في صباح هادئ الأسبوع الماضي، توجه الطيار الأمريكي الشاب آرون بوشنيل إلى السفارة الإسرائيلية في واشنطن، وعيناه مليئة بالحزن والاستياء، وقلبه ينبض بالألم، وأشعل النيران في نفسه مرددا "الحرية لفلسطين"، لم يكن يدرك ارون أن هذا اليوم سيغير مسار حياته وسيؤثر بشكل عميق على العالم من حوله.

تحرير 1530 مخالفة لعدم تركيب الملصق الإلكتروني بالمحافظات

قرر ارون أن يضحي بنفسه، لكي يجذب الانتباه إلى مأساة الشعب الفلسطيني ويعبر عن احتجاجه بأقوى صوتا، وقال: "لن أكون متواطئا في الإبادة الجماعية بعد الآن"، في إشارة لدعم الولايات المتحدة لإسرائيل في حربها على غزة،، وأصر آرون أن يجعل صوته مسموعا بأي طريقة، حتى ولو كانت الطريقة قاسية.

وبشكل مفاجئ داخل السفارة الإسرائيلية قال آرون: "إن ما أقوم به هو الحد الأدنى الواجب مقارنة بما يعانيه الفلسطينيون على يد المستعمر"، ثم وضع جهاز التسجيل على الأرض، وغمر نفسه بسائل سريع الاشتعال، لتندلع النار في جسده وهو يصرخ: "فلسطين حرة"، وكلماته تتراقص في الهواء مع ألسنة اللهب، وتعالت صرخاته في الهواء، تعبيرا عن الألم والغضب والرغبة في وقف الحرب في غزة، وانتشرت مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي بسرعة هائلة، وتأثر العديد بقصة آرون، وأدركوا أنها ليست قصة عن الانتحار، بل قصة عن العطاء والشجاعة والرغبة في تحقيق العدالة.

وبعد ساعات قليلة من الحادث المأساوي، توفي آرون في المستشفى، وتحولت قصته إلى رمز للتضحية من أجل الحرية لفلسطين، وانتشر خبر وفاته ونظم العديد من الشباب الداعمين للإنسانية وقفات احتجاجية في المدن الأمريكية خلال هذا الأسبوع، للتعبير عن الاستياء والغضب إزاء العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة في غزة، حيث وصل عدد القتلى إلى أكثر من 30 ألف شخص هذا الأسبوع وفقا لوزارة الصحة في القطاع.

وعلى الرغم من إزالة مقطع الفيديو الأولي الذي نشره بوشنل، إلا أن اللقطات انتشرت على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، حول العالم، وقال أحد أصدقائه الطيارين لقناة السي إن إن: "إن وفاته انتشرت بين الناشطين مثل موجة الصدمة".


 

*واشنطن بوست" تشبه الواقعة بـ"متظاهر تونس" فتيل الربيع العربي*

 

يجسد آرون رمزا للشجاعة والتفاني من خلال خدمته لبلاده كطيار في القوات الجوية الأمريكية، لكن داخل قلبه صراعا داخليا عميقا، يشعر بالمسؤولية تجاه مأساة الشعب الفلسطيني في غزة، والتي كانت تستمر منذ سنوات طويلة، الأخبار الحزينة والصور المدمرة التي شاهدها جعلت قلبه ينزف وروحه تشتعل بالغضب، انتقلت مشاعره الغاضبة إلى الآلاف حول العالم، ونظموا وقفات ومظاهرات احتجاجية تجوب أوروبا وأمريكا، حاملين صوره، رافضين استمرار قوات الاحتلال في إبادة الشعب الفلسطيني، مطالبين بوقف الحرب في غزة.

وربطت جريدة واشنطن بوست واقعة الطيار الأمريكي، بالأحداث التي اندلعت في تونس في بداية 2011 ، عندما اشعل متظاهر النيران في نفسه، والتي تعد شرارة اندلاع ثورات الربيع العربي في المنطقة، وأكد مارك كيميت مساعد وزير الدفاع الأسبق لأمريكا بأن هناك حالة غضب متنام بين الشعوب من سياسات بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، وسياسات الولايات المتحدة التي تدعم الحكومة الإسرائيلية، مضيفا في حديثه لقناة سكاي نيوز عربية أن هذه المعارضة  والاحتجاجات لا تزال ضيقة النطاق للتأثير علي السياسات الأمريكية الخارجية.

المعتصمون مستمرون في محاصرة منزل "بلينكن

ووسط هذه التوترات الدولية والاحتجاجات الشعبية في العالم، استمر المعتصمون أمام منزل أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي، وبعد حادث الطيار تزايدت أعداد المعتصمين مطالبين بوقف إطلاق النار فورا في غزة، وعبر المحتجون عن غضبهم في دعم الإدارة الأمريكية لإسرائيل، رافضين استخدام أموالهم في ارتكاب جرائم حرب.

 ونصب المحتجون خياما، بجوار منزل بلينكن ، وحملوا صورا للطيار البطل ولافتات تندد بالحرب الإسرائيلية على غزة، ومع مرور سيارة بلينكن يسكبون أمامه لونا أحمر رمزا لدماء الشهداء في غزة ويهتفون قائلا "يا قاتل الأطفال والنساء"، وطلب وزير الخارجية بحراسة مشددة لمنزله لحمايته من المتظاهرين.

 


 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: السفارة الإسرائيلية واشنطن النيران الحرية لفلسطين أرون فی غزة

إقرأ أيضاً:

"الأحمر" يُجري تدريباته الأخيرة في عمّان استعدادًا للمواجهة الفاصلة أمام فلسطين

 

عمّان (الأردن)- أحمد السلماني 

 

أجرى منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم تدريبه الرئيسي على ملعب الأمير الحسين بن عبدالله الثاني في العاصمة الأردنية عمّان، وذلك في إطار تحضيراته للمواجهة الحاسمة والمنتظرة أمام المنتخب الفلسطيني الشقيق، في الجولة الأخيرة من منافسات المجموعة الثانية من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026.

وتحمل المباراة طابعًا مصيريًا لكلا المنتخبين، إذ يدخل المنتخب الفلسطيني اللقاء بعد أن أنعش آماله في بلوغ الملحق الآسيوي بفوزه المستحق على نظيره الكويتي بهدفين دون رد في الكويت، ليرفع رصيده إلى 9 نقاط، ويقترب بفارق نقطة وحيدة من منتخبنا الوطني الذي تجمد رصيده عند 10 نقاط بعد الخسارة القاسية أمام الأردن بثلاثة أهداف دون مقابل. وباتت الجولة الأخيرة حاسمة في تحديد المتأهل إلى المرحلة المقبلة، وسط منافسة محتدمة وإثارة مرتقبة.

قبل انطلاق الحصة التدريبية، التقى إبراهيم العلوي، عضو مجلس إدارة الاتحاد العماني لكرة القدم ورئيس بعثة المنتخب إلى الأردن، بالجهاز الفني والإداري واللاعبين، حيث دعا الجميع إلى بذل مزيد من الجهد، والتكاتف من أجل تحقيق نتيجة إيجابية تعيد البسمة للجماهير وتؤكد أحقية المنتخب في مواصلة مشوار التصفيات.


 

 

وفي تصريح خاص لـ"الرؤية"، قال العلوي إن اللاعبين يشعرون بالمسؤولية دون الحاجة لتذكيرهم، مشيرًا إلى أن الجهاز الفني والإداري يثق تمامًا بقدراتهم. وأكد أن جميع المسؤولين في الاتحاد راضون عن الأداء العام خلال مشوار التصفيات، وأن المطلوب من اللاعبين الآن هو تقديم كرة ممتعة يستمتعون بها هم قبل غيرهم.

وأضاف العلوي: "على اللاعبين أن يستحضروا التضحيات التي قدموها خلال شهر رمضان وفي أيام العيد، وأن يلعبوا من أجل أسرهم وجماهيرهم. هم يستحقون التأهل، وقد تعاهدنا جميعًا على الفوز والعبور بإذن الله".

وعن أجواء المعسكر، أوضح العلوي أن كافة الأمور مهيأة بشكل ممتاز، مشيرًا إلى أنه تحدث مع اللاعبين بعد الخسارة أمام الأردن، وحرص على إخراجهم من دائرة الضغط النفسي، رافعًا من معنوياتهم، وقال: "الآن نكمل التحضيرات بنفس الروح الإيجابية، واللاعبون متفائلون، والنظرة السلبية التي ظهرت بعد المباراة الماضية تحولت إلى عزيمة وإصرار على التأهل".

وقد شملت التدريبات تمارين الإحماء بالتمرير السريع، تلتها تدريبات تركيز ذهني وجسدي، بالإضافة إلى تنفيذ عدد من الجمل التكتيكية والفنية التي ركز عليها الجهاز الفني بقيادة المدرب برانكو إيفانكوفيتش، استعدادًا لمواجهة منتخب فلسطين الذي يتميز بتنظيم دفاعي وصلابة هجومية.

من جانبه، تحدث قائد المنتخب الوطني حارب السعدي، قائلاً: "كل عام وأنتم بخير، ونعتذر لجماهيرنا الوفية عمّا حدث في المباراة الماضية. لم نكن في المستوى المطلوب، خاصة في الشوط الثاني. لدينا الآن مباراة مصيرية؛ إما أن نتأهل أو نودع التصفيات. ما حدث بعد مباراة الأردن كان مؤلمًا، والحزن كان سيد الموقف، لكننا عقدنا العزم على أن نكون في الموعد ذهنيًا وبدنيًا".

وأضاف السعدي: "نحتاج إلى التركيز طيلة 90 دقيقة. جماهيرنا من حقها أن تغضب وتعاتب، ونحن نتقبل هذا العتاب لأنه نابع من حب حقيقي. مباراة فلسطين لن تكون سهلة على الإطلاق، وندرك تمامًا أبعادها المختلفة. علينا أن نكون مستعدين لكل السيناريوهات، وأن نغلق صفحة الأردن ونركز على كتابة نهاية إيجابية".

وحول ظروف المباراة، قال: "نحترم حق المنتخب الفلسطيني في اختيار الملعب الذي يناسبه، لكن النتيجة تُحسم على أرضية الملعب، ونحن نطمح للاستمرار في التصفيات. فلسطين بدأت بدون نقاط، لكنها اليوم تنافس بقوة، وكل الاحتمالات واردة. هذه المباراة تحتاج إلى روح قتالية واستعداد ذهني كبير".

وأكد السعدي أن الجميع داخل المنتخب يدرك حجم المسؤولية، وقال: "النقاشات كانت مستمرة منذ الخسارة الأخيرة، والكل يعرف أن هذه المباراة تحتاج إلى وقفة رجال. ما حدث في الشوط الثاني أمام الأردن لا يمثلنا، والنتيجة كانت انعكاسًا لتفاصيل صغيرة علينا أن نتعلم منها ونتجاوزها".

أما مهاجم المنتخب عصام الصبحي، فقد أكد   أن مواجهة فلسطين لن تكون سهلة، مشيرًا إلى أن الجهاز الفني عمل على وضع خطة تكتيكية واضحة، وقال: "نحن نطمح لتحقيق نتيجة إيجابية ترضي طموحاتنا، ونعمل بكل جدية لتطبيق التعليمات الفنية في أرضية الملعب".

وأضاف الصبحي: "نحترم المنتخب الفلسطيني، فهو فريق قوي ومنظم، ونجح في إحراج كبار المجموعة، ما يعكس جودة لاعبيه وانضباطه التكتيكي. علينا أن نكون في قمة تركيزنا طوال اللقاء".

واختتم حديثه قائلًا: "هدفنا واضح، لن نلعب إلا من أجل الفوز. نعرف أن طريق التأهل ليس مفروشًا بالورود، لكننا سنقاتل من أجل حسم المواجهة لصالحنا".

من جهته، شدد لاعب الوسط صلاح اليحيائي على أهمية طي صفحة الماضي، والتركيز الكامل على مواجهة فلسطين، وقال: "نعرف أن المباراة صعبة، لكننا جاهزون تمامًا. نُقدّر عتب الجماهير، ونحترم رأيهم، ونعدهم بأن نبذل كل ما في وسعنا لإسعادهم".

وأضاف: "الرحلة إلى الأردن كانت مريحة بفضل جهود الجهاز الإداري، وكل الأمور تسير بشكل ممتاز، بما في ذلك برامج الاستشفاء والتجهيز البدني. الآن تبقى مسألة التوفيق من الله، وإن شاء الله سنفرح الجميع بنتيجة تليق بطموحاتنا".

واختتم اليحيائي حديثه برسالة للجماهير: "هذه المباراة هي الفرصة الأخيرة، ونشعر بحجم التحدي، وسنلعب من أجل الفوز فقط. لن نستسلم، وسنقاتل حتى الدقيقة الأخيرة".

مقالات مشابهة

  • توم كروز يبلغ 62 عامًا.. وما زال ملك الأكشن .. فيديو
  • الفرصة الأخيرة.. منتخبنا الوطني في مواجهة نارية أمام فلسطين غدا
  • الخارجية الإسبانية تستدعي القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية في مدريد
  • "الأحمر" يُجري تدريباته الأخيرة في عمّان استعدادًا للمواجهة الفاصلة أمام فلسطين
  • فلسطين تنفي علاقتها بالجماعة المسلحة التي تنهب المساعدات في غزة
  • آرون رامسي نجم آرسنال السابق يقترب من الدوري المكسيكي
  • زيزو: السفارة الأمريكية كانت غلطة.. والبيان صدر بالاتفاق مع مسؤول في الزمالك
  • زيارة السفارة الأمريكية أكبر أخطائي| «زيزو» يكشف أسرار انتقاله للأهلي
  • فتح المتحف الوطني أمام الزائرين مجاناً بمناسبة العيد
  • سيناتور أمريكي يطالب بوقف المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل