دبلوماسي رفيع يحذر الشرعية من تكرار الحسابات الخاطئة ويكشف عن فرصة سانحة لكسر بلطجة القوة لدى ميلشيا الحوثي واستعادة الدولة
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
اعتبر السياسي المخضرم وسفير اليمن لدى المملكة المتحدة الدكتور " ياسين سعيد نعمان" أن التطورات الطارئة في البحر الأحمر والاصطفاف الإقليمي والدولي لمناهضة تهديدات الحوثيين لسلامة حركة الملاحة التجارية الدولية يمثل فرصة سانحة للحكومة الشرعية لاستعادة السيطرة على الحديدة وكسر بلطجة القوة لدى ميلشيا الحوثي .
وحذر الدكتور " ياسين سعيد نعمان " في منشور مطول له على منصة أكس – رصده مأرب برس – من تكرار الحسابات الخاطئة التي تسببت في ضياع فرصة تحرير الحديدة في العام 2018م مشيرا الى أن "جبهة الساحل الغربي كانت في المعركة مع الحوثي ومشروع التوسع الايراني ، هي العنصر الحاسم الذي كانت مقاليده بيد الشرعية وتحالف دعمها ، وكانت بقية الجبهات وخاصة جبهة نهم تنتظر نتائج المعركة هناك لتواصل زحفها نحو صنعاء وكان كان يمكن أن تغير مجرى الأحداث بصورة يتحقق معها السلام لو أن الأمور سارت الى النهاية ".
ولفت سفير اليمن في لندن الى أن التخلي عن الفرصة التي سنحت للشرعية في العام 2018م لتحرير الحديدة والتقدم صوب العاصمة صنعاء شكّل التخلي وخسارتها تسبب في "فقدان أهم عناصر القوة في المعركة ومعها كل فرص للسلام ، وأدخلت البلاد في حرب بلا نهاية انتقلت معها المبادرة للمليشيات الحوثية" .
وأكد الدكتور " ياسين سعيد نعمان " الى أن "اليوم ، وفي نفس المكان تًقدم متغيرات الأحداث فرصة جديدة لاستعادة المبادرة التي بواسطتها فقط يمكن تحقيق السلام ، وذلك باستعادة هذا الموقع من البلاد بالقوة بعد أن ظلت جماعة الحوثي تناور وترفض تنفيذ اتفاق استوكهولم ٢٠١٨ الذي أوقف معركة استرداد الحديدة وموانئها " مشددا الى أنه "لا سبيل إلى السلام إلا بأن يُكسر جموح الحرب وبلطجة القوة عند هذه الجماعة هنا وفي المكان الذي تم الاعتقاد ذات يوم أن السلام سيصنع فيه باتفاق لا تسنده القوة وامتلاك المبادرة ."
كما اعتبر أن "ضياع هذه الفرصة ، مرة أخرى ، سيباعد المسافة نحو السلام ، وسيطيل أمد الحرب ، ويعمق الكارثة ، فنحن أمام جماعة لا تستطيع العيش إلا بالحرب ، ولذلك لا غرابة أن تعطل كل جهود السلام بالإصرار على اغراق البلاد في كارثة التدمير ولا تبالي ".
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: الى أن
إقرأ أيضاً:
د.حماد عبدالله يكتب: " بلطجة " التعليم الخاص !!
كان الهدف الأساسى من دخول القطاع الخاص فى الإستثمار فى مجال التعليم، هو المعاونة فى تنفيذ السياسات التعليمية طبقاَ لخطة الدولة وكانت المشاركة تعتمد على أن هذه المؤسسات التعليمية الخاصة، غير قاصدة للربح وبالتالى نالت هذه المؤسسات والشركات إستثناءًا فى القانون بأن لا تتحمل أية أنوع من الضرائب العامة أو النوعية على نشاطها، وكانت المدارس والمعاهد الخاصة فى عصور غير بعيدة أى فى الخمسينيات والستينيات والسبعينيات هى مقصد الطلاب ذوى القدرات المالية القادرة وفى نفس الوقت القدرات الفنية والعقلية الأقل كان ينظر للتلميذ الذى يقصد التعليم الخاص بأنه تلميذ (خائب ) لا يستطيع أن يجد له مكاناَ فى التعليم العام أو كما كان يسمى ( التعليم الميرى ) حيث كان التعليم فى مدارس الحكومة شىء تتباهى به الأسر المصرية، ولعل بعض أسماء المدراس التى نقف لها ونشير إليها بالبنان مثل الإبراهيمية والخديوية، والسعيدية، وكذلك مدرسة الفسطاط أو عمرو بن العاص، ومدرسة السنية للبنات، هذه المدارس كانت أسمائها وطلابها شىء مميز فى النشاط التعليمى المصرى، وتخّرج من هذه المدارس قادة ورواد مصر فى كل مناحى الحياة حتى فى الرياضة الأكثر شعبية ( كرة القدم ) كانت الخماسيات التى تجرى بين تلك المدارس لنيل كأس المدارس الثانوية أهم بكثير من كأس "مصر"، الذى لا نسمع عنه شيئاَ اليوم وسط أندية رياضية محترفة فى اللعب وفى نشاط كرة القدم، ومع ذلك كانت المدارس الخاصة المنافسة فى هذا العصر، لها أسمائها مثل "فيكتوريا كوليج"، ومثل ( دى لاسال ) ومثل ( السكركير ) ( والميريدديه ) " والفرانشيسكان " وغيرهم من مدارس محترمة، قام على إدارة هذه المدارس سواء عامة ( أميرى ) أو خاصة أسماء لامعة فى عالم التربية والتعليم وكان يقصد هذه المدارس الخاصة شباب وبنات من مصر والعالم العربى ولا ننسى أن بعض قادة الدول العربية هم خريجى هذه المدارس مثل الملك حسين بن طلال(ملك الأردن) ( رحمه الله عليه ) خريج فيكتوريا الإسكندرية وكان متزاملًا مع المرحوم الفنان عمر الشريف هكذا كانت المدارس، نجوم لامعة فى عالمنا العربى، واليوم نسمع عن مدارس يتعارك فيها الملاك بالأسلحة البيضاء بل ويضرب الرصاص، شيء من الفزع يصيب الطلاب والسكان، أثر بلطجة أصحاب المدارس الجدد.
ولكن كيف بدأت هذه الأخلاقيات تغزوا مجال التعليم فى مصر ؟
هذا سؤال يجب توجيهه للقادة والسادة العاملين فى نشاط التعليم، لا يمكن أبداَ السكوت على هذا المستوى المتدنى من التربية والأخلاق، وكذلك من الجشع والإبتزاز، وعدم ملائمة الظروف التى تمر بها البلاد فى مجال التعليم ولعل عودة الدولة عن رفع الإستثناء فى الضرائب على هذه المدارس للقناعة لدى الإدارة والمشرعين فى بلادنا أن هذه الشركات والمؤسسات التعليمية الخاصة حادت عن أهداف إنشائها وبالتالى أصبحت مؤسسات تتاجر فى العقول وتربح دون حساب، وبالتالى هذه المظاهر التى تتناقلها وكالات الأنباء عن مستوى إحدى مدارسنا الخاصة التى كانت محترمة !! وما زلنا فى إنتظار الوزير المسئول عن التعليم، لكى يخرج من الكهف ليدلى ببيان حول هذه الوقائع، وما هى التدابير التى ستتخذها (الوزارة المحروسة) لعدم حدوثها مستقبلًا !!
وما هى خطة الوزارة المعنية بالتربية قبل التعليم، إذا جاز لنا أن نربى فقط الأخلاق ونحافظ عليها، بلا تعليم، بلا نيلة.