المراحيض الخطيرة.. مؤشر واضح لعدم المساواة في جنوب أفريقيا
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
مع اقتراب موعد الانتخابات العامة المرتقبة في جنوب أفريقيا، فإن ظاهرة المراحيض البدائية الخطيرة الموروثة من زمن الفصل العنصري، لا تزال شاهدا على تجذر عدم المساواة في ذلك البلد الأفريقي الذي يملك إمكانيات اقتصادية كبيرة وواعدة.
فوفقا لتقرير نشرته صحيفة "تلغراف" البريطانية، فإنه ورغم مرور 30 عاما على انتهاء نظام الفصل العنصري في البلاد، وسيطرة حزب المؤتمر الأفريقي على الحكم، فإن ظاهرة مراحيض "الحفرة الواحدة" لم تختف من كل المدارس.
ويتألف هذا المرحاض من حفرة كبيرة قد يصل عمقها إلى 3 أمتار، وبالتالي فإن الأطفال قد يكونوا معرضين للسقوط فيها والموت غرقا في تلك الفضلات دون أن ينته أحد لذلك.
وكانت وفاة الطفل مايكل كومابي، عام 2014 إثر وقوعه في حفرة مراحيض المدرسة بالقرب من بولوكواني، في مقاطعة ليمبوبو، قد أثارت غضب الرأي العام.
ورغم وعود الحزب الحاكم بالقضاء على تلك الظاهرة، فإنه لا تزال أكثر من 3932 مدرسة - أو 17 في المائة - لديها مراحيض بدائية وخطيرة، وفقا لمجموعات حملات حقوق الإنسان التي تتابع هذه القضية.
وبعض تلك المدارس، لديها مزيج من المراحيض المقبولة والبدائية، لكن وبحسب الإحصائيات، فإن هناك 728 مدرسة ليس لديها سوى تلك التي كان ينبغي حظرها واستبدالها.
وفي هذا الصدد، أوضح الناشط والمحامي موثيو برودي، أنه "بالإضافة إلى أن تلك المراحيض تشكل خطر على الحياة، فإنها غالبًا ما تكون في حالة مثيرة للاشمئزاز".
وتابع: "إنها غير صحية تمامًا وتشكل تهديدًا لصحة التلاميذ، وفي بعض الحالات، تكون هذه المراحيض متداعية لدرجة أنه لا يوجد لها أبواب".
وجنوب أفريقيا هي الدولة الأكثر عدم مساواة في العالم، وفقا لتصنيفات مقياس إحصائي يسمى "معامل (مؤشر) جيني"، الذي يقيم كيفية توزيع الدخل بين السكان، وفق الصحيفة البريطانية.
ومع توجه الناخبين إلى صناديق الاقتراع في 29 مايو المقبل، فإن فشل حزب المؤتمر الوطني الأفريقي في تخفيف هذا التفاوت وعدم المساواة، وتقديم حتى الخدمات الأساسية، سيكون له تأثير كبير في أذهان العديد من الناخبين الفقراء.
وفي هذا المنحى، قالت كاساندرا دوراسامي من منظمة العفو الدولية: "مراحيض الحفرة تجسيد واضح لعدم المساواة في جنوب أفريقيا".
ووفق مراقبين، فمن المتوقع أن تؤدي أزمات الاقتصاد ونقص الخدمات واستمرار الفساد، إلى خسارة الحزب للأغلبية المطلقة للمرة الأولى منذ انتهاء نظام الفصل العنصري.
وإذا فشل الحزب في الحصول على 50 في المئة من الأصوات، فإن فترة 3 عقود من الهيمنة المطلقة ستنتهي وتبشر بعصر جديد غير مؤكد يعتمد على تشكيل ائتلافات سياسية.
ورأت الصحيفة أن إقناع الناخبين الفقراء بأن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي عمل لصالحهم وحقق تحسينات على مدى السنوات الثلاثين الماضية، "سيكون أساسيا في الاستراتيجية الانتخابية للحزب".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: جنوب أفریقیا
إقرأ أيضاً:
إحراق العجلات المطاطية وقنينات الغاز.. طقوس عاشوراء الخطيرة تبدأ مبكراً
زنقة 20 | متابعة
يبدو أن احتفالات عاشوراء الخطيرة قد حلت مبكرا بعدد من مناطق المملكة.
المناسبة الدينية التي يرتقب أن تحل بالمغرب يوم 7 يوليوز المقبل، باتت فرصة لإثارة الفوضى و الشغب في الأحياء الشعبية خصوصا.
في هذا الصدد، تمكنت عناصر الشرطة القضائية التابعة للأمن الإقليمي بسيدي بنور، من توقيف ستة شبّان تتراوح أعمارهم ما بين 16 و 19 سنة، وذلك على خلفية ارتكابهم لأفعال تخريبية خلال احتفالات عاشوراء، تمثلت في إشعال النيران في العجلات المطاطية واستعمال قنينات الغاز من الحجم الصغير، ما خلق حالة من الهلع وسط ساكنة حي الوداد بعد سماع دوي الانفجارات.
وقد جرى ضبط المشتبه فيهم في حالة تلبّس، حيث كانوا يعمدون إلى إشعال النيران في أماكن متفرقة من الحي، في مشاهد أثارت الفوضى وعرّضت حياة المواطنين للخطر، خاصة بعد الانفجار الخطير لإحدى القنينات المستعملة.
وبعد استكمال إجراءات البحث والتحقيق تحت إشراف النيابة العامة المختصة، تم تقديم الموقوفين أمام أنظار الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بالجديدة، الذي أمر بإيداع اثنين منهم السجن المحلي بسيدي موسى، فيما قرر متابعة الأربعة الآخرين في حالة سراح.. وتندرج هذه العملية في إطار المجهودات الأمنية الرامية إلى محاربة الممارسات الخطيرة وغير القانونية التي تشوب بعض طقوس الاحتفال بعاشوراء، وضمان سلامة المواطنين والحفاظ على النظام العام.