سودانايل:
2025-10-14@23:13:47 GMT

دولة الكيزان في بورتسودان !!

تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT

لقد جعل الفلول مدينة بورتسودان الجميلة بيئة فاسدة بامتياز..!! بورتسودان تغر السودان الباسم الوضيء التي كان يقول عنه سيد عبد العزيز (في الشرق المينا العظيمة.. بيها الثغر بسَم دلال) جعل منها الكيزان الآن مرتعاً وخيماً لاستئناف ما درجوا عليه من فساد وإفساد حيثما حلّوا وأقاموا..!
بورتسودان حالياً حالها حال (المدينة الدستوبية) كما يقولون في مصطلحات الأدب الروائي العالمي عن حالة المكان الخبيث (غير المرغوب فيه) الذي (يعشعش) فيه الفساد وتسوده الفوضى والشر المطلق ويبعث على الخوف وينذر بالمهالك.

.ويتسيّده الأقزام وتتهدده الكوارث..وتنطلق فيه غيلان الخراب والقمع والفقر والمرض، ويدير أمره المعاتيه ومعتلو الضمير ومرضى النفوس من شياطين الأنس..بحيث تقود هذه البيئة الوبيلة إلى أن يتجرّد فيها بعض البشر من آدميتهم ويتناسون إنسانيتهم وينحدرون إلى قاع الانحطاط شأنهم شأن المسوخ التي تناجز بعضها وتتناحر حول العظام والفتات..!
(الدستوبيا) بهذا المعنى تناقض الخصائص المقابلة لـ (اليوتوبيا)..وهي المدينة الفاضلة في الخيال الأدبي الإنساني التي تتجلى فيها القيم النبيلة والمشاعر السامية والكرامة المُصانة..! الله لا كسّبكم..!
هكذا أصبحت (دولة الكيزان في مدينة بورتسودان) فساد سياسي..وفساد اقتصادي.. وفساد اجتماعي..وفساد في الإدارة وفساد في البيئة..وانتشار كثيف للسرقات والاختلاس والسطو والسلب والنهب والمحاباة والمحسوبية والابتزاز والاحتكار والتزوير والتزييف والمغالاة والغلول و(بيع الغُرر) واستباحة المال العام بأسماء مختلقة لموظفين وهميين وإيجارات وهمية وبدلات وترقيات من وحي الخيال..وفوضى مريعة في مفاصل وزارات الانقلاب ومكاتبها وفروعها وإداراتها وبنوكها وصرافاتها السرية والعلنية التي تتاجر في العملات وفي (جيوب المواطنين) المقيمين والعابرين..!
هكذا اجتمعت في بورتسودان القيادات العسكرية الهاربة من الخدمة للتفرغ لممارسة (السُباب والردحي) ومواصلة النهب..ومعهم ولاة ذممهم برخص التراب..وإداريون وسكرتارية أعادت سيرة دواوين الإنقاذ في عهد فسادها الأكبر..! ومع هؤلاء تجار أزمات ومحتكرون من الكيزان يشربون دماء المواطنين..(يمنعون الماعون)..ولكنهم يحبون النهب حُباً جمّاً..ويأكلون التراث أكلاً لمّاً..!
وفي معية هؤلاء سماسرة من كل صنف ولون..و(نكرات عطالى) قادمون من القاهرة يحسبون أنفسهم في السلك السياسي وهم من الرعاع الذين لفظتهم عوائلهم.. وأصحاب عقارات نقل إليهم الكيزان أسوأ ما ينطوي عليه الأبالسة وأغنياء الحرب من فنون الجشع والمغالاة واستغلال حاجة الناس و(تصفير) جيوب العباد...!
ومع كل هؤلاء وأولئك (جبريل إبراهيم)..ثم مالك عقار (الذي أجاز قصف المدنيين)..‍! وإذا أضفت إليهم البرهان وياسر العطا وكباشي والوزراء المكلفين والوكلاء ومديري الإدارات و(أصحاب المواتر) وبقايا المؤتمر الوطني (وزيارات اركو مناوي) ستعرف من باب علم اليقين ما أصبحت عليه بورتسودان...وتعرف عندها معنى الجحيم.. ثم سوف تراه (عين اليقين)..!!
قرأنا مقالاً يقطر بالوجع والأسى لكاتب أريب لم يذكر أسمه وهو يحكي عن (بورتسودان تحت الحصار) وعن دمار القيم والفضائل واغتيال الأخلاق والمروءة..وعن الإجراءات التي تمارسها حكومة جبريل إبراهيم من جباية وضرائب وعشور وقبانة وأتاوات..ورسوم شهادات المواليد والوفيات وشهادات الدراسة..ثم تصعيب الحصول عليها لإنعاش (سوق الكيزان الموازي) وفساد بعض صغار الموظفين وكبارهم تحت أعين جبريل وحكومته..!
ولكن هناك واقعة واحدة مضحكة ومبكية إلى حد الفجيعة تلخص لك كل هذه (اللمة والهيلمة)..وهي واقعة لقاء وزير الداخلية مع مجموعة شركات استشارية ألمانية (كما قال) لتعمير السودان بعد الحرب..!
السودان يحترق والناس يُقتلون كل يوم داخل بيوتهم وفي الشوارع والميادين والقرى والمدن والفرقان وحكومة البرهان تعلن كل يوم عن مواصلة الحرب..ووزير الداخلية الموجود في بورتسودان يتحدث عن إعمار السودان مع مجموعة ألمانية للخدمات والاستشارات يسميها الوزير (الوفد الألماني)..!
وللاختصار نقول إن ادعاء وزير الداخلية إدعاء كاذب..هذه ليست مجموعة ألمانية..! ورئيس هذه المجموعة الوهمية اسمه (حسين سليمان) - حتى وكالة سونا أقرّت بذلك- وهو سوداني (وليس من الجنس الآري) تحدثت المصادر بأنه يملك تسجيل شركة عائلية..!!
هل هذا الرجل هو الذي يريد إعمار السودان..؟!
وما علاقة وزير الداخلية بشركات البناء والاستثمار..؟!
يا ساتر...! هناك (ريحة سمك قوية) قادمة في الطريق...الله لا كسّبكم..!!

murtadamore@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

طبيب غزاوي للوموند: هذه هي المعركة التي تنتظرنا بعد انتهاء الحرب

"يبدو الأمر كما لو أن زلزالا دمّر مدينة غزة، هناك الكثير من الأنقاض التي تملأ الشوارع بحيث يصعب المشي، من المستحيل أن تمر سيارة بسهولة"، بهذه الكلمات لخص جراح العيون محمد مسلّم لصحيفة لوموند الفرنسية الأوضاع في غزة بعد انتهاء الحرب التي استمرت لعامين كاملين.

وقالت لوموند إن الدكتور مسلّم (40 عاما) كان في حالة من الذهول عند دخوله غزة، وهي صدمة عاشها كل من دخل المدينة من جيرانه وأصدقائه، كما أكد للصحيفة في حوار عبر الهاتف.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الدويري يحذر العائدين لشمال غزة من مخلفات جيش الاحتلالlist 2 of 2نصف مليون يعودون إلى غزة وأرقام صادمة عن الدمار الهائلend of list

وأضاف الطبيب "حيثما وليت وجهك ترى أنقاضا في كل مكان".

 

وتابعت أن الدكتور مسلّم اضطر الشهر الماضي لمغادرة منزله بغزة رفقة زوجته وأطفاله الـ3 بسبب القصف الإسرائيلي الذي لم ينقطع، ولجأت الأسرة إلى منطقة قريبة، لكن شدة القصف دفعتهم إلى المغادرة "بقلوب مكسورة، وشعور بأننا لن نرى مدينتنا مرة أخرى".

وانتهى به الأمر باستئجار شقة باهظة الثمن في دير البلح، في وسط القطاع، مع عائلته وبينهم والداه المسنّان اللذان يحتاجان إلى رعاية طبية.

عاد الدكتور مسلّم -تتابع لوموند- إلى غزة مشيا على الأقدام مع آلاف النازحين بعد بدء اتفاق وقف إطلاق النار، ليفاجأ بالوضع الكارثي للمدينة، وتساءل في حديثه للصحيفة "كيف سنقوم بالإصلاح في غياب الأسمنت؟ في أي ظروف سنعيش في ديارنا؟ أين سيعود أولئك الذين لم يعد لديهم منازل؟".

وندد مسلّم بسياسة العقاب الجماعي والتطهير العرقي والإبادة الجماعية التي تعرض لها الفلسطينيون في غزة خلال عامين من الحرب التي شنتها إسرائيل، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 67 ألف شخص، بحسب ما صرح به للوموند.

لم يسلم القطاع الصحي نفسه من القصف والاعتقال، فهناك 1590 شهيدا من الكوادر الصحية، بينهم 157 طبيبا.

وتساءل "ماذا فعل سكان غزة ليُعرضوا للتشريد والدمار والقصف على هذا النطاق؟".

من بين القتلى، يفكر محمد مسلّم في الطاقم الطبي الذي قُتل في الغارات الإسرائيلية، كما لا تغيب عن باله صور الجرحى في غزة الذين عالجهم.

إعلان

وصرح للوموند قائلا "في أحاديثنا بين الأصدقاء، نقول غالبا إن معركة جديدة تنتظرنا بعد انتهاء هذه الحرب، هذه المعركة هي التي يجب خوضها للتغلب على المعاناة الهائلة التي عانيناها، وعلى الحزن على أحبائنا الذين قُتلوا، ولإعادة بناء غزة، وللحصول على حقوقنا مثل عدم العيش تحت الحصار، ولإعادة حياتنا إلى مسارها الطبيعي".

استهداف الأطر الطبية

وإلى حدود أغسطس/آب الماضي ذكرت الإحصائيات الفلسطينية أن ثلثي المستشفيات باتا خارج الخدمة، وتقلصت أجهزة التشخيص والعمليات بشكل كبير، في حين اختفت الأدوية الضرورية من رفوف الصيدليات، تاركة أكثر من 300 ألف من ذوي الأمراض المزمنة في مواجهة مباشرة مع الجوع والمرض.

وأضافت وزارة الصحة في غزة وقتها أن 6 آلاف و758 من ذوي الأمراض المزمنة توفوا منذ بداية الحرب، نتيجة انقطاع العلاج أو منعهم من السفر لتلقيه.

كما سجلت المراكز الصحية 28 ألف حالة سوء تغذية خلال العام الجاري، ويدخل يوميا نحو 500 شخص المستشفيات بسبب مضاعفات الجوع.

ولم يسلم القطاع الصحي نفسه من القصف والاعتقال، فهناك 1590 شهيدا من الكوادر الصحية، بينهم 157 طبيبا. كما اعتُقل 361 من الطواقم الطبية، ولا يزال 150 منهم رهن الاعتقال، بينهم 88 طبيبا.

مقالات مشابهة

  • الدولة البتتشكّل بعد الحرب حاليّا في بورتسودان ليست ما كنّا نطمح إليه في ديسمبر
  • خبير: أوضاع اقتصادية متدنية وفساد وراء احتجاجات مدغشقر
  • بورتسودان .. «كمان وكمان»!
  • النيل الأبيض تبحث الترتيبات الخاصة باستئناف تبديل العملة في المحليات التي لم تشملها عملية الاستبدال
  • طائرات مسيرة ومركبات قتالية.. السودان يوقع صفقة شراء أسلحة بقيمة 230 مليون دولار مع دولة صديقة
  • برعاية وزير الداخلية وبمشاركة 40 دولة ومنظمة.. مؤتمر الإنتربول يناقش مستقبل العمل الشرطي
  • القدس.. الحرب التي لا تنتهي!
  • جمهورية النيل ليست جديدة
  • طبيب غزاوي للوموند: هذه هي المعركة التي تنتظرنا بعد انتهاء الحرب
  • بمشاركة 22 دولة.. وزير الداخلية يرعى بطولة العالم لرياضة الإطفاء والإنقاذ 2025