الغلاء والتضخم والبطالة.. مشاكل تخيّم على أسواق تونس قبيل رمضان
تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT
في سوق باب الفلة الشعبي بالعاصمة التونسية، تقول سيدة متقاعدة "هذه هي المرة الأولى في حياتي التي أشتري فيها الفواكه والخضروات بالقطعة"، في بلد يواجه سكانه "المنهكون" أصلا ارتفاعا متواصلا لتكاليف المعيشة خاصة مع اقتراب شهر رمضان الذي يزداد فيه الاستهلاك العائلي.
يستعد التونسيون عادة للشهر الكريم من خلال تخزين كميات كبيرة من المواد الغذائية الأساسية.
وتقول فايقة (65 عاما) "لست فقيرة، لكن لم أعد قادرة. معاشي التقاعدي لم يعد يسمح لي بتغطية احتياجاتي".
وتحرم فايقة نفسها حتى من اللحوم الحمراء المفرومة، التي يتجاوز سعر الكيلوغرام منها 40 دينارا (أكثر من 12 يورو)، وتقول بأسف "اليوم لا أستطيع شراء سوى المواد المتدنية الجودة وبالقطعة".
وتتابع "لم يكن الوضع صعبا وخانقا إلى هذا الحد من قبل. أضطر إلى الوقوف في طوابير للحصول على بعض المنتجات (تلك التي تدعمها الدولة) ودفع فواتير الكهرباء والمياه، وأحيانا بشكل متأخر".
حركة ضعيفةولم يعد محمد الدرعي بائع الخضار البالغ (69 عاما) يعرض أسعاره في لافتات للعموم خشية نفور زبائنه.
ويُبين مشيرا إلى الشارع الضيق حيث حركة المارة تبدو ضعيفة "في هذا الوقت في السابق لم يكن من الممكن أن تطأ قدمك السوق، لأنه كان مزدحما للغاية، وتغير الوضع اليوم".
عانت تونس، التي تعدّ 12 مليون نسمة، من ارتفاع معدلات التضخم لمدة عامين (10% في المتوسط سنويا) مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية في بعض الأحيان 3 أضعاف، مما أدى إلى تراجع أوضاع الطبقات العاملة والطبقة الوسطى.
وبلغت نسبة النمو الاقتصادي في عام 2023 نحو 0.4% متأثرة بأزمة جفاف متواصلة منذ 5 سنوات أهلكت المحاصيل الزراعية.
ودخلت البلاد في ركود اقتصادي بنهاية 2023، وعاودت البطالة الارتفاع (16.4% في نهاية عام 2023 مقارنة بـ15.2% في عام 2022) فيما يعيش 4 ملايين تونسي تحت خط الفقر.
وتعيش البلاد تحت وقع أزمة سياسية متواصلة منذ أن قرّر الرئيس قيس سعيّد احتكار السلطات الكاملة في يوليو/تموز 2021.
في محل لبيع اللحوم، تطلب خمسينية على استحياء 150 غراما من لحم البقر. وتهمس للبائع "لقد توفي زوجي مؤخرا، ولا أستطيع شراء المزيد".
يوضح القصّاب مصطفى بن سلمان، (52 عاما) "هناك الكثير والكثير من الناس الذين يطلبون بدينارين من اللحم المفروم (أقل من 100 غرام) أو 1.5 دينار من النقانق. لا أستطيع أن أقول لهم لا. الناس منهكون"، مضيفا أنه "سئم الوضع".
ويضيف "يعاني معظم الناس من صعوبات مالية. فقد تم صرف الرواتب قبل شهر رمضان، ولن تصل (الرواتب التالية) إلا قبل وقت قصير من العيد (المرتقب في 10 أبريل/نيسان المقبل)، لذلك يجد معظم الناس أنفسهم بلا دخل"، بينما يكثر خلال شهر رمضان المصروف والاستهلاك.
ويقول الخبير الاقتصادي رضا الشكندالي "من الناحية الاقتصادية، نحن نشهد فترة من الركود التضخمي، أي انخفاض في النمو وارتفاع في التضخم" وهو ما له "تأثير مزدوج على القدرة الشرائية للتونسيين"، مما يؤدي إلى "انخفاض الدخل الحقيقي".
ضغط الديون الخارجيةومن أسباب الوصول إلى هذا الوضع، يشير الخبير الاقتصادي إلى "الاختيار المتعمد للسلطات لتفضيل سداد الديون، وخاصة الديون الخارجية، على حساب تزويد السوق بالمواد الغذائية الأساسية والمواد الزراعية" كالأسمدة والأعلاف.
تحتكر الحكومة التونسية مركزية شراء المنتجات المدعومة، كما أن نقص الأموال في الخزينة العامة، المثقلة أيضا برواتب أكثر من 650 ألف موظف حكومي، يتسبب بانتظام في نقص بعض المواد كالدقيق أو الأرز أو السكر.
فضلا عن ذلك يتزايد الطلب على البنوك التونسية لتمويل ديون البلاد (80% من الناتج المحلي الإجمالي)، مما يقوض قدرتها على إقراض القطاع الخاص والشركات الصغيرة والمتوسطة.
وينجم نقص الموارد أيضا عن "خيار تعليق المفاوضات مع صندوق النقد الدولي"، بحسب تقديرات الشكندالي.
ورفض الرئيس سعيّد العام الماضي اتفاقا مبدئيا أبرم مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض جديد بقيمة ملياري دولار، معتبرا الإصلاحات التي يوصي بها الصندوق من إعادة هيكلة الشركات الحكومية والرفع التدريجي للدعم على بعض المنتجات الأساسية، "إملاءات".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
صور| توافد للناخبين قبيل إغلاق اللجان في اليوم الأخير لانتخابات النواب بالأقصر
رصدت عدسة الوفد تزايد إقبال الناخبين على اللجان في الساعة الأخيرة من موعد غلق اللجان في اليوم الثاني والأخير من انتخابات مجلس النواب بالأقصر في جولة الإعادة للمرحلة الأولى الملغاة بقرار المحكمة الدستورية العليا.
تنوعت فئات الناخبين بين سيدات وشباب ورجال؛ وسط عملية تأمين مشددة بمحيط اللجان وانتشار عناصر الشرطة النسائية لتيسير عملية التصويت باللجان للسيدات.
وفى إطار متابعة سير العملية الإنتخابية، تمكنت الخدمات الأمنية المعنية بتأمين إحدى الدوائر الإنتخابية بمركز شرطة أرمنت بمحافظة الأقصر من ضبط 3 أشخاص بمحيط الدائرة وبحوزتهم عدد من البطاقات الشخصية خاصة ببعض المواطنين؛ ومبالغ مالية تمهيدًا لتوزيعها على الناخبين حال ترددهم على دوائرهم الإنتخابية لدفعهم للتصويت لصالح أحد المرشحين.
وفي إحدى الدوائر الإنتخابية بمركز شرطة القرنة بمحافظة الأقصر تم ضبط سيدتين بمحيط الدائرة ، وبحوزتهما عدد من البطاقات الشخصية خاصة ببعض المواطنين ومبالغ مالية تمهيدًا لتوزيعها على الناخبين حال ترددهم على دوائرهم الإنتخابية لدفعهم للتصويت لصالح أحد المرشحين.
وبدائرة مركز شرطة الأقصر تم ضبط إحدى السيدات بمحيط الدائرة ، وبحوزتها عدد من البطاقات الشخصية الخاصة ببعض المواطنين ، ومبالغ مالية تمهيدًا لتوزيعها على الناخبين حال ترددهم على دوائرهم الإنتخابية لدفعهم للتصويت لصالح أحد المرشحين.
تم إتخاذ الإجراءات القانونية؛ وتولت النيابة العامة التحقيق.
وتواصل غرفة العمليات المركزية بمحافظة الأقصر، برئاسة اللواء عبد الله عاشور سكرتير عام محافظة الأقصر، بناء على توجيهات المهندس عبد المطلب عماره محافظ الأقصر، انعقدها لمتابعة انتخابات مجلس النواب 2025، حيث تم فتح جميع اللجان الانتخابية في مواعيدها المقررة صباح الخميس ، وانتظام عملية التصويت دون أي عوائق، وذلك في ثاني أيام الانتخابات بالمحافظة، والتي يستمر التصويت فيها لليوم الثاني على التوالي.
وأوضحت الغرفة أنها تتابع سير العملية الانتخابية لحظة بلحظة بالتنسيق مع غرفتي عمليات رئاسة مجلس الوزراء ووزارة التنمية المحلية، وذلك من خلال شاشات الشبكة الوطنية لخدمات الطوارئ والسلامة العامة، لضمان سرعة التعامل مع أي مستجدات.
يذكر أن غرفة العمليات الرئيسية بديوان عام محافظة الأقصر كانت قد تابعت أعمال اليوم الأول من الانتخابات أمس الأربعاء، والذي شهد انتظامًا كاملًا في سير العملية الانتخابية، دون حدوث معوقات، مع توفير بيئة انتخابية مناسبة تتيح للناخبين الإدلاء بأصواتهم بسهولة ويسر.
ويبلغ عدد المواطنين المقيدين بقاعدة بيانات الناخبين في محافظة الأقصر نحو 922 ألف ناخبا، ويتم التصويت داخل 147 لجنة انتخابية فرعية موزعة على 6 مراكز، تحت إشراف قضائي كامل؛ وتضم الأقصر ثلاث دوائر بواقع إجمالي 52 مرشحًا.