قسد تسلح 4000 مُقاتل مُدرّبين أمريكياً تحت غطاء مكافحة الإرهاب
تاريخ النشر: 8th, December 2025 GMT
أنقرة (زمان التركية)- بينما تركيا منشغلة بإنجاح مبادرة حل الأزمة الكردية والقضاء على الإرهاب وتسعي لإتمام اتفاق دمج القوات العسكرية الكردية في الجيش السوري، قامت قوات سوريا الديمقراطية التي تعتبرها أنقرة فرعا لتنظيم العمال الكردستاني في سوريا بتأسيس وحدتيْن جديدتيْن، وهما وحدات مكافحة الإرهاب (YAT) وقوات العمليات العسكرية (TOL).
وقد خضعت هذه الوحدات، التي يبلغ مجموع أفرادها 4000 شخص، لتدريب خاص تحت إشراف جنرالات من القوات الخاصة الأمريكية.
في خضم العملية المبادرة التي أطلقها تحالف الشعب الحاكم من أجل “إنهاء الإرهاب في تركيا”، والتي استجاب لها حزب العمال الكردستاني، معلنا التخلي عن السلاح وحل تشكيلاته، زادت الإدارة الأمريكية من دعمها للتنظيم الإرهابي في سوريا. وشكلت قوات سوريا الديمقراطية، فريقيْن جديديْن قوامها 4000 فرد، تم تدريبهما تحت إشراف جنرالات بالقوات الخاصة الأمريكية.
وتلقّت “وحدات مكافحة الإرهاب القضائي”، وهي اختصار لوحدات مكافحة الإرهاب، و”قوات العمليات العسكرية”، تدريباً مكثفاً على الأسلحة الثقيلة والقنابل.
كما تم تسليح العناصر ضمن هذا الهيكل الجديد، ومن المقرر أن يواصلوا نشاطهم في شمال شرق سوريا تحت قيادة قوات سوريا الديمقراطية، التي يتزعمها مظلوم عبدي.
يُزعم أن هؤلاء الأشخاص الذين دربتهم إدارة واشنطن يمتلكون جميع أنواع الأسلحة الثقيلة والذخائر الحديثة من الجيل الجديد، وأن الهدف المُعلن من إنشاء هذين التشكيلين المسلحيْن هو لعب دور فعال في ما يُسمى بـ “مكافحة تنظيم داعش”.
تجدر الإشارة إلى أن جميع معسكرات ومقرات التدريب التابعة للمجموعات الإرهابية الجديدة كانت تزينها ملصقات لـ عبد الله أوجلان. كما تم تعيين إرهابية سورية تحمل الاسم الحركي “ديستينا”، والتي كانت لسنوات طويلة جزءاً من التشكيل النسائي المسلح لتنظيم PKK الإرهابي في قنديل، كقائدة عامة للوحدة المسماة “YAT”.
وتفاخرت الإرهابية قائلة: “نحن مستعدون للهجمات في المجال التقني والتكتيكي. احترافيتنا كافية لذلك”.
Terör örgütü Suriye’de 2 yeni silahlı tim kurdu
Türkiye açılım süreciyle meşgul olurken terör örgütünün Suriye uzantısı bünyesinde Anti Terör Birlikleri (YAT) ve Askeri Operasyon Güçleri (TOL) adıyla iki yeni birim kuruldu. Toplam 4 bin kişilik terör birliklerine, ABD Özel Kuvvetleri’ne mensup generallerin gözetiminde özel eğitim verildi.
Cumhur İttifakı’nın başlattığı “Terörsüz Türkiye” sürecinde PKK silahı bırakıp kendini feshettiğini açıkladı. Türkiye “terörü bitirme” çalışırken ABD yönetimi Suriye’de terör örgütüne verdiği desteği artırdı. Ana omurgasını PKK-YPG’li teröristlerin oluşturduğu SDG, ABD Özel Kuvvetlerine mensup generallerin gözetiminde eğitimden geçirilen 4 bin kişilik iki yeni tim oluşturuldu.
Kısa adı YAT olan “Adli Terör-Anti Terör Birlikleri” ile yine kısa adı TOL olan “Askeri Operasyon Güçleri”, ağır silah ve bomba eğitimi aldı. Teröristlerin bu yapılanma bünyesinde silahlandırıldıkları ve terörist Mazlum Abdi’nin elebaşı olduğu SDG’ye bağlı olarak Suriye’nin kuzeydoğusunda faaliyeti sürdüreceği belirlendi.
IŞİD BAHANESİ
Washington yönetiminin eğittiği hainlerin ellerinde her türlü yeni nesil ağır silah ve mühimmat bulunduğu, bu iki silahlı oluşumun sözde IŞİD’e karşı mücadelede etkin rol alması için kurulduğu öne sürüldü.
Yeni terör gruplarının tüm eğitim kamplarında ve yerleşkelerinde de Abdullah Öcalan’ın posterlerinin asılı olması dikkat çekti. YAT adlı yapılanmanın sözde genel komutanlığına ise Kandil’de uzun yıllar terör örgütü PKK’nın silahlı kadın yapılanması içinde yer alan Suriye uyruklu Destina kod adlı terörist getirildi. Kadın terörist, “Teknik ve taktik alanda saldırılara hazırlıklıyız. Profesyonelliğimiz buna yeter” diyerek övündü.
Tags: إرهابالعمال الكردستانيتركياسورياقسدالمصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: إرهاب العمال الكردستاني تركيا سوريا قسد مکافحة الإرهاب
إقرأ أيضاً:
شعب من الجان أم ذرية قاتل؟ أساطير مدهشة صنعت هوية الغجر
على حافة الأسطورة، حيث تتقاطع الطرق بين الحقيقي والمتخيل، وتختلط أصداء القدماء بوقع خطوات جماعات رحّالة لا تزال تهزم الجغرافيا حتى اليوم، يقف الغجر كإحدى أكثر الشعوب إثارة للدهشة والجدل، شعبٌ لم يترك أثرًا مكتوبًا يروي حكايته، بل ترك إرثًا شفاهيًا تتحرك تفاصيله مثل خيول جامحة عبر الزمن، تاركًا خلفه أسئلة لا تنتهي حول الأصل والهوية والمصير.
في كتاب «الأزياء الشعبية عند الغجر» الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، يقترب الباحثون من هذا العالم المتشابك، عالم تصنعه الخرافة بقدر ما يصنعه التاريخ، وتختلط فيه الحقيقة بالسرد الشعبي، لينسج في النهاية صورة كاملة عن جماعةٍ لا تزال تعيش خارج الأطر المعتادة للمجتمعات المستقرة.
أساطير الميلاد الأول.. حين وُلد الغجر من جريمة غامضة
يبدأ الكتاب باستعراض واحدة من أقدم المرويات الغجرية حول أصلهم، وهي الأسطورة التي تزعم أن البشرية نشأت من ثلاثة رجال:
أحدهم أسود خرج من نسله الأفارقة، والآخر أبيض هو أصل الأوروبيين، وثالث يُدعى «كين»، وهو الجدّ الأول للغجر، وبحسب الحكاية، ارتكب «كين» جريمة قتل أخيه، فأغضب الآلهة، وعوقبت ذريته بالتشرد الأبدي، وأن يُحرموا من الاستقرار في أي مكان.
هذه الأسطورة لا تكشف فقط عن تصور غجري للخلق، بل تفسّر بطريقة شعرية قسوة الترحال في حياتهم، وتشير إلى «الأحية»؛ ذلك الرابط العاطفي الحاد بينهم، حيث يتعاملون كعائلة واحدة، تجمعهم مشاعر الحب والود والتعاطف في أعلى درجاتها.
أساطير أوروبا: من صنع المسمار إلى أبناء الجان
يتناول الكتاب أيضًا سلسلة من الأساطير التي نسجتها الشعوب الأوروبية حول الغجر، وهي روايات ساهمت عبر الزمن في تكريس صور نمطية مشحونة بالعداء.
واحدة من أشهر الأساطير تقول إن الجد الغجري كان مخمورًا ولم يستطع الدفاع عن السيد المسيح، وأخرى تزعم أنه صنع المسمار الذي دقه الرومان عند صلبه، جميع هذه الروايات لعبت دورًا كبيرًا في تشويه صورتهم داخل أوروبا لقرون طويلة، وحرمانهم من حقوقهم، ودفعهم إلى ممارسة الاحتيال والخداع أحيانًا للبقاء على قيد الحياة.
أما الأساطير الأكثر غرابة، فترى أن الغجر «أقوام من ملة الجان»، أو أنهم «أبناء حواء من جماعها مع آدم بعد موته»، أو أنهم «من نسل فتى وفتاة نجَوا من جيوش فرعون الغارقة»، ليصبحا بمثابة آدم وحواء لهذا الشعب.
هذه المشاهد المتداخلة بين الأسطورة والعقاب الإلهي واللعنة الخالدة جعلت الغجر حاضرين في المخيلة الأوروبية كشعبِ غريب وغامض، يثير الخوف أكثر مما يثير التعاطف.
الغجر وصناعة الأسطورة.. ذاكرة شفوية تحرس الهوية
على الجانب الآخر، يمتلك الغجر أنفسهم إرثًا غنيًا من القصص الشفاهية التي توارثوها عبر الأجيال، وهي روايات تزخر بالعفاريت والجان وأرواح الطبيعة والكائنات التي تسبح في عالم ما بعد المادة.
هذه الأساطير، كما يوضح الكتاب، ليست مجرد روايات ترفيهية، بل هي «قواعد حياة» تحفظ توازن الطبيعة في وعيهم، وتعبّر عن علاقة روحية عميقة بين الإنسان والعناصر المحيطة به: النار، التراب، الهواء، والماء.
وقد لعب هذا الإرث الشفاهي دورًا جوهريًا في حماية هوية الغجر، خصوصًا أنهم لم يمتلكوا يومًا تراثًا مكتوبًا يُدوّن قصصهم، فكانت الحكايات هي الوعاء الذي يخزن ذاكرتهم الثقافية، ويمنحهم القدرة على البقاء رغم النزاعات والاضطهاد والتهجير.
الأسطورة كآلية دفاع.. لماذا التصقت بهم الخرافة؟
يشير الكتاب إلى أن أوروبا نفسها كانت عاملاً رئيسيًا في انتشار الخرافات حول الغجر، فمع قدومهم إلى القارة قبل مئات السنين، لم تجدهم المجتمعات الأوروبية سوى «غرباء بلا وطن»، لا يشبهون أهل البلاد في الملامح أو السلوك أو نمط العيش، ومن هنا، بدأت تتشكل أساطير تربطهم بالسحر والتجسس والاختطاف، وهي روايات لا أساس لها من الواقع، لكنها خدمت رغبة المجتمع في تحميلهم تبعات خوفه من المجهول.
ومع تضييق الخناق عليهم، اضطر الغجر إلى ممارسة بعض الحيل الحياتية الضرورية للبقاء- كالعرافة، والتنجيم، وقراءة الكف- وهي ممارسات موجّهة أساسًا لكسب الرزق في مجتمعات رفضتهم، لكنها تحولت مع مرور الوقت إلى جزء من صورتهم الاجتماعية، وصارت مادة إضافية تُغذي الميثولوجيا التي التصقت بهم.
بين الحقيقة والأسطورة.. شعب يرفض الانقراض
يطرح الكتاب تساؤلًا مهمًا: لماذا بقيت الأسطورة أقرب تفسير لوجود الغجر بعد قرون من الدراسات الإنسانية؟، الإجابة تكمن في أن الغجر شعبٌ لا يقيم وزنًا كبيرًا للحدود، ولا يهتم بتوثيق تاريخه كتابةً، بل يكتفي بأن يعيش ويواصل رحلته، وهذه العادة، التي تبدو للآخرين غموضًا أو تمردًا، هي في الحقيقة جزء أساسي من فلسفتهم في الحياة: الحرية قبل الاستقرار، والحكاية قبل الوثيقة.
وهكذا، تتكامل الأساطير - سواء ما نسجه الغجر أو ما صنعه الآخرون- لتشكّل صورة جماعة تشبه «الظل المتحرك»، حاضرة دائمًا لكنها عصيّة على الإمساك، تُرى بوضوح لكن لا تُفهم تمامًا.
إنهم شعبٌ استطاع بمهارة أن يعيش داخل الأسطورة دون أن يفقد واقعيته، وأن يحوّل الأسئلة المعلّقة حول أصله إلى جزء من سحره الخاص.
الغجر.. من أسرار الأرض إلى قصص البشر
في النهاية، يبدو الغجر كما يصوّرهم الكتاب: شعبٌ أسطوري بالضرورة، تاريخي بالصدفة، وإنساني في كل مراحل حكايته، إنهم جماعة صنعتها الحكاية قبل أن يصنعها التاريخ، ولا تزال قصصهم أقرب إلى الشعر منها إلى الوقائع الجافة، وهو ما يجعلهم أحد آخر الشعوب التي ما زالت الأسطورة تلعب دورًا في تشكيل هويتها حتى اللحظة.
بهذه الرؤية، يصبح كل شيء مفهومًا: ترحالهم، حساسيتهم، عزلتهم، وحضورهم الطاغي في المخيلة الإنسانية، لقد عاش الغجر في المسافة بين الواقع والأسطورة، وربما كانوا آخر من يسكن تلك المساحة الرحبة التي لا يصل إليها سوى من يملك قلبًا خفيفًا وأجنحة لا تُرى.