقاعات مختلفة من الطبول، التي تتراوح بين الثمانية والعشرة طبول، مثل: الكاسر والرحماني والرنة، والغناء في هذا الفن يتغير باختلاف الوقت من اليوم، حيث يختلف غناء الصباح عن غناء الظهر والعصر.
ويتم أداء فن الرواح في المناسبات الوطنية وحفلات الزواج وأعياد الفطر والأضحى.
فن المديمة
فن المديمة هو فن يستعرض فيه البحارة مهاراتهم في اللعب وفقا للتقاليد والأصول المتوارثة، وينتظم البحارة في دائرة اللعب، حيث يقود ضاربو الطبول، والمسنود، والرحماني، والكاسر، ويرفع «العقيد» صوته بالغناء بلغة مختلطة بين السواحيلية والعربية، ويتبادل البحارة الصفقات بأشكال إيقاعية متداخلة، ويبدأ اللعب عندما يخرج بحار من الصفوف بعد إذن «العقيد» ويقوم بحركات راقصة قبل أن يعود إلى موقعه، ثم يدل «العقيد» بحارًا آخر ليحاول تكرار الحركة الراقصة، ويستمر هذا اللعب حتى ينتهي الفريق أو الجولة.
فن الشوباني
«الشوباني» هو فن بحري يجمع بين العمل والتسلية، وتتم ممارسته من قبل البحارة في الموانئ حيث يصدح طبل بإيقاع سريع ونشط، ويقوم البحارة بالحركة على إيقاع الطبل بحركات مترنحة خفيفة وجميلة أثناء حملهم البضائع من السفينة أو جذوع الأشجار، ويتضمن الفن الشوباني الغناء منفردًا للعقيد بحيث يرد عليه مجموعة البحارة والحضور الذين يحملون غصون الأشجار المزهرة، ويشاركون البحارة في موكب يتجول في مكان الاحتفال قبل المغادرة في مسيرة غنائية راقصة.
فن التشح شح
هو فن من الفنون التي تؤدى عادة في المناسبات السعيدة مثل: الخطبة، والأعراس، واحتفالات مولد الأطفال وغيرها من المناسبات الاجتماعية، عادة ما يقوم بها فرقة محترفة يدعوها صاحب المناسبة، ويتم تكريمهم من قبل المدعوين عادة بوضع المال في إناء معدني يوضع في موقع مركزي بين المدعوين، ويتميز هذا الفن بالغناء والتصفيق واستخدام الطبل، ويكون الغناء في مدح الشخص المحتفى به وإشادة بأصوله الطيبة، ويتم تقديم الغناء في العادة بشعر مثلوث، وقد يكون من نوع المخمس أو المسدوس أو المسبع، ويعود أصل هذا الفن إلى فنون البادية، حيث كانوا يستخدمونه للتعبير عن الحزن والإيقاع البطيء في غناء الذكريات، ثم انتقل إلى الحضر، حيث تغيرت أغراض الغناء المنفرد للرجل وليس للمرأة، خاصة إذا كان الرجل هو الشاعر المبدع لشلة الغناء.
فنون أخرى
وهناك فنون تولدت مع احتكاك عمان بالحضارات المجاورة سواء من خلال التجارة أو الامتداد العماني التاريخي، ولا تزال تمارس حتى يومنا بين العمانيين الذين تعود أصولهم إلى تلك المناطق ومنها فن «الكونزاك»
وهو من فنون البلوش يستخدم فيه بوق الزمر والطبل، وفن «الباكت»، وهو من الفنون التي تختص بها قبيلة «العجم» في ولايتي صحار وصحم، كما أن فن «الليوا» بدأ من أرض الساحل الإفريقي الشرقي الذي يعد امتدادا حضاريا لأرض عمان وهو من الفنون الإفريقية المنشأ التي حملها العمانيون من هناك إلى الوطن الأم. وفن «لارو» رقص البلوش وهو الفن الذي يصحبه غناء باللهجة البلوشية على إيقاع ثلاثي مركب يؤديه طبلا الرحماني والكاسر، وقد يصاحبه زمر مفرد من نوع النغار أو زمر مزدوج من النوع «المقرون»، وأخيرا فن «السيروان» وهو من الفنون الآسيوية «الوافدة» التي يكون فيها الغناء للتسلية دون حركة مصاحبة، وبلغة تختلط فيها الألفاظ الفارسية بالعربية، وتختص قبيلة «العجم» في ولاية صحار بفن «السيروان»، فيما يختص «البلوش» في ولاية بركاء بفن «السيروان».
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الفنون الشعبی ة الفنون الشعبیة فی محافظة ظفار فی سلطنة عمان هذه الفنون الغناء فی هذا الفن وهو من الفن ا ة التی
إقرأ أيضاً:
الصناعات الغذائية .. رافد رئيسي لتحقيق الأمن الغذائي والتنوع الاقتصادي في سلطنة عمان
تعد الصناعات الغذائية أحد محاور الارتكاز الرئيسية للقطاع الصناعي في سلطنة عمان، كونها الرافد الأول لمنظومة الأمن الغذائي مع بقية سلاسل الإنتاج وأحد القطاعات الرئيسة المعول عليها لتحقيق التنويع الاقتصادي. وقد أسهمت الصناعات الغذائية في تبوؤ سلطنة عمان موقعًا متقدمًا إقليميًا وعالميًا في مؤشرات الأمن الغذائي وسلامة الغذاء، علاوة على تحقيقها ركنًا أساسيًا من أركان نمو الاقتصاد الوطني، وهو تطبيق القيمة المضافة للثروات الوطنية عبر إدخال المنتجات الزراعية والحيوانية والسمكية في صناعات تحويلية تعزز من الإيرادات.
وتقوم الصناعات الغذائية بدور ملموس في دعم الميزان التجاري لسلطنة عمان من خلال زيادة الصادرات وتقليل الواردات.
وأكد عدد من الخبراء والمختصين في مجال الأمن الغذائي أهمية التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وتطوير تقنيات التصنيع المتقدمة في تحسين الإنتاج الغذائي وزيادة كفاءة استخدام الموارد في سلطنة عمان، مع التركيز على أهمية التحول الرقمي في تحسين عمليات التصنيع والتوزيع. وأوضح الخبراء أهمية تعزيز وجلب الاستثمارات في مجال الأمن الغذائي، مع التركيز على تطوير البنية التحتية الحديثة لتخزين وتوزيع المنتجات الغذائية، وتعزيز سلاسل الإمداد بما يضمن استدامة توفير الغذاء المحلي ودعمه من خلال الابتكار والتعاون بين القطاعين العام والخاص.
تنافسية المنتجات الوطنية
تحدث المهندس صالح بن محمد الشنفري، رئيس لجنة الأمن الغذائي بغرفة تجارة وصناعة عمان، حول التحديات التي تواجه الصناعات الغذائية في سلطنة عمان، أبرزها منافسة المنتجات المستوردة للمنتج الوطني، الأمر الذي تعمل اللجنة، بصفتها ممثلًا لمصالح مؤسسات القطاع الخاص العاملة في قطاع الأمن الغذائي، على وضع المرئيات والمقترحات لمعالجة تلك التحديات بما يعزز تنافسية المنتج من ناحية القدرة على الولوج إلى الأسواق ودعم الجودة، بالإضافة إلى إقامة ملتقيات وحلقات عمل مشتركة لدعم الجهود المتنوعة في مختلف أنشطة قطاع الأمن الغذائي.
وأكد أهمية تحقيق موازنة التركيب المحصولي، أي التوزيع النسبي للمحاصيل الزراعية على الرقعة الزراعية، لما له من أهمية في تنظيم العرض والطلب والتسويق الزراعي لضمان تدفق سلس لمستلزمات الإنتاج في مشاريع التصنيع الغذائي.
وأوضح الشنفري، أن لجنة الأمن الغذائي بغرفة تجارة وصناعة عمان تولي اهتمامًا كبيرًا بالصناعات الصغيرة والمتوسطة المرتبطة بالجانب الغذائي، من خلال مناقشة واقتراح كل ما يقود إلى نمو أعمال هذه المؤسسات واستدامتها باعتبارها العمود الفقري للاقتصاد الوطني، وتعمل اللجنة على توطيد الجسور بين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة العاملة في التصنيع الغذائي وبين الشركات الكبرى بما يقود إلى التكامل بين الجانبين من ناحية تبادل الخبرات والمهارات وتوفير مستلزمات الإنتاج ودعم جهود التسويق للمنتجات العمانية وغيرها.
وأضاف: إن الوفود التي تستقبلها أو تُسيرها الغرفة، والتي تضم مؤسسات صغيرة ومتوسطة تعمل في مجال الإنتاج الغذائي، تسهم في تعزيز الشراكات بين القطاع الخاص العماني ونظرائه في الخارج وجلب الاستثمارات للقطاع.
التأمين الزراعي والسمكي
من ناحيته قال الدكتور ناصر العريمي، صاحب أعمال ومتخصص في قطاع الأمن الغذائي، أن التحديات التي تواجهها الصناعات الغذائية في سلطنة عمان تتطلب اهتمامًا كبيرًا من كافة الأطراف المعنية، خاصة فيما يتعلق بالتأمين الزراعي والسمكي.
وأشار إلى أن التأمين الزراعي والسمكي يمثلان عنصرين حيويين لضمان استدامة الإنتاج المحلي في ظل التقلبات المناخية والتحديات الاقتصادية العالمية؛ فهناك حاجة ملحة لتطوير آليات تأمين فعالة تساعد المزارعين والصيادين على التكيف مع الأزمات الطبيعية والتقلبات السوقية.
وحول مستقبل الأمن الغذائي في ظل التغيرات المناخية والتحديات العالمية، قال العريمي إن هذه التغيرات تفرض ضغوطًا متزايدة على إنتاج الغذاء في العالم ككل، ونحن في سلطنة عمان بحاجة إلى استراتيجيات مرنة تركز على الابتكار واستخدام تقنيات الزراعة المستدامة التي تساعد على تقليل تأثير التغيرات المناخية على الإنتاج المحلي.
تحقيق التنويع الاقتصادي
ولفت الدكتور بدر القمشوعي، صاحب أعمال ومتخصص في قطاع الأمن الغذائي، أن "رؤية عمان 2040"، التي وضعت القطاع الصناعي وقطاع الأمن الغذائي ضمن القطاعات الرئيسية المعول عليها لتحقيق التنويع الاقتصادي، تحمل العديد من الفرص للقطاع الخاص للاستثمار في هذا القطاع الحيوي بما يزيد من القيمة المضافة للإنتاج الزراعي والحيواني والسمكي ويعدل الميزان التجاري لسلطنة عمان ، ولافتا إلى أنه على القطاع الخاص توسيع قاعدة أعماله واستثماراته في القطاع، والتوجه نحو تعزيز صادرات سلطنة عمان من المنتجات الصناعية بشكل عام ومنتجات الصناعات الغذائية بشكل خاص، مع العمل على إدخال عنصر الابتكار ورفع جودة وتنافسية المنتج العماني في الأسواق المحلية والخارجية.
وأوضح القمشوعي، أن غرفة تجارة وصناعة عمان تسهم مع الشركاء في سلطنة عمان في جلب الاستثمارات التي تعزز الإنتاجية في السلع الغذائية الاستراتيجية، وكذلك السلع التي تحتاجها المصانع العاملة في التصنيع الغذائي، وذلك جنبًا إلى جنب مع تعزيز اللوجستيات وسلاسل الإمداد لمستلزمات التصنيع الغذائي بما يمكن المنتج العماني من تحقيق التنافسية في الأسواق المحلية والخارجية.
التكنولوجيا وتحسين الصناعة الغذائية
وقال المهندس فهد بن سالم السنيدي، صاحب أعمال، حول دور التكنولوجيا الحديثة في تحسين أداء القطاع الصناعي في سلطنة عمان، مؤكدًا أهمية إدخال الأتمتة والتكنولوجيا في الصناعات المحلية لتحسين الكفاءة وتقليل التكاليف، مما يجعل الصناعات المحلية أكثر تنافسية، مع استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات لفهم الأداء وتحسين العمليات الإنتاجية. وأشار إلى أهمية استخدام التكنولوجيا النظيفة التي تعزز الاستدامة من خلال تقليل الأثر البيئي للصناعات.
وأوضح السنيدي أن لجنة الأمن الغذائي بالغرفة تعمل على التوعية بالممارسات الحديثة التي تسهم في تعزيز الإنتاجية بما يحقق قيمة مضافة عبر رفد قطاع الصناعات الغذائية بمستلزمات الإنتاج.
وتابع كما تعمل اللجنة على ترسيخ ممارسات الزراعة المستدامة باعتبارها من العوامل الأساسية لتحقيق الأمن الغذائي، حيث إنها تلبي احتياجات الأجيال الحالية والمستقبلية من الغذاء مع الحفاظ على البيئة، وذلك من خلال تحسين العملية الزراعية باستخدام التقنيات الحديثة والمدخلات الزراعية المستندة إلى آخر ما توصل إليه العلم، واستخدام البيانات والتكنولوجيا لتحسين الإنتاج، وكذلك الأتمتة من خلال استخدام أجهزة الاستشعار لمراقبة حالة المحاصيل بما يساعد أيضًا على تقليل الفاقد وزيادة الكفاءة.