كتب- محمد سامي:

قال خالد فكري، السكرتير العام والمتحدث باسم شعبة المخابز بالقاهرة، إن الشعبة العامة للمخابز بالغرفة التجارية، تقدمت بطلب رسمي لوزير التموين من أجل زيادة تكلفة دعم رغيف الخبز.

وأضاف "فكري"، في بيان السبت: هناك أزمة حقيقية تواجه القطاع ومطلوب سرعة توفير التدابير المالية لدعم القطاع من قبل الحكومة، في ظل أزمات عديدة تعرض لها قطاع المخابز في مصر، منها جائحة كورونا والحرب الأوكرانية الروسية، ومشاكل نقص القمح الروسي بالإضافة إلى أزمة البحر الأحمر الأخيرة، والمشاكل التي تمر بالاقتصاد المصري، وظل صامدا أمام هذه التحديات ويقوم بدوره بشكل وطني.

وتابع: يجب توفير الدعم المالي للعاملين بالقطاع، حيث يضم قطاع المخابز 31 ألف مخبز، بمتوسط عمالة 9 عمال لكل مخبز، يوفر 270 مليون رغيف يوميًا بما يقارب من 10 مليار رغيف سنويًا.

وطالب "فكري"، نيابة عن الشعبة، وزارة التموين بالنظر في إعادة التكلفة للمخابز مرة أخرى لضمان استمرارية عمل القطاع في ظل الظروف الحالية، والتي تشهد زيادة في أسعار الخامات الخاصة لصناعة "رغيف العيش" في مصر، مطالبة برفع التكلفة الخاصة بدعم رغيف الخبز لـ 35% على الأقل في أقرب وقت لتفادي حدوث أي مشاكل بالقطاع.

وأوضح أن آخر تكلفة تم تنفيذها للقطاع كانت بـ 2020، مضيفًا أن أسعار مدخلات إنتاج رغيف العيش من الخميرة والملح والمياه والعمالة ارتفعت بنسبة 80%، وهو أمر شديد الخطورة على القطاع والذي يتحمل الكثير في الفترة الأخيرة.

وأشار إلى أن متوسط أسعار اليوميات للعاملين بالمخابز بالقاهرة مابين 200 جنيهًا لـ 350 جنيهًا، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار قطع الغيار والأقفاص والصيانة، بالإضافة إلى ارتفاع متوسط التشغيل اليومي للمخبز بمقدار 150 جينهًا يوميًا من زيت وصيانة ولاعات وأقفاص وخلافه.

وأكد أن عدد المخابز التي تعمل بالقاهرة وتوفر الخبز المدعم تصل لـ 1550 مخبزًا في متوسط عمالة بكل مخبز تقدر بعدد من 7 عاملين، إلى 9 عاملين مع ارتفاع في أسعار الكهرباء والغاز أو السولار على حسب كل مخبز، مشيرًا إلى ثقتهم في أن تتخذ وزارة التموين القرار المناسب لدعم العاملين بالمخابز في القريب.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: مسلسلات رمضان 2024 رأس الحكمة سعر الفائدة أسعار الذهب سعر الدولار مخالفات البناء الطقس فانتازي رمضان 2024 طوفان الأقصى الحرب في السودان شعبة المخابز بالقاهرة وزير التموين قطاع المخابز جائحة كورونا القمح الروسي خالد فكري طوفان الأقصى المزيد

إقرأ أيضاً:

الأمن الغذائي: ركيزة السيادة وقوة الصمود الوطني

 

محمد البادي

ليس في الأمر مبالغة حين نقول إن رغيف الخبز بات سلاحًا، وأن سنبلة القمح تساوي طلقة في معركة البقاء.

فمن يقرأ التاريخ بعين البصيرة، وينظر إلى الواقع بعدسة الحقيقة، يشيب رأسه لا من كِبر، بل من هول ما يرى من تفريط، وغياب، وانشغال عن أخطر القضايا: قضية الجوع والسيادة.

قد تسقط دولة بلا جيوش وتنهض من جديد، لكن إذا سقطت في هاوية الجوع، فلن تنهض إلا بعد أن تدفع الثمن باهظًا: كرامةً، وقرارًا، ومستقبل أجيال.

وفي زمن تُحاصر فيه الشعوب لا بالسلاح وحده، بل بـ"لقمة العيش"، صار لزامًا أن نعيد ترتيب الأولويات: فلا أمن بلا غذاء، ولا سيادة لمن لا يملك قوت يومه.

لقد أُنفقت في العالم العربي مئات المليارات على ناطحات السحاب، والمدن الذكية، والقصور الزجاجية، والسيارات التي تُقاس قيمتها بالأصفار.

لكن كم استُثمر من هذه الأموال في الزراعة؟ كم أرضًا عربية خُصصت لزراعة القمح؟

الأمن الغذائي لا تصنعه المظاهر ولا ترف العواصم. فناطحة السحاب لا تُشبع طفلًا جائعًا، والشارع الفاخر لا يُغني وطنًا عن استيراد خبزه من الخارج.

ومن الحكمة -بل من الواجب- إعادة توجيه جزء من هذه الثروات نحو الأرض، نحو سنابل القمح، نحو الاستثمار في رغيف الخبز قبل أن ينهار الزجاج تحت وطأة الجوع.

لا يقلّ الأمن الغذائي أهمية عن إعداد الجيوش أو بناء المدارس والمستشفيات، بل هو الأساس الذي تقوم عليه كرامة الأوطان واستقرارها.

فالوطن الذي لا يزرع لا يملك قراره، ولا يصمد طويلًا أمام الأزمات.

والقمح -بما يمثله من غذاء استراتيجي- هو حجر الزاوية في منظومة الصمود، وسلاح الشعوب في زمن الحروب والكوارث.

رغم كل الموارد، لم تحقق أي دولة عربية حتى اليوم الاكتفاء الذاتي من القمح، وهو مؤشر خطير على هشاشة الأمن الغذائي.

فكيف لأمة تتحدث عن السيادة، وهي عاجزة عن إنتاج خبزها؟!

الاكتفاء الذاتي ليس وهمًا، بل ممكن بوجود الإرادة واستغلال ما تيسر من الموارد المائية، ولو دون مكملات غذائية أخرى.

ففي زمن الحصار، يكفي ما يسد الرمق ويُبقي على الكرامة، أما من ينتظر المساعدات، فلن يملك يومًا قراره.

وقبل تجهيز الجيوش، يجب تجهيز لقمة العيش.

فهذا من الأولويات التي لا تحتمل التأجيل. الحرب لا تُعلن متى تبدأ، ولا تُمهل حتى تستعد، والعدو لا يرحم حين يُحاصر، ولا يكتفي بالسلاح إن كان الجوع أشد فتكًا.

لهذا، يجب أن نسير في خطين متوازيين: تأمين الغذاء، وتجهيز الجيوش.

فلا نصر في الميدان إن كانت البطون خاوية، ولا صمود في الحصار إن افتقد الشعب خبزه.

من يقرأ التاريخ بعقل مفتوح، يعلم أن الحصار كان قديمًا يُكسر بالحيلة والدهاء والطرق الوعرة.

أما اليوم، فأدوات الحصار تراقبك من الفضاء، وتغلق عليك الهواء والماء واليابسة.

لم يعد الهروب ممكنًا، ولم تعد الخيارات متاحة كما في السابق.

هذا الواقع يفرض علينا وعيًا أكبر، واستعدادًا أعمق، وإرادة صلبة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي.

ففي النهاية، الكرامة الوطنية تبدأ من رغيف الخبز.

إن الشعوب التي تُتقن صناعة السلاح، لكنها تُهمل تأمين الغذاء، تُقاتل بنصف قوتها، وتنهار عند أول حصار.

فالسلاح لا يكفي إن لم تُؤمَّن البطون والعقول، ولا نفع لجيوش تُقاتل خلفها شعوب جائعة.

ولهذا، فإن الأمن الغذائي يجب أن يُعامل بوصفه جزءًا لا يتجزأ من منظومة الدفاع الوطني.

فالنصر لا تصنعه البنادق وحدها، بل تسهم فيه الحقول والمزارع وأيدي الفلاحين كما تسهم فيه المصانع والثكنات.

وحين نُدرك أن رغيف الخبز هو خط الدفاع الأول، نكون قد بدأنا فعليًا مسيرة الكرامة والسيادة.

 

مقالات مشابهة

  • الأمن الغذائي: ركيزة السيادة وقوة الصمود الوطني
  • بينما نفذ مبعوث ترامب زيارة دعائية لمركز مساعدات برفح: مجازر جديدة بغزة وحصيلة شهداء رغيف الخبز ترتفع إلى أكثر من ألف شهيد و9 آلاف جريح
  • جمعية المخابز والأفران بعدن تعلن استعدادها خفض أسعار الروتي استجابة لتحسن سعر الصرف
  • الإعلان عن تكلفة بناء قاعة ترامب للاحتفالات في البيت الأبيض
  • لماذا لا تنخفض أسعار السلع في غزة؟
  • بعد إزمير… أنقرة تلحق بركب الزيادة في أسعار الخبز
  • جولة تفقدية لمحافظ الدقهلية في طلخا لمتابعة مستوى النظافة
  • ضبط مسؤول وخمسة من الجباة للاستيلاء على واردات البلدية في ميسان
  • حقيقة زيادة مساهمة المريض في تكلفة الأدوية إلى 70%.. أحمد موسى يكشف التفاصيل
  • الصحة تنفي زيادة مساهمة المريض في تكلفة الأدوية