بعيد المنال|نائب وزير الدفاع الإسرائيلي: الكذبة والحقيقة حول النصر الكامل على حماس
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
في مقال رأي نشرته صحيفة واي نت نيوز الإسرائيلية، حدد الخبير الاستراتيجي العسكري افرايم سنيه نهجاً في التعامل مع حماس، مشدداً على الحاجة إلى تحول استراتيجي لتحقيق الاستقرار على المدى الطويل في المنطقة. وفي المقال يقدم سنيه، وهو جنرال متقاعد في الجيش الإسرائيلي ووزير الدفاع سابقا في الحكومة، نظرة ثاقبة لتعقيدات الصراع ويقترح مسارًا للأمام يتجاوز التكتيكات العسكرية التقليدية.
ويؤكد سنيه أنه على الرغم من التقدم الكبير الذي تم إحرازه في إضعاف حماس عسكرياً، وخاصة في تعطيل هيكل قيادتها ومنشآت أسلحتها، إلا أن تحقيق "النصر الكامل" يظل بعيد المنال. ويؤكد أن طبيعة حماس الراسخة بين السكان المدنيين في غزة تجعل القضاء التام عليها مهمة شاقة قد يستغرق سنوات لإنجازها.
ومن خلال تسليط الضوء على البُعد السياسي للصراع، يشير سنيه إلى أن فصل حماس عن قاعدتها الشعبية أمر بالغ الأهمية لتحقيق النجاح على المدى الطويل.. وهو يدعو إلى إنشاء بديل ذي مصداقية لحماس يمكنه أن يحكم غزة بشكل فعال ويمثل الشعب الفلسطيني. وهذا البديل، بحسب سنيه، لن يقوض سلطة حماس فحسب، بل سيمهد الطريق أيضاً لمبادرات دبلوماسية أوسع ولعملية سلام مستدامة.
ويشير سنيه إلى اقتراح الرئيس بايدن باعتباره حافزًا محتملاً للتغيير، والذي يتضمن التعاون مع اللاعبين الإقليميين الرئيسيين، وهو يرى أن هذا النهج من شأنه أن يعمل على تمكين هيئة عربية تعاونية من إدارة غزة، وتهميش حماس وتعزيز احتمالات التوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض.
ومع ذلك، انتقد سنيه مقاومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لخطة بايدن، محذرا من أن الحفاظ على الوضع الراهن لن يؤدي إلا إلى تعزيز قبضة حماس على السلطة. وحذر من فكرة "النصر الكامل" دون معالجة الديناميكيات السياسية الأساسية، مشددا على أن الحل الدبلوماسي ضروري لاستكمال الجهود العسكرية.
يحث سنيه صناع القرار السياسي على تبني استراتيجية شاملة تجمع بين الضغط العسكري والمبادرات الدبلوماسية لتحقيق السلام الدائم في المنطقة. ومن خلال تعزيز البدائل لحماس والانخراط في حوار بناء، فهو يعتقد أن النصر الحقيقي على التطرف يمكن تحقيقه.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
متخصص في الشأن الإسرائيلي: نتنياهو لن يقبل بوقف الحرب دون استعادة الأسرى الإسرائيليين لدى حماس
قال محمد الليثي، الباحث المتخصص في الشأن الإسرائيلي، إن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن "خوض معارك من أجل بقاء إسرائيل" تعكس محاولة واضحة لإنقاذ نتنياهو، مشيرًا إلى أن ترامب يسعى لتقديم رئيس الوزراء الإسرائيلي كبطل في مواجهة التحديات، سواء في غزة أو إيران، لتأمين مستقبله السياسي.
وأضاف الليثي، في مداخلة هاتفية على قناة "إكسترا لايف"، أن ترامب حاول سابقًا إخراج نتنياهو من مأزق الحرب في غزة، لكنه اصطدم بتعقيدات أبرزها احتجاز حركة حماس لعدد من الأسرى الإسرائيليين، ما حال دون إعلان إسرائيل الانتصار الكامل كما كان يتمنى نتنياهو والتيار اليميني المتطرف المسيطر على حكومته.
وأوضح أن الداخل الإسرائيلي لم يمنح نتنياهو نقاطًا كثيرة عقب المواجهة مع إيران، إذ وُجهت له انتقادات واسعة بسبب توقيت وشكل العملية العسكرية، وكذلك بسبب القصور في حماية الداخل الإسرائيلي من الصواريخ الإيرانية، على الرغم من ادعاء التفوق التكنولوجي الدفاعي.
وأشار الليثي إلى أن الضربة الإسرائيلية والأمريكية للمفاعلات النووية الإيرانية لم تسفر عن تدمير كامل للبرنامج النووي، بل اقتصر تأثيرها على تأجيله فقط، لافتًا إلى أن عدداً من المحللين الإسرائيليين شككوا في فاعلية هذه الضربات، خاصة بعد أن أعلن ترامب نفسه استهداف ثلاث منشآت فقط بقنابل خارقة.
وفيما يخص الوضع في قطاع غزة، اعتبر الليثي أن القطاع أصبح منسيًا على المستوى الدولي، رغم ما يشهده من تصعيد، في ظل تركيز العالم على المواجهة الإيرانية-الإسرائيلية، مضيفًا أن الحكومة الإسرائيلية اليمينية الحالية تنفذ خطة متطرفة تتجاهل الجوانب الإنسانية، بينما يتراجع الاهتمام العالمي مقارنة بما حدث عند سقوط صواريخ إيرانية على الداخل الإسرائيلي.
وبشأن مستقبل نتنياهو، رأى الليثي أن رئيس الحكومة الإسرائيلية يحاول كسب الوقت لحماية مستقبله السياسي، خاصة مع الضغوط القضائية التي يواجهها، لافتًا إلى أن تصريحات ترامب الأخيرة بشأن قضايا الفساد تندرج في إطار محاولة دعمه.
وعن احتمالات التوصل إلى صفقة بشأن غزة، قال الليثي إن نتنياهو لن يقبل بوقف الحرب دون استعادة الأسرى الإسرائيليين لدى حماس، وهو ما ترفضه الحركة، مما يطيل أمد الأزمة، مضيفًا: "نتنياهو لا يتحرك بمفرده، بل تُحركه أطراف داخل اليمين المتطرف، ولن يذهب لأي اتفاق دون أن يظهر بمظهر المنتصر".
وختم بالقول إن هناك رهانًا على الجهود الدولية، وعلى رأسها الجهود المصرية، لإنهاء التصعيد والتوصل إلى حلول تحفظ الأرواح وتعيد الاستقرار.