أصوات لا تتزعزع.. تقرير حقوقي يرصد معاناة المرأة السورية خلال وبعد اعتقالها
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
رصد تقرير أصدرته منظمة حقوقية سورية؛ جانبا من "محنة" النساء السوريات اللواتي مررن بتجربة الاعتقال، سواء كان ذلك خلال احتجازهن في سجون النظام السوري وما واجهنه من التعذيب وسوء المعاملة والانتهاكات الجنسية، أو بعد الإفراج عنهن.
واعتمد التقرير الصادر عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان بعنوان "أصوات لا تتزعزع"، على شهادات ثماني نساء واجهن الاعتقال في سبع محافظات سورية، ثم "أصبحن نازحات أو لاجئات في بلدان أوروبا وتركيا والداخل السوري، ممن خضن تجارب فريدة وبارزة في الأنشطة التي مارسنها بهدف تقديم الدعم لمجتمعاتهن قبل أن يتعرضن لمحنة شديدة تتجلى في الاعتقال التعسفي وما يتضمنه من تعذيب بمختلف أنماطه بما فيه العنف الجنسي والاختفاء القسري في مراكز الاحتجاز التابعة لقوات النظام السوري، نتيجة تبنيهنَّ أدوارا فاعلة منذ انطلاق الحراك الشعبي نحو الديمقراطية في آذار/ مارس 2011".
وبحسب التقرير، فما زالت ما لا يقل عن 10197 امرأة "قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة" في سوريا منذ آذار/ مارس 2011 حتى 31 كانون الأول/ ديسمبر 2023، منهن 8493 امرأة احتجزن على يد قوات النظام السوري، و255 امرأة على يد تنظم داعش، و45 امرأة على يد هيئة تحرير الشام، و878 سيدة على يد فصائل المعارضة المسلحة، و526 سيدة على يد قوات سوريا الديمقراطية.
وهذا يعني أن "النظام السوري هو المسؤول عما لا يقل عن 83 في المئة من حالات الاعتقال والاختفاء القسري مقارنة مع بقية أطراف النزاع. وهذا يدل على تعمد النظام السوري ملاحقة واعتقال/ احتجاز وإخفاء السيدات بدوافع متعددة وعلى نحوٍ مخطط ومدروس"، بحسب التقرير.
ووثق التقرير مقتل 115 امرأة بسبب التعذيب على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا منذ آذار/ مارس 2011 حتى 31/ كانون الأول/ ديسمبر 2023،
ولفت التقرير إلى تسجيل ما لا يقل عن 21 امرأة مختفية قسريا لدى قوات النظام السوري على أنهن متوفيات في دوائر السجل المدني، وذلك منذ مطلع عام 2018 حتى 31 كانون الأول/ ديسمبر 2023، كما تم تحديد هوية ما لا يقل عن 11 امرأة مختفية قسريا لدى قوات النظام السوري؛ من خلال الصور المسربة لضحايا التعذيب من المشافي العسكرية (صور قيصر)، وذلك منذ مطلع عام 2015 حتى 31 كانون الأول/ ديسمبر 2023.
كما سجل التقرير ارتكاب "أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا" ما لا يقل عن 10060 حادثة عنف جنسي استهدفت النساء، مشيرا إلى أن "النظام السوري مسؤول عن قرابة 75 في المئة من حالات العنف الجنسي المسجلة، يليه تنظيم داعش، ويعود ذلك لاستخدامهما أسلوب العنف الجنسي كأداة حرب وانتقام لترهيب المجتمع، ثم فصائل المعارضة المسلحة/قوات الجيش الوطني وقوات سوريا الديمقراطية الذين عمدوا إلى استخدام العنف الجنسي كأداة تمييزية لابتزاز الضحية وذويها".
وبحسب للتقرير، فإن عمليات اعتقال النساء التي نفذتها قوات النظام السوري جرت بطرق متعددة؛ أثناء مرورهن على نقاط التفتيش والمعابر الحدودية وتنقلهن بين المدن، أو من خلال الكمائن الأمنية عبر استدراجهن بطرق مختلفة للإيقاع بهن بهدف اعتقالهن، أو عبر مداهمة منازلهن وأماكن إقامتهن أو أماكن عملهن أو جامعاتهن، أو عبر اقتحام الأنشطة المعارضة من تظاهرات ووقفات احتجاجية، أو أثناء تأديتهن للأعمال الإنسانية كمساعدة النازحين والجرحى، أو من خلال خطفهن من الشوارع والأماكن العامة، أو عبر استدعائهن للأفرع الأمنية للتحقيق ثم اعتقالهن، أو أثناء زيارتهن لمراكز الاحتجاز المدنية لرؤية أقربائهم المحتجزين/ المعتقلين. وكذلك بعد خروجهن من المناطق التي شهدت عمليات حصار من قبل قوات النظام، ومرورهن من المعابر التي أنشأتها قوات النظام السوري.
وأشار التقرير إلى استهداف النساء على خلفية دورهن وأنشطتهن التي قمن بها من مشاركتهن في تظاهرات واعتصامات سلمية من أجل التغيير السياسي، وبمختلف الأنشطة المدنية والإعلامية والحقوقية والإنسانية، بما في ذلك تقديم المساعدات والرعاية للنازحين والجرحى والأطفال والأسر المتضررة.
ولفت التقرير إلى أن "محنة الاعتقال التعسفي لا تنتهي بخروج المعتقلات من مراكز الاحتجاز، بل تمتد آثارها إلى ما بعد خروجهن ويتعرضن لانتهاكات متعددة، وتفرض عليهن تحديات إضافية في شكل حياتهن".
وأورد التقرير ما وصفها بـ"قصص النجاح" للعديد من النساء السوريات اللواتي "واجهن الانتهاكات والتحديات بشجاعة وجرأة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية النساء الاعتقال سوريا تحديات الانتهاكات سوريا اعتقال نساء تحديات انتهاكات المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قوات النظام السوری أطراف النزاع العنف الجنسی ما لا یقل عن کانون الأول دیسمبر 2023 على ید
إقرأ أيضاً:
«إكسبو 2025» يرصد «حكايات البحر» بين المملكة واليابان
قدّم جناح المملكة في إكسبو 2025 أوساكا، فعاليةً بعنوان "حكايات البحر"، جمعت بين حضارتين بحريتين، تفصل بينهما آلاف الأميال، وتوحّدهما روح الغوص، والتراث، والصبر، في عرضٍ حيٍّ يأسر القلوب ويغوص في أعماق التاريخ،
وصَوّرت الفعاليةُ التي أقيمت في مسرح الفناء السعودي بالجناح الجوانبَ المشتركة للذاكرة الشعبية لكلٍّ من المملكة واليابان، وذلك من خلال تسليط الضوء على مهنة الغوص بحثًا عن اللؤلؤ، وما يرافقها من أعمالٍ أخرى مثل عمل "النهّام"، وهو الفنان التقليدي الذي يعمل على ظهر السفينة في تحفيز البحارة من خلال إنشاده للأهازيج الحماسية، لترفع معنويات الطاقم خلال الرحلات البحرية الطويلة، يقابلها في الجانب الياباني "غواصات آما اليابانية"، وهن النساء اللاتي اشتهرن بمهنة البحث في أعماق البحار عن اللؤلؤ، ويتمتعن بقُدراتِ تنفُّسٍ مذهلة، وجميعهم يشتركون في مغامرتهم بأرواحهم من أجل البحث عن كنوز البحار.
وجمعت الفعالية بين الأداء الحي وعروض المحتوى المرئي الذي ينعكس على خمسة جدران بارتفاع 13 مترًا، إذ سلطت الضوء على قصة الغواص السعودي وبحثه عن أكبر لؤلؤة في رحلته الممتدة لأكثر من ستة أشهر بعيدًا فيها عن أرضه وأهله وأحبابه، فيما تأتي المشاركة اليابانية في العرض بتمثيل "غواصات الآما" اللاتي ترافقهن عازفة تشيللو ومغنيان، في صورةٍ تُظهر الذاكرة المشتركة بين ثقافتي البلدين البحرية.
كما قدّمت الفعاليةُ تجربًة غامرة للزوار، تمثّلت في منحهم إمكانية التفاعل مع المعروضات والتعرف على الأدوات التقليدية المستخدمة في الغوص، مما يعزز الفهم المتبادل بين الثقافات، ويسهم في تعزيز الحوار الثقافي بين المملكة واليابان.
ولاقت الفعالية تفاعلًا كبيرًا من الحضور الذين أبْدَوْا إعجابهم بهذا التقاطع الثقافي العميق، واستشعروا الروابط الإنسانية التي تجمع الشعوب رغم اختلاف الجغرافيا واللغة.
وتميّز العرض بجماليةٍ بصرية أعادت الحياة لذاكرة البحر في كلا البلدين بطريقةٍ عصرية، من خلال الشاشات الضخمة التي نقلت الزوار إلى أعماق البحار، ترافقهم أهازيج "اليامال" الخليجية ممزوجةً بالموسيقى اليابانية التقليدية، التي أوجدت تجربةً سمعية نادرة جمعت بين الشرق الأقصى وأرض المملكة.
ويُعَدُّ جناح المملكة المشارك في إكسبو 2025 أوساكا ثانيَ أكبر جناحٍ بعد جناح الدولة المضيفة، ويتضمن ما يزيد على 700 فعالية مشتملة على العروض الموسيقية، والمسرحية اليومية، وعروض الأفلام، وفنون الأداء، وسرد القصص.