مصور في دبي يكشف عن الحياة البرية المخفية عن الأعين بالإمارات
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في دولة تشتهر بناطحات السُّحُب الشاهقة، والهندسة المعمارية الحديثة، والصحراء المترامية الأطراف، لا تتبادر الحياة البرية دائمًا إلى ذهن الناس عندما يفكرون في دولة الإمارات العربية المتحدة. ولكن يرغب المصور المقيم في دبي، أنيش كارينغاتيل، تغيير ذلك.
وانتقل كارينغاتيل الهندي الأصل إلى دبي منذ 17 عامًا، وبدأ في توثيق الحياة البرية بعد فترةٍ وجيزة، مع التخصص في التصوير الفوتوغرافي "الماكرو" باستخدام اللقطات القريبة للغاية.
وتشمل صوره المذهلة المُلتقطة عبر الإمارات السبع أنثى عقرب مع صغارها، وأفعى قرناء مختبئة بين رمال الصحراء، وغيرها من المشاهد.
وأكّد كارينغاتيل: "يستطيع المصورون سرد قصة عبر الصور"، ومن ثم أضاف: "يُتيح لي التصوير الفوتوغرافي بتقنية الماكرو رؤية الحياة والعالم من حولي بطريقةٍ جديدة تمامًا".
ورُغم المناخ الحار والصحراء القاسية، تُعد دولة الإمارات موطنًا لأكثر من ألف نوع من النباتات والحيوانات.
وتحتضن مياهها أكبر تجمع لدلافين المحيط الهندي الحدباء في العالم، وثاني أكبر عدد من أبقار البحر بعد أستراليا.
ويستخدم كارينغاتيل تصوير الحياة البرية كوسيلة لتوثيق التنوع البيولوجي في البلاد ومشاركته مع الآخرين.
ويُعتبر المصور، الذي يعمل في مجال التصميم الداخلي بدوام كامل، شغوف تجاه مراقبة، ودراسة، وتصوير الزواحف والبرمائيات في موائلها.
ولكن يتطلّب تصوير الحيوانات التي يُحتمل أن تكون خطرة، مثل الثعابين، والعناكب، الكثير من التحضير.
وقبل محاولة تصوير أي نوع من الحياة البرية، أشار كارينغاتيل إلى أهمية دراسة سلوكها، وبيئتها، والمخاطر المحتملة لفهم كيفية الاقتراب منها بأمان، وتقليل مخاطر تعرض المصور أو الحيوان للأذى.
ويستخدم كارينغاتيل وسائل التواصل الاجتماعي لتثقيف الأشخاص عن الأنواع التي يصورها، ويتمتع المصور بأكثر من 69 ألف متابع عبر موقع "إنستغرام".
التنوع البيئي في الإماراتتتمتع دولة الإمارات العربية المتحدة بـ 49 منطقة محمية برية وبحرية، وتقع 8 منها في دبي.
وتمثل هذه المناطق المحمية أكثر من 18% من أراضي الدولة، و12% من مناطقها البحرية والساحلية، وغالبًا ما تكون محميات طبيعية تشمل جميع النظم البيئية الرئيسية الموجودة في المنطقة: الجبال، والصحراء، والساحل، والبحر.
وأفاد المدير المساعد للحفاظ على التنوع البيولوجي في جمعية الإمارات للطبيعة (Emirates Nature-WWF)، أندرو غاردنر، أنّ الحفاظ على الحياة البرية يُعد "مسؤولية والتزامًا مهمًا لدولة الإمارات العربية المتحدة".
ووقعت البلاد على العديد من اتفاقيات الحفظ الدولية، مثل اتفاقية التنوع البيولوجي، كما أنّها ساهمت في إعادة إدخال حيوانات مثل المها العربي إلى شبه الجزيرة العربية.
ووفقاً لغاردنر، يتجاوز عدد المها الآن في منطقتين محميتين بالدولة 1،600 حيوان، مع وجود الآلاف منها أيضًا في حدائق الحيوانات بجميع أنحاء المنطقة.
ومع ذلك، إلا أنّ التطور السريع والنمو السكاني في جميع أنحاء الإمارات يعني أن "53% من أنواع الطيور، و46.7% من أنواع الثدييات، و19% من أنواع الزواحف، و8% من أنواع النباتات" أصبحت مهددة بالانقراض، بحسب تقريرٍ حكومي.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: التصوير الحياة البرية الحيوانات دبي الإمارات العربیة المتحدة الحیاة البریة دولة الإمارات الإمارات ا من أنواع
إقرأ أيضاً:
الإمارات تؤكد التزامها بحماية المحيطات وتعزيز استدامتها
أكدت معالي الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة، التزام دولة الإمارات بحماية المحيطات ومنظومتها البيئية وتعزيز استدامتها كمورد حيوي محلياً وعالمياً.
وقالت بمناسبة اليوم العالمي للمحيطات، إن المحيطات تغمر أكثر من 70% من سطح كوكب الأرض، وتعتبر عنصراً أساسياً في حياة البشر وسبل عيشهم، فهي شريان الحياة للكوكب؛ تنظم المناخ، وتوفر الغذاء، وتحتضن عدداً لا يحصى من النظم البيئية، وتواجه مع ذلك، تحديات غير مسبوقة؛ بدءاً من آثار التغير المناخي، التي تتجلى في ابيضاض الشعاب المرجانية، وارتفاع منسوب سطح البحر، وصولاً إلى الضغوط الناتجة عن ممارسات الصيد غير المستدامة، الأمر الذي يُعرّض سلامة المحيطات للخطر.
وأضافت: "بصفتنا دولةً ترتبط بالبحر ارتباطاً وثيقاً، فإننا نعي حجم هذه التحديات وضرورة التحرك العاجل لمواجهتها، ونحن ملتزمون بأداء دور ريادي في إيجاد الحلول المناسبة، واضعين نصب أعيننا مسؤوليتنا في حماية هذه الموارد الثمينة من أجل الأجيال القادمة، ولذلك، نواصل العمل على تنفيذ إستراتيجيات فعّالة للتخفيف من هذه التهديدات، واستعادة عافية أنظمتنا البيئية البحرية".
وأشارت إلى أن العالم يحتفل باليوم العالمي للمحيطات هذا العام تحت شعار "روعة المحيط؛ وصون ما يعيننا على البقاء"، وهو شعار ينسجم بعمق مع رؤية دولة الإمارات لمستقبل مستدام، معتبرة أنه يمثل تذكيرا بقيمة البحار والمحيطات التي لا تُقدّر بثمن، وتأكيدا على الحاجة الملحة لحمايتها من التلوث، والصيد الجائر، وآثار التغير المناخي.
أخبار ذات صلة
ولفتت وزيرة التغير المناخي والبيئة، إلى ما حققته الإمارات من إنجازات ملموسة في مجال حماية أشجار القرم وإعادة تأهيل الشعاب المرجانية؛ حيث يجري تنفيذ مشروع طموح لإعادة تأهيل الشعاب المرجانية في أبوظبي باستزراع أكثر من 4 ملايين مستعمرة مرجانية في مياه الإمارة بحلول عام 2030، والعمل على زراعة 100 مليون شجرة قرم في دولة الإمارات بحلول العام المذكور.
وأكدت على تعاون الإمارات الدولي لحماية المحيطات، وأن التزام الدولة لا يقتصر على المياه الإقليمية فحسب، بل يتعداها إلى نطاق أوسع؛ فهي أول دولة في الشرق الأوسط تنضم إلى "تحالف 100%"، المبادرة التي أطلقتها الأمم المتحدة من خلال اللجنة العليا لاقتصاد المحيطات المستدام، وتدعو الدول الساحلية إلى الالتزام بالإدارة المستدامة لجميع المناطق البحرية الواقعة ضمن نطاقها.
ودعت الدكتورة الضحاك، الجميع في هذا اليوم، إلى الاضطلاع بمسؤولياتهم وحمل رسالة حماية المحيطات، وعدم ادخار أي جهد لإثراء المعرفة حول خيارات المأكولات البحرية المستدامة، والتقليل من استخدام البلاستيك، ودعم المنظمات التي تكرّس جهودها لحماية المحيطات، وغرس حبّ البحار ومعرفة عجائبها في نفوس الأطفال، منوهة إلى أن كلّ خطوةٍ، مهما بدت بسيطة، تُحدث فرقاً، في العمل على استعادة حيويّة المحيطات والحفاظ على "عجائب المحيط" للأجيال القادمة.