وزير الإعلام عبر إذاعة الشباب: قانون الإعلام العماني الجديد يعبر عن المواطن ويهدف لتعزيز حرية الرأي

قال معالي الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام: أن هناك إعادة لإحياء عمان، عمان تنبعث من جديد، هذا الانبعاث قائم على أدوار الجميع في البناء تحت قيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، مجدد نهضة عمان باني هذا الوطن والأمين عليه والحريص أن يعيش المواطن حياة كريمة يسعد بها".

جاء حديث معاليه في لقاء عبر إذاعة الشباب في برنامج صباح الشباب، مع المذيع راشد السعدي، ليكون حديثا حول تسجيل سلطنة عمان تقدما في مؤشر الإعلام للعام الثاني على التوالي، وتحل في المرتبة ال 40 عالميا بعد تقدمها 6 مراتب ضمن مؤشر القوة لناعمة العالمي الصادر عن مؤسسة براند فاينانس البريطانية لعام 2024م، مقارنة بالمرتبة ال 46 في عام 2023م.

وحول ذلك قال معالي الدكتور: "مؤشر الإعلام نحن في تقدم كبير، وهذا التقدم ما كان ليتم إلا بجهودكم وجهود زملائكم في وزارة الإعلام، ومؤسسات الإعلام الخاصة من إذاعات وجرائد، وأيضا لدينا قناة مجان التلفزيونية، وكذلك ينبغي أن نشير إلى الإعلام الإلكتروني، الجميع ممن لديهم حسابات في الإعلام الإلكتروني يقومون جميعا بأداء وفاعلية إعلامية مهمة، وهذه المؤشرات تدلنا على أننا في الطريق السليم، ولابد لهذا الطريق أن يقودنا إلى جهة وإلى نقطة وصول رائعة، تتوج كل أعمالنا بإذن الله تعالى".

التعريف بسلطنة عمان من خلال القوة الناعمة ..

وحول العوامل التي أدت لتقدم سلطنة عمان في مؤشر الإعلام للعام الثاني على التوالي، وما تحققه من مراتب متقدمة ضمن مؤشر القوة الناعمة العالمي، قال معاليه: "الإعلام العماني واسع، ربما البعض يربطه بإذاعة وتلفزيون، وربما هذه من أهم أشكال العمل الإعلامي وليست الوحيدة، ولكن نحن لدينا 3 قنوات تلفزيونية، وكل قناة تؤدي دورا أساسيا، وتقوم بالتعريف بسلطنة عمان، وكذلك لدينا 5 إذاعات، ولدينا جريدة عمان وجريدة عمان أوبزيرفر، ومجلة نزوى، ووكالة الأنباء، ومركز الأخبار، ومركز التواصل الحكومي، ومنصة عين، والزملاء الأعزاء في الإعلام الخاص الذين يقومون بأدوار مهمة للغاية..

بالإضافة الى حضور عمان على المستوى الدولي في الجوانب الاعلامية وهذا يعزز حضورنا وتمكنا في التعريف بعمان على المستويات العالمية وهذا جزء من القوى الناعمة، فالقوى الناعمة هو أن يكون لديك جوانب أساسية في حياتك وثقافتك تستطيع أن تقدمها للعالم، وأن تجعل هذا العالم يتعرف عليك، ويعجب بك، وتحقق أهدافك من خلال هذه القوى الناعمة، هناك تقدم وحضور إعلامي عماني".

وفي سؤال عن دور الأفراد وفي كونهم شركاء قال معالي الدكتور: "العمل المؤسسي يقوم على عمل الأفراد، وهم الدور الأساسي، عندما يذهب العماني للخارج يعرفون أن هذا عماني، وهو يمثل قوة ناعمة من خلال سلوكه وأخلاقه وثقافته وتمثله للهوية العمانية".

التقدم 6 مراتب من عام 2023

وقال وزير الإعلام حول تقدم السلطنة في مؤشر القوة الناعمة العالمي: "هناك عمل متكامل في جميع جوانب العمل الإعلامي، الذي هو بطبيعة الحال يمر بمتغيرات كبيرة، وجميع أشكال الإعلامي عالميا تمر من خلال العمل الإلكتروني، ونحن لدينا خطة نمضي فيها ضمن مراحل واضحة المعالم لنقدم عملا إعلاميا إلكترونيا يليق بعمان ويعرف بها، ويحقق أهدافنا الوطنية".

وأضاف: "لدينا منصة عين، الذي يوجد بها الكتاب الصوتي، فالكتاب العماني يقرأ ورقيا، ولكن العالم التقني يوفر لنا الكتاب الصوتي وهو مايتوفر في منصة عين، ولدينا حضور قوي في المنصات الإلكترونية في جميع منصات العمل الإعلامي، وهناك تفاعل كبير، ومنصاتنا الإلكترونية تحمل ثقة ومصداقية لدى المجتمع العماني، وهذا دليل على تطور الإعلام العماني".

تقييم التجربة ونجاح معرض الكتاب ..

وحول معرض الكتاب الذي طوى صفحة نسخته الثامنة والعشرون أمس قال معاليه: معرض مسقط للكتاب أهم فعالية ثقافية في عمان، وهو إحدى أهم الفعاليات على المستوى العربي، وهناك حضور من قبل أفضل الناشرين العرب، وهناك حضور للكتاب العربي والدولي والكتاب العماني".

وأضاف: "معرض الكتاب هو أكبر من مجرد حضور للكتاب، هناك أيضا فعاليات وأنشطة ومحاضرات وندوات ومعارض ولقاءات وحفلات ثقافية على سبيل المثال احتفلنا بمرور 30 عام على الإصدار الأول لمجلة نزوى، كما أن معرض مسقط للكتاب يماشي الزمن والتقدم، فثيمة الذكاء الاصطناعي هي أهم الثيمات والتي كانت نقطة محورية في معرض الكتاب، فالكتب الصوتية كانت حاضرة بقوة، وهناك اهتمام عماني كبير في تطورات الإعلام الإلكتروني وعالم الذكاء الاصطناعي وكل ذلك كان حاضرا في المعرض، وأعطاه نكهة خاصة من النجاح".

لغة الأرقام من خلال الحضور لكثيف

وفي سؤال عن أعداد الزوار قال وزير الإعلام: "أرقام كبيرة للزوار في معرض الكتاب، وكان الإجمالي 400 ألف زائر للمعرض خلال 10 أيام، أي أننا نتحدث عن 40 ألف زائر يوميا، أي أنك تتحدث عن نسبة كبيرة من الشعب العماني في معرض الكتاب، يأتون إليه كزائر أو مشارك أو قارئ".

الموسوعة العمانية للناشئة..

وتحدث الحراصي في لقائه ببرنامج صباح الشباب عن الموسوعة العمانية للناشئة التي دشن في افتتاح معرض مسقط للكتاب هذا العام فقال: "الموسوعة العمانية الأساسية هي أحد أهم المنجزات الثقافية في سلطنة عمان، كان يشرف عليها جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم عندما كان وزيرا للثقافة أهنذاك، وشرفني جلالته أن أرأس تحريرها والإشراف عليها، فهي عمل كبير يجمل كل المعرفة المتوفرة عن عمان، عن الإنسان العماني عن الطبيعة، والمجتمع والأشجار والبحار والكائنات الحية، وحياة الإنسان والكتب الأساسية والفنون.. الخ

كل ذلك في 11 مجلد، وهذا عمل كبير للغاية، وأتذكر أيام الفرح بصدق على لمستوى الشخصي، كنا نعمل كمؤسسة بحثية، وأغلب المشاركين في البحث من الشباب العمانيين، وبدأوا كمشاركين في تلك الفترة، والآن نراهم يؤدون أدوار كبيرة، وهذا العام أصدرت الموسوعة العمانية للناشئة، وهدفها أن تبسط المواضيع بحيث تصل موضوعات الموسوعة العمانية للناشئة، هدف الموسوعة العمانية هو جمع كل ما كتب عن عمان في عدة مواضيع، ولكن الهدف الأهم هو توثيق كل ماكتب وتنقله للأجيال القادمة، الآن هدف الموسوعة العمانية للناشئة هي لبنة في نقل المعرفة والهوية العمانية إلى الأجيال القادمة، وأهنئ جهود وزارة الثقافة والرياضة والشباب في العمل على هذه الموسوعة".

قناة خاصة للأطفال..

وطرح بعض المستمعين للبرنامج سؤالا على معالي الدكتور حول إنشاء قناة للأطفال، وقال معالي الدكتور: "سؤال مهم للغاية، كان هناك عمل كبير لإعداد قناة خاصة بالأطفال، ولكن بسبب الظروف المالية التي مرت بها سلطنة عمان والعالم بشكل عام أدت إلى التأني في انجاز هذه القناة، كدراسة جاهزة وكل برامجها وصيغها ليست كقناة تلفزيونية بالشكل التقليدي، وإنما بالمعنى الاستفادة من الفضاءات التي توفرها التقنية الحديثة، ولا يمنع من العودة عليها وإنجازها".

كما توجه أحد المستمعين بالسؤال حول الاعلام المؤسسي الذي أسهم في رفع مؤشر تقدم الاعلام العماني لاسيما ماتنشده سلطنة عمان من تعزيز المحافظات ولا مركزيتها، فقال معاليه أن وزارة الإعلام عقدت العام الماضي حلقة عمل حول إعلام المحافظات، مع توجه المقام السامي لتعزيز المحافظات واللامركزية، لا يمكن هذا التوجه أن ينجح إلا بإعلام يخاطب المحافظات ويعبر عنها ويعزز أنشطة فيها، وعقدت حلقات عمل متخصصة في هذا الشأن، وحضرها جميع أصحاب السمو والمعالي والمحافظين من مختلف المحافظات، والمتخصصين في الإعلام من المحافظات والمسؤولين من مؤسسات الإعلام الرسمية والخاصة، وهدف الحلقة كيف يقوم الإعلام بدوره في انجاح لا مركزية المحافظات وخرجنا بالعديد من التوصيات ستصب في العمل الإعلامي وسيرى الجميع نتائج تلك الحلقة وتعزيز المحافظات إعلاميا، والمحافظات حاضرة في وسائل الإعلام العماني.

دور العماني في نهضة عمان المتجددة..

وأشار معالي الدكتور عبدالله الحراصي إلى أن الإعلام العماني منذ البداية كان حاضرا ويمثل تطلعات العمانيين ويعبر عن قضاياهم، ومنذ تولي جلالة السلطان هيثم عبر الاعلام العماني عن كبل التطورات والسياسات والبرامج والمشاريع التي انجزت.. جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله متابع دقيق وقريب جدا من الإعلام العماني، يستمع للإذاعات ومتابع للصحافة، ويتابع تلفزيون سلطنة عمان، ومتابع أيضا الاعلام الإلكتروني، ويتفضل -حفظه الله- بالتوجيهات السامية والحكيمة لتطوير الأداء الإعلامي، ووهو متابع لما يطرحه المواطنون في جميع وسائل الإعلام.

وأضاف معاليه: "الدولة لديها الكثير من المنصات للحوار والتواصل بين المواطن والدولة أو القيادة، ومن ضمن هذه المنصات يأتي الإعلام، وجلالته -الله يحفظه- هو القائد والأب والذي ينظر ويتعامل مع ما يطرح في وسائل الإعلام من هذا المنظور ويهتم بأدق مايطرحه المواطن من قضاياه وشؤونه الفردية".

بيت العجائب ..

وتحدث معالي الدكتور عبدالله الحراصي وزير الإعلام عن سلسلة الأفلام الوثائقية "بيت العجائب" فقال: "هناك اهتمام سامي كبير من لدن المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم، أن تكون عمان حاضرة، وثقافتها حاضرة، وتكون قواها الناعمة حاضرة ومؤثرة دوليا بما يحقق أهدافنا الوطنية لا سيما رؤية عمان 2040، وهذه الأفلام تأتي ضمن هذا الإطار، وهذه الرؤية السامية، وضمن خطة وزارة الاعلام لتعزيز الحضور الدولي، تعرف الافلام الثلاثة بالحضور والوجود والتأثير العماني في شرق أفريقيا وهو حضور قديم للغاية والمؤرخين القدماء ذكروا وجود العرب والعمانيين في شرق أفريقيا، وهو حضور ليس بسيط وانما حضور مؤسس ومؤثر، فالثقافة السواحيلية ما كانت لتنشأ لولا تفاعل العناصر العمانية والافريقية، فالثقافة والهوية في تلك الفترة العنصر العماني أساس فيها، وهوية الشعوب في تلك المنطقة، ومن جانب آخر تأثرنا في كثير من مناحي الحياة بتفاعلنا مع شرق أفريقيا، وهو تاريخ مجيد، وهو تاريخ لم يكتفي بالسياسة، بل شمل المجتمع والثقافة والصحافة، وبواكير الصحافة العربية كانت في شرق أفريقيا العمانية".

وأضاف: " وهذه الأفلام تأتي في إطار تعزيز حضور عمان والتعريف بتاريخ عمان ونقل الهوية العمانية للأجيال القادمة، هناك أهداف على المستوى الدولي والتعريف بعمان، وعلى المستوى المحلي بأن تدرك الأجيال الشابة تدرك تاريخها وهويتها وتتحرك لبناء المستقبل من خلال قواعد ثابتة من تاريخها وحضارتها وبناءها الاجتماعي القوي والتراكم عبر التاريخ".

قانون الإعلام العماني..

"مجلس الوزراء الموقر أحال مشروع قانون الإعلام العماني إلى مجلس عمان، والآن في مجلس الشورى، لن أتطرق لأمور محددة، ولكن كفلسفة واستمرار لنفس فلسفة الإعلام العماني، الإعلام العماني دائما يعبر عن المواطن واهتماماته، وهو المنصة التي يستطيع المواطن أن يتحدث فيها عن نفسه وآماله وطموحاته وآرائه حتى النقدية، والقانون يضمن هذا، مثل القوانين الحالية تضمن ذلك، ونحن نقول أن الرأي واجب يجب طرحه في المسائل المختلفة التي تمس حياة المواطن..

والقانون يماشي الزمن بما يتضمنه حول الاعلام الالكتروني، والمنصات، والذكاء الاصطناعي وراجعنا مشروع القانون بحيث يتضمن مواد تغطي جانب الذكاء الاصطناعي".

وأضاف أن هدف القانون تعزيز حرية الرأي ومشاركة الإنسان في التعبير عن رأيه، وتعزيز نقل خبرتنا وتراثنا وتاريخنا للأجيال القادمة تعزيز وحدة الوطن".

وأشار معالي الدكتور عبر اللقاء إلى أن الدولة بقيادة جلالة السلطان همها الأساس هو المواطن، وهمها الأساس هو أن يكون الأساس قادرا وواعيا بحيث يعبر عن آرائه وطموحاته المختلفة، والخطط الحكومية كلها تصب حول المواطن، وحول مصلحته، ومصلحة الوطن وموارده، رؤية عمان 2040 واضحة في هذا الجانب، كل هذا يخلق لدينا عملا وطنيا واضحا تقوده الدولة، وكل إنسان قادر ويستطيع البناء الوطني، ونصيحتي للجميع وخصوصا جيل الشباب، أن يستغل كل الموارد الموجودة لبناء نفسه ووطنه، والأمل في القادم".

المصدر: لجريدة عمان