فتاوى وأحكام.. هل الزلازل دليل على غضب الله وعقاب لكثرة الذنوب؟.. هل يجوز إعطاء الجزار من الأضحية؟.. حكم النظر في غير موضع السجود أثناء الصلاة؟
تاريخ النشر: 22nd, May 2025 GMT
فتاوى وأحكام
هل شراء صك الأضحية يُعادل في الثواب نحرها وتوزيعها؟ علي جمعة يجيبهل الزلازل دليلًا على غضب الله وعقاب لكثرة الذنوب؟.. الإفتاء تجيبهل يجوز إعطاء الجزار من الأضحية؟.. الأزهر يجيبحكم النظر في غير موضع السجود أثناء الصلاة؟.. علي جمعة يوضحفى البداية، ومع اقتراب دخول شهر ذي الحجة من العام الهجري 1446، يزداد اهتمام المسلمين بالتجهيز لشعيرة الأضحية، ومن بين أكثر الأسئلة التي تُطرح حاليًا هو حكم صكوك الأضحية، وهل تُحقق لصاحبها نفس الأجر والثواب الذي يناله من يذبح الأضحية بنفسه ويوزعها وفق الضوابط الشرعية؟
الأضحية في الأصل سُنة مؤكدة، تُذبح من بهيمة الأنعام في يوم النحر وأيام التشريق، تقربًا إلى الله سبحانه وتعالى، امتثالًا لقوله تعالى: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾.
ويجوز للمُضحي أن يذبح بنفسه أو يُنيب غيره، شريطة الالتزام بالشروط الشرعية.
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن من استطاع أن يذبح أضحيته بنفسه فذلك أفضل، لما في ذلك من تعليم لأفراد الأسرة، وإدخال السرور على الأطفال، وتوضيح أن هذه الشعيرة يُراد بها وجه الله وأنها تُطعم الفقراء.
وقال إن الأضحية سُنة، ولكنها تصبح واجبة إذا نذرها المسلم، سواء في عام معين أو كل عام، وفي هذه الحالة لا يجوز له الأكل منها لأنها نذر.
وعن صكوك الأضحية، أكد الدكتور علي جمعة خلال ظهوره في لقاء تلفزيوني سابق أن الجمعيات والمؤسسات الخيرية التي تنفذ هذه الصكوك تخضع لرقابة الجهاز المركزي للمحاسبات، ووزارة التضامن الاجتماعي، وبالتالي لا يجوز الطعن في مشروعيتها أو في نوايا القائمين عليها، خاصة لمن لا تتوفر لديه الإمكانيات للذبح بنفسه أو لا يمتلك مكانًا مناسبًا لذلك.
وأضاف أن تفاوت أسعار الصكوك يرجع إلى اختلاف مصادر شراء الأضاحي، فبعض المؤسسات تستورد من الخارج بأسعار منخفضة، مثل الأرجنتين، بينما تمتلك جهات أخرى مزارع خاصة بها لتربية الأضاحي، ما يؤدي لاختلاف في التكاليف.
وفي رده على من يشكك في مشروعية صكوك الأضحية، شبّه الدكتور علي جمعة الأمر بدور رعاية المسنين أو الأطفال، موضحًا أنها لا تُغني عن الأسرة، لكنها ضرورية في بعض الحالات، وكذلك الأمر بالنسبة لصكوك الأضحية، فهي خيار مشروع لمن يتعذر عليه تنفيذ الذبح بنفسه، دون أن ينقص ذلك من ثوابه.
في السياق نفسه، أكّد أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية أن نحر الأضحية بنفس المضحي ليس شرطًا لنيل الثواب، ولا يُشترط حتى حضوره وقت النحر، فمن الجائز أن يُوكل غيره أو يُرسلها إلى جهة رسمية موثوقة لتذبحها عنه وتوزعها وفقًا للشرع.
وأوضح أن الأضحية هي ما ينحر من بهيمة الأنعام في يوم العيد وثلاثة أيام بعده، وهي أيام التشريق، مؤكداً أن الشرع أباح تفويض الغير في الذبح والتوزيع، سواء كان فردًا أو جمعية خيرية معروفة، ومن ثم فإن شراء صك الأضحية يحقق لصاحبه ثواب المضحي الكامل.
ويجوز للمُضحي أن يذبح بنفسه أو يُنيب غيره، شريطة الالتزام بالشروط الشرعية.
وتلقت دار الإفتاء المصرية سؤالًا جاء فيه: "هل تُعد الزلازل انتقامًا من الله؟ إذ يرى بعض الناس أن الزلازل التي تضرب بعض الدول ما هي إلا عقاب من الله عز وجل بسبب معاصي ومخالفات أهلها، فهل هذا الاعتقاد صحيح من الناحية الشرعية؟"
وجاء رد الدار عبر موقعها الرسمي في فتوى سابقة، موضحًا أن ما يقع من زلازل في أماكن بعينها لا يُعد دليلًا على سخط الله أو عقابه لأهل هذه البلاد نتيجة ذنوبهم أو معاصيهم، مؤكدة أن الابتلاءات قد تصيب الأتقياء كما تصيب العصاة، لذا ينبغي على المسلم عند وقوع الزلازل أن يتوجه إلى الله بالدعاء ويلتزم بفعل الخير.
وأضافت دار الإفتاء أن العقيدة الإسلامية تقر بأن جميع ما يجري في الكون إنما يقع بقدرة الله عز وجل، مستشهدة بقول الله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ﴾ [الأنعام: 73].
كما أوضحت الدار ما ذكره الإمام النسفي في تفسيره "مدارك التنزيل وحقائق التأويل"، حيث قال إن الله خلق السماوات والأرض بالحكمة، وكل ما يحدث فيهما إنما يقع لحكمة وصواب، فالله حكيم في خلقه وإفنائه، خبيرٌ بالحساب والجزاء.
وأكدت دار الإفتاء أنه لا يوجد في السنة النبوية دعاء يُعرف بـ"دعاء الزلازل"، موضحة أن علماء الدين قد أجمعوا على أنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم دعاء محدد يُستحب قوله عند الزلازل فقط.
وأوضحت "الإفتاء"، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، في ردّها على سؤال حول أفضل دعاء يُقال وقت الزلزال، أن السنة النبوية الشريفة قد اشتملت على عدد كبير من الأدعية المستحب قولها عند نزول البلاء، ومنها الزلازل، مشيرة إلى أن فقهاء المسلمين وعلماء السنة قد اتفقوا على أن الزلازل والبراكين وسائر الكوارث الطبيعية، تُعد من آيات الله العظام في الكون.
وأضافت أن هذه الكوارث التي يبتلي بها الله عز وجل عباده، قد تكون تذكيرًا لهم أو تخويفًا أو عقوبة، وعلى الإنسان إذا وقعت هذه الأمور أن يستشعر ضعفه وعجزه وافتقاره إلى الله تعالى، فيتضرع إليه بالدعاء ويكثر من الرجاء، لعلّ الله عز وجل يكشف البلاء عنه وعن سائر الناس.
كما ينصح العلماء في هذه الحالات بالإكثار من الاستغفار، والدعاء، والصدقة، وأن يُصلي العبد صلاة تضرع وخشوع، يسأل فيها الله تعالى رفع البلاء.
هل يجوز إعطاء الجزار من الأضحية؟ سؤال إجاب عنه مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية.
وقال الأزهر للفتوى فى إجابته عن السؤال: إنه لا يجوز إعطاء الجزار أو الذابح جلد الأضحية أو شيئًا منها كأجْرَة على الذبح.
واستشهد بما روي في الصحيح عن علي رَضِيَ الله عَنْهُ: «أَنَّ النَّبِيِّ ﷺ أَمَرَهُ أَن يَقُومَ عَلَى بُدْنِهِ، وَأَن يَقْسِم بُدْنَهُ كُلَّهَا، لُحُومَهَا وَجُلُودَهَا وَجِلالَهَا، وَلَا يُعْطِيَ فِي جَزَارَتِهَا شيْئًا». أخرجه البخاري.
وتابع: إما إن أعطي المضحى الجزار شيئًا من الأضحية على سبيل الهدية، أو لفقره؛ فلا بأس، بل هو أولى؛ لأنه باشرها، وتاقت نفسه إليها.
وتلقت دار الإفتاء المصرية سؤالًا من أحد المواطنين، جاء فيه: "استطعنا بفضل الله شراء كبش للأضحية، لكننا لا نملك أجر الجزار، فهل يجوز بيع شيء من لحم الأضحية لشخص غير الجزار بهدف دفع أجر الذبح؟".
وردت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي مؤكدة أن بيع أي جزء من لحم الأضحية غير جائز شرعًا تحت أي ظرف، كما لا يجوز دفع أجر الجزار من الأضحية نفسها، سواء كان ذلك من لحمها أو أي جزء منها.
لكنها أوضحت أنه يمكن التصدق بأي جزء من الأضحية، مثل الجلد أو غيره، حتى على الجزار نفسه، ولكن ليس باعتباره أجرًا، بل من باب الصدقة أو الهدية.
حكم النظر فى غير موضع السجود اثناء الصلاة ؟.. السنة هى الخشوع في الصلاة والإقبال عليها وطرح البصر إلى محل السجود، كما قال الله تعالى: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ [المؤمنون:1-2] وروي عن النبي ﷺ أن من الخشوع طرح البصر إلى محل السجود، وهكذا نص الأئمة والعلماء على شرعية طرح البصر إلى موضع السجود؛ لأن هذا أجمع للقلب وأبعد عن الحركة والعبث، فالسنة للمؤمن أن يطرح بصره وأن لا ينظر هاهنا وهاهنا، يخشع في صلاته ويقبل عليها ويدع الحركات.
وقد يعبث بعض الناس بالساعة أو بلحيته أو بشيء من ثيابه وهذا خلاف المشروع، العبث يكره إلا من حاجة إذا كان قليلاً، أما العبث الكثير المتوالي فإنه يبطل الصلاة، فينبغي للمؤمن أن يتحرى الخشوع ويحرص على الخشوع في صلاته والسكون وعدم الحركة حتى يكملها، عملاً بقوله سبحانه: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ [المؤمنون:1-2] وعملاً بقول النبي ﷺ: اسكنوا في الصلاة، لما رأى ناساً يشيرون بأيديهم في الصلاة قال: اسكنوا في الصلاة فأمرهم بالسكون وهو ترك الحركة وترك العبث.
وقال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن النظر إلى موضع السجود يساعد في علاج السهو أثناء الصلاة.
وأضاف علي جمعة، في لقائه على فضائية "سي بي سي"، أن الإنسان كي يستعيد علاقته بالصلاة فعليه أن يركز ويخشع فيها، ولعمل هذه المهمة عليه أن ينظر إلى موضع السجود فهذا النظر يزيد التركيز ويعالج السهو.
ونصح علي جمعة، لعلاج السهو أثناء الصلاة، بألا يغمض عينيه، لأن تغميض العينين، يذهب ويشرد الفكر إلى كل مكان وزمان.
وتابع: النظر إلى موضع السجود يكون أثناء الوقوف، أما أثناء الركوع، فقال العلماء على المسلم أن ينظر إلى قدمه "الصباع الكبير" وأتوا بهذا الموضع بشكل افتراضي لتحديد موضع يساعد على التركيز لأنه لا يوجد نص يقول ذلك.
وأوضح أن المصلي ينظر في موضع السجود أثناء الوقوف، وعلى قدمه أثناء الركوع، ولكن في السجود ينظر إلى أرنبة الأنف، وأثناء التشهد ينظر إلى أصبع التشهد الذي يتم تحريكه وليس إلى موضع السجود.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: حكم النظر في غير موضع السجود أثناء الصلاة فتاوى الدکتور علی جمعة إلى موضع السجود أثناء الصلاة دار الإفتاء الله عز وجل الله تعالى حکم النظر فی الصلاة ینظر إلى لا یجوز الله ع
إقرأ أيضاً:
الأزهر: إذا كنت غارقا فى ذنوبك فأنت أحوج للصلاة
قال الأزهر الشريف، أن امة مَن لا يُصلُّون لا يُنكرون فرضيتها؛ بل يُنكرون أنفسهم، يقول أحدهم: كيف أصلِّي وأنا أفعل كذا وكذا من المعاصي والآثام؟والجواب: لأنك مسرف على نفسك في المعصية، فأنت أحوج ما تكون إلى الصلاة؛ بل إن الصلاة هي مأمنك الذي تحتمي به من شر المعصية، ودرعك الذي تتَّقي به نفسك الأمارة بالسوء.
وأضاف الأزهر فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أنه ليس أدل على ذلك من قول رب العالمين سبحانه وتعالى: { وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [العنكبوت: 45]، وقوله: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114]، وقوله ﷺ: «الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالْجُمعَةُ إلى الجُمعَةِ، وَرَمَضَانُ إلى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ ما بيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الكَبَائِرَ». [أخرجه مسلم]
وأشار الأزهر الى أن الصلاة تغيرك من الداخل، تصنع منك إنسانًا أقوى وأفضل، إنسانًا قادرًا على أن يهزم هواه وضعفَه وخوفَه.
الله سبحانه لم يتعبَّدنا بالنتائج، بل تعبدنا بالأخذ بأسباب الوصول إليها، اسع وستصل إن شاء الله.
صلِّ، ولو كنت غارقًا في الذنوب، مثقلًا بها، أو خاليًا من مشاعر الصلاة وخشوعها، التزام الصلاة سيأتي بروح الصلاة.
لا تعش دونها، فإنك إن تركتها… تلاشى ما تبقَّى فيك من نور.
احذر خطوات الشيطان، فإنه لن يقول لك: "الصلاة ليست فرضًا".
هو فقط سيقول: لا تصلِّ الآن.
لأنك مشغول، مرة.
ولأنك متعب، مرة.
ولأنك غير خاشع، مرة.
ثم يمرُّ الوقت .. وأنت لا تصلّي.
جرب حلاوة أن تكون الصلاة ملاذًا لا عبئًا، متعة لا تكليفًا، كما كانت لسيدنا رسول الله ﷺ، القائل: «وجُعِلَ قرةُ عيني في الصلاةِ» [أخرجه النسائي]
الخلاصة: أنت لا تحتاج أن تكون بخير لتُصلِّي بل تحتاج أن تُصلِّي؛ لتكون بخير.
وفي كل مرة تصلِّي فيها تخر لله ساجدًا .. كي لا تهوى أو تسقط.