عادل حمودة: جمال حمدان عالم فذ أعطى المكتبة العربية أثرا متميزا
تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT
قال الكاتب الصحفي عادل حمودة، إن كتاب محمد حسنين هيكل: «أكتوبر 73 السلاح والسياسة» هو الكتاب الرابع والأخير في مجموعته «حرب الثلاثين سنة»، في مقدمة الكتاب يقول هيكل: خطر لي في البداية أن أهدي الكتاب إلى جمال حمدان.
كتاب شخصية مصروأضاف «حمودة» خلال تقديمه برنامج «واجه الحقيقة»، المذاع على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن تبرير هيكل كان أن جمال حمدان عالم مصري فذ، أعطى المكتبة العربية أثره المتميز كتاب «شخصية مصر ــ دراسة في عبقرية المكان».
وتابع: «لكن هيكل لم يهدى الكتاب إليه، وإن أضاف أن في تاريخ مصر الحديث كتابان لهما مذاق خاص بينهما تقابل من نوع ما؛ الأول هو: «تخليص الإبريز في تلخيص باريس»، الكتاب تجربة شخصية عاشها شيخ التنويريين رفاعة رافع الطهطاوي في أخريات النصف الأول من القرن التاسع عشر.
وواصل: «الثاني هو شخصية مصر الذي كتبه جمال حمدان في بدايات النصف الثاني من القرن العشرين؛ الأول يحكي رؤية أزهري ريفي للحضارة الغربية، مصري خام عبر البحر الأبيض إلى باريس، ألقى نظرة على ما رأى ثم شهق مدهوشا منه، ولا تزال شهقته بالانبهار تعيد أصداؤها حتى اليوم بعد مضي أكثر من 150 عاما على صوتها الأصلي».
واستكمل: كانت القيمة الكبيرة لهذه الشهقة أن صاحبها لم يقصر انبهاره على ما رأى، وإنما غاص فيه محاولا لمس أعماقه والتعرف على مادته، والكتاب الثاني يقدم دراسة طالب علم مصري ذهب إلى بريطانيا ملتحقا بجامعة ريدنج يقصد التخصص في الجغرافيا، من هناك راح يتأمل وطنه ويعيد اكتشافه.
جمال حمدان كان حالة استثنائيةوتابع: «وكل مواطن يكتشف وطنه على أساس الميلاد والتربية مرة، ثم يعيد اكتشافه على أساس الحياة فيه والتجربة معه مرة ثانية لكن جمال حمدان كان حالة استثنائية، ذلك أنه تجاوز ذاته، وجاء اكتشافه الثاني لوطنه على أساس حياة وتجربة هذا الوطن مع الدنيا والتاريخ، رفاعة الطهطاوي كان مسافرا خارج وطنه، كان يبحث عن أفكار ورؤى دنيا جديدة، ويبحث عن عصر بازغ تضوي وتتألق فيه إشعاعات الثورة الفرنسية».
وأشار إلى أن جمال حمدان فهو مسافر عائد إلى وطنه بمفتاح لفهم حياة وشخصية أمة تبحث عن نفسها في أعقاب حرب عالمية ضروس هزت وزلزلت قارات ومحيطات، وربما تقاطعت مسالك سفر الرجلين على أمواج البحر الأبيض ذهابا وعودة رغم انقضاء قرن ونصف من الزمان، ثم تقابلت رؤى المسافرين العائدين من مواقع نظر متباينة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: جمال حمدان باريس عادل حمودة رفاعة الطهطاوي شخصية مصر جمال حمدان
إقرأ أيضاً:
هيئة الكتاب تصدر السبنسة لسعد الدين وهبة
أصدرت وزارة الثقافة، ممثلة في الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، المسرحية الشهيرة "السبنسة" للكاتب الراحل سعد الدين وهبة، ضمن إصدارات سلسلة أدباء القرن العشرين، التي تهدف إلى إعادة تقديم أبرز الأعمال الأدبية لكبار المبدعين المصريين.
تدور أحداث المسرحية في قرية "الكوم الأخضر" بإحدى قرى دلتا مصر، قبيل ثورة يوليو 1952، حيث يعثر الشاويش صابر على قنبلة في القرية، فيبلغ الصول درويش الذي يسارع بإبلاغ رؤسائه، ووسط هذا الحدث الخطير، يطلب المأمور نوعًا معينًا من البلح لابنته التي تعاني من الوحام، في مشهد يجسد استغلال السلطة وسخرية الواقع، حيث يمتزج الهزل بالمأساة في إطار درامي ساخر.
عُرضت المسرحية لأول مرة عام 1963، ثم أعيد تقديمها على المسرح القومي عام 1986، كما قُدمت في عمل درامي تليفزيوني عام 1990، ما يعكس أهمية النص وثراءه الدرامي والفكري. كما تُعد المسرحية علامة بارزة في مسيرة سعد الدين وهبة، لما تمثله من نقلة نوعية في أسلوبه المسرحي وقدرته على المزج بين البعد السياسي والإنساني بلغة مسرحية محكمة.
إعادة إصدار "السبنسة" يأتي تأكيدًا من وزارة الثقافة على أهمية إحياء التراث المسرحي المصري وتقديمه للأجيال الجديدة باعتباره جزءًا من الذاكرة الثقافية والوطنية.
سعد الدين وهبة، مؤلف مسرحي وكاتب سيناريو مصري، قدم العديد من المسرحيات منها: سكة السلامة (1964)، السبنسة، كفر البطيخ، كوبري الناموس، الحيطة بتتكلم، رأس العش، وقام بكتابة السيناريو والحوار لعدد من الأفلام السينمائية والأعمال التليفزيونية منها: زقاق المدق، أدهم الشرقاوي، الحرام، مراتي مدير عام، الزوجة الثانية، أرض النفاق، أبي فوق الشجرة، أريد حلا، آه يا بلد آه، السبنسة، قصور الرمال، بابا زعيم سياسي.