بتجرد:
2024-06-01@10:55:46 GMT

فيلم Dune: Part 2.. كيفية الحفاظ على الجاذبية والإبهار

تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT

فيلم Dune: Part 2.. كيفية الحفاظ على الجاذبية والإبهار

متابعة بتجــرد: في مراجعة حديثة يكتب المحرر الأدبي لمجلة New Yorker العريقة عن سلسلة روايات Dune: “لعلها الآن أهم بكثير مما كانت حين نشرت لأول مرة”.

هذا العمل الفريد الذي صدر لأول مرة بتوقيع الأديب الأمريكي فرانك هربرت في 1965، حقق في زمنه مبيعات قياسية، ووضعه النقاد بين أفضل ما جادت به قريحة الكتاب في مجال الخيال العلمي، وفي استطلاعات الرأي والتقييمات التي أجريت منذ ذلك الحين تأتي Dune دوماً ضمن أفضل 5 أعمال خيالية، ربما لا تتفوق عليها سوى ملحمة Lord of the Rings، للإنجليزي ج.

ر.ر. تولكين.

ولعل الميزة التي تجمع بينهما هي قدرة صاحبيهما على خلق عالم كامل من الخيال، جغرافياً وتاريخياً وإحيائياً ولغوياً، عالم مواز تسكنه كائنات متعددة لا يشبه عالم الأرض سوى في العلاقات والمشاعر والصراع الأبدي على السلطة.

منذ صدورها ألهمت ملحمة Dune العديد من السينمائيين، لعل أولهم هو المخرج التشيلي أليخاندرو جودروفسكي، الذي قام بإعداد كامل للعمل وتصوير أجزاء منه، وبالرغم من أن المشروع فشل لشدة طموحه وتعثر إنتاجه، لكنه ألهم كثير من السينمائيين ومنهم جورج لوكاس في Star Wars، وديفيد لينش الذي قام بتحويل Dune إلى فيلم سوريالي رائع وصعب في 1984.

كان على الملحمة، التي ساهمت في تشكيل أدب وسينما الخيال العلمي، أن تنتظر لأكثر من نصف قرن حتى يظهر مشروع كبير يليق بها، وهو المشروع الذي بدأه المخرج الكندي دوني فيلنيوف منذ 4 أعوام بكتابة وإخراج الجزء الأول من الملحمة.

حقق الجزء الأول الذي عرض في نهاية 2021، بعد تأخر لشهور بسبب وباء كورونا، نجاحاً كبيراً تمثل في إيرادات وصلت إلى 430 مليون دولار (علما بأن ميزانية إنتاجه كانت 165 مليونا)، وهو رقم كبير بالنسبة إلى الفترة الصعبة التي عرض فيها.

مع ذلك أثيرت بعض الملاحظات السلبية المتعلقة بالفيلم، ربما منبعها أنه أقرب للسينما الأوربية (والكندية)، منه للانتاجات الهوليوودية الشعبية، التي تركز على “الأكشن” وتشغل فيها المعارك والمواجهات الدرامية المساحة الأغلب، بينما ركز الجزء الأول من Dune على الوصف والتعريف بالشخصيات وإنشاء العلاقات بينهم، وعلى خلق تأثير ومزاج عام ساحر وغامض أكثر من الإبهار بالمؤثرات الخاصة البصرية والسمعية.

إبهار وتشويق

في الجزء الثاني من Dune، الذي بدأ عرضه أول مارس الحالي، بعد سلسلة من التأجيلات وتغيير مواعيد الصدور، ينجح دوني فيلنيوف في تجاوز الفيلم الأول، محققاً كل من الإبهار والتشويق المطلوبين، بجانب الحفاظ على السحر والتأثير المغناطيسي الذي لا يقاوم.

ولعل أحداً في تاريخ السينما لم ينجح في تحقيق الاثنين بمثل هذه البراعة، سوى ستانلي كوبريك في A Space Odyssey: 2001.

على مدار 165 دقيقة يخطفنا Dune، حرفياً، داخل عالمه الفاتن وشخصياته الجذابة (حتى الأشرار منهم، بل وخصوصاً الأشرار منهم)، من خلال تصوير لا يمكن فيه تمييز الطبيعي عن الصناعي (يمكن المقارنة هنا بين Star Wars الذي تتبدى فيه الشخصيات المخلقة بواسطة الكمبيوتر، والمؤثرات الصناعية جلية، بينما تتخفى هنا كأنها من عناصر الطبيعة.

ومن المدهش في Dune الذي تدور أحداثه بعد 20 ألف عاماً من الآن، أنه لا يظهر أي حاسوب أو روبوت أو ذكاء إصطناعي (ولذلك تبرير درامي، حيث توقع مؤلف الرواية أن البشر سيدخلون في صراع مع الذكاء الصناعي، ثم يقضون عليه في المستقبل البعيد).

بجانب التصوير (بما يعني الصورة والعناصر البصرية بشكل عام، من مواقع تصوير وديكورات وملابس وألوان) هناك الموسيقى التصويرية للساحر الكبير هانز تسيمر، التي تتخلل المشاهد وتتسلل عبر أذن وجسد المشاهد، يضاف إلى ذلك فريق الممثلين المختار بدقة فريدة، من تيموتي شالميت في شخصية الأمير الشاب بول أتريديس، المعذب بالأحلام، الذي يتحول إلى نبي رغماً عن إرادته، وريبيكا فيرجسون في دور أمه الليدي جيسيكا، التي تشبه في جزء منها أوليمبياس أم الأسكندر الأكبر، وفي جزء منها الليدي ماكبث، صاحبة الطموح الذي لا حدود له، والتي تدفع بابنها ليصبح ملكاً ورسولاً وصاحب السلطة المطلقة.

تحفل رواية Dune بمئات المفردات العربية التي تبين إلمام كاتبها باللغة العربية وتاريخها، بالرغم من أنه يستخدم هذه المفردات بطريقة حرة تناسب تصوره عن تطور اللغات بعد 20 ألف سنة، كما أنها تحفل بالشخصيات “العربية”، أو التي تبدو عربية.

وفي الحقيقة فإن أهم وأنبل شعب في الرواية وهو “الفريمن” هم من العرب الذين يسعون لتخصيب الكوكب الجاف “أراكيس” بالماء والحياة، وصورة العرب في الرواية، والفيلم، قد تبدو مصدراً لحساسية وتحسس البعض، خاصة حين نضع نظرية “الاستشراق” والتصورات النمطية عن الشرق والمسلمين في الحسبان.

ولكن بعيداً عن هذه الحساسية فإن كل من الرواية، والفيلم، يحملان حباً واحتراماً للثقافة العربية الصحراوية، ويضعانها في مقابل الثقافة الاستعمارية الغربية الشريرة التي تتسبب في دمار الأرض، بينما يقوم شعب الفريمين باكتشاف “التوابل” ثم بتطوير وسائل الزراعة وآليات الاستفادة من كل نقطة ماء على ظهر الكوكب القفر.

main 2024-03-10 Bitajarod

المصدر: بتجرد

إقرأ أيضاً:

خوفا من ترامب.. The Apprentice يثير ذعر هوليوود

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

بعد مرور ما يقرب من أسبوعين على العرض العالمي الأول لفيلم علي عباسي "The Apprentice" بمهرجان كان السينمائي، وهو قصة صعود لاذعة عن دونالد ترامب في مرحلة شبابه، لا يزال العمل بدون موزع سينمائي لعرضه في الولايات المتحدة الأمريكية، على الرغم من تقييماته النقدية الإيجابية عقب عرضه الأول، وطاقم النجوم الذي يضم أسماء هامة، مثل: سيباستيان ستان، وجيريمي سترونج.

جزء من تخوف استديوهات هوليوود للاستحواذ على واحد من أهم عناوين مهرجان كان، يعود إلى قصة الفيلم التي تركز على علاقة دونالد ترامب بمعلمه السابق، المحامي المكيافيلي والمصلح السياسي روي كوهن، الذي خاض وخسر دعوى قضائية بقيمة 100 مليون دولار نيابة عنه في السبعينيات. ويتناول العمل موضوعات تشمل السلطة والفساد والخداع، ويتعمق في العلاقة والصفقة الفاوستية بين ترامب وكوهن، المدعي العام لمدينة نيويورك، والذي كثيرًا ما يُذكر لعمله مع السيناتور جوزيف مكارثي خلال فترة الذعر الأحمر الثاني.

 

"The Apprentice".. بين الحجب ورؤية النور

ووفق تقرير نشره موقع “فارايتي”، تشير مصادر قريبة من دوائر عقد الصفقات أن هناك العديد من المشترين المحتملين يمثلون كلاً من الموزعين المسرحيين والقائمين على البث المباشر، وتستمر العروض الجديدة في التدفق. لكن أحد هذه المصادر كشف أن أياً من الاستوديوهات الكبرى لم تقدم عطاءات، بما في ذلك استديو “Searchlight” المملوك لشركة "ديزني" أو “Sony Pictures Classics” أو “Focus” المملوكة لشركة “يونيفرسال”. حتى أن بعض الموزعين المستقلين الأكثر جرأة مثل “Neon”، التي أصدرت فيلم عباسي الأسبق "Border"، لم يعرضوا أي صفقة حتى الآن.

يعتقد فريق "The Apprentice" أن الصعوبة التي يواجهونها في تأمين صفقة التوزيع تتمثل في أن هذه الشركات تعمل بدافع الخوف، لأن إطلاق الفيلم قد يضعها في الجانب السيئ عند ترامب، وهو مكان يحتمل أن يكون خطيرًا نظرًا لأنه يتقدم حاليا على الرئيس بايدن في استطلاعات الرأي. وإذا عاد إلى البيت الأبيض، فقد ينتقم ترامب، ويستفيد من منصبه لمنع أو إبطاء الصفقات لهذه الشركات.

وأشار تقرير “فارايتي” أن العديد من موزعي الأفلام المستقلة الأكثر ثراءً مملوكون في المقام الأول للاستوديوهات الكبرى، والتي تُعد جزءًا من تكتلات إعلامية أكبر. هذا يجعلهم أكثر ترددًا في تنفيذ مشروع قد يجذب بعض الاهتمام بالجوائز وحتى مبيعات التذاكر المحترمة، لكنه سيعني تكوين عداوة لشخص قد يصبح قريبًا الرجل الأول في العالم. 

ومما يزيد الأمور تعقيدًا أن مستثمر الفيلم، الملياردير وصديق ترامب المقرب دان سنايدر، يجب أن يوافق على أي عملية بيع. حيث أن شركة صهره “Kinematics” هى من قامت بعملية الإنتاج. وتقول المصادر إن سنايدر كان غاضبًا من تصوير الرئيس السابق بعد عرض جزء من الفيلم في فبراير. في حين أن النصف الأول من الفيلم يقدم ترامب أكثر لطفاً، ويصوره على أنه مناضل اجتماعي يعاني من مشاكل أبوية، فإن النصف الثاني يرى أن نجم تلفزيون الواقع المستقبلي الذي تحول إلى سياسي يتحول إلى نرجسي يفقد بوصلته الأخلاقية ويخون معلمه روي كوهن. كما تم تصويره وهو يغتصب زوجته الأولى، إيفانا، ويتعاطى الأمفيتامينات.

مقالات مشابهة

  • خوفا من ترامب.. The Apprentice يثير ذعر هوليوود
  • بعد طرح البوستر الرسمي.. تعرف على التفاصيل الكاملة لفيلم "ولاد رزق 3" وموعد عرضه
  • المستشار تركي آل شيخ يعرض برومو فيلم ولاد رزق 3
  • كيفية الحفاظ على صحة العين أثناء موجة الحر
  • "ودي التمثال العربية وهات واحد في البرنيكة".. فيديو سقارة ج2
  • قائد الثورة:فلسطين هي الخندق الأول
  • السيد القائد: فلسطين هي الخندق الأول والمعركة التي يواجهها هي معركة لكل الأمة
  • الرواية التاريخية «ترند» ولم تسحب البساط من المؤرخين
  • نادي دبي للصحافة يصدر “حال البودكاست في العالم العربي” الأول من نوعه في المنطقة العربية
  • خلل في المصفوفة.. بم يفسر العلماء شذوذ الجاذبية المرصود مؤخرا؟