مرتضى الغالي
لا بد أن يعرف الشعب السوداني حقيقة الكائن (شمس الدين كباشي) نائب القائد العام للجيش السوداني..وطبيعة هؤلاء البشر الذين وضعتهم الأقدار في هذه المناصب..وحقيقة السلطة التي تآمروا لاغتصابها بليل..وأصبحت بين أيديهم مصائر هذا الوطن الكبير العزيز..!
لا بد من معرفة ما فعله كباشي في البحرين في لقائه مع ممثل قوات الدعم السريع.

.وما قاله فور عودته إلى السودان..لتظهر حقيقة (مُعراكة) الكذب والخذلان التي (دعك) بها كباشي وجهه..!
لا بد من معرفة ذلك حتى نعلم مع مَن نتعامل..؟! وما قيمة أن يتم تعاهد أو حوار أو اتفاق مع هذه الشاكلة التي تتحدث باسم الجيش وترتعد فرائصها رعباً وتضع أنفها في ذات الوقت تحت سنابك وأظلاف الكيزان..!
وما يلي هو خلاصة اتفاق كباشي مع ممثل قوات الدعم السريع عبدالرحيم دقلو (اتفاق المنامة) نضعه هنا أمام الشعب..وقد تم نشر الاتفاق في صحيفة (الشرق الأوسط ) الغراء بعد أن حصل على تفاصيله الصحفي القدير الأستاذ احمد يونس...!
الاتفاق يتكوّن من (22 بنداً) وتم توقيع كباشي عليه في 20 يناير 2024..وهو اتفاق بين "نائب القائد العام للجيش السوداني" و"القائد الثاني لقوات الدعم السريع"..!
مفاوضات كباشي مع الدعم السريع كانت في العاصمة البحرينية في أيام 6 و18 يناير وانتهت بالتوقيع على اتفاق من 22 بنداً
ومن بنوده ما يلي:
تكوين جيش موحّد مهني وقومي بدون انتماء سياسي وتوجهات إيديولوجية (المادة 7 من الاتفاق)
القبض على المطلوبين وتسليمهم للمحكمة الجنائية الدولية
إعادة القبض على الفارين من السجون بمن فيهم عمر البشير واحمد هارون وآخرون (المادة 17 و18)
تفكيك نظام الثلاثين من يونيو (المادة 11)
إقامة حوار وطني شامل باستثناء المؤتمر الوطني وواجهاته والحركة الإسلامية وعزلهم عن المرحلة الانتقالية
بناء وإعادة تأسيس القوات الأمنية النظامية (جهاز الشرطة والمخابرات)
الاعتراف بالخسائر الفادحة التي سببتها الحرب
رفع المعاناة عن كاهل الشعب السوداني
عدالة توزيع الفرص بين السودانيين
الوصول لحلول للأزمة تنهي الحرب
اعتماد مبدأ العدالة الانتقالية والمحاسبة وجبر الضرر والتعويض وإعادة بناء ما دمّرته الحرب
الحفاظ على وحدة البلاد والحكم الفيدرالي
الشعب هو مصدر السلطات
اعتماد (إعلان جدة الإنساني) لحماية المدنيين
محاربة خطاب الكراهية والعنصرية وتجريم العنف والتطرف والخروج عن الشرعية وتقويض النظام الديمقراطي
اعتماد سياسة خارجية متوازنة وفق المصالح العليا وحسن الجوار ومحاربة الإرهاب
الاتفاق يحمل عنوان (وثيقة مبادئ وأسس الحل الشامل للأزمة السودانية)..!
**
هل يستطيع كباشي أن ينفي هذا الاتفاق..؟!
هل نفى الجيش الاتفاق بعد شهر من توقيعه..؟!
كان المنتظر بعد عودة كباشي من البحرين أن يخطر الشعب بتفاصيل الاتفاق الذي قام بتوقيعه بصفته نائباً للقائد العام للجيش السوداني..!
ولكن الرجل معذور فهو كوز مرعوب في قبضة كيزان..!
من الذي يعمل في العلن..؟! ومن الذي يعمل في الظلام ويلتقي سراً بمن يلتقي..؟!
هل هو كباشي أم قوى إعلان الحرية والتغيير..؟!
ألم توقع يا رجل على الاتفاق بحضور دول أخرى قبل أن تعود للسودان وتصفها بأنها دول أعداء تساند المليشيا..؟!
في انتظار أن ينفي كباشي توقيعه على هذا الاتفاق.. ويشرح أسباب عودته الخائبة و(تملّصه المُشين)..!!
إذا كنت تخاف فلماذا قمت بالتوقيع..؟!
لماذا هربت من القيادة وذهبت للتفاوض مع الدعم السريع في البحرين..؟!
هل يريد البرهان وكباشي والعطا التفاوض مع الدعم السريع..أم إبادته أولاً.. ثم التفاوض معه..؟!!
نريد فقط أن نفهم..!..؟!
الجيش للثكنات وكل المليشيات تنحل..الله لا كسّبكم ..اللهم لا ترفع للكيزان راية.. ولا تحقق لهم غاية ..وأجعلهم للعالمين آية.....الله لا كسّبكم..الله لا كسّبكم..!!

[email protected]  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

النفط يُحمى.. والشعب السوداني يترك للمجهول!

ابراهيم هباني

في السودان لا يحتاج المرء الى جهد كبير ليفهم ما الذي يجعل الاطراف المتحاربة تتفق بسرعة، وما الذي يجعلها تختلف حتى اخر مدى.

يكفي النظر الى ما جرى في هجليج، وما جرى قبله في الفاشر وبابنوسة، ليتضح ان اولويات الحرب لا علاقة لها بحياة الناس، بل بما فوق الارض وتحتها.

في هجليج، انسحب الجيش السوداني الى جنوب السودان، ودخلت قوات الدعم السريع الحقل بلا مقاومة كبيرة، ثم ظهر رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت ليؤمن المنشاة الحيوية التي يعتمد عليها اقتصاد بلاده.

ولم يحتج الامر الى جولات تفاوض او بيانات مطولة. اتفاق سريع، وترتيبات واضحة، وهدوء مفاجئ. السبب بسيط: الحقل شريان لبلدين، وله وزن في حسابات دولية تتابع النفط اكثر مما تتابع الحرب.

لكن الصورة تختلف تماما عندما نعود الى الفاشر. المدينة عاشت اكثر من خمسمئة يوم تحت الحصار. 500 يوم من الجوع والانهيار، بلا انسحاب من هذا الطرف او ذاك، وبلا موافقة على مبادرة لتجنيبها الحرب. سقطت الفاشر لانها ليست هجليج. لا تملك بئرا، ولا انبوبا، ولا محطة معالجة. ولذلك بقيت خارج الحسابات.

وبابنوسة قصة اخرى من النوع نفسه. المدينة ظلت لما يقارب 680 يوما بين حصار واشتباكات وانقطاع، ثم سقطت نهائيا.

وخلال ذلك نزح منها ما لا يقل عن 45 الف شخص. ومع ذلك لم تعلن وساطة عاجلة، ولا ترتيبات لحماية المدنيين، ولا ما يشبه العجلة التي رأيناها في هجليج الغنية بالنفط!

بابنوسة، مثل الفاشر، لا تضخ نفطا، ولذلك لم تجد اهتماما كبيرا.

دولة جنوب السودان تحركت في هجليج لانها تعرف ان بقاءها الاقتصادي مرتبط بانبوب يمر عبر السودان.

والصين تراقب لان مصالحها القديمة في القطاع تجعل استقرار الحقول مسألة مهمة.

اما الاطراف السودانية، فاستجابت بسرعة نادرة عندما تعلق الامر بالبرميل، بينما بقيت المدن تنتظر نصيبا من العقل، او نصيبا من الرحمة.

المعادلة واضحة. عندما يهدد النفط، تبرم الترتيبات خلال ساعات. وعندما يهدد الناس، لا يحدث شيء. هجليج اخليت لانها مربحة. الفاشر وبابنوسة تركتا لان كلفتهما بشرية فقط.

والمؤسف ان هذا ليس تحليلا بقدر ما هو وصف مباشر لما حدث. برميل النفط حظي بحماية طارئة، بينما المدن السودانية حظيت بالصمت.

وفي نهاية المشهد، يبقى الشعب السوداني وحيدا، يواجه مصيره بلا وساطة تحميه، وبلا اتفاق ينقذه، وبلا جهة تضع حياته في اولوياتها.

هذه هي الحكاية، بلا تجميل. النفط يوقع له اتفاق سريع. الشعب ينتظر اتفاقا لم يأت بعد.

الوسومإبراهيم هباني

مقالات مشابهة

  • ما أفق المرحلة الثانية من اتفاق غزة؟
  • الجيش السوداني يتهم «الدعم السريع» بقتل جنود أمميين في كادقلي
  • عاجل .. البرهان يعلق على تظاهرت الشعب السوداني لدعم القوات المسلحة
  • قوات الدعم السريع تنفي مسؤوليتها عن استهداف مقر أممي في كادوقلي
  • معاناة بلا نهاية.. الشعب السوداني يعيش أعمق أزمة إنسانية
  • النفط يُحمى.. والشعب السوداني يترك للمجهول!
  • فرض عقوبات على قادة الدعم السريع السوداني
  • الجيش السوداني يُدمر ارتكازات ومعدات عسكرية للدعم السريع
  • الأغذية العالمي: اتفاق مبدئي مع الدعم السريع لدخول فرق الإغاثة للفاشر
  • السيسي وملك البحرين يؤكدان حتمية إعادة إعمار غزة وتنفيذ اتفاق ترامب كاملا