نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية، تقريرا، تحدثت فيه عن الثورة التي أحدثتها واجهة المدفوعات الموحدة في الهند في مجال عمليات الدفع، حيث بلغت قيمة المعاملات التي تم تنفيذها في الهند نحو تريليوني يورو بحلول سنة 2023، كما أنها أصبحت متاحة على الصعيد العالمي.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه "منذ سنة 2016 أحدث نظام "أوبي" للدفع ثورة في المشتريات في الهند.

ويعمل رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي على نشر وسيلة الدفع هذه في بلدان الجنوب".

من برج إيفل إلى جزر موريشيوس، مرورا عبر سريلانكا ونيبال وبوتان والإمارات العربية المتحدة، يتم تصدير نظام الدفع عبر الهاتف المحمول الذي طورته الهند إلى جميع أنحاء العالم. منذ 26 كانون الثاني/ يناير، أصبح بإمكان السياح الهنود شراء تذاكرهم لبرج إيفل من خلال واجهة الدفع الموحدة "أوبي"، وذلك ببساطة عن طريق مسح رمز الاستجابة السريعة، الذي يتم التعرف عليه من خلال تطبيق الدفع المعتاد.
وهي خدمة تم تطويرها بالتعاون مع شركة "ليرا" الفرنسية المتخصصة والموجودة في الهند منذ 17 سنة.

وحسب كريستوف مارييت، وهو المدير التجاري لشركة ليرا: "يزور مليون هندي فرنسا سنويا، ويتزايد عددهم بنسبة 20 إلى 30 بالمئة سنويا". وقد أحدثت هذه التكنولوجيا، التي أطلقتها الحكومة الهندية في سنة 2016، ثورة في الدفع عبر الهاتف المحمول في الهند. يستخدمه الهنود لدفع ثمن مشترياتهم عبر الإنترنت، ولكنهم يستخدمونه أيضا لدفع ثمن الخضروات من الباعة المتجولين أو شراء سجائرهم بشكل فردي مقابل حوالي عشرة روبيات، أي ما يعادل بضعة سنتات.

ومن جانبه، يؤكد ساتيش مينا، المحلل في شركة "داتوم إتتيليجنس" أنه "تم اعتماد تقنية "أوبي" للدفع على نطاق واسع من قبل المستهلكين الهنود. وفي كانون الأول/ ديسمبر 2023 وحده، تم تسجيل حوالي 12 مليار معاملة: إذ يُستخدم النظام بشكل أساسي لمبالغ صغيرة". وعلى مدار سنة 2023 بأكملها، تجاوز عدد المعاملات التي تم تنفيذها باستخدام هذه التكنولوجيا 100 مليار، بقيمة 2000 مليار يورو.

نظام مفتوح المصدر
يتم استخدام بنية هذا النظام، الذي طورته الحكومة كنظام مفتوح المصدر، بواسطة تطبيقات الطرف الثالث مثل "غوغل باي" و"أمازون باي" و"فون بي". وهو يربط أكثر من 500 بنك ويسمح بالدفع الفوري والتحويلات المصرفية من خلال تطبيقات الهاتف المحمول. وأكد ساتيش مينا أنه "على عكس الأنظمة الأخرى، فهي ليست محفظة دفع إلكترونية، بل تحويلات فورية من حساب مصرفي إلى آخر، عبر التطبيقات التي تستخدم واجهة المدفوعات الموحدة "أوبي".

وأوردت الصحيفة أن الخدمة مجانية تماما للمستخدمين. وحسب هيميندرا هازاري، المحلل المستقل المقيم في بومباي، فإنه "في دولة منخفضة الدخل مثل الهند، يمكن اعتبار معدل انتشار الدفع عبر الهاتف المحمول، بكميات ضخمة وبتكلفة منخفضة، أحد الإنجازات العظيمة لهذه الحكومة". ومن جانبها، تحاول حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي أيضا استخدامها كأداة دبلوماسية وأداة للقوة الناعمة، خاصة في دول الجنوب العالمي. وهكذا أعلن الزعيم القومي، في 12 شباط/ فبراير، عن إطلاق نظام "أوبي" للدفع للسياح الهنود في سريلانكا وجزر موريشيوس.


وقد أبرِمت بالفعل اتفاقيات مع سنغافورة والإمارات العربية المتحدة وبوتان وتايلاند. ويجب أن يكون بإمكان العمال الهنود الذين يعيشون في سنغافورة والإمارات العربية المتحدة إرسال الأموال إلى بلدانهم الأصلية بفضل الربط بين أنظمة الدفع عبر الهاتف المحمول المحلية مع نظام "أوبي". وينبغي أن يكون هذا هو الحال قريبًا في نيبال أيضًا.

ويعتقد ساتيش مينا أنه يمكن أيضا "استخدام تكنولوجيا 'أوبي' من قبل أي حكومة لتطوير نظامها الخاص للدفع عبر الهاتف المحمول، الأمر الذي قد يغري بعض البلدان الأفريقية منخفضة الدخل التي تعاني من نقص الخدمات المصرفية". وبالنسبة للهند، التي تريد أن تكون المتحدث باسم بلدان الجنوب العالمي على الساحة الدبلوماسية، فهي تميل بشكل خاص إلى تقاسم التكنولوجيا الخاصة بها مع هذه الدول.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الهند فرنسا فرنسا الهند الاقتصاد الدولي المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الهند

إقرأ أيضاً:

الإمارات تستضيف اجتماع «وسط المحيط الهندي»

رأس الخيمة (الاتحاد)

أخبار ذات صلة «الفارس الشهم 3» تبدأ حفر آبار مياه في غزة الإمارات.. جهود بارزة لدعم القطاع الزراعي في السودان

استضافت الإمارات اجتماع الدورة التأسيسية الأولى للجنة الإقليمية الدولية الحكومية لعلوم المحيطات لوسط المحيط الهندي، وذلك مؤخراً في إمارة رأس الخيمة، حيث نظمت اللجنة الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة للتربية والثقافة والعلوم بوزارة الثقافة هذا الاجتماع، بالتعاون مع اللجنة الدولية الحكومية لعلوم المحيطات التابعة لمنظمة اليونسكو، في خطوة تعكس التزام الدولة الراسخ بتعزيز التعاون الدولي في مجالات البحث العلمي وحماية البيئة البحرية، وتعزيز التنوع البيولوجي البحري.
عُقد الاجتماع بهدف وضع الأسس التنظيمية لعمل اللجنة، وتعزيز التعاون الإقليمي في مجال علوم المحيطات، بما يسهم في دعم الاستدامة البيئية، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة ذات الصلة، بمشاركة خبراء من منظمات دولية متخصصة في علوم المحيطات، حيث تُعد اللجنة الإقليمية الدولية الحكومية لعلوم المحيطات لوسط المحيط الهندي جزءاً من اللجنة الدولية الحكومية لعلوم المحيطات (IOC) التابعة لليونسكو، وتهدف إلى توسيع مجالات التعاون بين الدول المطلة على المحيط الهندي في مجالات البحث العلمي والتنمية المستدامة.
وفي إنجاز جديد يؤكد مكانة الدولة الريادية، تم انتخاب دولة الإمارات العربية المتحدة لمنصب رئيس اللجنة، ممثلةً بالدكتور سيف محمد الغيص، المدير العام السابق لهيئة حماية البيئة والتنمية برأس الخيمة، وتؤدي الدولة من خلال هذا المنصب دوراً محورياً في رسم التوجهات الاستراتيجية للجنة، وتقديم الدعم الفني واللوجستي، والمساهمة في تنظيم الفعاليات العلمية على المستوى الإقليمي.
تناولت جلسات الاجتماع محاور رئيسة عدة، من أبرزها تطوير استراتيجيات مشتركة للحفاظ على النظم البيئية البحرية، وتعزيز القدرات البحثية والتقنية للدول الأعضاء، وتبادل المعرفة والخبرات في مراقبة المحيطات وإدارة الموارد البحرية، ووضع إطار للتعاون في مواجهة التحديات البيئية مثل التغير المناخي وتلوث المحيطات.
من جانبه، أكّد معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة، رئيس اللجنة الوطنية لدولة الإمارات للتربية والثقافة والعلوم، على أهمية هذا الحدث بقوله: «يأتي الاجتماع تتويجاً لجهود الدولة في دعم برامج منظمة اليونسكو، لا سيما في مجالات علوم المحيطات التي تمثل أولوية عالمية. ونحن في اللجنة الوطنية نحرص على تعزيز دور دولة الإمارات في المشهد العلمي والثقافي الدولي، من خلال العمل المشترك مع الشركاء المحليين والدوليين لتحقيق الأهداف المشتركة».
بدورها، أكدت معالي الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة، أن دولة الإمارات تمتلك رؤية واضحة، ودوراً رائداً في تعزيز الأمن البيولوجي وحماية البيئة البحرية كركيزة رئيسة لصون الطبيعة وتحقيق الاستدامة المناخية والبيئية، مشيرةً إلى أن الدولة تمتلك دوراً مهماً في هذا المجال عالمياً، وتعد استضافة الدولة لهذا الاجتماع انعكاساً لهذا النهج في دعم الأبحاث وحماية البيئة البحرية.
وقالت معاليها: «فخورون بانتخاب دولة الإمارات لمنصب رئيس اللجنة الإقليمية الدولية الحكومية لعلوم المحيطات لوسط المحيط الهندي، ما يعد استمراراً لريادة الدولة في هذا المجال، ونثق في قدرتنا على إحداث نقلة نوعية في إجراء المزيد من الأبحاث البحرية المتعلقة بثالث أكبر محيطات العالم. ومن جانبنا سنستمر في تقديم الدعم الكامل لشركائنا في وزارة الثقافة ومختلف الجهات المعنية للحد من تأثيرات التغير المناخي على البيئة البحرية وازدهارها، حيث تحظى المحيطات بأهمية كبرى في حياة البشر والكائنات الحية وتنتج 50 في المئة من الأكسجين الذي نحتاجه، وتمتص 25 في المئة من جميع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وتلتقط 90 في المئة من الحرارة الإضافية الناتجة عن هذه الانبعاثات، بجانب كونها مصدراً للغذاء والرزق، وتمثل منظومة اقتصادية ضخمة لملايين البشر حول العالم».

بيئة داعمة
صرّح راكي فيليبس، الرئيس التنفيذي لهيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة: «إن استضافة الاجتماع في إمارة رأس الخيمة تندرج ضمن استراتيجيتنا لدعم المبادرات البيئية والعلمية، وتعزيز مكانة الإمارة مركزاً دولياً للفعاليات المستدامة. نحن سعداء بالمساهمة في خلق بيئة داعمة للحوار العلمي الذي يخدم المجتمعات الساحلية في منطقتنا».

مقالات مشابهة

  • ملك أحمد زاهر تخطف الأنظار باللون الأبيض
  • تفاصيل التحقيق مع المتهمين بسرقة هواتف المحمول من المواطنين بمصر الجديدة
  • الاقتصاد الهندي ينمو بوتيرة أسرع من المتوقع بالربع الأخير
  • الإمارات تستضيف اجتماع «وسط المحيط الهندي»
  • اتصالات الشيوخ: التوسع في فتح المحافظ الإليكترونية يساعد في بناء الاقتصاد الرقمي
  • الجبير يبحث تعزيز العلاقات مع وفد من البرلمان الهندي
  • وزير الدولة للشؤون الخارجية يستقبل وفدًا من أعضاء البرلمان الهندي
  • تخريج دفعة جديدة من برنامج همم مهنية على صيانة المحمول
  • حكم صادر عن محكمة النقض لا يعتبر استخدام البريد الشخصي في إطار العمل خطأً جسيماً
  • الإعدام لمتهم والمؤبد لآخر لاتهامهما بقتل شاب وسرقته فى الإسكندرية