لجريدة عمان:
2025-10-24@11:29:43 GMT

في غزة بايدن يبدو باطِّراد عاجزا وضعيفا

تاريخ النشر: 3rd, March 2024 GMT

ترجمة: قاسم مكي

بعد أحداث 7 أكتوبر اتخذ الرئيس بايدن قرارا يرتكز على قناعة وحسابات. لقد أعلن عن تضامنه التام مع إسرائيل. وربما حَسِب أن الطريقة الوحيدة لكي يكون لديه أي تأثير على إسرائيل هي احتضانها بقوة وإبداء تعاطف حقيقي وإرسال الأسلحة التي تحتاجها وبذلك يكسب ثقتها لكي يشكِّل رَدَّها (على تلك الأحداث.

) كانت تلك استراتيجية مُفَكَّر فيها باستفاضة. لكنها فشلت تماما تقريبا.

منذ البداية حثت إدارة بايدن الإسرائيليين على وضع اعتبار لتناسب الرد على حماس مع ما حدث (عدم الاشتطاط وتجاوز الحد). سمعت إسرائيل ذلك لكنها مضت قُدُما في شن واحدة من حملات القصف الأوسع نطاقا في هذا القرن ضد سكان يبلغ عددهم 2.2 مليون نسمة ويوجد وسطهم وفقا لتقديرات إسرائيل نفسها حوالي 30 ألف فقط من مقاتلي حماس. وحسب تقدير في يناير إما تضرر أو دُمِّر ما يزيد عن نصف المباني في غزة.

نصحت الولايات المتحدة إسرائيل بعدم شن غزو بري كبير على غزة ودعتها إلى اتخاذ مقاربة محدودة تستهدف القضاء على مسلحي حماس وبنيتها التحتية. عقدت الحكومة الإسرائيلية الكثير من الاجتماعات المطولة مع المسئولين الأمريكيين ثم مضت قدما في تنفيذ غزوها البرِّي.

دعا فريق بايدن إلى وقف القتال لأغراض إنسانية ولكنه حصل على هدنة قصيرة فقط عندما أمكنه أن يسعى إلى الحكومة القطرية للتوسط في تبادل الرهائن.

بعد انتهاء العمليات الأولى للغزو أبلغ المسئولون الأمريكيون المسئولين الإسرائيليين أن ما حدث في شمال غزة لا يمكن أن يحدث في جنوبها. لكن بعد طلب إسرائيل من سكان غزة الانتقال إلى الجنوب من أجل سلامتهم قامت بقصفه على نحو أقرَّ بايدن نفسه بأنه كان "عشوائيا."

ضغطت الولايات المتحدة على إسرائيل مرارا وتكرارا لبذل جهود أكبر لحماية المدنيين الأبرياء لكن دون فائدة تُذكَر.

وهي الآن تنصحها بعدم غزو رفح، المدينة القريبة من مصر والتي يتكدَّس فيها أكثر من مليون فلسطيني. لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعد بغزو رفح سواء تم التوصل إلى صفقة رهائن أم لا.

حذرت الولايات المتحدة من أنه لن يكون هنالك استيلاء إسرائيلي على الأراضي في غزة ولا احتلال إسرائيلي جديد لها بعد الحرب. وتخطط الحكومة الإسرائيلية على القيام بكليهما. النتيجة هي أن السياسة الأمريكية تجاه حرب غزة تبدو الآن غير موفقة وبدون فعالية ولا أخلاقية.

مشهد المسئولين الأمريكيين وهم يعبرون عن القلق تجاه خسائر المدنيين وفي ذات الوقت يقدمون المزيد من الأسلحة لإسرائيل يبدو بشعا. وصورة رئيس الولايات المتحدة وهو يغمغم بكلمات مثل "عشوائي" و"تجاوز الحد" في وصف أعمال القصف الإسرائيلية يوحي بالضعف والاستسلام لما يحدث.

جزء من المشكلة أن بايدن بثقته في الحكومة الإسرائيلية إنما يثق بنتنياهو السياسي الماكر على نحو استثنائي والذي يعرف كيف يتعامل مع الرؤساء الأمريكيين ببراعة. لقد فعل ذلك على مدى عقود. وهذه المرة تغلب على بايدن في الدهاء والمناورة والفعل.

لكن المشكلة تتجاوز نتنياهو. إسرائيل في صدمة. لقد هزتها أحداث 7 أكتوبر حتى النخاع. والإحساس بالأمان الذي افتُرض أنها ستحققه لسكانها تضعضع. نتيجة لذلك يسمح العديد من الإسرائيليين بسياسات سيندمون عليها بشدة.

بايدن كصديق حقيقي لإسرائيل لديه الصدقية الكافية لإخبارهم بالحقيقة علنا ومباشرة وربما في خطاب للكنيست الإسرائيلي كما اقترح ذلك خبير السياسات الخارجية ريتشارد هاس.

فمنذ بداية الحرب قتل 30 ألف فلسطيني في غزة عددٌ كبير منهم أطفال. وحوالي واحد بين كل أربعة أشخاص على شفا المجاعة. وكل سكان غزة تقريبا يعتمدون على العون الغذائي.

وفي أواخر ديسمبر تقلصت امدادات المياه إلى 7% عما كانت عليه قبل الحرب. ومعظم مشافي غزة لم تعد تعمل. لقد وصف نك ميانارد وهو جراح زائر من أكسفورد الوضع في أحد المشافي القليلة التي لا تزال تعمل جزئيا بقوله "شهدنا أساسا أطفالا كثيرين قدِموا بجراح مفزعة. كنا نعلم أن العديدين منهم لا محالة سيموتون. ولا نستطيع أن نقدم لهم مسكِّن ألم. فكثيرا ما لا يوجد مورفين. ولا سبيل لهم كي يموتوا بكرامة. لذلك غالبا ما يتركون بالمعنى الحرفي لهذه الكلمة كي يلفظوا أنفاسهم الأخيرة على البلاط في ركن قسم الطوارئ".

تقول إسرائيل أن هدفها هو القضاء على حماس تماما. يمكن قتل مسلحي حماس. يمكن اجتثاث بنيتها التحتية. لكن لا يمكن القضاء على حماس لأنها حقا فكرة. (الفكرة هي أن) المقاومة المسلحة السبيل الوحيد لكي يحصل الفلسطينيون على حقوقهم. ولهزيمة هذه الفكرة أنت بحاجة إلى فكرة أفضل. أي إلى طريقة لتوضيح أن العمل غير العنيف والتعاون سيقودان الى حياة أفضل للفلسطينيين وإلى أمن دائم لكلا الشعبين.

على بايدن الذهاب إلى إسرائيل وإظهار "حُبِّه" لها بذكر هذه الحقائق القاسية. كما سيُظهر بذلك أيضا لأمريكا والعالم أنه لايزال يملك (ما هو كافٍ) من الطاقة والوضوح والحكمة للقيادة.

• فريد زكريا كاتب رأي في صحيفة واشنطن بوست ومقدم برنامج يتناول القضايا الدولية والشئون الخارجية على شبكة سي ان ان.

** عن واشنطن بوست

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی غزة

إقرأ أيضاً:

ارتفاع اقتراض الحكومة البريطانية لأعلى مستوى منذ 5 أعوام

ارتفع اقتراض الحكومة البريطانية في شهر سبتمبر الماضي إلى أعلى مستوى له منذ خمسة أعوام، ويزيد هذا الارتفاع من الضغط على وزيرة الخزانة البريطانية راشيل ريفز، بشأن المالية العامة للبلاد.

 

 الحكومة البريطانية

 

وقال مكتب الإحصاء الوطني البريطاني، إن صافي اقتراض القطاع العام ارتفع إلى 20.2 مليار جنيه إسترليني "27 مليار دولار" في سبتمبر الماضي، بزيادة قدرها 1.6 مليار جنيه إسترليني، بالمقارنة مع الشهر نفسه من العام الماضي، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية "د ب أ".

 

وكان معظم خبراء الاقتصاد يتوقعون أن يبلغ إجمالي الاقتراض 20.8 مليار جنيه إسترليني في سبتمبر، وهو ما يزيد قليلاً عن 20.1 مليار جنيه إسترليني التي كان "مكتب مسؤولية الموازنة" - وهو هيئة الرقابة المالية المستقلة في المملكة المتحدة - قد توقعها في مارس الماضي.

 

ضبابية الاقتصاد البريطاني تشعل رهانات البيع على الإسترليني

 

وسط مؤشرات اقتصادية قاتمة وتوقعات بقرارات تقشفية مرتقبة، بدأ عدد من كبار مديري الصناديق الاستثمارية في اتخاذ رهانات ضد الجنيه الإسترليني، متوقعين تراجع قيمته خلال الفترة المقبلة.

 

وأفادت شبكة "CNBC" أن مؤسسات مالية بارزة، من بينها "كاندريام" و"آر بي سي بلو باي لإدارة الأصول"، اتخذت مراكز بيعية ضد العملة البريطانية، في ظل تصاعد المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي وتزايد الضغوط على وزيرة المالية البريطانية، راشيل ريفز، قبيل إعلان الميزانية الخريفية المرتقبة في 26 نوفمبر.

 

وقال رئيس قسم الدخل الثابت العالمي في "كاندريام" نيكولا جوليان إن التوقعات الاقتصادية للمملكة المتحدة "تبدو صعبة"، مشيراً إلى أن السوق يبالغ في تفاؤله بشأن قرارات بنك إنجلترا، حيث لا يتوقع خفضاً في أسعار الفائدة قبل مارس أو أبريل، وهو ما قد لا يعكس المخاطر الحقيقية التي تلوح في الأفق.

 

ورغم أن الجنيه الإسترليني ارتفع بنسبة طفيفة بلغت 0.02% أمام الدولار يوم الجمعة، ليستقر عند 1.343 دولار، فإن هذه الزيادة لم تكن كافية لطمأنة المستثمرين القلقين من تداعيات السياسات المالية المرتقبة.

 

وتشير التوقعات إلى أن ريفز ستلجأ إلى رفع الضرائب وتقليص الإنفاق في الميزانية المقبلة، في محاولة لمعالجة التضخم المرتفع والنمو الاقتصادي الهزيل، حيث أظهرت بيانات مكتب الإحصاءات الوطنية أن الاقتصاد البريطاني نما بنسبة 0.1% فقط في أغسطس، مع ارتفاع الإنتاج الصناعي بنسبة 0.4%، وتراجع قطاع البناء بنسبة 0.3%، بينما ظل قطاع الخدمات دون تغيير يُذكر، بحسب الاسواق العربية.

 

وفي تقريره الأخير، توقع صندوق النقد الدولي أن يبلغ متوسط التضخم في المملكة المتحدة نحو 3.4% خلال العام الجاري، وهو الأعلى بين الاقتصادات المتقدمة.

 

مذيعة افتراضية تقدم فيلما وثائقيا على القناة الرابعة البريطانية لأول مرة (فيديو) روسيا: الاستخبارات البريطانية تعد عمليات تخريب في بحر البلطيق والبحر الأسود رئيس الجامعة البريطانية: نحرص على تسخير أدوات الذكاء الاصطناعي في التعليم الجمعية المصرية البريطانية تحتفل بالسفير أشرف سويلم في مجلس اللوردات يويفا والحكومة البريطانية في مواجهة قرار منع جماهير ماكابي تل أبيب رئيس الجامعة البريطانية: الجامعات المصرية جيدة للغاية بالنسبة لنظيرتها في المملكة المتحدة الحكومة البريطانية تعلن تسليم أكثر من 85 ألف طائرة مُسيرة لأوكرانيا خلال 6 أشهر الخارجية البريطانية: جهود تمويل إعادة إعمار غزة حققت تقدما ملموسا محافظ المنيا يشهد احتفالية المدرسة البريطانية في ذكرى انتصارات أكتوبر وزير الخارجية يبحث مع نظيرته البريطانية مستجدات القضية الفلسطينية

 

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة طالبت إسرائيل بإبلاغها مسبقا بغارات واسعة في قطاع غزة
  • الولايات المتحدة تحذر إسرائيل من أي "مفاجآت عسكرية" في غزة
  • الحكومة الإسرائيلية: ملتزمون بخطة ترامب للسلام وننتظر من حماس الوفاء بالتزاماتها
  • برأي يحمل ثقلا سياسيا.. المحكمة العليا للأمم المتحدة توبخ إسرائيل.. إليكم ما حصل
  • الحكومة الفرنسية: حماس تستعيد السيطرة على غزة
  • الحكومة الفرنسية ترى أن حماس "تستعيد السيطرة على غزة"
  • العدل الدولية: إسرائيل لم تثبت صلة موظفي الأونروا بحماس
  • مرقص: الحكومة تجهز 29 مرسوماً لتفعيل القوانين ومساءلة إسرائيل
  • ارتفاع اقتراض الحكومة البريطانية لأعلى مستوى منذ 5 أعوام
  • بعد 10 أيام من وقف الحرب.. كيف يبدو الوضع في غزة؟