بوابة الوفد:
2025-05-07@16:00:09 GMT

السكن والعقار

تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT

فى الماضى كنا نصف المكان الذى نعيش ونكبر ونأكل وننام، نلعب ونتصارع فيه، يسكن بعضنا إلى بعض «بالسكن» أى السكينة والراحة والأمان والشعور بالطمأنينة وفى القانون يسمى «مسكن الزوجية» أو «مسكن الوالدين» وهذا هو المفهوم والمعنى الذى أنشئت عليه المدن والحضارة الحديثة، ففى مصر كنا نعيش فى القرى فى بيوت تعيش بها الطيور والدواب والماشية مع الإنسان، ثم انتقلنا إلى حياة المدن والمنازل والبيوت، ثم جاءت إلينا نسائم الحضارة الغربية بعد حضارات إسلامية فاطمية وعثمانية فبنى الخديو إسماعيل مناطق جديدة فى وسط مصر المحروسة وعلى جزر نيلها البديع أواخر القرن التاسع عشر فظهرت العمارة الأوروبية حيث تجتمع كل طبقات المجتمع فى نسيج إنسانى اجتماعى واحد يسمح بالتبادل الفكرى والسلوكى ويعطى مساحات للجميع لتكوين علاقات تكاملية وليست علاقات طبقية خالصة، فمعظم مساكن مصر فى القرن الماضى كانت تتكون من عمارات تفتح أسفلها محلات تجارية أو حرفية وتسكن الطبقة الوسطى العليا أوالثرية إلى حد ما فى شقق ثم فى الأعلى على أسطح تلك المساكن أو العمارات نجد غرفاً مخصصة للعاملين ومن يقومون بخدمة العائلات من خدم وحراس وبهذا يكون هذا المعمار الغربى الأوروبى معبراً عن تمازج كامل بين طبقات المجتمع ومحفزاً لهم على الترقى وصعود السلم الاجتماعى مزيلاً للكثير من الفوارق بين الطبقات ومحققاً لمعنى ومفهوم السلام الاجتماعى أو الأمن ااجتماعى والاقتصادى.

. ثم ظهر نوع جديد من المعمار والفكر الاستثمارى الخليجى الأمريكى الصنع إلا وهو فكرة «الكمبوند» أو «الكوبوتس» حيث مناطق نائية تشيد حولها أسوار وتوضع نقاط أمن وتفتيش داخلى وخارجى وتبنى داخلها بنايات ووحدات سكنية متنوعة أغلبها منفصلة على هيئة ڤيلا أوتوين هاوس أوتاون هاوس (هذا الوصف الأجنبى) وقليلاً من الشقق السكنية، هذا مجتمع جديد على مصر ظهر فى الثمانينات وبداية التسعينات بعد المد الخليجى والانفتاح الاقتصادى وسيطرة الفكر الأمريكى على الثقافات العربية والمصرية من خلال الاقتصاد والتعليم والسينما والفن وإذا بنا نعيش فى مجتمعات منفصلة ما بين أهل المدن القديمة والمدن الجديدة والكومبوند وما تحمله من فصل طبقى واجتماعى صارخ بين، أما أهل هذه المناطق الجديدة فهم مصنفون وفق المناطق العازلة التى يقطنونها ومدى تميز تلك المناطق وفق شدة وصرامة الأمن والأسوار التى تحيط بها واستحالة مرور أى دخيل لا ينتمى إلى تلك المناطق المتميزة والشديدة الخصوصية حتى لا تتمازج الطبقات والدماء الغالية مع رعاع وعامة المجتمع الذين يعيشون فى شقق وعمارات بالمدن القديمة حتى إن كانت فاخرة ومتميزة.. لقد تحول السكن إلى سوق كبير للعقارات الاستثمار وجنى المال والثراء السريع وصار هذا هو الفكر المسيطر حتى على الإدارة والحكومة التى تجد أن خير وسيلة للاقتصاد والتطوير هو «التطوير العقارى» وليس الإنتاج الصناعى أوالزراعى.
السكن أصبح عقارا أى لم يعد يحمل ذات المعنى والمفهوم والصفات والدلالات وإنما كل شىء ما هو إلا سلعة سواء للاستهلاك أم للاستثمار، والعقار يعنى سلعة محكومة مربوطة تم عقدها وحبسها لجنى المزيد من الأموال فى البناء والأراضى عن طريق التمويل والقروض وسلسلة من الفكر الاقتصادى الذى يهدد السلام الاجتماعى والإنسانى للأجيال الجديدة.
السكن من السكنى والعقار من الاحتجاز والفكر المعمارى الحضارى يجب أن يمزج الطبقات والمجتمعات فى نسيج إنسانى وفكرى متجانس بينما المعمار الأمريكى الحديث يفصل ذلك الفصل الطبقى الاجتماعى القريب من الفصل العنصرى بين أفراد وفئات المجتمع وهو ما يشكل خطراً داهماً على المدى القريب والبعيد.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مسكن الزوجية

إقرأ أيضاً:

مركز الأرصاد: طقس ساخن نهاراً على المناطق الغربية

أعلن المركز الوطني للأرصاد الجوية، الوضع الجوي السائد والمتوقع بداية من اليوم الاثنين، وخلال اليومين المقبلين، مشيرا لوجود طقس ساخن نهاراً على المناطق الغربية.

وقال بيان صادر عن المركز: “طقس ساخن نهاراً على المناطق الغربية حيث تتراوح درجات الحرارة القصوى مابين (30-36)مْ تصل يوم الغد إلى (40)مْ على سرت- غدامس وغات”.

وأضاف البيان “بينما تتراجع يوم الغد على الأماكن الممتدة من راس اجدير إلى الخمس في حين ترتفع تدريجياً على معظم المناطق الشرقية والجنوبية فتكون مابين(33-39)مْ، وتشهد درجات الحرارة القصوى انخفاض يوم الأربعاء على مناطق الشمال الغربي حيث تتراوح مابين (22-29)مْ”.

الوسومالأرصاد الطقس ليبيا

مقالات مشابهة

  • بن ابراهيم: برنامج دعم السكن ناجح و الأثر اقتصادي كبير
  • عمرو أديب: كنا نسكن في أفخم شارع والإيجار 55 جنيه.. السكن هوية
  • الأعلى للمهندسين: قانون الإيجار القديم ظالم ويجب إخلاء الشقق المغلقة والمستغلة لغير السكن فورًا
  • الإيجار القديم.. ماذا قالت الحكومة والبرلمان عن أزمة السكن البديل للمستأجرين؟
  • أزمة السكن وحلولها المقترحة
  • أزمة السكن وغياب العدالة.. الحكومة توضح أسباب إعداد مشروع قانون الإيجار القديم
  • بمتوسط تجاوز 9 آلاف درهم.. الرباط أغلى مدينة مغربية في تكلفة إيجار السكن
  • وزير السكن: هكذا ستكون أسعار سكنات عدل 3
  • أزمة السكن في تعز… هل يمكن أن يتحمل المواطنون العبء بمفردهم؟
  • مركز الأرصاد: طقس ساخن نهاراً على المناطق الغربية