الجزيرة:
2025-07-06@05:51:16 GMT

الحرب في السودان تقصم ظهر اقتصاده

تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT

الحرب في السودان تقصم ظهر اقتصاده

شكلت الحرب الدائرة في السودان منذ 10 أشهر ضربة قاضية للاقتصاد السوداني الذي كان أصلا مستنزفا بعد سنوات من الحروب والعزلة، مع استمرار إغلاق المصارف وتوقف حركة الاستيراد والتصدير وانهيار قيمة العملة المحلية.

واندلعت المعارك في البلاد في أبريل/نيسان الماضي بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (المشهور بـحميدتي) وخلّفت آلاف القتلى بينهم من 10 إلى 15 ألف قتيل في إقليم دارفور (غرب)، وفق تقديرات خبراء من الأمم المتحدة.

كما أدى القتال إلى نزوح أكثر من 10 ملايين سوداني داخل البلاد، وإلى دول الجوار.

وكان رجل الأعمال السوداني أحمد الخير (اسم مستعار) الذي يعمل في تصدير الصمغ العربي خزّن قبل الحرب كمية كبيرة من الصمغ جنوب الخرطوم لتصديرها. ويقول "دفعت لإخراج كمية الصمغ من العاصمة أموالا كثيرة لأفراد من قوات الدعم السريع. وعند وصولي إلى منطقة سيطرة الحكومة طُلب مني دفع رسوم أخرى".

وتحمّل أحمد الخير هذه الرسوم من أجل نقل بضاعته إلى مدينة بورتسودان في الشرق حيث الميناء الوحيد العامل في البلاد. ويقول "طلبت مني السلطات المحلية في بورتسودان رسوما جديدة، كما تضاعف إيجار المخازن 6 مرات".

ويُستخلص الصمغ من عصارة صلبة مأخوذة من شجرة الأكاسيا، وهو مستحلب ذو أهمية كبيرة يُستخدم في صناعات شتى، من المشروبات الغازية إلى العلكة، مرورا بالمستحضرات الصيدلانية. والسودان في صدارة البلدان المنتجة للصمغ، ويستحوذ على نحو 70% من تجارته العالمية، بحسب الوكالة الفرنسية للتنمية.

وعلى الرغم من كل هذه التكلفة وإيصال البضاعة إلى المدينة السودانية المطلة على البحر الأحمر، لم تكف أموال رجل الأعمال السوداني لإتمام عملية التصدير. ويقول "لم أستطع تصدير الصمغ حتى الآن".

وأفاد تقرير لهيئة الموانئ السودانية بتراجع حجم الصادرات والواردات في عام 2023 بنسبة 23% مقارنة بالعام السابق له.

غياب الدولة

ولا تتوقف التعقيدات عند هذا الأمر، إذ زادت معاناة المصدرين بشكل عام إثر قرار من وزارة المالية السودانية برفع قيمة "الدولار الجمركي"، أي مؤشر تعرفة الجمارك إذا تذبذب أسعار الصرف، ليسجل 950 جنيها بدلا من 650 جنيها.

ويقول الرئيس السابق للغرفة التجارية السودانية الصادق جلال "هذا القرار بمثابة تدمير للاقتصاد".

وانخفضت قيمة العملة المحلية السودانية مقابل الدولار منذ اندلاع الحرب ليسجّل سعر صرف الدولار حاليا 1200 جنيه مقابل 600 جنيه في أبريل/نيسان الماضي.

كما أدت الحرب إلى توقف 70% من فروع المصارف في مناطق القتال، بحسب تقرير لبنك السودان المركزي، "تمّ نهب ممتلكات وأصول وموجودات البنوك".

ويقول المحلّل الاقتصادي السوداني محمد شيخون "الحرب زادت من قتامة وضع القطاع المصرفي الذي يعاني بالفعل من مشكلات هيكلية".
وللعام الثاني على التوالي، لا تقرّ موازنة الدولة في السودان. ويرى الخبير الاقتصادي هيثم فتحي أن ما يحدث "يعكس الغياب التام للدولة، مما يؤثّر على الاقتصاد بكل قطاعاته".

مشروع الجزيرة

وأفاد صندوق النقد الدولي في تقرير يناير/كانون الثاني الماضي بأن "الصراع في السودان أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، كما توقّف النشاط الاقتصادي في أجزاء كبيرة من البلاد، مما أسهم في استمرار معدلات النمو السالبة (..) عقب الانكماش الحاد الذي شهده عام 2023".

وكانت المؤسسة المالية الدولية توقعت انكماش اقتصاد السودان لعام 2023 بنسبة 18%.

ومع توسّع الحرب إلى ولاية الجزيرة في وسط السودان، والتي تضم أحد أكبر المشروعات الزراعية في القارة الأفريقية على مساحة مليوني فدان، تراجعت المساحة الزراعية في البلاد لتصبح المحاصيل المزروعة تغطي مساحة 37% فقط من إجمالي الأراضي المهيئة للزراعة، بحسب تقرير أعدّه مركز "فكرة" السوداني للدراسات والتنمية.

ويقول المحلل الاقتصادي السوداني محمد الناير "امتداد العمليات العسكرية إلى ولاية الجزيرة أثّر على الإنتاج الزراعي في البلاد".

وحذر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة الأربعاء من أن الحرب في السودان دفعت البلاد إلى "شفير الانهيار"، إذ تعاني الغالبية العظمى من السكان من الجوع.

وقال مدير برنامج الأغذية العالمي في السودان إيدي رو لصحفيين في بروكسل "في هذه المرحلة، أقلّ من 5% من السودانيين يستطيعون تأمين وجبة كاملة في اليوم".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی السودان فی البلاد

إقرأ أيضاً:

تعرف على طقس السودان اليوم

متابعات- تاق برس- أصدرت الهيئة العامة للأرصاد الجوية السودانية، اليوم الجمعة، ملخصا لـ “طقس السودان” والتوقعات المناخية خلال الـ24 ساعة المقبلة.

ونوهت الهيئة لاستمرار تأثير منخفض الهند الموسمي الذي يغطي معظم أنحاء البلاد. كما أن موقع الفاصل المداري اليوم يمتد شمال بورتسودان، عطبرة، جنوب أبوحمد ودنقلا، شمال الأبيض، الفاشر والجنينة.

مشيرة إلى توقعات بارتفاع طفيف في درجات الحرارة العظمى ظهر اليوم، وانخفاض طفيف في درجات الحرارة الصغرى صباح الغد في معظم أنحاء البلاد.

وعليه، يكون الطقس معتدل نهاراً ومائل للبرودة ليلاً في شمال غرب وغرب البلاد. وحار إلى حار جداً نهاراً ودافئ ليلاً في شمال، شرق ووسط البلاد.

ونوهت إلى هبوب رياح شمالية شرقية خفيفة السرعة في أجزاء متفرقة من شمال وشمال غرب البلاد وأقصى شمال ولاية البحر الأحمر. وجنوبية غربية خفيفة إلى متوسطة السرعة، مثيرة للغبار والأتربة أحياناً في جنوب ولاية البحر الأحمر، ووسط، جنوب وغرب البلاد.

 

وأضافت الهيئة بأن هناك توقعات بهطول أمطار خفيفة في ولاية كسلا، جنوب الخرطوم، الجزيرة، النيل الأبيض، شمال وجنوب كردفان، جنوب شمال دارفور، شرق دارفور.

مع احتمالية أمطار متوسطة إلى غزيرة في ولاية القضارف، سنار، النيل الأزرق، جنوب ووسط دارفور، وجنوب غرب دارفور.

أمطار السودانالهيئة العامة للأرصاد الجويةطقس السودان

مقالات مشابهة

  • “الخارجية السودانية” تكشف محاولات دولة الإمارات لعرقلة صدور إدانات دولية ضد الدعم السريع
  • عودة الدوري السوداني من رحم المعاناة: صافرة الأمل تنطلق من عطبرة والدامر
  • حرب لتصفية الثورة ونهب ثروات البلاد
  • خبراء:إيران وتركيا وسكوت السوداني وراء ارتفاع نسبة التصحر في العراق
  • السودان.. نزاع مسلح يودي بحياة المئات والهجمات على المستشفيات تتصاعد
  • تعرف على طقس السودان اليوم
  • 4 يوليو.. ذكرى وفاة الشاعر السوداني الكبير محمد طه القدال
  • أنماط طرائق التفكير السوداني: مقدمة تمهيدية
  • الصحة السودانية تقدم معالجة سريرية الناجيات من العنف الجنسي في 25 مركزاً صحياً
  • بمشاركة السعودية والإمارات ومصر.. أمريكا تستضيف مؤتمراً وزارياً لبحث الأزمة السودانية