صدى البلد:
2025-07-05@12:28:59 GMT

نهال علام تكتب: الفكر القطبي ( 2 )

تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT

وتمُر السنون ويصل الإخوان للحُكم ويصيبهم الجنون، بعد اعتلاء سلم الديمقراطية حطموه وبعثروا نشارته فوق رؤوس عاصري الليمون الذين انتخبوهم هرباً ممن اسموه بالفلول، وما أوصل الإخوان للرئاسة هو ما أنهى مسيرتهم ببسالة، فالموجة الثورية التي ركبوها في يناير افتراءاً وبعد تأكدهم التام من ترنح حُكم مبارك وأصبح ذلك واضح كوضوح الشمس نهاراً، كانت أول من انقلب عليهم جهاراً بعد استئثارهم بكحكة السلطة انفرادا، والبقية معروفة من الشعب الذي لم يطق ممارساتهم المهووسة والتبعية العمياء لمرشدههم وسيطرته عليهم كما تقاد الجاموسة.

والتاريخ يشهد أن الإخوان لم يكونوا يوماً ثوار، هم كالأفعى التي تلدغ دون مواجهة، قادر على رفع السلاح بسهولة والفرار لكن لا يستطيع مناقشة قرار، فطوال فترة تولي مبارك لم يعارضوه وارتضوا الموائمة الخفية بالاكتفاء ببعض الوجاهة الحزبية والكثير من التجارة والأرباح المالية، فيما عدا تلك المرة الي تخيل فيها خيرت الشاطر أن يستعرض ميليشياته أمام جامعة الأزهر ليحقق أحد أحلام مراهقته المتأخرة في أن يكون وزير لجهة أمْنية سلطاتها طائلة ولو قعت في يده سيجعلها باطشة، ومن بعد تلك الواقعة تاب توبة غير نصوحة وأناب حتى يجد الأجواء المسموحة، وجائت اللحظة المرتقبة وفُتح الميدان الذي أخرج القوارض من البالوعات التي ركنوا إليها على مدى عقود.

لذا ترنح نظام الإخوان وهوى لنقطة ما قبل البداية، ولكن يجب أن ننتبه دائماً أن ذلك لا يعني انتهاء الحكاية، وإن تبرأ الجميع من الجماعة، حيث انسلخت حماس منها على سبيل المثال في 2017 بعد إدراجها على قوائم الإرهابيين في دول عديدة وحذفت من وثيقة المبادئ والسياسات العامة بند يشير إلى أنها فرع منها، وفي ليبيا غيرت الجماعة اسمها للإحياء والتجديد، ومنذ أيام رأينا الرئيس التركي في مصر وذلك برهان التملص من تاريخهم المتقلص ولا نملك إلا التصديق أنها مراجعة حقيقية ولو كانت ظاهرية، لكن يظل الحذر واجب لأن دورهم الان أخطر على المعنويات الشعبية، يحتمون خلف اللجان الإلكترونية وينشرون سماً وفساداً وإحباطا عسى الله أن يرده إليهم بدل الصاع عشرة لأنهم ليسوا أهل ولا عِشرة، هم عشيرة تمتاز بأخلاق القطيع في الحظيرة.

واليوم في الأزمة الأخيرة التي اصطف كل أبناء الوطن لمواجهتها كلٌ في موقعه، من ربة المنزل بالتدبير والاقتصاد وحتى الجندي على الحدود الذي يقدم روحه ويتعامل مع الكفن وكأنه بدلة الفرح، الكُل يتعامل بحكمة وانضباط إلا دعاة الفوضى وأبواق العواء والكلامُ في الهواء الذي يشبه العيار الطائش الذي يزعج وإن لم يخدش، كم من الكراهية والحقد مرعبة، غل بصورة مخجلة، وكل ذلك سكرات موت آثم حيث ذنبه يلاحقه وعلى صدره جاثم، ولكن الفرق هنا أن باب التوبة لازال مفتوح ويمكنهم الرجوع عن هذا الطريق الذي بالفرقة محفوف، فلا مستقبل لهم ولا تقبل لأفكارهم إلا بالاندماج مع أبناء وطنهم وتقديس ترابه.

أعلم أن هذا وصف حالم وهؤلاء ربنا بقدر  شر قلوبهم عالم، ولو تمكنوا لن يخرج أحد من تحت أيديهم سالم، فلا زالوا عبدة لأفكارهم العتيقة ولم تقم الجماعة بأي مراجعة فكرية أو تنظيمية منذ نشأتها لليوم، وبالرغم من أنها وضعت السلاح في عهد مبارك، إلا أن تلك هي الفترة الاستثنائية في عُمر الجماعة، فهي جماعة دينية ترغب في اقتحام الحياة السياسية ولكن بمرجعية تشددية لا تعترف بالقواعد القانونية والدستورية والمدنية، والدليل على ذلك سيطرتهم على برلمان 2011 بانفراد يمهد لهم الأرض للوصول للرئاسة بعد ذلك، ثم الانفراد الكامل بالدستور والقانون والعمل على أخونة مفاصل الدولة وبث الفرقة، وخيانة الوطن وزرع الحُرقة في قلوب الأمهات الثكلى على أبنائهم من أبطال الجيش والشرطة.

المبادئ القطبية هي دستورهم الحاكم، بدءاً من مبدأ "العزلة الشعورية" أي أن يعزل فرد الإخوان نفسه تماماً عن المجتمع الذي يعيش فيه وكأنه ليس منه حتى يظل بعيدا عن التعاطف فيستطيع الاحتفاظ بقوته وقدرته التنظيمية، فالنظام المغلق الذي لا يسمح لأي مواطن بالانضمام إليه إلا بعد سنوات طويلة من التربية على عقائدهم ومعاييرهم التي ينسبونها للدين، ومن ثم يصبح الانضمام لهم بمثابة شأن كبير تثمنه الجماعة بتقديم مصالح أفرادها على الناس أجمعين وليذهب الكل للجحيم ولن ننسى "الطُز" الأشهر التي قالها مرشدهم في حق الوطن.

أكتب سطور هذا المقال ليس لإعادة إنتاج حكايات مرّت عليها سنوات، ولكن للتوعية بنوايا لجانهم وأن من خلفها يأمل لحظة أو بعض لحظة يترنح فيها الوطن لينقض مرة أخرى مدعوماً بتبعيته للرعاية الاميريكية والحنان الصهيوني، كما يجب ألا ننسى ما قامت به تلك الجماعة الإرهابية التي اعتنقت الجهاد طول مسيرتها التي قاربت على المئوية لكنها لم تلقي يوماً نبلة على الصهاينة، بل كان خطاب رئيسهم الخاص باعتماد السفير المصري الجديد في إسرائيل عاطف سالم، والذي سلمه للرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز في السنة السوداء التي تولوا فيها حكم الجمهورية وافتتح النص بعبارة " إلى صاحب الفخامة السيد شيمون بيريز رئيس دولة إسرائيل"، ثم اعقب ذلك بوصف شاعري رقيق "عزيزي وصديقي العظيم" كما احتوى النص على رغبة مرسي المخلصة في تطوير علاقات المحبة التي تربط البلدين، وتعهد أن يبذل السفير الجديد صادق جهده، طالباً من بيريز أن يشمله بعطفه وحسن تقديره، وختم الخطاب بعبارة "صديقكم الوفي محمد مرسي"!!

لم تقدِم الجماعة إلا التحريض الممنهج لإضعاف الجبهة الداخلية والنيل من استقرار الوطن، والآن لا زالت على مبادئها بالإثارة دون حرارة المبادرة، ولا التزام الموضوعية بالاعتراف بما قامت به الدولة المصرية من جهود مضنية على مرّ التاريخ لحل القضية الفلسطينية، فماذا قدم الإخوان إلا ذراع لهم بطش بهم وإن تبرأ منهم فهو ينتمي وجدانياً إليهم وتسبب بخراب وضياع غزة وخلف آلاف الشهداء ومئات الآلاف من الجرحى، وشعب مشرد وجائع ومريض، فماذا بعد!
كما قبل… أن ننتبه للسم المدسوس على صفحاتهم والتي تعمدوا وضع علم مصر كصورة لحساباتهم كتمويه عن حقيقتهم، فوعي المصريين الذي لم يسمح لهم بالحكم إلا أيام معدودة، لن يسمح مرة أخرى بأن تقوم لهم قومة.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

د. غادة جابر تكتب: شهيدات حادث المنوفية لكل كلمة معنى

أكتب وقلبي يعتصر حزناً، ولكن إذا كان اللسان لن يتوقف  عن  الكلام  فلماذا لا أكتب عن  هذا الحدث الجلل الذى هز قلوب المصريين؟ حادثتني كتابتاً عبر رسائل الواتس إحدى معدات القنوات الفضائية الغير مصرية، صباح الخير دكتورة ممكن تشاركينا غداً برنامج المرأة في الحدث،  لنتحدث عن  حادث مقتل 19 فتاة في حادث سير؟، كتبت لها أستاذة هن شهيدات ويفضل تكتبي في تقريرك وفاة بدلاً من قتل، ردت بعدها بدقائق عدلتها و تفضلي دكتورة معنا وتحدثي كما تريدين.
 

عن الشهيدات، قال رسول الله صل الله عليه وسلم" من خرج يسعي علي ولده صغاراً فهو في سبيل الله، ومن خرج يسعي علي أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله، ومن  خرج يسعي علي نفسه ليعفها فهو في سبيل الله " رواه كعب بن عجره، خرج سائق السيارة للعمل واستقلت معه الفتيات للذهاب لعملهن فجميعهم خرجوا في سبيل الله للسعي ولطلب الرزق والعفه، وهذا ليس عيباً.

والعمل لم يكن دلالة  علي الحاجه فقط بل هو السعي في الأرض لقوله تعالي"هو الذى جعل لكم الأرض ذلولاً فأمشوا في مناكبها وكلوا وأشربوا من رزقه وإليه النشور" ، وإذا كنا نحن  في عصر تعمل فيه المرأة والفتاة في كل المجالات، فعزيزي القارئ المرأة الريفية هي التي سبقت  الجميع للعمل، هي دائماً  نموذج للنشاط معروف عنها الاستيقاظ مبكرأ وتعمل في بيتها ثم حقلها ومساعدة زوجها أو والدها، طبيعة حياتها العمل والبركة والركد من أجل الحياة الخصبة  التي نشأت عليها.
 

عن الحادث، اللهم أحفظنا وقنا فواجع الأقدار ولا ترنا مكروه في أحد لا من قريب ولا من بعيد، أنا لا أبرر أن الحادث شيئأً عادياً أو قدرياً أو سأدافع عن شبكة الطرق التي تعمل عليها مصر وأصبحت  في المرتبة  ال18 عالمياً، ولا أسير خلف الصيحات لإعلام ينتقد بلدنا وعينه تحدق في السلبيات وتُعمي عن الايجابيات،بالتأكيد الطريق الذى مر به الحادث الأليم يحتاج تمهيد أفضل أو به إصلاحات طالت فترتها هذا تقصير أكيد من بعض المسئولين ولكن.

هل تتفق معي عزيزي القارئ أن الطريق يسير به الكثير ممن يستقلون سياراتهم سواء النقل الثقيل أو الميكروباص أو السيارات العادية أو  حتي التوك توك والمتوسيكل، يسيرون بطريقة عشوائية بعيدة كل البعد عن الاحساس بالمسئولية، يسيرون متحديين الطريق والسيارات والارواح ؟!، أنا واحدة من الناس يًجن ويًشت عقلي أثناء القيادة بسبب ما أراه من أستهتار من معظم هؤلاء وعدم أهتمامهم بعاقبة ما يفعلونه بيديهم. 

كنت أسير من فترة علي طريق السويس الإسماعيلية بعد أن  مًهد وأصبح أكثر أنسيابية وسهولة، ولكن عند منطقة محددة قبل الوصول إلي الإسماعيلية وجدت شئ غريب وكأنه شيئاً عادياً في هذا المكان، الجميع يمشي عكس الإتجاه، بدون مبرر سوى أن يختصر من الوقت دقائق تعد علي أصابع اليد الواحدة، فأختاروا جميعهم  الخطأ الفادح، الذى من الممكن جداً أن تكون نتيجته حادثة فيها خراب للمركبات وهلاك للأرواح وربما سقوط وفيات!، وقتها كتبت علي صفحتي علي الفيس بوك أناشد المسئولين بتركيب كاميرات، إذا كانت هي السبيل الوحيد ليلتزم الجميع أتعجب ممن يخاف من دفع مخالفة قد تصل لمئات الجنيهات ولا يخاف من زهق أرواح أو حدوث كارثة بسبب ثقافته الخاطئة، حتي وقتها كتبت بمزحة أرجو تركيب كاميرات مع الكلبشات لنتخلص من الأدمغة العكس. 
   في هذا الحادث الأليم الذى زهق روح 19 فتاة في عمر الزهور وزهق روح الشاب السائق ، كان يسيرالسائق المعتدى عكس الاتجاه، أرجو تغليظ العقوبة من حبس وغرامة لإعدام، ولما لا وهو زهق أرواح بريئة مع سبق الإصرار علي الخطأ وكسر القوانين وكسر القلوب. 
   عن المنوفية،في دلتا مصر الجزء الشمالي تقع محافظة المنوفية بين فرعي نهر النيل دمياط ورشيد، بين شبين الكوم ومنوف وتلا وقويسنا وأشمون و الباجوروسرس اللبان والشهداء، ترى أهالي المنوفية الذين أشتهروا بالجدعنة والشطارة والذكاء والعمل بإتقان، يسيرون في أراضيها الخصبة الخضراء التي تروى من النيل كما عاش فيها المصرى القديم، شعب المنوفية مميز وله سماته الخاصه الذى عرف بها تاريخياً ،فأعلي نسبة متعلمين وأوائل الثانوية العامة والجامعات من المنوفية، معروف عنهم ألتزامهم في العمل سواء كانوا موظفين أو دكاترة أو فنيين ولا تزال الزراعة لها مكانة كبيرة  لديهم رغم تقدمهم في مجالالت كثيرة لأن ناسها فلاحين مهرة يروا العمل له قيمة كبيرة والاعتمادعلي النفس  صفة أساسية، أولاد محافظة المنوفية بينتشروا في كل محافظات مصر وبيثبتوا أنفسهم ويحترم عملهم الجميع، المنوفية بلد الزعماء والعلماء. 
    رغم أن الحدث جلل، ولا يعوض الأهل الذين فقدوا أبنائهم شيئاً فضحكاتهم وأمالهم وطموحاتهم كانت لا تقدر بثمن ولكن، حاولت الدولة مجتهدة بكل وزاراتها وعلي رأس القيادة السياسية السيد رئيس الجمهورية جاهدين أن يطيبووا ويجبروا بخاطر الاهالي عوضاً عن فلذات أكبادهم بالدعم والمساندة وصرف تعويضات لتصل تقريباً لكل أسرة  فقيدة مبلغ 500000 جنية وأطلاق أسماء الشهيدات  علي عدد من الشوارع  والمباني الحكومية بالمنوفية تخليداً لذكراهم العطرة الطاهرة.
 

طباعة شارك المنوفية دلتا مصر محافظة المنوفية

مقالات مشابهة

  • الأوقاف: خطورة الفكر المتطرف.. موضوع خطبة الجمعة المقبلة
  • محنة الإخوان المسلمين وإعادة الاستقرار للأمة
  • «محمد بن زايد للعلوم» تشارك في وقف تمويل الإخوان
  • رغم تهديدات الجماعة الإرهابية.. طارق الخولي يكشف كيف نجحت ثورة 30 يونيو؟
  • رئيس حزب الأحرار: ثورة 30 يونيو وضعت حدًا لسنوات من الفساد والتقصير والمزايدة على الوطن
  • المذيعة الحسناء سالي عثمان تكتب: (شريف الفحيل إلى أين؟!!!)
  •  الدبيبة ينعى المفكر نجيب الحصادي: فقدت ليبيا علماً من أعلام الفكر والفلسفة
  • لهذا السبب.. نقيب المحامين يُخطر المحاكم بالامتناع العام يومي 7 و8 يوليو
  • د. غادة جابر تكتب: شهيدات حادث المنوفية لكل كلمة معنى
  • ٣٠/ يونيو، ليلة القبض علی جَمْرَة!!