«التراث البحري» ينطلق على كورنيش أبوظبي.. اليوم
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
تامر عبد الحميد (أبوظبي)
يعود «مهرجان التراث البحري» بنسخته الثالثة، وتنطلق فعالياته اليوم في منطقة «عَ البحر» على كورنيش العاصمة بتنظيم من دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، ويستمر حتى 3 مارس المقبل.
ويحتفي الحدث بتراث أبوظبي البحري الغني، عبر تقديم برنامج حافل بالأنشطة التفاعلية الحية والألعاب التراثية والعروض الشعبية وفنون الأداء التقليدية، والأسواق والمنتجات البحرية، إلى جانب تجارب الطعام والمشروبات التقليدية، ليعيش زواره من مختلف الجنسيات والأعمار، رحلة عبر الزمن وتجربة تحاكي الحياة البحرية قديماً.
حياة الأجداد
يستحضر «مهرجان التراث البحري» حياة الأجداد حيث كان الاعتماد على الصيد والغوص بحثاً عن اللؤلؤ والتجارة، من خلال المشاهد الحية وعروض فنون الأداء التقليدية والصور المجتمعية والديكورات التي تعيدنا إلى زمن الأولين، على شاطئ كورنيش أبوظبي. ويضيء على الإبداعات والصناعات والحرف التقليدية والتجارة البحرية التي تعكس مثابرة الأجداد ممن واجهوا مصاعب الحياة وتفاعلوا معها ليصنعوا حضارة نتغنى بها، ويستلهم العديد من الأفكار من قصص الأجداد، ويستعرض جزئيات كثيرة تربط الماضي بالحاضر، وهذا ما تجسده مختلف الأقسام التي تشكل جسراً بين القديم والحديث. وقد صمِّم المهرجان على شكل «فرجان» الماضي، بأسواقه وتفاعلاته وأنشطته وفنونه ومنتجاته ومشاهد تمثيلية، وصولاً إلى المشاريع الشبابية المبتكرة.
موروث الأجداد
وخلال الجولة الإعلامية التي نظمتها دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، أمس الخميس، استعرضت رندة عمر بن حيدر، مدير إدارة المهرجانات والمنصات الثقافية في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، برنامج المهرجان الذي يحتفي بالحياة البحرية القديمة ضمن العادات والتقاليد. وأكدت أن المهرجان يشهد زخماً من الفعاليات التي تنقل صورة عن موروث الأجداد، لحفظه للأجيال عبر توثيق تفاصيل الأمس، وذلك في قالب إبداعي يبهر الحضور من مختلف الأعمار والجنسيات.
وقالت: يتيح المهرجان التعمق في حياة مجتمعنا الساحلي التاريخي من خلال الحرف اليدوية والأسواق والروايات وعروض الأداء والاستعراضات الفنية والمأكولات التراثية والفعاليات والأنشطة الملهمة.
وأضافت: يضيء «التراث البحري» في دورة هذا العام على خلطات التوابل الغنية «البزار»، التي انتقلت عبر هذه الطرق الطويلة، وتكيّفت مع الأذواق المحلية في السوق التجاري، كما يستعرض التبادلات الثقافية بين الغواصين على اللؤلؤ في منطقة الخليج العربي، والتي نعيد إحياءها على المسرح الرئيس للمهرجان في عرض مسائي مذهل تحت عنوان «في كل نهمة قصة»، ويستعرض الأنشودة البحرية التقليدية «النهمة» من أنحاء منطقة الخليج، بمشاركة أكثر من 60 فناناً. ويحتفي المهرجان هذا العام بفنون الأداء التقليدية، من خلال عدد من العروض التي تقدم يومياً، ومنها «العيالة» و«النهمة» و«الليوا».
حرف وفنون
وأوضحت رندة بن حيدر أن المهرجان يسهم في تعزيز مكانة أبوظبي على خريطة الثقافة العالمية، بدعوة الجميع إلى التفاعل مع التراث والتعرف على العادات والتقاليد من خلال سرد قصص الأجداد مع البحر، وقالت: «التراث البحري» تجربة شاملة، واحتفالية ثقافية إبداعية بتاريخنا وبيئتنا الطبيعية، من خلال الأجواء الاحتفالية والفنون الأدائية التي تعيد إحياء روح أبوظبي التاريخي الحيوي، حيث يؤدي مجموعة من الموهوبين أنشطة متنوعة تتضمن الموسيقى والعروض الفنية الحية، إلى جانب الفنون البصرية والحرف اليدوية الموجودة في كل أرجاء المهرجان، في خطوة لإعادة إحياء بيئة أبوظبي القديمة من الأساليب الحرفية التقليدية، كما يسهم في الحفاظ على المهارات التراثية القيمة ونقلها للأجيال.
فريج الصيد
وأشارت بن حيدر إلى أن المهرجان يتألف من 3 أقسام: «فريج الصيد»، «فريج التراث»، و«فريج التجارة»، وقالت: يتمكن الزوار التجول في «فريج الصيد» والتسوق ضمن مجموعة متنوعة ومنتقاة بعناية من المتاجر التي تضم منتجات بحرية ومنتجات صيد السمك، كما يعيش الزوار رحلة عبر الزمن من خلال مشاهدة عدة تجارب في هذا الفريج، منها: «سوق السمك»، «سوق البزار»، «حرف الصيد»، «محمل الاستكشاف».
فريج التراث
وتابعت: «فريج التراث» هو قلب الحرف اليدوية التقليدية، الذي ينبض بفنون الحياة اليومية، ويحتفي بها كجوهر للثقافة المحلية، من خلال «ركن الحرفيين»، الذي يتضمن عدداً من الحرف التقليدية منها «التلي»، «البدالة»، «البراقع»، «الدخون والعطور» و«الحناء»، لافتة إلى أنه تم إضافة بعض الحرف الجديدة في نسخة هذا العام مثل «القيطان والفروخة» و«المنجد»، بالإضافة إلى «الحرف البحرية» التي تتيح للزوار فرصة نادرة لمشاهدة الحرفيين والمؤدين أثناء إعادة تمثيل بناء القوارب التقليدية، ويتضمن: «صناعة المحامل»، «المجاديف»، «الحبال» و«الأشرعة».
فريج التجارة
ولفتت رندة بن حيدر إلى أن «التراث البحري» يضيء على الأعمال الحرفية والتطريزات الإماراتية الرائعة، والتي يقدمها القسم الثالث «فريج التجارة»، ويتضمن عدداً من الأنشطة، منها: «موسيقى البحر» التي توفر ورشة الآلات الإيقاعية والطبول، و«الأقمشة والتطريز» و«دروب الماضي» و«السوق».
وأشارت بن حيدر إلى أن ساحة المهرجان تستضيف بطولات يومية للألعاب الشعبية الإماراتية، ومنها: «عربانة اليريد»، «الكرابي»، «المطارحة»، «القفز»، «طاق طاق طاقية»، وذلك بمشاركة طلاب المدارس خلال فترة ما بعد الظهر، ومشاركة الجمهور خلال الفترة المسائية، ويتم تكريم الفائزين وحصولهم على جوائز قيمة.
«السيفة»
«السيفة»، منطقة الشاطئ الخاصة بالمهرجان، تقدم عدة أنشطة متميزة منها «مجالس أبوظبي»، «استعراض المحامل»، «سباقات التجديف»، «عروض فلق المحار»، «تاكسي موانئ أبوظبي المائي»، و«المقهى الساحلي» الذي يوفر تجربة تناول المأكولات على شاطئ البحر.
حماة التراث
توفر منطقة «حماة التراث» في «مهرجان التراث البحري»، فرصة للزوار للتعرف على التراث البحري الحي، وتقدم مجموعة من المتخصصين ممن حافظوا على التقاليد وتوارثوا الحرف عبر الأجيال وما زالوا يمارسونها إلى يومنا هذا، باقة من القصص والعروض منها «الطواش»، و«السنيار البحري»، التي تستعرض الحياة البحرية قديماً من غوص بحثاً عن اللؤلؤ، والأصداف البحرية والملابس التقليدية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: التراث البحري الإمارات كورنيش أبوظبي دائرة الثقافة والسياحة التراث البحری من خلال بن حیدر إلى أن
إقرأ أيضاً:
«أبوظبي للغة العربية» يمدد المشاركة في مبادرة «100 قصة من مجتمعنا»
أبوظبي (وام)
أخبار ذات صلةأعلن مركز أبوظبي للغة العربية تمديد فترة المشاركة في مبادرة «100 قصة من مجتمعنا» حتى 31 أغسطس المقبل، وذلك في ضوء الإقبال الكبير الذي شهدته، وسعياً إلى توسيع أثرها المجتمعي، وإتاحة الفرصة أمام عدد أكبر من أفراد المجتمع للإسهام في إثراء فن القصة، من خلال أعمال إبداعية مُستلهمة من واقع المجتمع الإماراتي.
كان المركز قد أطلق المبادرة خلال الدورة الـ34 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025، تماشياً مع إعلان عام 2025 «عام المجتمع»، وفي إطار رؤيته الاستراتيجية لتعزيز المحتوى الإبداعي، وتشجيع أبناء المجتمع على التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم من خلال الكتابة باللغتين العربية والإنجليزية.
ويسعى المركز من خلال هذه المبادرة إلى الاحتفاء بالمجتمع الإماراتي من خلال الأدب، وتعزيز المشهد الثقافي بالقصص الداعمة للخصوصية المجتمعية، وإفساح المجال أمام الموهوبين، من مختلف الجنسيات، لإظهار إبداعاتهم في الكتابة، وتطوير مهاراتهم، والمساهمة في تكريس مجتمع المعرفة.
وتستهدف المبادرة المبدعين من سن 18 عاماً فما فوق، على أن تتراوح القصة بين 1000 و1500 كلمة. وتُعرض المشاركات على لجنة تحكيم متخصصة ومستقلة تقوم بقراءة الأعمال وتقييمها وفق معايير الجودة والتميّز والابتكار، لاختيار أفضل 100 قصة لنشرها ضمن إصدار أدبي يوثّق هذه التجارب، مع ضمان حفظ كامل حقوق الملكية الفكرية للمؤلفين.
ويسعى "مركز أبوظبي للغة العربية من خلال هذه المبادرة إلى إبراز الثراء الثقافي والتنوّع المجتمعي في دولة الإمارات، والإسهام في تعزيز المشهد الأدبي، وتطوير مهارات الكتابة الإبداعية، وتكريس ثقافة المعرفة لدى مختلف شرائح المجتمع.