جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-13@22:26:35 GMT

أفكار رمضانية.. هل تُطبَّق؟

تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT

أفكار رمضانية.. هل تُطبَّق؟

 

 

جابر حسين العماني

 

 

ونحن نستقبل شهر رمضان المبارك شهر الخير والبركة والعطاء بلا حدود، وكما قال عنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (أَنْفَاسُكُمْ فِيهِ تَسْبِيحٌ، وَنَوْمُكُمْ فِيهِ عِبَادَةٌ، وَعَمَلُكُمْ فِيهِ مَقْبُولٌ، وَدُعَاؤُكُمْ فِيهِ مُسْتَجَابٌ، فَاسْأَلُوا اَللَّهَ رَبَّكُمْ بِنِيَّاتٍ صَادِقَةٍ، وَقُلُوبٍ طَاهِرَةٍ أَنْ يُوَفِّقَكُمْ لِصِيَامِهِ، وَتِلاَوَةِ كِتَابِهِ).

ما أجمل أن يستغل الإنسان الشهر الفضيل في تقديم الخيرات للفقراء والمساكين، خصوصا أولئك الذين هم بحاجة ماسة لشراء الطعام ودفع فواتير الماء والكهرباء التي أرهقتهم، وغيرها من المستلزمات والاحتياجات، والتقرب بذلك إلى الله تعالى.

هناك الكثير من المبادرات والأفكار والأعمال الخيرية التي من الجيد استغلالها وتفعيلها في شهر رمضان المبارك، لنيل الأجر والثواب، وهي في حد ذاتها نافعة لمساعدة الطبقات الضعيفة في المجتمع، وذلك من باب التكافل الاجتماعي الذي أوصانا به الإسلام الحنيف، والمبادرات والأفكار التي نود ذكرها في مقالنا هذا لا يُحصي أجرها وثوابها إلا الله تعالى، لذا نضع للقراء الكرام بعض من تلكم الأفكار والأعمال والمبادرات النافعة التي نسأل الله تعالى أن نوفق جميعًا لأدائها خصوصاً في شهر رمضان المبارك وهي كالآتي:

الفكرة الأولى: لدينا الكثير من التجار ومُلّاك البنايات والبيوت والعقارات الذين جعلوا من مشاريعهم مشاريع ربحية واستثمارية، وذلك من خلال تأجيرها للناس، وجني الكثير من الأرباح الشهرية من مردودها، ونحن في شهر رمضان المبارك ندعو أولئك التجار الأخيار الكرام لتخفيض مبالغ الإيجار الشهرية إلى النصف، واحتساب النصف المخفض قربة إلى الله تعالى، بحيث يكون التخفيض محصورًا فقط للفقراء والمساكين والمحتاجين في شهر رمضان فقط، وذلك احتراماً للشهر الفضيل، حتى نسهل على الفقراء ضغوطات الحياة، وندخل السرور إلى قلوبهم، فما أجملها من فكرة تسهم في تيسير أمور المستضعفين من الفقراء والمساكين والتخفيف عليهم أعباء الحياة. الفكرة الثانية: وضع صندوق صغير في البيوت والمساجد والصفوف الدراسية والنوادي، وتوعية الأسرة والمجتمع بأهمية الصدقة لمساعدة الفقراء والمساكين، وذلك من خلال التبرع ولو باليسير في كل يوم من أيام شهر رمضان المبارك، فدرهم على درهم تكون دراهم كثيرة يستطيع من خلالها أبناء المجتمع إدخال الخير والبركة والسرور على بيوت الفقراء والمساكين. الفكرة الثالثة: التبُّرع للفقراء بالبهائم، يستطيعون من خلالها الحصول على مردود مادي ينعشون به وضعهم الاقتصادي، مثل إهدائهم البقر أو الغنم أو الدجاج، ليربونها ويحصلون من خلالها على عوائد مادية، ويستفيدون من لحمها ولبنها، وبذلك يكون المتبرع الكريم قد لبى نداء الباري عز وجل وهو في أفضل الشهور، وقد قال تعالى: "لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ" (آل عمران: 92). الفكرة الرابعة: التبرع بالملابس النظيفة واللائقة الزائدة عن الحاجة، وتقديمها للفرق الخيرية، حتى يتم ترتيبها وتوزيعها وتدويرها بحسب حاجة الفقراء والمحتاجين في المجتمع. الفكرة الخامسة: التبرع بجزء من مشتريات شهر رمضان المنزلية وجعلها كسلة رمضانية ثم تقديمها للفقراء والمساكين . الفكرة السادسة: تخصيص إفطار شهي للفقراء، ودعوتهم إليه، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في خطبته في استقبال شهر رمضان: (أَيُّهَا اَلنَّاسُ؛ مَنْ فَطَّرَ مِنْكُمْ صَائِمًا مُؤْمِنًا فِي هَذَا اَلشَّهْرِ كَانَ لَهُ بِذَلِكَ عِنْدَ اَللَّهِ عِتْقُ نَسَمَةٍ، وَمَغْفِرَةٌ لِمَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِهِ). قيل: يا رسول الله؛ فليس كلنا يقدر على ذلك. فقال صلى الله عليه وآله وسلم: (اتَّقُوا النَّارَ وَلَو بِشِقِّ تَمرَةٍ). الفكرة السابعة: زيارة الفقراء والمساكين والاطمئنان على صحتهم وأحوالهم، ومن لم يستطع على ذلك فليبادر بالاتصال هاتفيا عليهم. الفكرة الثامنة: البحث عن الأيتام وسؤالهم عن أمنياتهم ومحاولة تحقيقها بقدر الاستطاعة، والتكفل بهم وباحتياجاتهم، فقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (مَنْ كَفَلَ يَتِيمًا وَكَفَلَ نَفَقَتَهُ كُنْتُ أَنَا وَهُوَ فِي اَلْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ، وقرن بين إصبعه المسبحة والوسطى). الفكرة التاسعة: اهداء الفقراء نسخًا من القرآن الكريم، ثم يطلب منهم الاهتمام بقراءة القرآن العزيز خصوصًا وهم في شهر رمضان المبارك لما له من دور في تهدئة الحالات النفسية والمرضية وبذلك يتم ربطهم بالله تعالى، ومن ارتبط بالله أكرمه الله بخير الدنيا والآخرة، قال تعالى: "أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ" (الرعد: 28). الفكرة العاشرة: هناك الكثير من الفقراء يعانون من الأمراض المختلفة، وهم بحاجة لشراء الدواء، ولكن لقلة إمكانياتهم المادية لا يستطيعون توفير أدويتهم، لذا من الجيد استغلال شهر رمضان المبارك بتوفير الدواء للمرضى الفقراء والمساكين والمحتاجين، فتلك خدمة عظيمة لا يقوم بها إلا من حظى بحظ عظيم.

تلك بعض الأفكار التي من الجيد استغلالها في الشهر الفضيل لنيل أعلى درجات الأجر والثواب، ولتفعيل التكافل الاجتماعي بين أبناء المجتمع، وتقوية أواصر المحبة والترابط والتعاون بين أبناء المجتمع الواحد، وذلك بفعل الخيرات التي من شأنها أن تجعل من المجتمع مجتمعًا فاعلًا مميزًا ناجحًا عارفًا بأهمية الحقوق الاجتماعية والأسرية، والتي ينبغي العمل عليها حتى يحظى الجميع بمجتمع متماسك وقوي.

وأخيرًا.. من لم يستطع إعانة الفقراء والمساكين ماديًا لا يعني أن حقوق الإخوَّة قد سقطت عنه؛ بل يجب أن يستغل شهر رمضان المبارك وغيره من الشهور بالدعاء للفقراء بالخير وتفريج الكربات والهموم وتيسير الأمور، فذاك أقل واجب أخوي ينبغي العمل عليه في شهر رمضان المبارك.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

هل عرفت الله؟.. خطيب المسجد النبوي: تتجلى عظمته في هذا الكون الفسيح

قال الشيخ عبدالباري الثبيتي، إمام وخطيب المسجد النبوي، إن السؤال الذي يتبادر في ذهن كثير من الناس هل عرفت الله تعالى ؟.

هل عرفت الله

وأوضح " الثبيتي" خلال خطبة الجمعة الثالثة من شهر جمادي الآخرة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، أن القرآن الكريم يفيض بالآيات الدالة على الله عز وجلن، فهو العظيم تتجلى عظمته في هذا الكون الفسيح.

وتابع: وفي تعاقب الليل والنهار وفي انبثاق الحياة، وانتظام الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى ليشهد الخلق على أن وراء كل هذا النظام الدقيق ربًا لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار، منوهًا بأن الله تعالى يدبر كل شيء بحكمة لا يضل معها شيء.

وأضاف أن الله تعالى يدبر كل شيء بحكمة لا يضل معها شيء، مشيرًا إلى التأمل في أسماء الله وصفاته فهو الرحمن القائل: (ورحمتي وسعت كل شيء)، فرحمة الله تسع العاصي والجاهل والمنكر فكيف بمن يطيعه ويحبه.

ليست في العطاء

 وأشار إلى أن الرحمة ليست في العطاء فقط بل تكون في البلاء, ففي الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حين رأى أمًا تضم طفلها خوفًا وشفقة قال: (لله أرحم بعباده من هذه بولدها).

وأفاد بأن لطف الله يتجلى في طيات الأحداث، فيأتي بالخبر من حيث لا يحتسب ويدل على ما يصلح القلب والدنيا وهو الحفيظ الذي لا يغيب حفظه لحظة قال تعالى: (فالله خير حافظًا وهو أرحم الراحمين).

 وأكد أنه تعالى هو القريب المجيب الذي يسمع المناجاة والقريب الذي لا يحتاج إلى وساطة لمناجاته، وفي هذا سر من أسرار القرب أن الله يحب أن يرى العبد يناجيه قال تعالى: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم).

الغفور الحليم

وأفاد بأنه هو الغفور الحليم الذي يفرح بتوبة عبده والحليم الذي لا يعاجل بالعقوبة قال جل من قائل: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم).

وأردف: وهو الودود الكريم الذي يغدق ولا يمن وهو الحكيم العليم الذي يدبر بحكمة لا تدركها العقول قال تعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم)، مشيرًا إلى أن من أحب الله وعبده، دون أن يراه فقلبه يشتاق إلى لقاء الله، وتنتظره الروح ويترقبه القلب.

ووصف ما في الجنة من نعيم لا ينفد ورؤية الله رؤية واضحة، ففي الحديث قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته)، موصيًا المسلمين بتقوى الله فهي أكمل زاد يصلح القلب ويهدي الخطى ويجمع للعبد خير الدنيا والآخرة.

طباعة شارك خطيب المسجد النبوي إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالباري الثبيتي خطبة الجمعة من المسجد النبوي هل عرفت الله

مقالات مشابهة

  • ما حكم من نسى الاغتسال قبل دخول مكة المكرمة؟.. علي جمعة يجيب
  • شهر الخير والبركة.. موعد بداية رمضان المبارك 2026
  • اعتقاد خاطئ عن آية وأما بنعمة ربك فحدث
  • ما سر قل أعوذ برب الفلق؟.. علي جمعة: تحصنك من 8 شرور مهلكة
  • ما حكم الوضوء بماء المطر وفضله؟.. الإفتاء توضح
  • خطيب الأوقاف: من أعظم نعم الله على الإنسان أن خلق له الوقت والزمن
  • هل عرفت الله؟.. خطيب المسجد النبوي: تتجلى عظمته في هذا الكون الفسيح
  • أذكار الصباح الثابتة عن النبي.. اغتنم فضلها فى هذا اليوم المبارك
  • حكم إخراج الزكاة في تسقيف البيوت.. مفتي الجمهورية يوضح
  • حكم إسناد سبب نزول المطر إلى كثرة البحار والأنواء.. الإفتاء تجيب