ذهب سيناء الأحمر.. «البطاطا» تحول أرض الفيروز إلى جنة
تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT
«هنا مستقبل مصر الزراعي»، جملة تلخص الوضع في أرض الفيروز سيناء، بعد القرارات العديدة التي اتخذها الرئيس عبدالفتاح السيسي، لتطوير شبه الجزيرة بعد سنوات من الإهمال.
زراعات عديدة شهدتها أراضي سيناء، ونجحت في تحقيق إنتاج غير مسبوق، دعمت السوق المحلية، وجرى تصدير الباقي للخارج، من بينها البطاطا التي تُعرف في سيناء بالذهب الأحمر، وهو المحصول الأكثر حداثة الذي أنتج خلال الأيام القليلة الماضية محصولا وفيرا.
يقول المهندس أحمد قاسم أحد أول من زرع البطاطا في مدينة الطور بجنوب سيناء، إن زراعة البطاطا لأول مرة بمدينة الطور لاقى نجاحا غير متوقع.
وأضاف «قاسم» في تصريحات لـ«الوطن»، أن البطاطا تزرع مع بداية فصل الشتاء في نهاية شهر نوفمبر أو بداية ديسمبر، وبعد مرور 3 أشهر يبدأ موسم الحصاد في نهاية فبراير أو بداية مارس، بحسب مدة الزراعة.
وأوضح أن إنتاج الفدان من البطاطا يصل إلى 15 طنا في أفضل الأحوال وينخفض إلى 10 أطنان حال تغير الظروف المناخية، مشيرا إلى أن جزء كبير من الإنتاج يُصدر لبعض الدول العربية والغربية، فضلا عن الاستخدام المحلي.
وقال، إن محصول البطاطا يُصدر منه ما يقرب من 60% تقريبا مع ضخ 20% للسوق المحلية، فيما يستخدم الإنتاج غير الصالح للاستخدام الآدمي كأعلاف للماشية باعتباره من أجود أنواع الأعلاف، لاستحواذه على نسبة عالية من البروتين إلى جانب النشويات والسكريات.
كما أكد أن عملية زراعة البطاطا نجحت في مدينة الطور لعدم احتياج البطاطا إلى كميات كبيرة من المياه واعتمادها على الري بالتنقيط.
من جانبه، قال الدكتور محمد شطا، وكيل وزارة الزراعة في جنوب سيناء، إن الدولة اهتمت بشكل كبير بالتنمية في جنوب سيناء، مشيرا إلى أن حجم ما أُنفق تجاوز 600 مليار جنيه، بحجم استثمارات لم تشهده جنوب سيناء منذ سنوات طويلة.
وأضاف أن الاستثمارات الزراعية التي شهدتها جنوب سيناء حولت المنطقة إلى جنة، خاصة بعد ربط الدلتا بسيناء عبر مجموعة شبكات طرق وأنفاق لم تكن موجودة من قبل، وهو ما اختصر مسافة الطرق من 6 و7 ساعات إلى ساعتين ونصف فقط.
وقال إن سيناء شهدت إنشاء أكبر محطة صرف معالج في العالم، بطاقة 5.6 مليون متر إلى جانب محطة المحسمة والمربوكة بسحارات سرابيوم لعبور المياه المعالجة الصالحة للري الزراعي إلى سيناء، لاستصلاح ما يقرب من نصف مليون فدان في وسط وشمال شبه الجزيرة، إلى جانب المجمعات الزراعية التي توزع على المواطنين لتعمير الصحراء.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: البطاطا تصدير البطاطا جنوب سیناء
إقرأ أيضاً:
نقطة تحول في تاريخ البشرية.. اكتشاف أقدم دليل على استخدام البشر القدماء للنار في هذا الموقع
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- كَشَف حقل في مقاطعة سوفولك شرق إنجلترا أدلةً حول أقدم حالة معروفة لقيام البشر بإشعال النار والتحكم فيها. ويعتقد علماء الآثار أنّه اكتشاف مهم يُسلّط الضوء على نقطة تحوّل حاسمة في تاريخ البشرية.
يشير اكتشاف طين محروق شكّل موقدًا في منطقة بارنهام، إضافةً لفؤوس حجرية متصدعة بفعل الحرارة، وشظيتين من حجر البيريت الذي يُستخدم لتوليد شرارات، إلى أن البشر الأوائل (إنسان النياندرتال على الأرجح) كانوا قادرين على إشعال النيران والحفاظ عليها.
وقال أمين مجموعات العصر الحجري القديم في المتحف البريطاني، نيك أشتون، خلال مؤتمرٍ صحفي: "هذا موقع يعود تاريخه إلى 400 ألف عام يوجد فيه أقدم دليل على إشعال النار، ليس في بريطانيا أو أوروبا فحسب، بل في أي مكان آخر من العالم".
وأكّد أشتون، المؤلف الرئيسي لدراسة حول موقع بارنهام نُشرت في مجلة "Nature"، الأربعاء: "هذا هو الاكتشاف الأكثر إثارة في مسيرتي المهنية التي امتدت 40 عامًا".
لطالما كان تحديد الوقت والمكان الذي بدأ البشر في إشعال النار وطهي الطعام عمدًا، بين الأسئلة التي حيّرت الباحثين في مجال أصول الإنسان لفترةٍ طويلة.
فهذه القدرة على إشعال النار ستسمح للبشر الذين عاشوا في بارنهام بتدفئة أنفسهم، وردع الحيوانات البرية، وطهي طعامهم بانتظام، بشكلٍ كان سيجعله مغذّ أكثر.
وكان من الممكن أن يجلب القدرة على التحكم بالنيران فوائد عملية، مثل تطوير المواد اللاصقة، وتقنيات أخرى، وتعزيز التفاعل الاجتماعي عبر سرد القصص مثلاً.
تُعد القطع الأثرية المكتشفة في هذا الموقع أقدم بـ350 ألف عام من الأدلة السابقة المعروفة عن إشعال النار في السجل الأثري، والتي عُثِر عليها في شمال فرنسا.
ومع ذلك، يرى أشتون أنّه من غير المرجح أن تكون القدرة على إشعال النار قد ظهرت لأول مرة في بارنهام.
وأوضح: "أعتقد أن الكثير منّا تمتع بحدس بشأن استخدام النيران بشكلٍ منتظم في أوروبا منذ حوالي 400 ألف عام. لكننا لا نملك دليلًا على ذلك".
يُعد تحديد وقت تعلُّم البشر إتقان إشعال النار لأول مرة وكيفية ذلك أمرًا صعبًا بالنسبة لعلماء الآثار.
السبب يعود إلى ندرة بقاء الأدلة التي تشير إلى اشتعال النيران، فيمكن أن يتطاير الرماد والفحم بسهولة، ويمكن أن تتعرّض الرواسب المحروقة للتآكل.
يصعب أيضًا التمييز بين الحرائق الطبيعية وتلك التي أشعلها الإنسان.
ويُرجح أنّ البشر الأوائل بدأوا في استغلال النيران الناجمة عن الصواعق أو عوامل طبيعية أخرى، ربما عن طريق الحفاظ على الجمرات لفترةٍ من الزمن، ولكنها كانت ستظل موردًا غير منتظم، وفقًا للدراسة.
ومع ذلك، تشير الاكتشافات في بارنهام إلى أنّ السكان القدماء استطاعوا إشعال النار واستخدامها بشكلٍ روتيني ومتعمد.
الدليل القاطعحلّل الفريق الرواسب المُحمرّة من بارنهام، ووجد أنّ خصائصها الكيميائية تختلف عن تلك الناتجة عن الحرائق الطبيعية.
أشارت بصمة الهيدروكربونات على سبيل المثال، إلى درجات حرارة أعلى ناتجة عن حرق الخشب بشكلٍ مركز، بدلاً من الحرائق واسعة النطاق.
كما أشار التغير المعدني في الرواسب إلى تكرّر الاشتعال في الموقع ذاته.
لكن الدليل القاطع تجسّد عبر قطعتين من حجر البيريت الحديدي، الذي يُشار إليه أحيانًا بـ"ذهب الحمقى".
ويمكن استخدامه لضرب حجر الصوان، بشكلٍ يُنتج شرارات كافية لإشعال مواد قابلة للاشتعال مثل الفطر الجاف.
لم يكن هذا المعدن الطبيعي متوفرًا في البيئة المحيطة مباشرةً، ويدل ذلك على أنّ السكان القدماء كانوا على دراية بخصائصه في إشعال النار، وسعوا للحصول عليه، كما أفاد الباحثون في الدراسة.
ويرى أستاذ علم آثار العصر الحجري القديم بمركز آثار أصول الإنسان في جامعة ساوثهامبتون البريطانية، جون ماكناب، غير المشارك في الدراسة، أنّ ما يثير الإعجاب في هذا البحث هو النطاق الواسع من أساليب التحليل المستخدمة لحل اللغز.