سرايا - كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" في تقرير جديد، أن هجمات ميليشيا الحوثي في البحر الأحمر، والتي بدأت في تشرين الثاني الماضي، بعد شهر من اندلاع حرب غزة في 7 تشرين الأول الماضي، باتت الآن تُعقّد إصلاح كابلات "الويب" العالمية تحت الماء.

وتقول الصحيفة، إن معظم حركة الإنترنت تمر بين أوروبا وشرق آسيا عبر الكابلات البحرية الراسية في الطرف الجنوبي للبحر الأحمر.

ولطالما شكلت التوترات المتكررة في تلك المنطقة مخاطر على البنية التحتية للاتصالات بسبب حركة السفن المزدحمة، مما يزيد من احتمالية تعطل أي كابل. وما زاد الأمر سوءاً، هو أنه مع هجمات الحوثيين في اليمن أصبحت المنطقة أكثر خطورة.

Press Release on Red Sea Submarine Cables Incident pic.twitter.com/dq0T2WrfJZ
— وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات (@mtityemen) February 27, 2024

علامات تحذيرية
جاءت أحدث علامة تحذير في 24 شباط الماضي، عندما انخفضت خدمة الإنترنت لثلاثة كابلات بحرية تمر عبر المنطقة. وقال دوغ مادوري، مدير تحليل الإنترنت في شركة أبحاث الشبكة "كينتيك"، إن ما حدث لم يكن كافياً لفصل أي بلد عن الشبكة، ولكنها ساءت على الفور خدمة الويب في الهند وباكستان وأجزاء من شرق إفريقيا.
ولم يتضح على الفور سبب الانقطاعات، بينما أشار بعض خبراء الاتصالات إلى سفينة الشحن "روبيمار"، التي تخلى عنها طاقمها بعد تعرضها لهجوم حوثي في 18 فبراير (شباط)، حيث كانت السفينة الجانحة تغرق رويداً رويداً لأكثر من أسبوع.


وأصدرت وزارة الاتصالات اليمنية في صنعاء بياناً تنفي فيه المسؤولية عن أعطال الكابلات البحرية، وكررت "حرصها على إبقاء جميع كابلات الاتصالات البحرية بعيداً عن أي مخاطر محتملة"، لكنها لم تعلق على كارثة "روبيمار".


الشركة المالكة للكابل ومقرها موريشيوس والتي تمتلك أحد الخطوط التالفة، قالت إن إصلاحه سيتطلب "قدراً لا بأس به من التنسيق اللوجستي". وقالت رئيسة التسويق، كلوديا فيرو، إن الإصلاحات يجب أن تبدأ في وقت مبكر من الربع الثاني من العام الجاري، على الرغم من أن المضاعفات الناجمة عن الحادث والاضطرابات الإقليمية والظروف الجوية يمكن أن تؤخر توقيت الإصلاح.

حماية الكابلات
وتشير الصحيفة إلى أن عملية حماية الكابلات الموجودة بالقرب من المياه المتنازع عليها مهمة خطيرة ومكلفة، حيث ارتفعت تكلفة تأمين بعض سفن الكابلات بالقرب من اليمن في وقت سابق من هذا العام إلى ما يصل إلى 150000 دولار في اليوم، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.

وبسبب آثار الحرب المدمرة في اليمن، التي أشعل فتيلها ميليشيا الحوثي عام 2015، وباتوا يسيطرون على جزء كبير من الجزء الغربي من البلاد على طول البحر الأحمر، بينما تسيطر حكومة البلاد المعترف بها دولياً على الشرق. وقد سعت الشركات التي تبني الكابلات في المنطقة للحصول على تراخيص من المنظمين على جانبي الصراع لتجنب استعداء أي من السلطتين، كما يقول أشخاص آخرون مطلعون على الأمر.

كما تهدد التكلفة المتزايدة لممارسة الأعمال التجارية جهود عمالقة التكنولوجيا لتوسيع شبكة الإنترنت عن طريق مثلاً نظام "بلو رامان" المدعوم من "غوغل"، وكابل "2 أفريكا" من فيس بوك اللذان يمران عبر المنطقة، ولا يزالان قيد الإنشاء، ومن المقرر أيضاً إنشاء مشروعين آخرين تدعمهما شركة اتصالات لبناء خطوط عبر البحر الأحمر.

Tensions are escalating in the Middle East after U.S. and U.K. strikes on Iran-backed Houthi rebels in Yemen and the seizure by Iranian forces of an oil tanker off the coast of Oman. President Biden warned the U.S. will respond further if Houthi forces keep up their attacks in… pic.twitter.com/3srpqRsqgF
— CBS Evening News (@CBSEveningNews) January 13, 2024

مسارات بديلة
وتتحرك معظم حركة البيانات العابرة للقارات عبر الإنترنت عن طريق البحر، وفقاً لشركة "تيليغرافيا". ويمكن أن تكون الكابلات البحرية أبسط وأقل تكلفة في البناء من الطرق البرية، لكن الذهاب تحت الماء له مخاطره الخاصة. فقد أبلغ مشغلو الكابلات عن 150 خطأ في الخدمة سنوياً بسبب التلف العرضي الناجم عن الصيد وأمور أخرى، وفقاً للجنة الدولية لحماية الكابلات، وهي مجموعة صناعية مقرها المملكة المتحدة.

وقال ريان ووبشال، المدير العام للجنة الدولية للحقوق المدنية الدولية، "لطالما كان وجود مسارات بديلة حول المناطق المزدحمة مثل البحر الأحمر أمراً مهماً، على الرغم من أنه ربما يتضخم في أوقات الصراع".


ونظرت العديد من شركات الإنترنت في طرق لتنويع علاقاتها بين أوروبا وأفريقيا وآسيا. على سبيل المثال، يمكن للطرق عبر المملكة العربية السعودية أن تجنب الشركات مخاطر المياه المحيطة باليمن تماماً، لكن العديد من المنظمين الوطنيين يفرضون رسوماً عالية أو يفرضون عقبات أخرى تجعل التمسك بالطرق المجربة والحقيقية أكثر جاذبية.

وقال ووبشال: "صناعة الكابلات، كما هو الحال مع أي صناعة، تتفاعل مع الشروط الموضوعة عليها، وما يحدث في مياه اليمن هو نتيجة لذلك".
إقرأ أيضاً : الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق في قتل مدنيين بغزةإقرأ أيضاً : ارتفاع حصيلة شهداء مجزرة دوار النابلسي في غزة إلى 118إقرأ أيضاً : مجلس الامن: ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لحماية المدنيين والبنية التحتية في غزة


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: الثاني شهر غزة المنطقة اليمن المنطقة الثاني اليمن المنطقة السعودية اليمن الامن المنطقة مجلس السعودية اليوم غزة الثاني اليمن شهر البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

إعلام فرنسي: هجمات اليمن في البحر الأحمر “عرض مذهل” وأثبتت فشل أحلام نتنياهو وترامب

يمانيون |
أثارت المشاهد المصورة التي وثّقت جانبًا من عمليات القوات المسلحة اليمنية ضد السفن المرتبطة بالعدو الصهيوني في البحر الأحمر اهتمامًا واسعًا في وسائل إعلام فرنسية، التي وصفت تلك العمليات بـ”المذهلة للغاية” على مستوى التنفيذ والتوثيق والتأثير.

وفي تقارير متلفزة وصحفية، اعتبر الإعلام الفرنسي أن هذه المشاهد الميدانية تعكس ليس فقط مستوى متقدمًا من الجرأة والإتقان، بل تؤشر إلى فشل مشاريع أمريكية وصهيونية سعت إلى إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن اليمن ما يزال يقف بثقة ضمن محور المقاومة، رغم كل الرهانات على إخراجه من المعادلة.

وقال أحد التقارير: “كنا نسمع أن الحوثيين تم القضاء عليهم، وأن المقاومة في اليمن انتهت، لكن ما نشاهده الآن يُثبت العكس تمامًا. الشرق الأوسط الذي حلم به ترامب ونتنياهو لا يُعاد تشكيله كما أرادوا”.

وأكدت التقارير أن القوات المسلحة اليمنية باتت تعتمد على صناعاتها الخاصة من الصواريخ والقنابل، مشيدة بقدرتها على إنتاج منظومات هجومية متطورة رغم الحصار والحرب المستمرة منذ سنوات.

وتوقفت بعض التحليلات عند طريقة تصوير العمليات الأخيرة، قائلة: “ما يلفت الانتباه أن العملية صُوّرت بأسلوب يشبه أفلام هوليوود، مع لمسة من فن الإعلان والتأثير البصري. مشاهد تعرض مقاتلين يحتفلون والبنادق في أيديهم وسط أجواء من الإبهار، كأننا أمام عرض مسرحي جنوني ولكنه حقيقي تمامًا”.

كما شدد أحد المراسلين الفرنسيين، الذي سبق له زيارة اليمن، على أن ما شاهده هناك كان “مذهلًا للغاية”، مضيفًا: “وجدنا شعار الموت لأمريكا في كل مكان. إن الحوثيين – كما يُطلق عليهم – موجودون بالفعل لخوض حرب وجودية ضد إسرائيل. وهذه رسالة ينبغي إيصالها حتى إلى الدوحة: محور المقاومة ما يزال حيًا وينبض بالقوة”.

وتعكس هذه التغطيات تغيرًا لافتًا في طريقة تعاطي الإعلام الغربي مع القدرات اليمنية، في وقت تتصاعد فيه عمليات الردع في البحر الأحمر وباب المندب، ضمن موقف يمني واضح في مناصرة غزة والتصدي للهيمنة الصهيوأمريكية في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • البحرية اليمنية تغيّر معادلة الصراع.. من البحر الأحمر إلى كسر الهيمنة الغربية
  • اقرار امريكي بالهيمنة اليمنية البحرية
  • مسؤول أمريكي رفيع :هناك تراجع في القدرات البحرية أمام الترسانة اليمنية المتطورة
  • غوتيريش يقرع ناقوس الخطر: هجمات الحوثي في البحر الأحمر "تصعيد مروّع" يهدد الملاحة والعالم
  • من البحر الأحمر.. اليمن يُسقط الصهاينة
  • بريطانيا: عمليات قوات صنعاء الأخيرة تطور استثنائي في تاريخ الحروب البحرية الحديثة
  • الحوثي يؤكد استمرار الهجمات البحرية والصاروخية ضد إسرائيل بـ "وتيرة عالية"
  • صحفي لبناني: اليمن نجح في تحويل البحر الأحمر إلى ساحة ردع استراتيجية
  • إعلام فرنسي: هجمات اليمن في البحر الأحمر “عرض مذهل” وأثبتت فشل أحلام نتنياهو وترامب
  • بدء إجلاء طاقم السفينة اليونانية "إتيرنتي سي" بعد هجوم قبالة سواحل اليمن