ما الفرق بين صلاة التراويح والتهجد وقيام الليل؟.. «السر في وقت نومك»
تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT
مع إعلان دار الإفتاء المصرية يوم الإثنين الموافق 11 مارس أول أيام رمضان، تسارع المسلمون إلى المساجد لأداء أول صلاة تراويح في شهر رمضان المبارك، إذ سَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قيام رمضان ورغَّب فيه؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»، وهذا القيام يتحقق بصلاة التراويح التي اختص بها شهر رمضان، في حين تساءل البعض عن الفرق بين صلاة التراويح والتهجد وقيام الليل.
ويوضح الدكتور علي جمعة، أستاذ أصول الفقه بجامعة الأزهر وعضو هيئة كبار العلماء ومفتي جمهورية مصر العربية السابق، الفرق بين مصطلحات صلاة التراويح وصلاة التهجد وقيام الليل، فـ كلمة قيام الليل معناها أنّك تقوم لله سبحانه وتعالى بعد صلاة العشاء، فـ كلما صليته بعد صلاة العشاء فهو معدود في قيام الليل إلى صلاة الفجر، وكل ما يقع في هذا المقام يطلق عليه قيام الليل.
وأضاف الدكتور علي جمعة في فيديو نشرته دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية، أنّ الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يصلون كما كان يصلي الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي لم يزِد في رمضان أو غيره عن إحدى عشرة ركعة أو ثلاثة عشرة ركعة، ففي «الصحيحين» عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها: «ما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يزيدُ في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة منها الوتر».
وما رُوي عن ابن عباس رضي الله عنهما من أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان يُصَلّي في رمضان عشرين ركعة سوى الوتر فضعيف، أمَّا ثبوت العشرين ركعة فكان بإجماع الصحابة في عهد عمر رضي الله تعالى عنه، وكون الرسول لم يثبتْ عنه أنَّه صلَّى العشرين لا يُعْتَبَرُ دليلًا على عدم سُنِّية العشرين ركعة في صلاة التراويح؛ لأنه صلى الله عليه وآله وسلم أمرنا أن نتبع ما يحدث في عهد الخلفاء الراشدين حيث قال صلوات الله وسلامه عليه: «عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ».
كيف تُصلى التراويح والتهجد وقيام الليل؟ويقول مفتي الجمهورية السابق إنّ السلف الصالح عندما صلى جمههور المسلمين 20 ركعة لصلاة التراويح، فإنّ أقوامًا أطلقوا على ما يُصلى بعد ذلك من خير وزيادة صلاة التهجد، فأصبح هناك مصطلح شائع بين المسلمين أنّ صلاة التراويح تطلق على الـ20 ركعة، ثم ما يصلي بعد ذلك في جوف الليل إلى الفجر يُسمى بالتهجد، وكلاهما هما مكونٌ لقيام الليل.
وفي هذا يقول الدكتور علي جمعة، إنّ قيام الليل هو ما يُصلى بعد صلاة العشاء، أما التهجد ما يصليه المسلم بعد أن يأخذ قسطًا من النوم ثم يترك فراشه ليصلي: «إذا التهجد قيام ليل، وقيام الليل مطلقًا الواسع ده اللي بيبدأ بعد العشاء وينتهي في الفجر بردو قيام ليل، وأيضًا التراويح قيام ليل، فـ لو كان في رمضان يسموه تراويح، وإذا كان بعد نوم يسمو تهجد، وإذا كان مُطلقًا يسموه قيام ليل».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: صلاة التراويح صلاة التهجد التراويح صلاة التراویح صلى الله علیه قیام اللیل الفرق بین رضی الله فی رمضان
إقرأ أيضاً:
الفرق بين الإيمان والإسلام ودقة استعمال كل منهما في القرآن والسنة
قال الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، إن من مظاهر إعجاز اللغة العربية في القرآن الكريم والسنة النبوية استعمال الألفاظ في مواضعها الدقيقة، موضحًا أن من يراعي هذه الفروق اللفظية هو البليغ الذي يضع كل كلمة في موضعها الصحيح، وهو ما سماه الإمام الخطابي بـ"عمود البلاغة".
وأوضح رئيس الجامعة، في تصريح له، أن من الكلمات التي قد يظن الناس ترادفها، كلمتي الإسلام والإيمان، مشيرًا إلى أن بينهما فرقًا دقيقًا لا يدركه إلا المتأمل في النصوص الشرعية.
حكم تمني العيش البسيط من أجل محبة الله ورسوله.. عالم أزهري
ما حكم إخراج الزكاة في عمل تسقيف للبيوت؟.. الإفتاء تجيب
واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء على الميت: "اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان"، مبينًا أن استعمال لفظ "الإسلام" في حال الحياة يشير إلى معنى الاستسلام والانقياد لله مع وفرة النشاط والقوة، بينما ورد لفظ "الإيمان" في حال الوفاة لأنه تصديق قلبي يناسب من انتهى أجله واستعد للقاء الله.
وأكد الدكتور سلامة داود، أن هذا الترتيب الدقيق في الألفاظ يعكس عمق البيان النبوي وثراء اللغة العربية، وأنه لا يجوز استعمال كلمة مكان الأخرى إلا في الموضع الذي تقتضيه البلاغة والدقة في التعبير، كما أنه يبرز كمال اللغة التي نزل بها القرآن الكريم، ويؤكد ضرورة تدبر النصوص وفهم دلالاتها على ضوء لغة الوحي.
هل يوجد ترادف كلي في اللغة العربية؟أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر الشريف، أن قضية الترادف في اللغة العربية من القضايا التي شغلت العلماء قديماً وحديثاً، موضحاً أن هناك ألفاظاً يظن البعض أنها مترادفة، بينما الحقيقة تختلف عند التدقيق اللغوي.
وأضاف رئيس جامعة الأزهر، خلال تصريحات تلفزيونية، أن العلماء في هذه المسألة على رأيين؛ الأول يرى أن الألفاظ المترادفة تشترك في معنى كلي واحد، ومن ثم فهي مترادفة من حيث المعنى العام، أما الفريق الثاني، وهم المدققون من علماء اللغة، فيرون أن كل لفظة تتميز بخصيصة ومعنى دقيق لا يوجد في أختها، ولذلك نفوا فكرة الترادف المطلق.
وأشار رئيس جامعة الأزهر إلى أن اللغة العربية منزّهة عن العبث، لأنها الوعاء الذي نزل به كتاب الله تعالى، مستشهداً بقوله عز وجل: "ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً".
وبيّن الدكتور سلامة داود أن من القائلين بعدم وجود الترادف الكامل الإمام الخطابي في رسالته الشهيرة «بيان إعجاز القرآن الكريم»، حيث وقف عند ألفاظ قرآنية زعم بعضهم أن غيرها يؤدي معناها، مؤكداً أن لكل لفظ قرآني موقعه ودلالته التي لا يغني عنها غيره.
وأكد الدكتور سلامة داود في ختام حديثه أن اللغة العربية بحر واسع من المعاني الدقيقة والظلال المتنوعة، وأن إدراك الفروق بين الألفاظ من أهم مفاتيح فهم القرآن الكريم وبلاغته المعجزة.