ثورة علمية.. لأول مرة زراعة أعضاء من خلايا الأجنة
تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT
تمت زراعة أعضاء صغيرة من الخلايا الجذعية البشرية المأخوذة من الأجنة خلال المراحل المتأخرة من الحمل لأول مرة، مما يمثل خطوة كبيرة إلى الأمام في طب ما قبل الولادة.
فقد يظهر بحث جديد أن نماذج الخلايا المعقدة، التي تسمى العضويات، يمكن زراعتها وأن هذه "الأعضاء الصغيرة" تحتفظ بالمعلومات البيولوجية للطفل.
ويعني هذا التقدم أنه يمكن ملاحظة التطور البشري في أواخر الحمل لأول مرة، مما يزيد من إمكانية مراقبة وعلاج الحالات الخلقية قبل الولادة، بحسب ما نشرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
تسمح العضيات، وهي نسخ مصغرة ومبسطة من الأعضاء - للباحثين بدراسة كيفية عمل الأعضاء عندما تكون بصحة جيدة وعندما تتأثر بالمرض.
حتى الآن، تم استخلاص العضيات من الخلايا الجذعية البالغة أو من الأنسجة الجنينية لحالات الحمل المنتهية، وتقيد اللوائح متى يمكن الحصول على عينات من الجنين.
في المملكة المتحدة يمكن القيام بذلك لمدة تصل إلى 22 أسبوعًا بعد الحمل، وهو الحد القانوني لإنهاء الحمل، ولكن في بلدان مثل الولايات المتحدة يعتبر أخذ عينات الجنين غير قانوني.
وتعني اللوائح أن دراسة النمو البشري الطبيعي بعد 22 أسبوعًا كانت محدودة، وكذلك بالنسبة للأمراض الخلقية في مرحلة قد لا تزال هناك فرصة لعلاجها.
وللتغلب على هذه المشكلات، قام الباحثون في جامعة كوليدج لندن (UCL) ومستشفى جريت أورموند ستريت (GOSH) باستخراج الخلايا الجذعية التي انتقلت إلى السائل الأمنيوسي الذي يحيط بالطفل في الرحم ويحميه أثناء الحمل.
ونظرًا لعدم لمس الطفل أثناء عملية الجمع، يمكن التغلب على قيود أخذ العينات وتحمل الخلايا نفس المعلومات البيولوجية التي يحملها الطفل.
أخذ الباحثون خلايا حية من 12 حالة حمل، بين الأسبوع السادس عشر والأسبوع الرابع والثلاثين، كجزء من الاختبارات التشخيصية الروتينية، ثم حددوا الأنسجة التي جاءت منها الخلايا الجذعية.
وتم بنجاح استخراج الخلايا الجذعية من الرئتين والكليتين والأمعاء، واستخدامها في زراعة عضيات لها سمات وظيفية لهذه الأنواع من الأنسجة.
وقال الدكتور ماتيا جيرلي، المؤلف الأول للدراسة: "إن الكائنات العضوية التي أنشأناها من خلايا السائل الأمنيوسي تظهر العديد من وظائف الأنسجة التي تمثلها، بما في ذلك التعبير الجيني والبروتيني".
وأشار:"سوف تسمح لنا بدراسة ما يحدث أثناء التطور في كل من الصحة والمرض، وهو أمر لم يكن ممكنا من قبل، نحن لا نعرف إلا القليل عن الحمل البشري المتأخر، لذلك من المثير للغاية أن نفتح مجالات جديدة لطب ما قبل الولادة".
فيما عمل الفريق مع باحثين في جامعة KU Leuven في بلجيكا لدراسة تطور الأطفال المصابين بـ CDH، وهي حالة يؤدي فيها وجود ثقب في الحجاب الحاجز إلى نزوح أعضاء مثل الأمعاء والكبد إلى الصدر، مما يضغط على الرئتين ويعوق النمو الصحي.
تمت مقارنة الأعضاء الصغيرة من الأطفال الذين يعانون من CDH قبل وبعد العلاج مع الأعضاء العضوية من الأطفال الأصحاء لدراسة الخصائص البيولوجية لكل مجموعة.
وجدت الدراسة اختلافات تنموية كبيرة بين عضيات CDH الصحية وتلك التي كانت قبل العلاج.
ومع ذلك، كانت الكائنات العضوية في مجموعة ما بعد العلاج أقرب بكثير إلى الأعضاء السليمة، مما يوفر تقديرًا لفعالية العلاج على المستوى الخلوي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الخلايا الجذعية الأجنة الحمل الولادة الخلایا الجذعیة
إقرأ أيضاً:
ندوة علمية تناقش موضوع النخبة المغربية في زمن التغيير
في إطار سلسلة ندواتها الفكرية « مختلف عليه »، تنظم مؤسسة الفقيه التطواني ندوة علمية مساء الثلاثاء 24 يونيو، تحت عنوان: « النخبة المغربية في زمن التغيير: من صناعة القرار إلى أزمة التأثير »، وذلك بمقر المؤسسة الكائن بشارع فلسطين، بطانة، سلا، على الساعة السادسة مساءً.
ويُنتظر أن تطرح الندوة أسئلة عميقة حول مستقبل النخبة ودورها في قيادة الإصلاح، وتأطير التحولات، وبناء الجسور بين الدولة والمجتمع.
وسيشارك في تأطير اللقاء كل من:
جميلة السيوري، الحقوقية ورئيسة جمعية « عدالة من أجل الحق في محاكمة عادلة »،محمد شقير، الباحث المتخصص في العلوم السياسية، أحمد عصيد، كاتب وفاعل حقوقي، وسعيد بنكراد، الأستاذ بجامعة محمد الخامس
وعبد الرحيم العطري، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط.
وسيتولى إدارة الجلسة كل من بوبكر التطواني، رئيس المؤسسة، وعبد الحق بلشكر، مدير موقع « اليوم 24 ». كما سيتم بث الندوة مباشرة على صفحات المؤسسة الرسمية، وموقعي فبراير.كوم واليوم 24.
بين الانحسار الرمزي وصعود النخب التقنية
تأتي هذه الندوة في ظل تحوّلات جذرية طالت المشهد النخبوي المغربي، حيث لم يعد الحزب أو النقابة أو الجامعة يحتكر قنوات صناعة النخبة، بل أصبحت الفضاءات الرقمية، والمواقع التقنية، ومسارات التعيين الترابي، تفرز فاعلين جدداً، ما أدى إلى بروز ما يُعرف بـ »المؤثر الخبير »، الذي يُنتج خطابًا لحظيًا يخلو من الرؤية السياسية الشاملة، ويغيب عنه البعد الرمزي والتعبئة المجتمعية.
وفي هذا السياق، يرى المنظمون أن الأزمة التي تعرفها النخبة الحزبية، المتمثلة في عقم تنظيري وافتقاد لآليات التأطير، قابلها صعود النخبة التكنوقراطية التي وإن كانت تقدم حلولًا تقنية فعالة، إلا أنها تفتقر إلى الخيال السياسي المطلوب لإنتاج مشروع مجتمعي ملهم.
النخبة الثقافية في زمن السوق والمنصة
أما النخبة الثقافية، فتعيش بدورها حالة من التردد بين منطق الالتزام ومنطق البقاء، في ظل ضغوط السوق، وإكراهات التموضع داخل المؤسسات، وتغير طبيعة الخطاب الثقافي في عصر المنصات الرقمية، ما يطرح تساؤلات حول دور المثقف وقدرته على إحداث التأثير خارج منطق اللحظة الاستهلاكية.
مغاربة العالم: رأس مال معطل
كما تتطرق الندوة إلى موقع مغاربة العالم، الذين يمثلون رأسمالاً علميًا ورمزياً هامًا، تراكمت لديهم الخبرات في فضاءات ديمقراطية متعددة، لكن إمكانات دمجهم في مسارات القرار الداخلي لا تزال محدودة، مما يستدعي التفكير في صيغ مبتكرة لتوظيف خبراتهم في تجديد النخب الداخلية.
المحاور التفصيلية للمداخلات:
جميلة السيوري: النخبة المغربية وإشكالية التغيير في ظل الخطاب الحقوقي: بين التأطير الإصلاحي والارتباك البنيوي
محمد شقير: النخب الحزبية بالمغرب بين العقم التنظيري وافتقاد آليات التأطير الاستباقي
سعيد بنكراد: من الخبير إلى المؤثر: إعادة صياغة السلطة الرمزية في الزمن الرقمي
عبد الرحيم العطري: آليات ومسارات التنخيب ومآلات الممارسة
أحمد عصيد: النخبة الثقافية بين الالتزام والاستيعاب نحو مشروع نخبوي جديد
وتشكل هذه الندوة محطة تأمل جماعي في الحاجة إلى بلورة مشروع نخبوي جديد، يزاوج بين العمق المعرفي والفعالية التقنية، بين الانتماء الوطني والانفتاح العالمي، ويؤسس لشرعية جديدة تقوم على الكفاءة، والمصداقية، والرؤية المجتمعية، كشرط أساسي لاستعادة النخبة لدورها واستعادة المجتمع لديناميته.
وتندرج الندوة ضمن رؤية المؤسسة لتعزيز الحوار العمومي حول قضايا استراتيجية ترتبط بتحولات الدولة والمجتمع، في أفق صياغة أجوبة جماعية تستشرف المستقبل وتؤطره على نحو عقلاني وفعال.