يبدو أن "جنون الذكاء الاصطناعي" تجسّد يوم الجمعة في أسواق المال الأميركية، الجمعة، بعد أن سجلت شركة "انفيديا" قيمة سوقية بلغت تريليوني دولار، وفق تعبير صحيفة "وول ستريت جورنال". 

وارتفعت الأسهم الأميركية، الجمعة، وأغلق المؤشران "ستاندرد آند بورز 500" و"ناسداك" عند مستويات قياسية مرتفعة مع صعود أسهم التكنولوجيا بفضل استمرار الحماس تجاه الذكاء الاصطناعي، في حين قدم انخفاض عوائد سندات الخزانة مزيدا من الدعم.

وفي فبراير، حققت المؤشرات الرئيسية الثلاثة (داو جونز الصناعي ثالثهما) مكاسب للشهر الرابع على التوالي في ارتفاع تغذيه إلى حد كبير توقعات النمو المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، والتي أدت أيضا إلى صعود أسهم شركات أشباه الموصلات.

وارتفع سهم "انفيديا"، الجمعة، لتتجاوز القيمة السوقية للشركة تريليوني دولار للمرة الأولى.

ووفقا للبيانات الأولية، ربح المؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بما يصل إلى 41.16 نقطة، أو 0.81 بالمئة، ليغلق عند 5137.43 نقطة.

وزاد المؤشر "ناسداك المجمع" 183.02 نقطة أو 1.14 بالمئة إلى 16272.22 نقطة. كما صعد المؤشر "داو جونز الصناعي" 90.43 نقطة أو 0.24 بالمئة إلى 39088.11 نقطة.

وتشير وول ستريت جورنال في تقرير، الجمعة، إلى أن 28 في المئة من أرباح مؤشر "إس آند بي 500" إلى الآن منذ بداية عام 2024، تأتي من بروز "انفيديا" في طليعة التهافت على الذكاء الاصطناعي، إذ ارتفعت أسهم الشركة بنسبة 59 في المئة خلال تسعة أسابيع، وذلك بعد ارتفاعها بنسبة 239 في المئة، العام الماضي. 

حقائق سريعة حول "انفيديا"

تعرّف الشركة عن نفسها عبر موقعها بالقول إنها "أصبحت رائدة في مجال الحوسبة المتسارعة لمواجهة التحديات التي لا يستطيع أي شخص آخر حلها. يعمل عملنا في مجال الذكاء الاصطناعي والتوائم الرقمية (تمثيل ظاهري للعالم الفعلي) على إحداث تحول في أكبر الصناعات في العالم ويؤثر بشكل عميق على المجتمع".

وتضيف "لقد وصلت الحوسبة المتسارعة والذكاء الاصطناعي بشكل كامل. أدى تسارع التعلم العميق إلى إشعال الانفجار الكبير للذكاء الاصطناعي. الآن، يعد الذكاء الاصطناعي التوليدي بمثابة منصة حوسبة جديدة، مثل الكمبيوتر الشخصي والإنترنت والسحابة المتنقلة". 

وتصف الشركة الرقاقات والأنظمة والبرمجيات التي تصنّعها بأنها "الأكثر تقدما" من أجل "مصانع الذكاء الاصطناعي للمستقبل"، وتقول: "نطوّر خدمات للذكاء الاصطناعي لمساعدة الشركات في خلق شركاتها الخاصة للذكاء الاصطناعي".

وتورد الشركة عددا من القطاعات التي يمكنها أن تستفيد من خدماتها، منها ما يتعلق بربط العالم الواقعي بالرقمي، وفي مجال الأدوية والسيارات بتقنية القيادة الآلية. 

ويؤكد موقع "ناسداك" أن "انفيديا" قدمت أول وحدة معالجة للغرافيك (GPU) في العالم، وهي "GeForce 256"، في عام 1999. لتطلق السباق نحو خلق رسوم واقعية في عالم الحوسبة.
وكان "MSFT Windows XP" من شركة "مايكروسوفت" من أوائل عمالقة الكمبيوتر الذين اعتمدوا تقنية "GPU" الجديدة آنذاك. ومنذ ذلك الحين، أصبحت وحدات معالجة الرسومات الدعامة الأساسية في جميع أنحاء صناعة الكمبيوتر، وفق تعبير الموقع. 

ساهمت "انفيديا" أيضا في إطلاق عالم ألعاب الكمبيوتر، وصياغة ما تبدو عليه اليوم، وفق ما ذكره موقع "ناسداك". ودخلت الشركة قطاعي الواقع الافتراضي والمعزز. 

وتوقع الموقع في تقرير نشره عام 2017، أن يشكل الذكاء الاصطناعي مستقبل "انفيديا"

"إيرادات قياسية" 

وأتى ارتفاع قيمة "انفيديا" السوقية بعد أن أعلنت في 21 فبراير الماضي، ارتفاع أرباحها إلى 12.3 مليار دولار في الربع الأخير بفضل إيرادات قياسية مدفوعة بالطلب على رقائقها لتشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي، وفق ما نقلته فرانس برس.

وسجلت شركة الرقائق العملاقة في وادي السيليكون إيرادات قياسية بلغت 22.1 مليار دولار في الربع الذي انتهى في أواخر يناير، وإيرادات قياسية بلغت 60.9 مليار دولار للسنة المالية.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة "انفيديا" جنسن هوانغ في بيان "لقد وصلت الحوسبة المتسارعة والذكاء الاصطناعي التوليدي إلى نقطة تحول".

وأضاف "الطلب يتزايد في جميع أنحاء العالم عبر الشركات والصناعات والدول". 

وبلغت عائدات الشركة من وحدتها المتخصصة في حوسبة مراكز البيانات مستوى قياسيا عند 18.4 مليار دولار في الربع المنقضي، أي أكثر من أربعة أضعاف عائدات نفس الفترة من العام السابق. 

وقالت "انفيديا" إنها تتوقع أن يصل إجمالي إيراداتها 24 مليار دولار في الربع الحالي.

وكانت المديرة المالية للشركة كوليت كريس قد حذرت المحللين سابقا من أن لوائح الرقابة الجديدة على الصادرات الأميركية التي تستهدف الصين وأسواق أخرى من بينها فيتنام وأجزاء من الشرق الأوسط، من المتوقع أن تؤثر سلبا على مبيعات رقائق مراكز البيانات. 

وأعلنت الولايات المتحدة، أواخر العام الماضي، أنها ستشدد القيود على صادرات رقائق الذكاء الاصطناعي المتطورة إلى الصين.

وتزايدت الدعوات لتشديد القيود بعد أن اكتشف العالم قدرات الذكاء الاصطناعي مع إطلاق "تشات جي بي تي"، وهي أداة ظهرت نسختها الأولى في نوفمبر عام 2022.

ومما أثار القلق أيضا في واشنطن الأخبار التي تفيد بأن شركة هواوي الصينية أطلقت هاتفا ذكيا جديدا مزودا بشريحة متقدمة محلية الصنع.

عند الإعلان عن تعزيز القيود، شدد مسؤولون أميركيون اعتزامهم سد الثغرات ومنع تطوير الصين الذكاء الاصطناعي للاستخدام العسكري.

عقب ذلك الإعلان، قالت الصين إنها "غير راضية بشدة" و"تعارض بقوة" القيود.

وإن فاتك ما حصل في سوق الأسهم، الجمعة، فإن الكاتب في صحيفة وول ستريت جورنال، جايسون زويغ، يقول لمن يندم على عدم الاستثمار بالشركة منذ العام الماضي، إن ما يحصل يمكن تسميته بـ "بلحظة انفيديا في السوق".

وأضاف "من السهل أن تشعر بأنه قد فاتك الأمر، لهذا من الضروري وضع الأمور في نصابها الصحيح، هذه الظروف ليست غير مسبوقة والأسهم لا تتواجد في فقاعة" مشيرا إلى أن محاولة اللحاق بسباق سوق الأسهم "عملية لا تنتهي". 

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي يقلب موازين البحث في في غوغل

  

يُعد هذا التوسع امتدادًا للتحول الذي بدأتْه غوغل قبل عام، حين أطلقت ملخصات محادثة تحت اسم "ملخصات الذكاء الاصطناعي"، والتي تظهر بشكل متزايد في أعلى صفحة النتائج، وتحتل مكانةً أعلى من الروابط التقليدية في نتائج البحث.

وبحسب ما أعلنت غوغل، فإن نحو 1.5 مليار شخص يتفاعلون بانتظام مع هذه الملخصات، كما أصبح المستخدمون يدخلون استفسارات أطول وأكثر تعقيدًا.

وفي كلمة أمام حضور كبير في قاعة مؤتمرات قريبة من مقر الشركة في ماونتن فيو بكاليفورنيا، قال سوندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي لشركة غوغل: "كل هذا التقدم يعني أننا دخلنا مرحلة جديدة في تطور منصتنا المبنية على الذكاء الاصطناعي، حيث تحولت عقود من الأبحاث إلى واقع يستفيد منه الناس في كل أنحاء العالم".

الذكاء الاصطناعي يُعيد تشكيل سلوك المستخدم

وعلى الرغم من توقعات سوندار بيتشاي وفريق الإدارة في غوغل بأن ميزة "النظرة العامة للذكاء الاصطناعي" ستزيد من عمليات البحث والنقر على الروابط، إلا أن الواقع لم يكن على هذا النحو حتى الآن، بحسب بيانات شركة BrightEdge المتخصصة في تحسين محركات البحث.

 

وأظهرت دراسة حديثة أجرتها الشركة انخفاضًا بنسبة 30% في معدلات النقر على نتائج بحث غوغل خلال العام الماضي، مشيرة إلى أن السبب الرئيسي هو اكتفاء المستخدمين بالمعلومات المقدمة عبر الملخصات الذكية دون الحاجة للنقر على الروابط.

ويُعد قرار إتاحة "وضع الذكاء الاصطناعي" على نطاق واسع بعد فترة اختبار قصيرة دليلًا على ثقة غوغل في دقة التكنولوجيا وعدم انتشار المعلومات المضللة عبرها، وهو ما يعكس أيضًا وعي الشركة بالمنافسة الشديدة التي تواجهها من أدوات بحث أخرى مدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT وPerplexity.

الصعود السريع للذكاء الاصطناعي يُعيد رسم خريطة المنافسة

برز الصعود السريع لبدائل الذكاء الاصطناعي كمصدر اهتمام رئيسي في الإجراءات القانونية التي قد تؤدي إلى اضطرار غوغل إلى إعادة هيكلة أجزاء من إمبراطوريتها على الإنترنت، بعد أن أعلن قاضٍ فيدرالي أمريكي أن محرك بحث الشركة يمثل احتكارًا غير قانوني.

وأفاد إيدي كيو، المدير التنفيذي لشركة Apple، خلال شهادته في المحاكمة مبكرًا هذا الشهر، بأن عمليات البحث عبر غوغل من خلال متصفح Safari على iPhone انخفضت، نتيجة تحول المستخدمين إلى بدائل تعتمد على الذكاء الاصطناعي.

 

وأشارت غوغل إلى التغيرات الناتجة عن صعود الذكاء الاصطناعي كسبب رئيس لضرورة إجراء تعديلات طفيفة فقط على آلية عمل محرك بحثها، مشيرة إلى أن هذه التكنولوجيا تعيد تشكيل المشهد التنافسي بشكل جذري.

لكن على ما يبدو، فإن الاعتماد المتزايد لغوغل على الذكاء الاصطناعي حتى الآن ساعد محرك بحثها في الحفاظ على مكانته كبوابة رئيسية للإنترنت، وهو العامل الرئيسي الذي يجعل قيمتها السوقية ضمن شركتها الأم ألفابت تصل إلى تريليوني دولار (1.8 تريليون يورو).

وبحسب بيانات جمعها موقع onelittleweb.com، بلغ عدد زيارات غوغل الشهرية خلال العام المنتهي في مارس الماضي 136 مليار زيارة، أي ما يعادل 34 ضعف الزيارات الشهرية لموقع ChatGPT البالغة أربعة مليارات زيارة.

وعند سؤال "وضع الذكاء الاصطناعي" الخاص بغوغل من قبل صحفي في وكالة أسوشيتد برس، عما إذا كان اعتماد الذكاء الاصطناعي قد يؤثر سلبًا على محرك البحث، أكد أن ذلك غير محتمل، مشيرًا إلى أنه قد يعزز مكانة الشركة أكثر.

  

ورد "وضع الذكاء الاصطناعي": "نعم، من المحتمل جدًا أن يجعل هذا الوضع شركة غوغل أقوى، خاصةً في مجال الوصول إلى المعلومات والتأثير على الإنترنت". وحذّرت الميزة أيضًا من أن الناشرين على الويب قد يواجهون انخفاضًا في الزيارات القادمة من نتائج البحث.

 

مقالات مشابهة

  • لماذا لن يُفقدنا الذكاء الاصطناعي وظائفنا؟
  • مؤشر بورصة مسقط الأسبوعي يكسب 63.559 نقطة .. والتداول عند 50.1 مليون ريال
  • الذكاء الاصطناعي يثير ضجة حول عادل إمام
  • تباين أداء البورصات العربية وسط ضبابية بسبب الرسوم الجمركية الأمريكية
  • الذكاء الاصطناعي يقلب موازين البحث في في غوغل
  • وزير الصحة يبحث مع شركة سترايكر تقنيات الذكاء الاصطناعي والجراحة الروبوتية
  • عند مستوى 10990 نقطة.. مؤشر سوق الأسهم السعودية يغلق منخفضًا 
  • “عبدالغفار” يبحث تعزيز التعاون في تقنيات الذكاء الاصطناعي والجراحة الروبوتية مع شركة عالمية
  • الذكاء الاصطناعي والدراما العراقية.. صراع بين تطور التقنية السريع وبطء الواقع
  • أكثر من ملياري دولار إيرادات بيع النفط إلى إيطاليا العام الماضي