هواوي تدشن مشاركتها في المؤتمر العالمي للهواتف المحمولة 2024 بإطلاق 10 ابتكارات تعزز دور الذكاء الاصطناعي في تنمية وتطوير الأعمال
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
المناطق_متابعات
دشنت شركة هواوي مشاركتها في المؤتمر العالمي للهواتف المحمولة 2024 بتنظيم “قمة هواوي كلاود” التي سلطت فيها الضوء على دور البنية التحتية المدعومة بقدرات الذكاء الاصطناعي في دفع عجلة نمو وتطوير الأعمال. وأطلقت الشركة 10 ابتكارات جديدة تعزز الاعتماد على الإمكانيات المتقدمة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، تعيد صياغة مستقبل تطوير أعمال وخدمات مختلف القطاعات والصناعات بدعم من حلول الحوسبة السحابية المدمجة بالذكاء الاصطناعي.
أخبار قد تهمك إطلاق مهرجان الفرنكوفونية في جدة في دار فرنسا 27 فبراير 2024 - 1:30 مساءً منظمة الأمم المتحدة للسياحة والمجلس العالمي للسفر والسياحة تهنئان المملكة لوصولها إلى أكثر من ١٠٠ مليون سائح خلال العام 2023 27 فبراير 2024 - 1:20 مساءً
شارك في القمة التي نظمت تحت شعار “تسريع اعتماد الذكاء الاصطناعي وفق استراتيجية كل شيء كخدمة” أكثر من 500 شخص من مدراء تنفيذيين وخبراء من مختلف القطاعات كالنقل والتمويل وغيرها، كان في مقدمتهم شركاء الشركة وعملائها في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى. وكان من أبرز ما سلطت عليه هواوي الضوء نماذج الذكاء الاصطناعي بانجو (Pangu) التي تتكامل مع استراتيجية الشركة في عالم الحوسبة السحابية المتمثلة بتأسيس بنية تحتية مدعومة بقدرات الذكاء الاصطناعي ووضعها في خدمة تطوير أعمال مختلف القطاعات بهدف تسريع رحلة انتقالها للذكاء الاصطناعي.
وصرحت هواوي خلال القمة بأن بناء النظام الإيكولوجي السحابي المدعوم بالإمكانيات المتقدمة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في دول المنطقة أولوية تلتزم الشركة بإنجازها بالتعاون مع الشركاء المحليين بحسب متطلبات الأسواق المحلية والاحتياجات المتخصصة ضمن كل قطاع وصناعة.
وألقت جاكلين شي، رئيسة خدمة التسويق والمبيعات العالمية في هواوي كلاود، كلمةً في القمة قالت فيها: “تعتبر هواوي كلاود واحدة من أسرع مزودي الخدمات السحابية نمواً في العالم. وينصب تركيزنا بشكل أساسي على توفير أحدث التطورات التكنولوجية للعملاء حول العالم. وقد أطلقنا سلسلة من المناطق السحابية خلال السنوات الأخيرة وأبرزها في المملكة العربية السعودية وأيرلندا وتركيا وإندونيسيا تتيح الفرصة أمام العملاء للوصول إلى الخدمات السحابية الأكثر تطوراً والأفضل أداءً. ويضمن حصولنا على أكثر من 120 شهادة أمان حول العالم سلاسة وسلامة الأعمال وفق أرقى المعايير الدولية.
ولا يقتصر هدفنا على تحقيق التقدم التكنولوجي فحسب، بل نؤمن أيضاً بضرورة دعم شركائنا على نمو أعمالهم بالتوازي معنا، ونسعى لتحقيق هذا الهدف بدعم من برنامجنا GoCloud وGrowCloud التي تستهدف تنمية وتطوير أعمال الشركاء بحسب احتياجات الأسواق المحلية، وبما يتوافق مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي يتوقع أن تحدث تغييراً جذرياً في مستقبل الأعمال على كافة الأصعدة. وتتركز أولوياتنا في بناء أساس سحابي متين يخدم جميع القطاعات والصناعات في عملية التحول الرقمي وتبني الذكاء الاصطناعي”.
ومن جانبه، قال برونو تشانغ، الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في هواوي كلاود: “تساعد هواوي كلاود العملاء من خلال استراتيجيتين تتمثلان باستخدام الذكاء الاصطناعي للسحابة بهدف ارتقاء بتجارب العملاء وإحداث تغيير جذري في مسار تطوير البرامج وإنتاج المحتوى الرقمي وغيرها الكثير، وكذلك استخدام السحابة لجعل اعتماد الذكاء الاصطناعي سلساً وفعّالاً، حيث يتيح الابتكار المعماري والتخزين الأصلي للذكاء الاصطناعي والتقارب بين البيانات والذكاء الاصطناعي للعملاء التدريب على تقنيات الذكاء الاصطناعي واستخدامها بشكل غير مسبوق”.
وتتلخص فلسفة شركة هواوي في مجال الحوسبة السحابية المدعومة بقدرات الذكاء الاصطناعي بأن النماذج الحالية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي كمحرك جديد لحفز نمو الحوسبة السحابية ستعيد تعريف عمليات الإنتاج والتفاعل ونماذج الخدمة ونماذج الأعمال. ورغم الإمكانات الهائلة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، إلا أن تنفيذها بما يتماشى مع أهداف الأعمال يتطلب ابتكاراً ممنهجاً وشراكات منفتحة تسهم في بناء النظام الإيكولوجي للسحابة والذكاء الاصطناعي بحسب متطلبات الأسواق المحلية لدول المنطقة.
وتعتبر مشاركة هواوي كلاود في المؤتمر العالمي للهواتف المحمولة لعام 2024 جزءاً من تواجد الشركة في نسخة العام الحالي من المؤتمر العالمي للهواتف المحمولة (موبايل وورلد كونجرس) المقام في برشلونة خلال الفترة من 26 إلى 29 فبراير والذي يتضمن أعمال الشركة الأخرى وفي مقدمتها شبكات الاتصالات والأجهزة والطاقة الرقمية وغيرها. ومن المقرر أن تتعاون منصة هواوي كلاود مع مجموعة من العملاء والشركاء من منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى لتقديم مجموعة واسعة من المواضيع المهمة خلال المؤتمر، بما في ذلك إطلاق المنتجات والحلول، وتنظيم المؤتمرات والندوات واستعراض باقة من المنتجات المبتكرة وأفضل حالات استخدام نماذج بانجو Pangu للذكاء الاصطناعي التي أطلقتها الشركة وتتوقع أن يكون لها أثر فاعل في دفع عجلة تقدم أعمال وخدمات مختلف القطاعات والصناعات بالاعتماد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي المدعومة بإمكانيات الحوسبة السحابية المتطورة كتلك الخاصة بقواعد البيانات الذكية والتقارب بين البيانات والإنسان الافتراضي وتطوير البرمجيات.
27 فبراير 2024 - 1:33 مساءً شاركها فيسبوك X لينكدإن ماسنجر ماسنجر أقرأ التالي أبرز المواد27 فبراير 2024 - 8:19 صباحًا“جوجل” تُعيد خاصية إنشاء الصور بالذكاء الاصطناعي أبرز المواد27 فبراير 2024 - 7:28 صباحًا“تروكولر” يطرح تسجيل المكالمات أبرز المواد26 فبراير 2024 - 10:59 صباحًا“إكس” تتيح إجراء المكالمات لعموم مستخدميها دون مقابل أبرز المواد25 فبراير 2024 - 9:35 مساءًأدوات على “آيفون” و”أندرويد” تساعد الوالدين على حماية أطفالهم أبرز المواد25 فبراير 2024 - 9:34 مساءً«أبل» تحذر من وضع الهواتف المبللة في الأرز.. التلف وارد27 فبراير 2024 - 8:19 صباحًا“جوجل” تُعيد خاصية إنشاء الصور بالذكاء الاصطناعي27 فبراير 2024 - 7:28 صباحًا“تروكولر” يطرح تسجيل المكالمات26 فبراير 2024 - 10:59 صباحًا“إكس” تتيح إجراء المكالمات لعموم مستخدميها دون مقابل25 فبراير 2024 - 9:35 مساءًأدوات على “آيفون” و”أندرويد” تساعد الوالدين على حماية أطفالهم25 فبراير 2024 - 9:34 مساءً«أبل» تحذر من وضع الهواتف المبللة في الأرز.. التلف وارد إطلاق مهرجان الفرنكوفونية في جدة في دار فرنسا تابعنا على تويتـــــرTweets by AlMnatiq تابعنا على فيسبوك تابعنا على فيسبوكالأكثر مشاهدة الفوائد الاجتماعية للإسكان التعاوني 4 أغسطس 2022 - 11:10 مساءً بث مباشر مباراة الهلال وريال مدريد بكأس العالم للأندية 11 فبراير 2023 - 1:45 مساءً اليوم.. “حساب المواطن” يبدأ في صرف مستحقات المستفيدين من الدعم لدفعة يناير الجاري 10 يناير 2023 - 8:12 صباحًا جميع الحقوق محفوظة لجوال وصحيفة المناطق © حقوق النشر 2024 | تطوير سيكيور هوست | مُستضاف بفخر لدى سيكيورهوستفيسبوكXيوتيوبانستقرامواتساب فيسبوك X ماسنجر ماسنجر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق البحث عن: فيسبوكXيوتيوبانستقرامواتساب إغلاق بحث عن إغلاق بحث عنالمصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: الحوسبة السحابیة مختلف القطاعات هواوی کلاود صباح ا
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي.. وصياغة التاريخ الموازي
منذُ أن بَزغَ فجرُ الخوارزميّات الذكيّة القادرة على إنتاج اللغة والصورة والمرئيات بقدراتٍ تُحاكي مخيّلة الدماغ البشريّ، انفتحتْ لنا نافذةٌ غير مسبوقة على ما يمكن أن نسمّيه «مجرَّة الاحتمالات التاريخيّة» الذي نقصد به الفضاء اللامتناهي من السيناريوهات التي لم تقع، ولكنها -لو وقعَتْ- لكان بوسعها أن تُبدِّل من مسار الحضارات الإنسانية وصورتها، ولعلّ ما نطلق عليه بـ«التاريخ الموازي» أو بـ«التاريخ المضاد» (Counterfactual History) يثير شغفنا باعتباره حقلًا نظريًّا ينشطُ حِينًا ويخبو أحايينَ؛ فيستهوي بعضَ المؤرِّخين والفلاسفة عبر طرح أسئلة تخالف أبجديات التاريخ وقواعده الثابتة، مثل: ماذا لو لم يُقتل يوليوس قيصر؟ ماذا لو انتصر العربُ في بلاط الشهداء؟ ماذا لو أُجهِضت الثورةُ الصناعيّة في مهدها؟ ماذا لو انتصر العربُ في حرب 1967 أو قبلها في حرب 1948؟ بيدَ أنّ هذه التساؤلات ـ قبل ظهور الذكاء الاصطناعي ـ كانت تنتمي إلى ضربٍ من العبث العقلي أو التأمّل الفلسفي غير الخاضع للقياسات المنطقية؛ إذ يفتقر الباحثُ إلى أدواتٍ تجريبية تمنحه القدرة على إخضاع مثل تلك الفروض لاختبارٍ شبه علمي.
لكننا اليوم، ومع تطوّر نماذج المحاكاة القائمة على خوارزميات التعلّم العميق والشبكات العصبيّة، أضحى بإمكاننا أن نزوّد هذه الخوارزميات الذكيّة بمكتباتٍ ضخمة من الوقائع، والمعطيات الاقتصاديّة، والديموغرافيّة، ونُطلقها لتُنجِزَ ملايينَ المحاكاة التي تتعقّبُ التغيّر البنيويّ لحدثٍ واحدٍ إذا انحرفَ عن مساره قيدَ أنملة؛ ليغدو الذكاءُ الاصطناعي أداةَ «إحياء» لا للتاريخ كما كان، ولكن للتواريخ الممكنة التي لم تكن؛ فيمدّنا بسرديّاتٍ بديلة تُظهِر مآلاتٍ تقترن بزمنٍ متخيَّل، ولكنها مُرتكَزةٌ علميًّا على نماذج سببيّة واحتمالات دقيقة. من المعلوم أن المؤرِّخَ التقليديّ يعتمد على الوثائق والشهادات والآثار المادّيّة، وبمعنى عام، يكون اعتماده على ما تبقّى من الأثر في الزمن، ولكنّ الخوارزميّات تُضيفُ إلى هذا الثالوث بُعدًا رابعًا، سنطلق عليه «الاحتمال المُحاكَى»؛ لتُرَكِّب بُنيانًا من البيّنات وتنسج خريطة علاقات سببيّة، ثمّ تُعطى حرّيّة تعديل عقدةٍ واحدة من عقد هذه الشبكة لترى كيف سيُعاد ترتيب الأنماط؛ فإذا أبدلنا نتيجةَ معركةٍ حاسمة أو قُيِّض لقائدٍ ما أن ينجو من الاغتيال؛ تدحرجت التأثيراتُ كسلسلة «دومينو» في نموذج رياضيّ يمكن تتبّعه عدديًّا وصُوَريًّا.
لا أستبعد أن يقول قائلٌ: أليست هذه مُغالاة في الثقة بقدرة الآلة -الذكاء الاصطناعي- في إعادتها لصياغة الأحداث ومساراتها المستقبلية؟ بلى، ويبقى الحذرُ واجبًا؛ فلا يملك الذكاء الاصطناعي معرفةً واعيةً بالماضي، وإنما يتوقّع تركيب الأنماط ويعيد تصميمها وفقًا لما لُقِّنَ من بيانات. غير أنّ قيمته الحقيقية لا تكمن في المطابقة القطعيّة ولا في النبوءة الغيبيّة، ولكن في أنّه يوفّر لنا «مِرآةً مُفترَضة» نعكس عليها تصوّراتنا؛ فنقارن بينها وبين الوقائع الحقيقيّة؛ لنفهمَ بشكل أعمق قانونَ الصدفة والضرورة في التاريخ.
تفترض التصوراتُ العقلية أنه حين تُمنح المجتمعاتُ الإنسانية فرصةَ الاطّلاعِ على سرديّات بديلة وفق المحاكاة العلمية؛ فإن بنيةَ الوعي تتغيّر وفقَ عدة سُبل، وأول هذه السبل أن ينكسر وَهْمُ الحتميّة التاريخيّة؛ إذ يدرك الفرد الإنساني أنّ المسارات الكبرى ليست قدَرًا محتومًا، وإنما حصيلةُ قراراتٍ بشريّة قابلةٍ لأن تُسلكَ أو تُستبدَل وتتفاعل مع قانون السببية والاحتمالات الكونية المتعددة، ويُحرّر مثل هذا الإدراك طاقاتٍ سياسيّة جديدة، لأنّ الفرد يرى في الحاضر مفصلًا مفتوحًا، لا ذيْلًا مقطوعًا من ماضٍ مكتوبٍ على حجر. ثاني هذا السبل أن تُسهم هذه «الواقعات المضادّة» في توسيع مخيّلة «المظلوميّات التاريخيّة»؛ فيمكن للشعوب التي تعرّضت للاستعمار أو الإبادة أن تجد ـ عبر المحاكاة ـ صورًا من التاريخ النزيه الذي حرمها إيّاه المنتصرون «المعتدون»، ولا يعني ذلك استبدال الماضي بحلم منزوع الواقعية، وإنما يكون عن طريق توزيع حسّ العدالة الرمزيّة؛ ليُعطي الضحيّةَ أفقًا روحيًّا للتعافي الجمعيّ. ثالث هذه السبل، نراه فيما يخص حقل علوم السلوك السياسيّ؛ حيثُ توفّر هذه النماذج مختبرًا افتراضيًّا لاختبار السياسات قبل تطبيقها؛ فيمكن لمحاكاةٍ مستندةٍ إلى تاريخٍٍ بديلٍ أن تكشفَ مخاطرَ أو فرصًا ما كانت لتظهر بالتنبّؤ الاستنباطيّ وحده.
يُعيدنا هذا كلّه إلى سؤالٍ جوهري: ما مفهومنا للتاريخ؟ هل هو تسلسلُ ضروراتٍ تحدّدها بنيةُ الأنظمة الاقتصاديّة والطبيعيّة؟ أم أنّه رقصة الاحتمالات حول محورٍ من القرارات الإنسانيّة الحرّة؟ لا أملك إجابات حتمية لهذه الأسئلة، ولكن جلَّ ما أدركُه أنّ الذكاءَ الاصطناعي ذو قدرةٍ على تمثيل آلاف الشُعَب الزمنيّة؛ ليوغل بنا في رؤيةٍ «كوسمولوجيّة»، حيثُ يتجاور الماضي الواقعيّ مع أطيافٍ لا تُعدّ من الأزمنة المحتملة، وتصبح سلسلة الوقائع أشبهَ بمتعدِّدٍ «طوبولوجيّ»، لا خطًّا مستقيمًا. هنا يلتقي العلمُ بالرياضيات الإحصائيّة مع الفلسفة القاريّة في نقدها لفكرة «التقدّم الخطيّ»، ويلتقي أيضًا مع قواعد الفيزياء الكوانتمية التي ترى الواقعَ «دالة موجيّة» تتقلّص إلى حدثٍ واحدٍ يعكس الوجود اللحظي الذي نعيش فيه؛ فالاحتمالات وفقَ النظام الكوانتمي متعددة ولها عوالمها الموازية التي تشمل ما نسميّه بالتاريخ الموازي.
في حالة مغايرة تستدعي يقظة وعينا، نجد أنّ فتح بوّابة «التواريخ البديلة» ليس فعلًا عادلا محضا؛ فيمكن لبعض الأنظمة السياسيّة أو الاقتصاديّة أن توظّفها لصنع سرديّات ترويجيّة تتلّبس بلباس العلم؛ فتختار المعطيات وتُعيد وزنها لتصيغ مستقبلًا مرغوبًا؛ فتدّعي أنّه المسار «الأكثر ترجيحًا»؛ فتتقاطع -حينها- المحاكاة مع تصورات الرأي العام، وتصبح الخطورةُ كامنةً في قدرة الخوارزميّة على إنتاج قصصٍ «مقنِعةٍ» بصريًّا ولسانيًّا تؤثّر في اللاوعي الجمعيّ أكثرَ من الخُطب والشعارات، وحينها يتطلب الأمر صياغة مواثيق أخلاقيّة تُنظّم استعمال هذه التقنيات؛ لتوثّقَ مصادرَ البيانات، وتُعلن افتراضات النموذج، وتمنح الباحثين تدقيق التصوّر الخوارزمي للمسار التاريخي ونموذجه المستوحى والمُحاكَى؛ لنتجنب عدم تحوّل المحاكاة من مختبرٍ معرفيّ إلى «مصنع أوهام» تخدم مصالح مجتمعات على حساب مجتمعات أخرى.
لابد أن نقرَّ أن الإنسان -بإرادته وتفوّقه العلمي- منح الذكاءَ الاصطناعي قدرةً غير مسبوقة على تفكيك الزمن وإعادة ترتيبه وفقَ رغبات الإنسان نفسه، لا لنهرب من الماضي، ولكن لنعيد تأويله ونكشف هشاشته، ولهذا من العدالة أن نتصور أنّ إحياء الواقعات المضادة ليس تمرينًا سرديًّا فحسب؛ ولكنّه مشروعٌ معرفيٌّ يعيد الإنسانَ إلى مركز الفعل التاريخيّ بعد أن ظنّ أنّه أسيرُ قَدَرٍ اقتصادي أو سياسي أو جينيّ، وإذا كانت الفلسفة ـ كما يقول الفيلسوف الألماني هوسرل ـ «علم البدايات المطلقة»؛ فإنّ هذه التقنية يمكن أن تمنحنا بدايةً جديدةً للتفكير في التاريخ: لا باعتبارها تراكم ما حدث، ولكن باعتبارها فضاء لما كان يمكن أن يحدث، ولا يزال بعضُه ممكنًا في مستقبلٍ لم يحن موعده بعد. هكذا، حين نجعل من الخيال المُحاكَى مختبرًا للعقل؛ فإننا نستعيد القدرةَ على السؤال، ونوسّع مساحةَ الحريّةِ العقلية ومخيّلته، ونمنح الأجيالَ القادمة وعيًا أكثر مرونةً واستعدادًا لكتابة فصولٍ أقلّ بؤسًا؛ فالذكاء الاصطناعيُّ، إن حَسُن استعماله؛ فإنه يُعيدنا إلى تلك اللحظة «البروميثيوسيّة» الأولى حين سرق الإنسانُ الأول النارَ من الآلهة -وفقَ خيالات الأدب الأسطوري القديم-؛ ولكنّ نارَ الاحتمالات -كما في معرض مقالنا وفرضياته المذكورة- لا تحرق، وإنما تُضيء ممرات التاريخ المظلمة؛ فترشدنا إلى دروبٍ ما كانت لتُعرفَ لولا رياضيات الخيال الخوارزميّ وملاحمه التاريخية القابلة لإعادة أحداثها ومساراتها.
د. معمر بن علي التوبي أكاديمي وباحث عُماني