عربي21:
2025-07-06@10:55:47 GMT

العدوان على غزة بين فشل الأهداف وتخبط الوسائل

تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT

بعد اليوم الـ137 للعدوان النازي على قطاع غزة، لا يزال جيش الاحتلال ومن ورائه الطبقة العسكرية والسياسية يتخبط في رمال غزة، فلا يجد سبيلا لإنهاء الحرب، لأن إنهاءها، كما يرى نتنياهو واليمين المتطرف، من شأنه أن يمنح حركة حماس صورة النصر، في حين يخرج جيش الاحتلال بالهزيمة من دون تحقيق أهدافه التي رسمها لنفسه قبل بداية العدوان.



أتصور شخصيا بأن نتنياهو كان يدرك جيدا أن دخول غزة ليس كالخروج منها، وكان يدرك بأن اجتياح القطاع سيمني جيشه بخسائر فادحة، وبأن حركة حماس وبقية الفصائل، لن تتركه يخرج من غزة بدون تكبيده خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، إلا أنه كان مضطرا لاجتياح القطاع لأسباب منها:

1- إرضاء شركائه من اليمين المتطرف.

2- إبعاد شبح المساءلة والتحقيق في المسؤولية عن طوفان الأقصى، وإطالة عمر حكومته.

نتنياهو كان يدرك جيدا أن دخول غزة ليس كالخروج منها، وكان يدرك بأن اجتياح القطاع سيمني جيشه بخسائر فادحة، وبأن حركة حماس وبقية الفصائل، لن تتركه يخرج من غزة بدون تكبيده خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، إلا أنه كان مضطرا لاجتياح القطاع
3- الأمل بتحرير الأسرى أو بعضهم للدعاية السياسية.

4- إعادة الأمن إلى مستوطنات غلاف غزة.

5- القضاء على حماس وحركات المقاومة الأخرى.

وربما استطاع نتنياهو تحقيق الهدفين الأولين اللذين لا يصبان في مصلحة الشعب اليهودي والمصلحة العامة للكيان، كذلك فقد حقق هدفا غير معلن رسميا، وهو الانتصار الكبير على دم الأطفال والنساء، وعلى الصفيح والإسمنت، بما جعله منبوذا من المجتمعات والأفراد في كل بقعة من بقاع الأرض، فما يمر يوم لا نشهد فيه تظاهرات كبرى في عواصم أمريكا وأوروبا وكثير من دول العالم، ووقفات احتجاجية أمام سفارتي الولايات المتحدة والكيان المحتل.. ناهيك عن تصدي الجمهور للمتحدثين من الصهاينة ومؤيديهم في كل منبر يعتلونه للحديث عن الحرب وتداعياتها، وكذلك في البرلمانات والجامعات، وحيثما وافق الحالُ الحالَ.

إن قرارات نتنياهو مرهونة بالإرادة اليمينية المتطرفة التي يتوقع المحللون خروجها من الائتلاف في اللحظة المناسبة القادرة على منحهم صورة المخلص للأهداف الصهيونية، الحريص على مصالح الكيان، وكذلك الأمر بالنسبة لنتنياهو الذي ضاق ذرعا بإملاءاتهم واضطراره للاستجابة لها، خشية انفراط عقد الحكومة في الوقت الخطأ، حسب تصوره؛ فهو ائتلاف مؤقت هش، ينتظر اللحظة المؤاتية التي تسمح لأي من الطرفين بالانسحاب؛ ليعود بعدها نتنياهو لائتلافه القديم كما يتصور بعضهم، إلا أن تراكم المشكلات والخلافات لن يسمح لنتنياهو بتمرير مخططاته، وغالبا ما سيسقط سقوطا مدويا؛ فهو الخاسر الأكبر في كل الحالات، بعد أن فقد ثقة الغالبية من الشعب اليهودي والمجتمع الدولي الذي سيتركه يواجه مصيره..

تراكم المشكلات والخلافات لن يسمح لنتنياهو بتمرير مخططاته، وغالبا ما سيسقط سقوطا مدويا؛ فهو الخاسر الأكبر في كل الحالات، بعد أن فقد ثقة الغالبية من الشعب اليهودي والمجتمع الدولي الذي سيتركه يواجه مصيره
لم يكن لجيش الاحتلال ليستمر في عدوانه كل هذا الوقت لولا الدعم الغربي وخصوصا الأمريكي والبريطاني، ولولا "الدور اليهودي الوظيفي" لزمرة الخيانة العربية، كما سماه عبد الوهاب المسيري، فما كان لجيش الاحتلال أن يستمر في عدوانه كل هذا الوقت، لولا الدعم العسكري واللوجستي من الولايات المتحدة، ولولا التآمر الذليل من قبل الدول العربية المطبعة، لا سيما وهو يواجه حرب عصابات لم يعتد عليها، ولم يستطع التعامل معها إلا بالقصف العشوائي واتّباع سياسة الأرض المحروقة.

لقد فشلت كل أساليب قوات الاحتلال في اختراق حقيقي وحاسم لجسم المقاومة الصلب الذي واجه الدبابات والمدرعات من المسافة صفر وقتل وجرح الآلاف من جنوده وضباطه، وفشلت في تحرير الأسرى، كما فشلت في الوصول إلى قيادات المقاومة من كل فصائلها، واستقوت على الأطباء والكوادر الطبية والمسعفين وسيارات الإسعاف، وقامت بكل ما يؤشر بوضوح على الإبادة الجماعية وجريمة الحرب، ضاربة بعرض الحائط كل المواثيق الدولية وقوانين الحرب. والاحتلال يعلم أنه في النهاية سيخرج من أزماته مع المجتمع الدولي بلا مسؤولية؛ معززا بالدعم الأمريكي والفيتو اللعين.

وفشل الاحتلال للمرة الأولى، ربما، في إقناع المجتمع الدولي بما يقوم به من عمليات إبادة ممنهجة ضد المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ، وتمكنت كاميرات الناشطين عربا ويهودا من فضح كثير من أساليب الإجرام التي مارسها جيشهم من إعدام ميداني لأطفال ونساء وشيوخ بدم بارد، وقد ثارت عاصفة من الاستهجان والاشمئزاز لدى المجتمع الغربي وهم يسمعون جنديا صهيونيا يقول: "قتلت اليوم طفلة عمرها 12 عاما، وقد كنت حزينا لأنني لم أجد طفلا رضيعا لأقتله"؛ ما هيّج عليهم أحرار العالم الذي اكتشف لأول مرة كم كان ساذجا ومغيبا بسبب الإعلام المخادع الذي كانوا يثقون به؛ فقد بات إعلامهم اليوم عاجزا، بل محبطا بسبب عجزه عن إيصال الرسائل الكاذبة التي اعتاد على بثها في السنوات الخالية، والتي كانت قادرة على إقناع المجتمعات الغربية بها، في ظل غياب الوجه الحقيقي لما كان يحدث.

إلى ذلك فقد عجزت بقوات الاحتلال من جلب الأمن لمستوطنات قطاع غزة التي ما زالت تتعرض بين الحين والآخر للقصف الصاروخي وقذائف الكاتيوشا، بل إن هذا العدوان الإجرامي العنصري جلب للمجتمع الصهيوني مزيدا من العنت والمعاناة، بعد تدخل حزب الله بات إعلامهم اليوم عاجزا، بل محبطا بسبب عجزه عن إيصال الرسائل الكاذبة التي اعتاد على بثها في السنوات الخالية، والتي كانت قادرة على إقناع المجتمعات الغربية بها، في ظل غياب الوجه الحقيقي لما كان يحدثفي المعركة التي اضطرت الكيان المحتل إلى إخلاء مستوطنات الشمال الفلسطيني؛ مما شكل عبئا إضافيا وأحدث خلخلة قوية في تركيبة الكيان السكانية، وما نتج عن ذلك من تحمل كلفة مادية ومعنوية عالية باستضافة هؤلاء الفارين من جحيم صواريخ المقاومة في الفنادق والشقق المفروشة، والذين يقترب عددهم من مليون مستوطن.

لم تتمكن قوات الاحتلال الفاشية من تأمين مستوطناتها، أو الوصول إلى قناعة مفادها أن هذه الحرب ستجعل غزة عاجزة عن تهديدها في المستقبل، وهو ما يضع نتنياهو في حرج شديد، ويجعله يتصرف بشكل هستيري لتحقيق بعض أهدافه التي تقنع المجتمع الصهيوني بأنه حقق له نوعا ما من الانتصار، ضمن أهداف الحرب المجمع عليها من الطبقة السياسية. إلا أن المقاومة التي أثخنت في جنود الاحتلال، وأسقطت عددا كبيرا من القتلى والمصابين وتسببت في أكثر من ألف معاق، لن تسمح لنتنياهو بتحقيق انتصار صغير على قواتها، أو الوصول إلى الأسرى، أو إلى قياداتها.

حتى اليوم لم تحقق قوات الاحتلال أيا من أهدافها العسكرية، وباءت بالفشل؛ فانتقمت من النساء والأطفال، وتلك سياسة المهزوم اليائس والمجرم عديم الضمير والإنسانية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة نتنياهو المقاومة إسرائيل غزة نتنياهو جرائم المقاومة مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المجتمع الدولی کان یدرک إلا أن

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يصف رد حماس بـغير مقبول وعائلات الأسرى الإسرائيليين يستنجدون بترامب

وصف مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التعديلات التي تطلب حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إدخالها على المقترح القطري لوقف إطلاق النار بـ"غير المقبولة ". ومن جانب آخر، ناشدت عائلات الأسرى الإسرائيليين الرئيس الأميركي دونالد ترامب عدم السماح -لما وصفته بقوى الشر في إسرائيل- باستمرار الحرب في غزة.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية أفادت -مساء أمس السبت- بأن إسرائيل قررت إرسال وفد التفاوض إلى العاصمة القطرية لمناقشة تفاصيل مقترح وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، بعدما تلقت رد حركة حماس.

وقال بيان لمكتب نتنياهو إنه تسلم الليلة الماضية "التعديلات التي تطلب حماس إدخالها على المقترح القطري لوقف إطلاق النار" مؤكدا أنها غير مقبولة.

وأضاف البيان أنه تم قبول الدعوة لإجراء محادثات لإعادة الأسرى على أساس المقترح القطري الذي وافقت عليه إسرائيل، لافتا إلى أن فريق وفد التفاوض الإسرائيلي سيغادر اليوم لإجراء محادثات في الدوحة.

نتنياهو إلى واشنطن

ومن المقرر أن يتوجه نتنياهو صباح غد إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي في البيت الأبيض يوم الاثنين، وفقا للإعلام الإسرائيلي.

وذكرت هيئة الإذاعة الإسرائيلية أن "الحكومة لم ترفض رد حماس بشكل شامل، وترى أن هناك ما يمكن العمل عليه".

وفي الأثناء، دعا وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير رئيسَ الحكومة إلى التراجع عما سماه مخطط الاستسلام والعودة إلى خطة الحسم.

وقال بن غفير -في منشور على منصة "إكس"- إن الطريقة الوحيدة للحسم واستعادة الأسرى هي احتلال قطاع غزة بشكل كامل ووقف المساعدات وتشجيع هجرة الفلسطينيين.

كما شدد الوزير الإسرائيلي على أن وعد نزع سلاح القطاع بصفقة تشمل انسحاب الجيش والإفراج عن "إرهابيين" يبعد إسرائيل عن تحقيق الهدف و"يكافئ الإرهاب".

رد حماس

ومساء الجمعة، قالت حماس إنها سلمت الوسطاء ردها على المقترح بعدما أكملت بخصوصه مشاوراتها الداخلية ومع الفصائل والقوى الفلسطينية.

إعلان

ووصفت حماس ردها على المقترح بأنه "اتسم بالإيجابية" وأكدت "الجاهزية بكل جدية للدخول فورا في جولة مفاوضات حول آلية تنفيذ" المقترح.

ولم تتحدث مصادر رسمية عن تفاصيل رد حماس، لكن هيئة الإذاعة الإسرائيلية نقلت -عن مصادر لم تسمها- أن حماس تتمسك بـ3 مطالب أساسية لتعديل بنود الاتفاق.

وأوضحت أن المطلب الأول يخص العودة إلى نموذج توزيع المساعدات الإنسانية السابق، والثاني يتعلق بما سيحدث بعد انقضاء فترة الـ60 يوما من وقف إطلاق النار، إذ ترى إسرائيل أن انتهاء المدة من دون اتفاق يسمح لها باستئناف الحرب، في حين تتمسك حماس بتمديد وقف إطلاق النار ما دامت المفاوضات مستمرة.

أما المطلب الثالث، فإنه يركز على خريطة انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، إذ تطالب حماس بانسحاب واضح وملموس من المناطق التي ينتشر فيها جيش الاحتلال داخل القطاع.

مناشدة ترامب

في المقابل، جددت عائلات الأسرى الإسرائيليين مناشدتها للرئيس الأميركي بممارسة كل الضغوط لإتمام المفاوضات وصولا إلى صفقة شاملة، تعيد جميع الأسرى من غزة دفعة واحدة، ودعته لعدم السماح لمن سمتهم "قوى الشر" في إسرائيل بمواصلة الحرب، وعرقلة المساعي لإنجاز صفقة تبادل.

وقد اتهمت عائلات الأسرى حكومة نتنياهو بانتهاج سياسة تسببت بمقتل عدد من الأسرى. وطالبت بإعادة من تبقى منهم أحياء بشكل فوري.

كما دعت للخروج إلى الشوارع للضغط على حكومة نتنياهو لإبرام صفقة شاملة وإنهاء الحرب.

ومساء أمس، تظاهر عشرات الآلاف من الإسرائيليين في عدة مدن بينها تل أبيب والقدس وحيفا، للمطالبة بالتوصل إلى اتفاق شامل يضمن عودة جميع الأسرى، مشيرة إلى أن جميع الأسرى الـ50 في حالة إنسانية صعبة وحذرت من أن بعضهم يواجه خطر الموت أو الاختفاء.

كما عبرت عيناف تسنغاوكر (والدة أحد الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة) عن القلق الشديد على حياة الأسرى نتيجة استمرار الضغط العسكري الإسرائيلي في القطاع.

وطالبت تسنغاوكر بوقف الحرب فورا، وإجراء مفاوضات سريعة تضمن عدم بقاء أي "مختطف" في غزة.

وتقدر إسرائيل وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، في وقت يقبع بسجونها آلاف الفلسطينيين الذين يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا أودى بحياة عديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال حرب إبادة جماعية على سكان قطاع غزة، أسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 57 ألف شخص وإصابة أكثر من 135 ألفا، وتشريد كل سكان القطاع تقريبا، وسط دمار لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية، وفقا لما وثقته تقارير فلسطينية ودولية.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يصف رد حماس بـغير مقبول وعائلات الأسرى الإسرائيليين يستنجدون بترامب
  • مكتب نتنياهو: التغييرات التي تطلبها حماس "غير مقبولة" لدينا
  • نتنياهو والقبول بوقف القتال.. ما الذي تغير؟
  • حماس: توافق وطني شامل على رد موحد لوقف العدوان على غزة
  • أمل الحناوي: اتفاق وشيك لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة بعد 21 شهرًا من الحرب
  • العراق يجدد وقوفه مع إيران من خلال إبعاد الحرب عنها بكافة الوسائل
  • “حماس”: سلمنا ردنا الذي اتسم بالإيجابية للوسطاء وجاهزون للتفاوض حول التنفيذ 
  • ترامب: أريد الأمان لأهالي غزة.. تصريحات تسبق زيارة نتنياهو إلى واشنطن
  • نتنياهو يرغب في صفقة بأي ثمن وترقب لرد لحماس
  • لماذا أصبح تحقيق أهداف إسرائيل التكتيكية أصعب في غزة؟