في ذكرى ميلادها.. زينات علوي “راقصة الهوانم” التي جمعت بين الأناقة والفن(تقرير)
تاريخ النشر: 19th, May 2025 GMT
تحل اليوم، الإثنين 19 مايو، ذكرى ميلاد الفنانة والراقصة زينات علوي، التي وُلدت عام 1930، ولقّبت بـ”راقصة الهوانم” لما تميزت به من شياكة وأناقة على المسرح. لم تكن مجرد راقصة شرقية تقليدية، بل مزجت بين الرقي في الأداء والحضور الطاغي، لتصبح أيقونة فنية لها طابع خاص وسط نجمات زمن الفن الجميل.
نشأت زينات في مدينة الإسكندرية، وسط أسرة قاسية، عانت فيها من شدة والدها، مما دفعها إلى اتخاذ قرار مصيري بالهرب إلى القاهرة لتبدأ رحلتها الفنية، استقرت في شارع عماد الدين، معقل الفن والمسرح آنذاك، وهناك كانت البداية الحقيقية.
انضمت إلى كازينو بديعة مصابني، مدرسة الرقص الشرقي الأولى، وأصبحت واحدة من أبرز تلميذاتها. لم تمضِ فترة طويلة حتى أصبحت نجمة في سماء الرقص، وتنهال عليها العروض من كبار صناع الفن في مصر.
فنانة متعددة المواهب
لم تقتصر شهرة زينات علوي على الرقص فقط، بل اقتحمت عالم السينما وشاركت في أكثر من 50 فيلمًا، من أبرزها:
• الزوجة 13 (إلى جانب رشدي أباظة وشادية)
• إشاعة حب (ورقصها الشهير على “كنت فين يا علي؟”)
• البوليس السري
• رصيف نمرة 5
• موعد مع السعادة
• ارحم دموعي
• العائلة الكريمة
• الزوج العازب
• السراب (وكان آخر ظهور سينمائي لها)
اشتهرت بأسلوب فريد تمثل في مزجها بين التحطيب – أحد أشكال الفلكلور المصري – والرقص الشرقي، وهو ما منحها هوية خاصة على خشبة المسرح.
شهادة من أنيس منصور
الكاتب الكبير أنيس منصور خصّ زينات علوي بسطور من الإعجاب في كتابه “أظافرها الطويلة”، حيث قال:“زينات علوي أحسن راقصة بعد سامية جمال وتحية كاريوكا، لأن أداءها سهل وجميل، لا تبتذل، ولا تسعى لإثارة رخيصة، بل تقدم فنًا راقيًا باحتراف حقيقي.”
كانت على مقربة من دوائر المثقفين والكتاب، وهو ما أضفى عليها طابعًا خاصًا ومكانة فنية غير تقليدية.
نهاية حزينة لعمر من البهجة
في عام 1971، قررت زينات علوي اعتزال الفن نهائيًا، واختفت تمامًا عن الأضواء، حيث قضت السنوات السبع عشرة التالية في عزلة شبه كاملة، لم يعرف عنها أحد شيئًا، حتى جاء يوم 16 يوليو 1988، حين وُجدت متوفاة داخل شقتها، بعد ثلاثة أيام من رحيلها، في صمت يشبه صمتها الطويل بعد الاعتزال.
تراث لا يُنسى
رغم النهاية الحزينة، تبقى زينات علوي واحدة من العلامات المميزة في تاريخ الرقص الشرقي والفن المصري عمومًا. بحضورها الأنيق، وموهبتها الفطرية، وأسلوبها المميز، صنعت لنفسها مكانة خالدة بين راقصات وفنانات جيلها.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
مجازر طائفية في الساحل السوري تقتل 1500 علوي
صراحة نيوز- في واحدة من أشد موجات العنف الطائفي منذ سنوات، كشفت وكالة “رويترز” عن تفاصيل مروعة لمجازر استهدفت مدنيين علويين في الساحل السوري خلال مارس 2025. التحقيق المدعوم بشهادات وتقارير أممية يكشف مقتل نحو 1500 شخص في هجمات منسقة نفذتها فصائل مرتبطة بالحكومة السورية الجديدة، وسط اتهامات بتطهير طائفي وتواطؤ رسمي.
ووفق التحقيق الصحفي الذي نُشر في 30 يونيو 2025، استهدفت الحملة العنيفة المدنيين العلويين بين 7 و9 مارس في أكثر من 40 موقعًا بمحافظتي اللاذقية وطرطوس. شهدت المجازر عمليات إعدام ميدانية للرجال، وقتل النساء والأطفال، وإحراق منازل وتشويه الجثث. وفي إحدى القرى فقط، قُتل 157 شخصًا خلال ساعات قليلة.
وثق التحقيق شهادات ناجين، مقاطع فيديو مسربة، وصور أقمار صناعية، وأشار إلى أن المهاجمين كانوا يفرّقون بين المدنيين بناءً على هويتهم الطائفية، بسؤالهم: “هل أنت سني أم علوي؟”، ما وصفته “رويترز” بأنه تطهير طائفي واسع النطاق.
كما بيّن التحقيق تورط فصائل متشددة تضم مقاتلين أجانب، بعضها خاضع لعقوبات دولية. ورغم نفي الحكومة الجديدة استهداف العلويين كطائفة، أظهرت وثائق مسربة تنسيقًا بين هذه الفصائل ومؤسسات رسمية، بما فيها وزارة الدفاع، ما يثير تساؤلات عن تورط قيادات عليا.
الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع أدان هذه الانتهاكات في خطاب رسمي، متوعدًا بالمحاسبة الشاملة حتى لو طالت مقربين منه. لكن التحقيقات الحكومية لا تزال معلقة، وسط ترقب وغموض.
وفي تقرير أولي للجنة تقصي الحقائق التابعة لمجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة صدر في يونيو 2025، وُجدت “دلائل قوية على جرائم ضد الإنسانية ذات طابع طائفي”، وطالبت اللجنة بتحقيق دولي مستقل ومحاسبة المسؤولين.
وأدى العنف إلى تهجير آلاف العلويين من قراهم، مع استقدام نازحين من طوائف أخرى، ما يثير مخاوف من تغيير ديموغرافي يهدد التوازن المجتمعي في الساحل السوري.
واختتم التحقيق بتأكيد أن تحقيق العدالة والمساءلة الشفافة لجميع المسؤولين عن هذه الجرائم، بغض النظر عن انتماءاتهم، هو الطريق الوحيد نحو استقرار سوريا.