مجلة تايم: رفح نقطة تحول مفصلية في الحرب على غزة
تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT
أكد تقرير نشرته مجلة "تايم" الأميركية أن حلفاء إسرائيل في الولايات المتحدة وأوروبا تجنبوا إلى حد كبير الدعوة لوقف إطلاق النار لأنهم يرون أن ذلك سيكون بمثابة حرمان لها من حقها في "استئصال" حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من غزة.
وقالت الكاتبة ياسمين سرحان في تقريرها إنه في ظل تدهور الوضع الإنساني في القطاع المحاصر، ومع تزايد الدعوات لوقف الحرب، واقتراب عدد القتلى من 30 ألفا، تصاعدت الضغوط على إسرائيل وداعميها لتغيير المسار.
وجاءت التحولات الأولى -بحسب تقرير تايم- من أستراليا وكندا ونيوزيلندا، التي أصدرت في 15 فبراير/شباط الجاري بيانا مشتركا يدعو إلى "وقف إنساني فوري لإطلاق النار"، مشيرة إلى أن الهجوم البري الإسرائيلي على رفح سيكون "مدمرا".
كما أن 26 دولة من الدول الأعضاء الـ27 في الاتحاد الأوروبي -باستثناء المجر- رددت هذه المخاوف، داعية إلى إقامة "هدنة إنسانية فورية من شأنها أن تؤدي إلى وقف مستدام لإطلاق النار" في غزة.
تغير المد
وفي الوقت نفسه، في المملكة المتحدة، أعلن حزب العمال المعارض -الذي من المتوقع أن يشكل الحكومة المقبلة للبلاد- أنه يدعم أيضا "وقف إطلاق النار الإنساني الفوري"، مضيفا أن الهجوم على رفح "يجب ألا يحدث". وذلك على عكس حزب المحافظين الحاكم بزعامة رئيس الوزراء ريشي سوناك الذي يعارض وقف إطلاق النار الكامل.
ونقلت التايم عن السفير الفلسطيني في بريطانيا حسام زملط قوله "لقد تغير المد"، مشيرا إلى أنه على الرغم من تشجيعه لتغير الخطاب بين الحكومات الغربية، فإن "نقطة البداية كانت غير متوازنة تماما".
وأضاف أن كثيرين ما زالوا بحاجة إلى مطابقة أقوالهم بأفعالهم، وبخاصة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة اللتين أعربتا عن أسفهما لعدم وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، بينما قامتا في الوقت نفسه بوقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".
وقالت التايم إن الغزو الإسرائيلي الوشيك لرفح أدى إلى تحفيز إصدار مثل هذا الرد، وهو ما يعكس المخاوف التي تساور العديد من الدول والمؤسسات الدولية والمنظمات الإنسانية بشأن ما يمكن أن يحدث إذا استمر الهجوم.
وتحذر هيئات أممية ومراكز أبحاث طبية عالمية من أن عشرات الآلاف من سكان غزة سيلقون حتفهم خلال الشهور القادمة إذا وقع التصعيد.
متاجرة سياسية
وبحسب المجلة الأميركية لم تقنع هذه التحذيرات إسرائيل بعدم شن هجومها، الذي وصفه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنه خطوة ضرورية في هدف البلاد لتحقيق "النصر الكامل".
وفي الولايات المتحدة، هناك مخاوف متزايدة بشأن تأثير الحرب وطريقة تعامل الرئيس الأميركي جو بايدن معها على فرص إعادة انتخابه. وفي المملكة المتحدة، تحول التصويت على قرار غير ملزم لوقف إطلاق النار يوم الأربعاء في نهاية المطاف إلى اقتتال سياسي داخل البرلمان.
وعلق السفير زملط على ذلك قائلا "هذا ليس الوقت المناسب للسياسة الداخلية، إننا نرى كثيرا من المناورات السياسية بين الأحزاب وتسجيل النقاط، فيما يتم ذبح مئات وآلاف الأطفال، لن ننسى ولن نغفر".
وكما يرى زملط والعديد من المراقبين الآخرين -توضح تايم- فإن فشل العواصم الغربية في التحرك بسرعة أكبر للمطالبة بوقف إطلاق النار لا يشكل خطرا على حياة المدنيين الفلسطينيين في غزة فحسب، بل على النظام الدولي القائم.
وقال زملط إن "النظام القائم على قواعد مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية يتعرض لأكبر تهديد وجودي منذ إنشائه، وأعتقد أنه لن يصمد إذا لم يتخذ الغرب إجراءات فورية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: وقف إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
خلاف أمريكي إسرائيلي حول المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار بغزة
التقى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة مايك والتز، في ظل ما وصفه إعلام إسرائيلية بوجود "فجوات هائلة" بين تل أبيب وواشنطن، بما في ذلك المرحلة الثانية من خطة وقف إطلاق النار بغزة.
وقالت صحيفة "معاريف"، إن الاجتماع عقد في مكتب نتنياهو، وحضره سفير الاحتلال لدى الأمم المتحدة داني دانون، وسفير واشنطن لدى "إسرائيل" مايك هاكابي، وعدد من المسؤولين الأمنيين.
وذكرت الصحيفة أن الاجتماع الذي صنف بأنه "عاجل"، كان سببا في تأجيل جلسة محاكمة نتنياهو المقررة التي كانت مقررة في وقت سابق اليوم الاثنين، والذي وافقت عليها المحكمة.
ويُحاكم نتنياهو (76 عاما) بتهم فساد تستلزم سجنه في حال إدانته، وقدّم الأحد الماضي إلى الرئيس الإسرائيلي طلبا للعفو عنه.
وبحسب الصحيفة، بحث الطرفان التطورات الأخيرة على الساحة الدولية واستمرار التنسيق السياسي بين إسرائيل والولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة إن "اللقاء جرى في وقت تظهر فيه إسرائيل والولايات المتحدة فجوات هائلة فيما يتعلق بالانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة الرئيس دونالد ترامب للسلام في غزة".
وأوضحت أن "الولايات المتحدة تسعى إلى تسريع الانتقال إلى المرحلة الثانية، بينما تؤكد إسرائيل أنها يجب أن تنتظر حتى إعادة رفات الأسير الإسرائيلي الأخير بغزة الجندي ران غوئيلي".
وتابعت الصحيفة: "بالإضافة إلى ذلك، بينما تنظر الإدارة الأمريكية إلى تفكيك قدرات حماس كعملية طويلة الأمد، تسعى إسرائيل إلى دفع تفكيك سريع".
والأحد، قال نتنياهو إن ثاني مراحل اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة ستبدأ قريبا، مشيرا إلى أن "المرحلة الأولى تقترب من نهايتها".
وبدأت هذه المرحلة في 10 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وتضمنت انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من مناطق داخل غزة وتبادلا لأسرى بين الفصائل الفلسطينية وتل أبيب.
وترهن تل أبيب بدء التفاوض لتدشين المرحلة الثانية باستلامها ما تقول إنها آخر جثة لأسير إسرائيلي بغزة، والتي تواصل حماس البحث عن رفاته.
وذكرت الصحيفة، أن واشنطن تحاول الدفع نحو إنشاء قوة الاستقرار الدولية (ISF)، لكنها أشارت إلى أنه حتى الآن لا توجد سوى دول قليلة مستعدة للنظر في إرسال جنود، ومعظم هذه الدول تشترط نشرهم فقط في المناطق التي ستُعرَّف بأنها خالية من حماس".
وتابعت: "في هذه المرحلة، إندونيسيا وأذربيجان هما الدولتان الوحيدتان اللتان أبدتا استعدادهما لإرسال قوات، بشرط ألا تشكّل حماس تهديدا حقيقيا لقواتهما، في حين تكتفي الدول الأخرى باقتراح تدريب فقط".
وبدعم أمريكي شنت "إسرائيل" منذ 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 حرب إبادة بغزة، خلّفت أكثر من 70 ألف شهيد ونحو 171 ألف جريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء.