بحور الدماء فى غزة مازالت تتدفق وتزداد قوة فى الوقت الذى تقترب فيه الحرب من شهرها الخامس، ولازالت إسرائيل ماضية فى غيها وجبروتها وتحديها للعالم، ومستمرة فى وضع خطط اجتياح رفح الملاذ الأخير لمليون و300 ألف فلسطينى يواجهون الموت بصدور عارية فى ظروف إنسانية بالغة الخطورة.
الفلسطينيون الذين خذلهم العالم فى مواجهة جبروت الاحتلال ورعاية الأمريكان باتوا لا يملكون من أمرهم شيء غير القتال حتى الرمق الأخير فى ظل الحصار الكامل واستخدام سلاح التجويع للتخلص ممن نجا من الحرب البرية البحرية الجوية وكتب الله له عمر بعد النجاة من الأسلحة المحرمة دوليا والمجازر والمحارق.
للتاريخ فقد ارتكب الإسرائيليون أكثر من 19 جريمة فى غزة تصنف على أنها جرائم حرب ضد الإنسانية وتخالف القانون الدولى الذى وضع قيودا فى التعامل مع المدنيين خلال المعارك، وتتمثل في:
• جريمة الإبادة الجماعية والتى تتمثل فى القتل العمد والتعذيب والترحيل والنقل القسرى والهجوم على المدنيين والأماكن المدنية وأخذ الأسرى وجرائم الاختفاء القسرى والتدمير العشوائى للبنية التحتية والمدن والقرى.
• نهب الممتلكات العامة والخاصة وتدمير المستشفيات والمدارس والاعتقال التعسفى وحرمانهم من المحاكمات العادلة.
• القتل العمد حيث استشهد ما يقارب من 30 ألف مدنى غالبيتهم من الأطفال والنساء.
• ممارسة التعذيب فى حق 2600 أسير ومعتقل فلسطينى ومعاملتهم معاملة غير إنسانية.
• التهجير حيث أجبر الاحتلال 2 مليون فلسطينى على النزوح القسرى بعيدا عن منازلهم.
• استخدام مئات الغزيين الأسرى دروعا بشرية.
• تنفيذ آلاف عمليات القصف ضد المدنيين بشكل واضح خاصة اللاجئين فى المستشفيات والمدارس ودور العبادة.
• تجريد الآلاف من النساء والأطفال والأسرى من ملابسهم ونقلهم بصورة مهينة إلى مراكز تعذيب مجهولة.
• مارس الاحتلال الإسرائيلى سلاح التجويع ضد المدنيين من خلال حرمانهم من مواد الإغاثة الإنسانية ومحاصرتهم واستهداف حافلات الإغاثة وقتل العشرات أثناء محاولتهم الحصول على المواد الإغاثية.
• استخدام الاحتلال 70 ألف طن من المتفجرات المحظورة دوليا على منازل المدنيين فى غزة واستهداف أحياء كاملة بالصواريخ الغير مشروعة.
• دمر الاحتلال 500 مسجدا وكنيسة و300 جامعة ومدرسة وأكثر من 360 ألف وحدة سكنية و31 مستشفى وعشرات المراكز المدنية الحيوية.
• سرقة الأموال والذهب والممتلكات الثمينة للفلسطينيين حال نزوحهم أو اعتقالهم أو مداهمة منازلهم.
• دمر الاحتلال أكثر من 200 موقع ثقافى وتراثى وأثرى بعضها يعود تاريخه إلى مئات الأعوام.
قائمة جرائم الحرب التى ارتكبها الاحتلال ضد الغزيين كبيرة وتشمل أيضا الإعدامات الميدانية وتدمير المقابر والعقاب الجمعى واستهداف أفراد الدفاع المدنى والكوادر الطبية والصحفيين وغيرهم.
باختصار.. العالم الذى يقف عاجزا أمام كل هذه الجرائم اللاإنسانية هو عالما متآمرا ومتواطئا بهذه الحرب ويتغاضى عن عمد على انتهاكات تل أبيب بحق الإنسانية جمعاء.. الضغوط كلها الآن تتخذ ضد الفلسطينيين وضد المقاومة أصحاب الحق الحقيقى لصالح الغزاة الذين يستخدمون سلاح التجويع ورقة ضغط قوية لإهانة الشعب الفلسطينى وإذلاله وإجباره على التهجير فرارا من الموت لتصفية القضية الفلسطينية بصورة نهائية.
تبقى كلمة.. ما يحدث فى غزة نموذج إذا حقق فيه الاحتلال ما يريد فسوف تكون تجربة مريرة قابلة للتكرار أكثر من مرة، فالحلم المزعوم لليهود لا يقف عند دولة بل إنه يبتلع وطنا كبيرا بأكمله!!
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الشعب الفلسطينى باختصار المقاومة القضية الفلسطينية فى غزة
إقرأ أيضاً:
مستوطنون يدخلون قطاع غزة أمام أنظار جيش الاحتلال
اقتحم مستوطنون إسرائيليون مدينة غزة، حسبما أفادت مصادر رسمية وتقارير صحفية، قبل أن يزعم جيش الاحتلال أنه تم اعتقالهم لاحقًا، حيث كانوا تحت المراقبة.
وكشفت وسائل إعلام عبرية، أن المقتحمين "ناشطون استيطانيون"، ويظهر فيديو رجلا يحمل شتلة بيده في المنطقة، ويقول: "جئنا لنغرس من أجل المستوطنة اليهودية في غزة. كل أرض إسرائيل لنا".
עשרות ישראלים נכנסו הערב בחסות החשיכה לרצועת עזה - במטרה ליישב מחדש את יישובי גוש קטיף.
צה"ל הצליח להוציא את מרביתם והודיע כי השיב אותם ארצה, אך לטענת המארגנים: יש קבוצה שעדיין מצליחה להישאר בשטח ולא מצליחים לפנות אותה. pic.twitter.com/KxHNBYqni2 — ינון שלום יתח (@inon_yttach) December 10, 2025
من جهتها، أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إلى أن هؤلاء "ناشطون يمينيون ذوو توجهات استيطانية في غزة"، وأوضحت أن المجموعة تراوح عددها بين 7 إلى 10 إسرائيليين تجاوزا الحدود إلى داخل القطاع لنحو 200 متر انطلاقًا من المنطقة الواقعة بين مستوطنتي "نير عام" و"مفالسيم".
وأواخر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، طلب نواب إسرائيليون من وزير الحرب يسرائيل كاتس، السماح لهم بتنظيم جولة داخل قطاع غزة، تمهيدًا لاستئناف الاستيطان فيه، وهو ما يتعارض مع خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب بغزة.
جاء ذلك في رسالة وجهتها جماعة ضغط من أجل الاستيطان بغزة إلى كاتس، بحسب القناة 12 العبرية، وهذه الجماعة يرأسها كل من النائبة من حزب "القوة اليهودية" ليمور سون هار-ميليخ، والنائب من حزب "الصهيونية الدينية" تسفي سوكوت، وهذان الحزبان يمينيان متطرفان ويرأس الأول وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، فيما يرأس الثاني وزير المالية بتسلئيل سموتريتش.
وأفادت جماعة الضغط في رسالتها آنذاك بأنها تهدف إلى إعادة بناء مستوطنة نيسانيت، التي أقيمت عام 1984 على مساحة 1610 دونمات، قبل تفكيكها مع باقي المستوطنات عام 2005، وتابعت وفق رسالتها: "سنرفع العلم (الإسرائيلي) في غزة، إنها فعالية للتعبير عن تحقيق رؤية الاستيطان اليهودي في أرض أجدادنا"، حسب زعمهم.
وفي تموز/يوليو الماضي، سار مئات المستوطنين على طول الحدود مع قطاع غزة المدمّر بعد 23 شهرًا من الحرب، انطلاقا من سديروت وحتى نقطة في مستوطنة نير عام، مطالبين بعودة الاستيطان في القطاع الفلسطيني.
ولوَّح المتظاهرون، بأعلام إسرائيلية ورايات حركة "غوش قطيف" البرتقالية التي تُمثّل تكتلًا من 21 مستوطنة إسرائيلية جرى تفكيكها في قطاع غزة عام 2005، وانسحب جيش الاحتلال قبل 20 عامًا من غزة، بعد 38 عامًا من الانتشار العسكري فيه، وجرى إجلاء 8 آلاف مستوطن وتفكيك 21 مستوطنة، وبقيت فئة متشددة من المستوطنين تُطالب بالعودة، ويعتقد بعضهم أن الوقت مناسب لتحقيق حلمهم، كما انضم إلى سكان الكتل الاستيطانية القدامى، جيل جديد من الإسرائيليين الراغبين في الانتقال إلى غزة.
هكذا يرى المجتمع المستوطن اراضينا، يريدون حلم دولة إسرائيل الكبرى … "الارض الموعودة"
The Israeli settler terrorist leader Daniella Weiss : we don’t want peace we want Greater Israel.
القائدة الإرهابية للمستوطنين الإسرائيليين دانييلا فايس: نحن لا نريد السلام، نحن نريد “إسرائيل… pic.twitter.com/SmkMVwW1tC — Amer Al-Hanooti (@amer_alhanooti) August 18, 2025
وتقول دانييلا فايس (79 عاماً): "نحن ألف عائلة، ترونهم في هذه المسيرة، نحن مستعدون للانتقال الآن والعيش في الخيام"، وتُضيف دانييلا فايس، التي شغلت منصب رئيسة بلدية مستوطنة كدوميم في الضفة الغربية: "نحن مستعدون للانتقال مع أولادنا فورًا إلى منطقة غزة، لأننا نؤمن بأن هذا هو الطريق لتحقيق الهدوء والسلام ووضع حدٍّ لحماس".
ورغم انتهاء حرب الإبادة بسريان وقف إطلاق النار في 10 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، لم يشهد واقع المعيشة لفلسطينيي غزة تحسنا جراء القيود المشددة التي يفرضها جيش الاحتلال على دخول شاحنات المساعدات، منتهكًا بذلك البروتوكول الإنساني للاتفاق.
وخلّفت حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة التي بدأت في 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 بدعم أمريكي واستمرت لعامين، أكثر من 70 ألف شهيد وما يفوق 171 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارًا طال 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية.