استشهاد الطفل يزن الكفارنة بسبب سوء التغذية
تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT
#سواليف
استشهد منذ قليل، #الطفل_يزن_الكفارنة في مستشفى أبو يوسف النجار في #رفح بسبب #سوء_التغذية، حيث يعاني سكان #غزة من #الحصار الإسرائيلي والذي بدأ منذ أحداث الـ 7 من أكتوبر الماضي، في ظل التضيق المفروض على القطاع والذي لا يسمح بمرور المساعدات الإنسانية للقطاع.
وفي وقت سابق، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية، الاعتداء الهمجي الذي ارتكبته عناصر إرهابية من المستوطنين على الطفل يزن الرجبي من الخليل، حيث انهالت عليه بالضرب المبرح، ما أدى الى إصابته بجروح في وجهه نُقل على إثرها إلى المستشفى.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف رفح سوء التغذية غزة الحصار
إقرأ أيضاً:
طفولة ناقصة.. جمالية المنسي
أهتمُّ كثيرًا بأعمالٍ روائية يكتبها فنانون تشكيليون، فهنا ثمّة حساسية خاصة وزاوية رهيفة، تشبه رهافة ريشتهم وهم يرسمون العالم وأنفسهم والحياة.
محمد الجالوس، فنان تشكيلي فلسطيني شهير يعيش في الأردن، وهو عضو رابطة الكتّاب الأردنيين، يكتب القصة القصيرة، وله مجموعتان قصصيتان: أصابع مليحة وذاكرة رصيف.
في المشهد التشكيلي الأدبي العالمي، ثمة تجارب سابقة مذهلة لأعمال قصصية وروائية كتبها فنانون تشكيليون، منها تجربة الفنان التشكيلي البولندي برونو شولز، الذي كتب رائعته الروائية السانتور، والفنان والكاتب البريطاني وليم موريس، ومارك شاغال في كتاب سيرته الذاتية، الذي يُشبه عملًا روائيًا شاهقًا. وغيرهم كثير.
محمد الجالوس، الفلسطيني الذي عاش طفولته في عمّان بعد تهجيرٍ قسري لعائلته من قرية قزازة قضاء الرملة، دخل مملكة الرواية أخيرًا من الباب الأثير نفسه الذي دخله في روائعه التشكيلية: باب الذاكرة.
في معارضه التوثيقية للمدن الفلسطينية والأردنية، يبدو خياره الإبداعي واضحًا؛ ففي معرض ذاكرة عام 2013، وفي معرض بيوت من نابلس – حارة الياسمينة عام 1998، عرض الفنان أربعين لوحة مائية وجدارية.
كان هدف هذا الخيار حماية المكان الفلسطيني من المحو، المحو الذي تتبنّاه الصهيونية كمشروع حياة لها.
في معرضه بيوت السلط – بيوت القدس، واصل محمد مشروعه التوثيقي الجمالي بحرفيّة عالية، وذكاء واضح، وخبرة متراكمة، وثقافة، وانتماء لفكرة مقدسة هي: مقاومة المحو بالفن.
أما معرضه الشهير والمؤثر أبواب 48 عام 2019، فقد ركّز فيه الجالوس على رسم أبواب البيوت الفلسطينية المهجّرة بعد نكبة عام 1948، مذكّرًا بالفاجعة، وداعيًا إلى عدم النسيان.
محمد معروف في الوسط الثقافي الأردني بأنه قارئ نَهِمٌ للروايات، ومنشغل بتحليلها والنقاش حولها.
روايته طفولة منسية صدرت قبل أسابيع عن دار الأهلية للنشر والتوزيع في الأردن، وجاءت في 230 صفحة من القطع المتوسط.
في الرواية، ثمة عذاب وحب يغرق فيهما الفنان الكاتب في مراهقته المجنونة؛ عذاب التقرب من فئة جذابة، غامضة، وحرّة، معروفة في الفضاء المكاني الأردني العَمّاني، وهي "النّوَر".
في تاريخنا الأدبي، ثمة هوس بفكرة الحياة مع "النور" (أو الغجر كما يُطلق عليهم)، والتقرّب منهم، ومعرفتهم، والرغبة في التحدث إليهم.
نتذكر الشاعر الأردني مصطفى وهبي التل (عرار) وهو يكتب عن النور كزمان وكنفسيات ونمط حياة، وهناك في العالم أعمال أدبية شهيرة استلهمت حياة الغجر أو صورتها، مثل رواية كارمن للفرنسي الشهير بروسبير ميريميه، وزُرّاع الشمس لرومان غاري، وغيرها من الأعمال التي طبقت شهرتها الآفاق.
في طفولة ناقصة، يموت الطفل محمد الجالوس فضولًا وجنونًا وحبًا في سحر وغربة حياة أولئك المختلفين، الذين أضاءوا ليل عمّان بحياتهم المشعّة بالترحال والسحر والرقص والليل والحرية والأسرار.
الطفل، ابن مخيم الوحدات في عمّان، المقيم في بيت محدد، مع أهل محددين، بأحلام محددة، والذي يعيش حياة رتيبة متوقعة ومكررة، لا تخرج عن مسارها، وهي حياتنا نحن الأطفال الفلسطينيين: الملعب، ومطعم الوكالة، والنوم، والمدرسة ومشاجراتها، والليل الهادئ القصير، وتعب الآباء، وحلمهم المتوهّج ببلادٍ بعيدةٍ كانت لهم.
فجأة، يفتح الطفل الفلسطيني العَمّاني اللاجئ عينيه على بشرٍ من ضوء، أصوات وأسماء غريبة، جمال أنثوي فخور بذاته لا يُصدّق، كلمات شجاعة تقولها غجرية، حريةُ بوحٍ ورقص مع النار، وخروجٌ من البيوت التي ليست بيوتًا، وعودةٌ بعد أيام، أو لا عودة، ضحك، وتنجيم، وقراءة مستقبل، وجرأة نظرة.
أسماء عديدة لرجال ونساء محفورة في ذاكرة الطفل، يكتب عنها الجالوس بمتعة وحنين: مرشد، فريدة، لَعْوَج، جواهر، أمينة، زوبار، رادا، روجينا، بلاس، مطاوع، وغيرهم... لكلٍّ منهم طريقته الغريبة في التفكير، وتقاطعاته غير المفهومة مع الآخرين، لكنهم يظلون في دائرة "البشر الممتعين الغرباء".
وعلى غلاف الرواية الأخير، يكتب الشاعر زهير أبو شايب:
"إن النّور هنا ليسوا مجموعة مَوْصُومة كما تخيّلها المتن الاجتماعي، بل هم هامش ملتبس، لكنه عصيٌّ على التدجين، ومحصَّن ضد السقوط الأخلاقي، إنهم طفولة ناقصة لا تكتمل، ولا تتنازل لسلطة المجتمع، وانحيازها للعب واللذة.