مفاجأة في وصية الجندي الأمريكي آرون بوشنل.. ماذا قال عن فلسطين؟
تاريخ النشر: 1st, March 2024 GMT
أثارت واقعة إشعال جندي بسلاح الجو الأمريكي النار في نفسه، اعتراضًا على الإبادة الجماعية التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة جدلًا عالميًا واسعًا، وخلال الساعات الماضية، كشف صحفي أمريكي عن وصية آرون بوشنل التي فاجئت الجميع.
وفقًا لما نشرته «نيويورك بوست»، أوصى «بوشنل» أن تذهب مدخراته لأطفال فلسطين، وستتولى ذلك منظمة خيرية كان يعمل معها قبل إنهاء حياته.
كما كشف الصحفي الأمريكي، أن «بوشنل»، قام بترتيب كل الأمور قبل إنهاء حياته، إذ أبلغ المنظمة الخيرية بالتبرع بمدخراته لأطفال فلسطين، وأوصى جاره بالاعتناء بقطته التي كان يربيها في منزله.
وصية الجندي الأمريكي آرون بوشنلوجاء أيضًا في وصية كتبها الجندي الأمريكي إلى أسرته قبل إشعال النيران في جسده: «أنا آسف لأخي وأصدقائي لأنني تركتهم بهذه الطريقة، بالطبع، لو كنت آسف حقًا، لما فعلت ذلك، لكن لا شيء على الأرض عادل».
كما جاء في وصيته: «أتمنى أن يتم حرق جثتي، ولا أرغب في أن ينثر رمادي أو أن يدفن رفاتي لأن جسدي لا ينتمي إلى أي مكان في هذا العالم، إذا جاء الوقت الذي يستعيد فيه الفلسطينيون السيطرة على أرضهم، لو كان أهل الأرض موافقين على ذلك، لأحببت أن يتناثر رمادي في فلسطين الحرة».
تفاصيل معلومات استخباراتية عرفها «بوشنل»وكانت صحيفة «نيويورك بوست» الأمريكية نشرت تقريرًا، قالت فيه إن الجندي حصل على معلومات سرية وتقارير استخباراتية تفيد بضلوع أمريكا بشكل مباشر في الإبادة الجماعية بغزة.
وتستعرض «الوطن» تفاصيل المعلومات السرية الاستخباراتية التي حصل عليها «بوشنل»، والتي كشفها صديق مقرب منه، لصحيفة «نيويورك بوست»، إذ قال إن هناك قوات أمريكية موجودة في الأنفاق بغزة، وأن جنودًا أمريكيين أيضًا يشاركون في عمليات الإبادة الجماعية هناك.
كما كشفت المعلومات السرية التي عرفها «بوشنل» مستفيدًا من تعيينه خلال الفترة الأخيرة بسلاح الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع بسلاح الجو الأمريكي، أن القوات الأمريكية في غزة تقتل أعدادًا كبيرة من الفلسطينيين.
تفاصيل إشعال الجندي الأمريكي النيران في جسدهوكان الجندي الأمريكي بسلاح الجو أرون بوشنل، أشلع النيران في جسده أمام السفارة الإسرائيلية بواشنطن احتجاجًا على الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.
وقال قبل موته في بث مباشر: ««اليوم أخطط للمشاركة في عمل احتجاجي شديد ضد الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، أنا عضو نشط في القوات الجوية للولايات المتحدة، ولن أكون متواطئًا بعد الآن في الإبادة الجماعية، سأفعل في نفسي أبشع شيء، لكن مقارنة بما شهده الناس في فلسطين، هذا ليس متطرفًا على الإطلاق، هذا ما قررت طبقتنا الحاكمة أنه سيكون أمرًا طبيعيًا».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الجندي الأمريكي السفارة الإسرائيلية واشنطن آرون بوشنل الإبادة الجماعیة الجندی الأمریکی
إقرأ أيضاً:
الإبادة الصامتة في غزة.. غايتها محو فلسطين
في الوقت الذي ينشغل فيه العالم بعدّ الصواريخ وتوثيق أرقام القتلى والجرحى، تغيب عن الأضواء حربٌ أشد فتكا، وأكثر دهاء، وأطول أمدا: حرب التجويع وسوء التغذية، التي تُشنّ على الشعب الفلسطيني في غزة، كجزء من استراتيجية إبادة جماعية ممنهجة تهدف إلى قتل الجسد وكسر الإرادة واستئصال الأمل من الجذور.
يعد الآن التجويع وسوء التغذية كأداة حرب.. فلم يعد سلاح الحرب في غزة مقصورا على الطائرات والدبابات، بل اتخذت سياسات الحصار والتجويع موقعا مركزيا في آلة القتل الصهيونية المدعومة أمريكيا وأوروبيا وفق خطوات متلاحقة ومركزة:
- التجويع المتعمد بمنع دخول الغذاء والماء والدواء، خاصة للرضّع والأطفال والحوامل.
- سوء التغذية المزمن الذي أصاب قرابة 90 في المئة من أطفال غزة وفق تقارير أممية؛ يؤثر على نموهم العقلي والجسدي، ويقضي على مستقبل أجيال بأكملها.
- استهداف مستودعات الإغاثة والمزارع وقوافل الإمداد الإنسانية، وعرقلة عمل منظمات الإغاثة، مما حوّل الحياة اليومية إلى نمط جحيم دائم.
- تدمير البنية الصحية والطبية ومنع دخول الأدوية ومستلزمات الغذاء العلاجي؛ أدى إلى مضاعفة الوفيات غير المباشرة، لا سيما بين الأطفال والمرضى وكبار السن.
يقول تقرير برنامج الأغذية العالمي (2024): "غزة تشهد أعلى معدلات انعدام الأمن الغذائي على وجه الأرض حاليا، مع مستويات مجاعة فعلية في بعض المناطق".
والهدف الاستراتيجي وراء حرب التجويع وسوء التغذية هو إبادة الشعب الفلسطيني. نعم، ما يجري في غزة ليس "خطأ إنسانيا" أو "سوء إدارة للصراع"، بل سياسة مقصودة للإبادة الجماعية عبر وسائل بطيئة وصامتة. والهدف هو:
- تفريغ الأرض من سكانها: بدفعهم للموت أو التهجير أو التسول الإغاثي.
- قتل الأمل: بتحويل الأطفال إلى أجساد هزيلة بلا مستقبل ولا مقاومة.
- كسر المرأة الفلسطينية: وهي "مصنع الأحرار"، التي تربي وتُقاوم وتصنع هوية الأمة.
- تدمير الجيل القادم من المقاومين: فهم في نظر الاحتلال "مشاريع قنابل بشرية"، يسعى لإسكاتهم وهم أجنة أو أطفال.
انها جريمة دولية يتواطأ فيها العالم بأسره، كل حسب وظيفته ودرجته المحددة:
- الكيان الصهيوني يمارس سياسة إبادة جماعية مستمرة، مدعومة بتغطية شرعية زائفة ودعم عسكري ولوجستي.
- الولايات المتحدة لا تكتفي بالدعم العسكري بل تعرقل تمرير قرارات الإغاثة الدولية، وتمنع وقف إطلاق النار.
- الاتحاد الأوروبي يغض الطرف عن المجازر، ويستمر في تسليح الاحتلال وتبرير جرائمه باسم "حق الدفاع عن النفس".
- الأنظمة العربية والإسلامية مشاركة بالفعل أو بالصمت أو بالمساهمة في حصار غزة، خاصة مصر، التي تغلق المعابر وتمنع تدفق المساعدات، مما يضعها في موقع الشراكة في الجريمة.
خلاصة القول؛ ما يجرى في غزة ليس خطأ إنسانيا.. وليس سوء إدارة للصراع؟.. بل هو إبادة جماعية تهدف لمحو الفلسطيني.. وعندما تختلط الدماء بالطحين.. تعرف أن المقاومة ليست هي المستهدفة.. بل كل ما هو فلسطيني صار في مرمى النيران.
لكن غزة ان شاء الله ستنتصر.. رغم الجوع، والقتل، والتآمر، غزة لا تموت. لقد اختارت أن تكون عنوانا للكرامة، وأن تُحاصر الموت بالجهاد والصبر، لا بالاستسلام.
الطفل الذي يموت جوعا اليوم هو شهيد مقاومة قبل أن يحمل السلاح.. المرأة التي تطبخ الماء والملح، تصنع جيلا لا يعرف الذل.. المقاوم الذي يأكل الفتات، يُسقط دبابات بدعاء أمه، وصمود شعبه.
قال أحد أحرار غزة: "نحن لا نحارب فقط من أجل الطعام.. نحن نحارب من أجل ألا نعيش عبيدا في سجن كبير اسمه فلسطين المحتلة".
فقط يجب على الأمة الإسلامية أن تقوم بدورها.. مطلوب من الأمة: لا تموتوا وأنتم تشاهدون.. السكوت جريمة.
الزكاة الآن واجبة لإطعام الجائعين.. مقاطعة الأنظمة المطبّعة والتظاهر أمام سفاراتها واجب شرعي.. كسر الحصار ليس خيارا بل فرض كفاية على الأمة.
مهمتنا؛ إحياء قضية غزة في كل مسجد، ومنبر، وبيت، ومنصة، ومؤسسة. حربهم خبز وجوع.. وحربنا إيمان وصبر وشهادة.
إن الشهادة في حياة المؤمنين أمرٌ عجيب يستحق وقفة تأمل، إن كنا نمتلك عقولا تُدرك وتتفكر. فبيئة الأديان، وبيئة الإسلام خاصة، تقوم على الاختيار، ولا يتحقق الاختيار إلا بوجود الإرادة الحرة، وحيث ما وجدت الإرادة الحرة وُجد التكليف، وهذه الإرادة حتى تكون حرة لا بد أن تكون موجودة، ولكي تكون موجودة لا بد أن يتوفر لها الطعام والشراب والكساء والمسكن، وأن تكون آمنه، وهذا يوفر لها أن تتحمل تكاليف الإيمان. تلك مهمة الأمة -كل الأمة- من العلماء والسياسيين، وبهذا تنتصر حربنا وتفشل حربهم.
العدو يظن أنه إذا جاع الطفل الفلسطيني مات الحلم، وإذا ضعفت المرأة انكسر الشعب، وإذا خف وزن المقاوم انطفأت جذوة المقاومة.. لكنه لا يعلم أن غزة تحيا على اليقين، وتقتات من حب الله، وترتوي من دم الشهداء.
ستنتصر غزة.. لأن النصر وعد الله، وليس وعد أمريكا.. وستنهزم إسرائيل.. لأن الكذب لا يصنع دولة، والتجويع لا يصنع أمنا، والموت لا يصنع استسلاما.
"ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا، بل أحياء عند ربهم يُرزقون".