باستخدام الذكاء الاصطناعي.. شركتك ربما تعلم أنك تقرأ هذه القصة في العمل
تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT
في الشهر الماضي، ظهرت أخبار تفيد بأن الشركات الكبرى مثل وول مارت، ستاربكس، دلتا وشيفرون تستخدم الذكاء الاصطناعي لمراقبة اتصالات الموظفين. كان رد الفعل عبر الإنترنت سريعًا، حيث أعرب الموظفون والمدافعون عن مكان العمل عن قلقهم بشأن فقدان الخصوصية.
لكن الخبراء يقولون إنه على الرغم من أن أدوات الذكاء الاصطناعي قد تكون جديدة، إلا أن مراقبة محادثات الموظفين وقراءتها وتتبعها ليست جديدة على الإطلاق.
قال ديفيد جونسون، المحلل الرئيسي في شركة Forrester Research إن "مراقبة اتصالات الموظفين ليس بالأمر الجديد، ولكن التعقيد المتزايد للتحليل الذي يمكن تحقيقه مع التقدم المستمر في الذكاء الاصطناعي هو أمر جديد".
وأضاف "ما يتطور أيضًا هو فهم الصناعة لكيفية تأثير المراقبة بهذه الطريقة على سلوك الموظفين ومعنوياتهم في ظل ظروف مختلفة، إلى جانب السياسات والحدود للاستخدام المقبول داخل مكان العمل."
وجدت دراسة حديثة أجرتها شركة تدعى Qualtrics، تستخدم الذكاء الاصطناعي للمساعدة في تصفية استطلاعات مشاركة الموظفين، أن المديرين متفائلون بشأن برامج الذكاء الاصطناعي ولكن الموظفين يشعرون بالتوتر، حيث وصف 46٪ استخدامها في مكان العمل بأنه "مخيف".
كيف يتم استخدامها
إحدى الشركات التي تعمل على إدخال الذكاء الاصطناعي في البرامج الشائعة المتعلقة بالعمل، بما في ذلك "سلاك" و"زووم" و"مايكروسوفت تيمز" هي شركة Aware الناشئة التي يبلغ عمرها سبع سنوات.
تعمل Aware مع Starbucks وChevron وWalmart وغيرها؛ تقول الشركة الناشئة إن منتجها يهدف إلى التعرف على كل شيء بدءًا من التنمر والمضايقات وحتى الهجمات الإلكترونية والتداول من الداخل.
تظل البيانات مجهولة المصدر حتى تعثر التكنولوجيا على الحالات التي يُطلب منها تسليط الضوء عليها، كما تقول Aware. إذا كانت هناك مشكلة، فسيتم الإبلاغ عنها إلى أقسام الموارد البشرية أو تكنولوجيا المعلومات أو الأقسام القانونية لإجراء مزيد من التحقيق.
وقال متحدث باسم شركة شيفرون لشبكة CNN إن الشركة تستخدم Aware للمساعدة في مراقبة التعليقات والتفاعلات العامة على منصة Workplace الداخلية الخاصة بها، حيث يمكن للموظفين نشر التحديثات والتعليقات.
وفي الوقت نفسه، قال متحدث باسم ستاربكس إن الشركة تستخدم التكنولوجيا لتحسين تجربة موظفيها، بما في ذلك مراقبة منصاتها الاجتماعية الداخلية للحصول على الاتجاهات أو التعليقات.
قالت وول مارت لشبكة CNN إنها تستخدم برامج للحفاظ على مجتمعاتها الداخلية عبر الإنترنت آمنة من التهديدات أو أي سلوك آخر غير لائق، بالإضافة إلى تتبع الاتجاهات بين الموظفين.
وقالت دلتا إنها تستخدم البرنامج لإدارة منصتها الاجتماعية الداخلية، والمراقبة الروتينية للاتجاهات والمشاعر، والاحتفاظ بالسجلات للأغراض القانونية.
التفاف جديد على طريقة قديمة
استخدمت منصات التواصل الاجتماعي أساليب مماثلة منذ فترة طويلة. تستخدم شركة ميتا، على سبيل المثال، فرق الإشراف على المحتوى والتقنيات ذات الصلة لإدارة إساءة الاستخدام والسلوكيات على منصاتها.
وفي الوقت نفسه، تمت مراقبة سلوك الموظفين على أنظمة العمل منذ سنوات طويلة. حتى عندما لا يكون الموظفون على شبكة عمل آمنة، فإن الشركات قادرة على مراقبة النشاط من خلال المتصفحات. يعمل Aware فقط على خدمات الاتصالات الخاصة بالشركة، وليس على المتصفحات.)
قال ريس هايدن، أحد كبار المحللين في شركة ABI Research: "إن محاولة فهم أنماط الموظفين ليست مفهوماً جديداً"، مشيراً إلى الشركات التي تتتبع أشياء مثل أوقات تسجيل الدخول وحضور الاجتماعات.
ولكن ما يتغير في هذه العملية هو تطبيق أدوات الذكاء الاصطناعي الأكثر تقدمًا مباشرةً في سير عمل الموظفين. يمكن أن تسمح برامج الذكاء الاصطناعي للشركات بتحليل آلاف نقاط البيانات والكلمات الرئيسية بسرعة لإلقاء نظرة ثاقبة على الاتجاهات وما يناقشه العمال في الوقت الفعلي.
قد ترغب الشركات في تتبع محادثات الموظفين ليس لأنها تهتم بما تشاهده في عطلة نهاية الأسبوع أو أحدث ما يشاهده الأشخاص على نتفلكس.
وقال هايدن: "سيساعد هذا في الحصول على رؤى أكثر تفصيلاً وفي الوقت الفعلي عن الموظفين".
وأضاف أن هذا يمكن أن يساعد الشركات على تشكيل الرسائل والسياسات والاستراتيجيات الداخلية بشكل أفضل، بناءً على ما يتعلمه البرنامج عن القوى العاملة لديها.
عامل الثقة
على الرغم من أن صعود الذكاء الاصطناعي في مكان العمل يمكن أن يؤدي إلى تحديات قانونية وأخلاقية، إلى جانب قضايا تتعلق بالدقة والملاءمة، إلا أن جونسون من شركة Forrester Research قال إنه يرى أن أكبر التعقيدات التي تنتظرنا هي اكتساب ثقة الموظفين على المدى القصير والطويل.
ببساطة، لا يريد الناس أن يشعروا أنهم مراقبون.
وقال إن المنظمات بحاجة إلى توخي الحذر بشأن كيفية احتضانها للتكنولوجيا؛ إذا استخدمتها الشركة لتحديد مدى إنتاجية موظفيها، أو إذا كان العمال غير راضين، ومن ثم تليها إجراءات تأديبية أو إنهاء الخدمة، فقد تمر سنوات قبل أن يثق موظفوها بهم مرة أخرى.
نشر الثلاثاء، 05 مارس / آذار 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی مکان العمل فی الوقت
إقرأ أيضاً:
بعد حصولها على جائزتين دوليتين: في المحروقية تطمح للتخصص في الذكاء الاصطناعي
مسقط- الرؤية
حصلت الطالبة في بنت سالم المحروقية من مدرسة دوحة الأدب (10-12) بتعليمية محافظة مسقط، على جائزتين خاصتين في المعرض الدولي للعلوم والهندسة من خلال مشروعها: نهج قائم على التعلم الهجين لتحسين صور الرئة، وتشخيص الأورام، والتليف الرئوي بشكل أكثر دقة وفعالية.
وتقول الطالبة: "انطلقت فكرة مشروعي من ملاحظتي لأهمية تحسين دقة، وسرعة تشخيص أمراض الرئة، في ظل الارتفاع المستمر في أعداد المصابين عالميًا؛ ومن هنا استلهمت الفكرة من شغفي بالتقنيات الحديثة، لا سيما الذكاء الاصطناعي، وتعلم الآلة، وحرصي على توظيفها في مجالات تخدم صحة الإنسان".
وتضيف: واجهتُ تحديات عديدة، من أبرزها تعقيدات النماذج التقنية، وصعوبة الحصول على بيانات طبية عالية الجودة، لكن بالإصرار، والدعم، والتعلم المستمر، تمكنتُ من تجاوزها.
وتشرح المشكلات التي يعالجها المشروع بقولها: يعالج المشروع تحديات حقيقية في المجال الصحي، خصوصًا في تشخيص أمراض الرئة مثل الأورام، والتليف، إذ يُسهم النظام في تحسين جودة الصور الطبية، ويعتمد على تقنيات تعلم الآلة؛ لاكتشاف المؤشرات المرضية بدقة عالية، مما يمكّن الأطباء من التشخيص السريع، والدقيق، وبالتالي الإسهام في إنقاذ الأرواح، وتخفيف الضغط على الأنظمة الصحية.
المشاركة في المعرض الدولي
وعن مشاركتها في المعرض الدولي، تقول: كانت تجربة ثرية للغاية؛ منحتني فرصة تمثيل بلدي سلطنة عُمان على منصة عالمية، والتعرف إلى مبدعين من مختلف دول العالم، وتبادل الأفكار مع مشاركين من خلفيات علمية متنوعة، واطّلعت على مشاريع رائدة في مجالات متعددة، هذه التجربة عززت ثقتي بنفسي، وفتحت أمامي آفاقًا جديدة للتطور العلمي، والبحثي.
وتستذكر لحظة إعلان فوزها: لحظة إعلان فوزي بجائزتين خاصتين كانت من أجمل لحظات حياتي؛ شعرتُ بفخر عظيم، وسعادة لا توصف؛ لأن كل التعب والجهد الطويل تُوِّج بهذا الإنجاز، كانت لحظة امتزجت فيها مشاعر الامتنان، والإنجاز، والانتماء، وأعتبرها نقطة تحول مهمة في مسيرتي العلمية.
الدعم والتدريب
وتتحدث عن دور الوزارة، والمدرسة في هذا الإنجاز: قدّمت الوزارة دعمًا كبيرًا لمشاركتي في المعرض، من خلال مجموعة من المبادرات، والإجراءات التي كان لها أثر بالغ في تمكيني من تمثيل الوطن بشكل مشرّف وفعّال؛ فقد وفّرت برامج تدريبية، وورش عمل متخصصة ساعدتني على تحسين مهاراتي في العرض والتقديم، بالإضافة إلى دعم معنوي مستمر، واهتمام ملحوظ بهذه المشاركة.
وتؤكد أن للمدرسة، والمعلمات دورًا كبيرًا ومحوريًا، يتمثل قي دعم مشرفتي، ومعلمتي إيمان بنت علي الرحبية، أثر بالغ في تحفيزي منذ بداية المشروع؛ إذ وفرت لي بيئة تعليمية مشجعة، ورافقتني خطوة بخطوة، وآمنت بإمكانياتي، وقدراتي على الوصول إلى العالمية، هذا الدعم المعنوي والعلمي شكّل حافزًا قويًا للاستمرار والتفوق.
وتتابع حديثها: الوصول إلى المنصات الدولية ليس مستحيلًا، لكنه يتطلب صبرًا، وإصرارًا، وعملًا جادًا. النجاح لا يأتي من فراغ، بل من شغف حقيقي، وتطوير مستمر، وإيمان بالنفس. كل من يمتلك فكرة هادفة ويثابر لتحقيقها، قادر على الوصول والتميّز عالميًا.
الطموح والتطوير
وتقول عن طموحاتها المستقبلية: أطمح على المستوى العلمي إلى التخصص في مجال الذكاء الاصطناعي، ومواصلة أبحاثي في ابتكار حلول تقنية تُحدث أثرًا حقيقيًا في حياة الناس، أما على المستوى الشخصي، فأرجو أن أكون نموذجًا مُلهمًا، وأسهم في دعم وتمكين الشباب العماني للمنافسة على الساحة العالمية.
وتختتم حديثها: أعمل حاليًا على تطوير النموذج ليكون أكثر دقة وفعالية، وهناك خطة لتجريبه بالتعاون مع جهات طبية متخصصة، وأسعى أن يتم اعتماد هذا النظام، وتطبيقه فعليًا في المستشفيات والمؤسسات الصحية، ليسهم في تحسين مستوى الرعاية الطبية، وتشخيص أمراض الرئة بدقة أكبر.