٢٦ سبتمبر نت:
2025-08-12@00:56:57 GMT

بريطانيا ... من ترسيم الحدود إلى بث الألغام !

تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT

بريطانيا ... من ترسيم الحدود إلى بث الألغام !

ان ضرب القوات البريطانية لحصن الشيخ سعيد على الساحل اليمني يبين مدى القلق الذي تشعر به بريطانيا تجاه سلامة سفنها المارة بمضيق باب المندب .

-تقسيم اليمن
إمبراطوريتان تسببتا بتقسيم اليمن والاستحواذ عليها , ولم يكتفيا بذلك بل حاولتا شرعنه ذلك التقسيم سياسيا وجغرافيا باتفاقية حدودية وقبل أن يجف مداد تلك الاتفاقية اشتعلت الحرب العالمية الأولى (1914- 1918م ) لتزول امبراطورية فيما بقت الأخرى بضع عقود لتزول بنهاية حرب ثانية .



لم تكن تمضى عدة شهور على عقد اتفاقية تحديد الحدود بين منطقتي النفوذ الاستعماري البريطاني - العثماني في اليمن حتى اندلعت نيران الحرب العالمية الأولى في 5 نوفمبر 1914م .

فقد كان التغلغل الألماني في شؤون الدولة العثمانية قد بلغ أوجه عندما عقدت الحكومة العثمانية مع ألمانيا معاهدة دفاعية سرية في 2 اغسطس 1914م , وهو نفس اليوم الذى أعلنت فيه ألمانيا الحرب على روسيا .

وقد تعهدت الدولة العثمانية في هذه المعاهدة بمساعدة الألمان ضد الروس , كما تظاهرت بالحياد فترة من الزمن حتى بدأ لها أن استعداداتها الحربية قد اكتملت بدرجة كافية أرسلت أسطولها فضرب في 29 اكتوبر 1914م الموانئ الروسية على البحر الأسود .

وقد ردت روسيا على هذا الاعتداء العثماني بإشهار الحرب على الدولة العثمانية , وهكذا أقحم العثمانيون أنفسهم في الحرب العالمية الأولى .

-منطقة البحر الأحمر
وفيما يخص منطقة البحر الأحمر فقد كان البريطانيون في عدن ومصر قد ارتابوا من الاستعدادات الحربية التي أجراها العثمانيون في منطقة البحر الأحمر وخاصة على سواحل اليمن الغربية في مطلع سنة 1914م , وذلك بعد التقارب الذي تم بينهم وبين الألمان , مما جعل الحكومة البريطانية تحس حينذاك بخطورة التغلغل الألماني في شؤون الدولة العثمانية على مصالحها ومواصلاتها إلى الهند عبر البحر الأحمر على وجه الخصوص .

ولما كانت المصالح البريطانية قد تضاربت مع المصالح العثمانية في منطقة البحر الأحمر مما أثار الخلاف والنزاع بين الجانبين . لذلك فأن ميدان الحرب كان سيصل حتما إلى هناك خاصة وأنه كان واضحا منذ البداية انحياز الدولة العثمانية إلى جانب ألمانيا ضد الحلفاء .

وعندما أعلنت فرنسا وبريطانيا الحرب على الامبراطورية العثمانية في الخامس من نوفمبر 1914م , أثر هجوم الأسطول العثماني على الموانئ الروسية , فأن الدولة العثمانية اعلنت بدورها الحرب على الدولتين في 11 نوفمبر 1914م , وأشهرت انضمامها إلى ألمانيا فأصبح العداء صريحا بينها وبين الحلفاء . فكانت الامبراطوريات الألمانية والنمساوية والعثمانية في جانب والإمبراطورية البريطانية التي لا تغيب عنها الشمس وروسيا القيصرية وفرنسا في الجانب الأخر .

ومنذ بداية الحرب حرص الجانبان المتصارعان على اتخاذ الخطوات الحربية والدبلوماسية لكسب المعركة , فكانت منطقة البحر الأحمر أحد ميادينها , وإن انحصر الصراع فيها بالدرجة الأولى بين العثمانيين والبريطانيين نظرا لما كان لكلا الجانبين هناك من قوات ونفوذ ومصالح عديدة .

-أولويات استراتيجية

لذلك كانت السلطات البريطانية في مصر قد قررت مع بداية الحرب وتحديدا في منتصف ديسمبر 1914م إنشاء دوريتين بريطانيتين في البحر الأحمر الأولى من جدة إلى السويس بما فيها خليج العقبة , والثانية من جدة إل عدن والهدف من إنشاء هذه الدوريات إيقاف إمدادات الغذاء المتجهة للحاميات والموانئ العثمانية في البحر الأحمر كالحديدة والمخا واللحية , ومنع نشر الألغام في البحر الأحمر .

وقيام قواتها بضرب حصن الشيخ سعيد يبين مدى القلق الذي تشعر به بريطانيا تجاه سلامة سفنها المارة بمضيق باب المندب خاصة بعد أن علمت بنوايا العثمانيين في زيادة تحصين وتعزيز الشيخ سعيد كخطة للتحكم في المدخل الجنوبي للبحر الأحمر رغم قوة الأساطيل البريطانية .

فقد كان محور السياسية البريطانية خلال الحرب يتمثل في الحفاظ على الطريق البحري إلى الهند والشرق الاقصى عبر البحر الأحمر , هذا إلى جانب تأمين ميناء عدن المتحكم في ذلك الطريق .

-بث الألغام
على أن كسب المعركة في الشرق الأوسط بوجه عام وفى منطقة البحر الأحمر على وجه الخصوص أصبح هدف الجانبين المتصارعين في الحرب العالمية الأولى إذ أن موقف العرب ازدادت أهميته في ترجيح كفة الحلفاء على أعدائهم , وأصبح أمرا ذا أهمية مباشرة للحلفاء عامة وللمصالح البريطانية بصفة خاصة .

وكانت الدولة العثمانية في مركز تستطيع معه أن تهدد مصالح بريطانيا .على أن كسب المعركة في الشرق الأوسط بوجه عام وفى منطقة البحر الأحمر على وجه الخصوص أصبح هدف الجانبين المتصارعين في الحرب العالمية الأولى .

وكانت الدولة العثمانية في مركز تستطيع معه أن تهدد مصالح بريطانيا في نقطتين هامتين بفضل استيلائها على الشام والعراق , فكانت قريبة من قناة السويس التي تمثل المدخل الشمالي للبحر الأحمر من جانب , وعلى رأس الخليج العربي من جانب آخر حيث تقع آبار النفط الهامة التابعة للشركة البريطانية في ايران .

وكانت بريطانيا تدرك الخطر الذي يهددها في الجزيرة العربية نفسها فالعثمانيون يستطيعون اتخاذ مراكز عديدة على طول سواحل البحر الأحمر وخاصة السواحل الغربية للبحر الأحمر لبث الألغام التي تدمر البواخر البريطانية التجارية والعسكرية , هذا فضلا عن وجود حامية عثمانية في اليمن الشمالي آنذاك كانت مؤلفة من فرقتين , وكان يخشى تهديدها للوجود البريطاني في عدن نفسها .

وفعلا ففي 5 يوليو 1915م استطاعت القوات العثمانية من السيطرة على لحج والوصول لمنطقة الشيخ عثمان القريب من عدن وهددت تهديد مباشر بريطانيا في اهم ميناء لها في المنطقة وهو ميناء عدن .

- إعلان الجهاد

وثمة أمر خطير كان البريطانيون يهتمون به ويتوجسون من نتائجه لتعلقه بالدعاية السياسية ضدهم وهو الخليفة السلطان إذا أعلن الجهاد , ونال تأييد شريف مكة حسين بن علي له , وتمكن من تحويل الحجاز إلى مركز لبث الدعاية المهيجة , لا لتثير البلاد العربية فحسب , بل لتحرك كذلك الأقوام الكثيرة الإسلامية وغير العربية التي تعيش تحت حكم الحلفاء أو على أطراف المناطق التابعة لهم .

وقد طلبت فعلا الدولة العثمانية من عبدالله ابن الشريف حسين إرسال المجاهدين وإعلان الجهاد المقدس من مكة في اقطار الإسلام باسم الخليفة على روسيا وبريطانيا وفرنسا .- لكن يبدوا أن حكام مكة بالماضي هي نفسها بالحاضر وإلى اليوم يعلنون عن جهاد خاص بما يحمى سلطتهم ومصالحهم - .وفيما يخص اليمن فقد أصدر والي صنعاء العثماني منشورا لأهالي اليمن أوضح فيه أن بريطانيا وفرنسا وروسيا قد اتفقت على تقسيم البلاد الإسلامية وأن اليمن ستكون من نصيب الإنجليز . ص128 البحر الاحمر والجزيرة العربية بالصراع العثماني البريطاني .

وعسكريا توافد العديد الضباط العثمانيين من الاستانة إلى ميناء الحديدة و كما قام بعض ضباط أركان الحرب مع بعض مشايخ اليمن بالطواف على الحدود والعمل على تقوية منطقة الشيخ سعيد بالساحل اليمني والمشرفة على مضيق باب المندب وجزيرة ميون .

كما تعهد جمال باشا وزير البحرية العثمانية قبل شروع الحرب بشهور بإنشاء خط حديدي بين الحديدة والمخا وصنعاء تحت اشراف العثمانيين وبموافقة من الإمام في اليمن .

ومن هنا كانت منطقة البحر الأحمر والجزيرة العربية على وجه الخصوص مسرحا للمنافسة في الجانبين الحربي والدبلوماسي أثناء الحرب العالمية الأولى وخاصة بين العثمانيين والبريطانيين لتكسب بريطانيا الحرب بسيطرتها على نقاط ومناطق استراتيجية ساحلية هامة خاصة في البحر الأحمر ,

 

فيما كانت الدولة العثمانية تسيطر على مساحات شاسعة من الجزيرة العربية لكنها كانت أقل أهمية من الناحية الاستراتيجية كونها مناطق داخلية مما عرض قواتها للحصار البحري .

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: الحرب العالمیة الأولى منطقة البحر الأحمر الدولة العثمانیة فی البحر الأحمر على وجه الخصوص العثمانیة فی الشیخ سعید الحرب على

إقرأ أيضاً:

عودة 6 صيادين إلى الحديدة بعد 4 أشهر من الاختطاف في سجون العدوان السعودي

الثورة نت/..
عاد إلى مركز الإنزال السمكي بمديرية الصليف في محافظة الحديدة، اليوم، ستة صيادين، بعد أكثر من أربعة أشهر من الاختطاف والتعذيب في سجون سلطات العدوان السعودي، في واقعة جديدة تُضاف إلى سلسلة الانتهاكات التي تستهدف الصيادين اليمنيين في البحر الأحمر.

وخلال استقبالهم، أوضح مدير مركز الإنزال السمكي بالصليف، رامي مقشرة، أن الصيادين العائدين يمثّلون نموذجًا لمعاناة متصاعدة يتعرض لها الصيادون اليمنيون، سواء من قبل قوات العدوان السعودي أو مرتزقته في إريتريا، من خلال الاعتقال التعسفي، ومصادرة القوارب والممتلكات، وحرمانهم من مصدر رزقهم.

وأكد أن الهيئة العامة للمصائد السمكية في البحر الأحمر تدين هذه الممارسات الإجرامية بحق الصيادين العُزّل، داعيًا المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية إلى التدخل العاجل، وإلزام دول العدوان بوقف الاعتداءات، وحماية الصيادين، وضمان حقهم في ممارسة نشاطهم بأمان في المياه الإقليمية اليمنية.

ونوّه مدير مركز الإنزال السمكي بالصليف إلى أن هذه الحادثة ليست معزولة، بل تكررت بشكل ممنهج خلال السنوات الماضية، مما يهدد أمن وسلامة الصيادين اليمنيين، ويستنزف قدرتهم على الاستمرار في العمل، في ظل ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة فرضها العدوان والحصار.

من جانبهم، أشار الصيادون إلى أنهم كانوا يمارسون نشاط الصيد في المياه الإقليمية اليمنية، بالقرب من جزيرة عقبان، على متن قارب صيد من نوع “جلبة”، لمدة خمسة أيام، وبعدد ثمانية صيادين، حين اعترضتهم دورية مسلحة تابعة للعدوان السعودي، وقامت باختطافهم تحت تهديد السلاح.

وأوضحوا أن الدورية، المكوّنة من 20 فردًا، اقتادتهم إلى سجون جزيرة فرسان، حيث تعرّضوا لربط الأيدي إلى الخلف، والتحقيق القاسي تحت التعذيب، وُجّهت إليهم خلاله اتهامات باطلة، قبل أن يتم نقلهم إلى سجون منطقة جيزان.

وبيّن الصيادون أن فترة احتجازهم في جزيرة فرسان استمرت سبعة أيام من التحقيق والمعاملة القاسية، قبل أن يتم استكمال سجنهم في جيزان، حيث عاشوا ظروفًا إنسانية صعبة، شملت التجويع، والحرمان من الرعاية الصحية، ومصادرة بعض ممتلكاتهم.

ولفتوا إلى أن السلطات السعودية أفرجت عن اثنين منهم برًّا لأسباب لم تُذكر، فيما تم إطلاق سراح الباقين بحرًا بعد أشهر من الاحتجاز التعسفي، دون تعويضهم عن خسائرهم أو إعادة ممتلكاتهم المصادرة.

وقبل مغادرتهم الصليف إلى مناطقهم، سلّم مدير المركز مبالغ نقدية مقدّمة من الهيئة العامة للمصائد السمكية في البحر الأحمر، لمساعدتهم على مواجهة تكاليف العودة، وتأمين بعض احتياجاتهم الأساسية، في بادرة إنسانية للتخفيف من معاناتهم.

وتُعد هذه الواقعة دليلًا جديدًا على حجم الانتهاكات التي تطال الصيادين اليمنيين في البحر الأحمر، الأمر الذي يتطلّب تحركًا دوليًا عاجلًا لحمايتهم، ومحاسبة الجهات المسؤولة عن هذه الجرائم التي تمثّل انتهاكًا صارخًا للقوانين والأعراف الدولية.

مقالات مشابهة

  • كاتبة أمريكية: اليمن يحقق سابقة تاريخية في كسر هيبة البحرية الأمريكية
  • طقس اليوم في اليمن.. أمطار ورعود وتحذيرات عاجلة من الأرصاد
  • «لو حابب تصيف».. قائمة بأجمل شواطئ صيف 2025
  • بريطانيا تكشف تفاصيل التحول الاستراتيجي الذي فرضته القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر
  • زعماء أوروبيون: الحدود الدولية يجب ألا تتغير بالقوة
  • تداول 8 آلاف طن بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر
  • تراجع ملحوظ في عمليات عبور الحدود غير النظامية إلى الاتحاد الأوروبي
  • عودة 6 صيادين بعد أشهر من الاختطاف في سجون العدوان السعودي
  • عودة 6 صيادين إلى الحديدة بعد 4 أشهر من الاختطاف في سجون العدوان السعودي
  • رئيس شركة ميرسك: لن نعود إلى البحر الأحمر