قوماً يحبون الحياة ما استطاعوا إليها سبيلاً..
تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT
شهر رمضان وواجبنا الشرعى أمام أخوة الإسلام فى غزة
«دامت دياركم عامرة بالأفراح»، عبارة رسمت على جدار أبى الهزيمة أمام القصف فى مخيم جباليا بشمال غزة، رصدت عبر بث تليفزيونى لانتشال الضحايا العالقين تحت الأنقاض، تصدع برغبتهم فى الحياة وتومئ بسخرية القدر بين بغية المواطن الفلسطينى الزهيدة فى الحياة وما أدركه على يد الاحتلال الإسرائيلى من حصار وحرب إبادة جماعية على مدار أكثر من خمسة أشهر متتالية وصولاً لشهر رمضان، حتى تجرأ أحد وزراء اليمين المتطرف فى حكومة المحتل قائلاً «يجب محو رمضان من الوجود وعدم الخوف منه» لقدسيته التى يصعب معها الانخراط فى التوحش والسيطرة على بيت المقدس، ولكن سبق قول الله القهار: «كتب الله لأغلبن أنا ورسلى، إن الله قوى عزيز» وقال عز وجل: «وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها».
عجزنا أمام واجبنا الشرعى لإخواننا الفلسطينيين
قال الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتى الديار المصرية السابق إن الجهاد فى سبيل الله شعيرة مستمرة إلى يوم القيامة، وحق مكفول من القوانين الأرضية دفعاً وردعاً للمعتدى، وحفاظاً على العرض والنفس والمال، والشرع الشريف لم يجعل الجهاد مقتصر على القتال ولكنه يشمل جهاد الكلمة والمال، لأن الجهاد فى اللغة هو استفراغ ما فى الوسع والطاقة من قول أو فعل.
وتابع جمعة أن كل من يجد نفسه عاجزاً عن دفع المعتدى الصائل على الأرض والعرض من المسلمين، فإنه مطالب شرعاً ببذل ما يستطيع بماله عيناً أو نقداً لصد العدوان وتسلية المعتدى عليهم من المستضعفين من الرجال والنساء والولدان.
إخراج زكاة المال لأهل غزة
وشدد جمعة أن أبناء الأرض المحتلة الآن لهم أولوية فى الجملة فى استحقاق أموال الزكاة؛ نظراً لشدة ظروفهم وحاجتهم المتعينة إلى الغوث خاصة فى قطاع غزة.
وذكر فضيلة المفتى السابق أن مصارف زكاة المال ثمانية ذكرها تعالى فى سورة التوبة: «إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفى الرقاب والغارمين وفى سبيل الله وابن السبيل فريضةً من الله والله عليم حكيم (60)».
ووفقاً لذلك فإن زكاة المال يشرع دفعها لأبناء الشعب الفلسطينى فى غزة من سهم: «فى سبيل الله»، لأن كل ما يعينهم على البقاء والمقاتلة أمام العدو من ضمن الجهاد، سواء أكان مالاً أم طعاماً أم دواءً، فالجهاد لا ينحصر فى السلاح فقط.
وأضاف عضو هيئة كبار العلماء أنه يشرع دفع الزكاة للمجاهد فى سبيل الله وإن كان غنياً كما قال الفقهاء استناداً لقول النبى صلى الله عليه وآله وسلم- فيما رواه الإمام مالك «لا تحل الصدقة لغنى إلا لخمسة»، وعد منهم: الغازى فى سبيل الله.
وأما فقراؤهم ومساكينهم- وما أكثرهم- فإنهم يأخذون من هذا المصرف ومن مصرف الفقراء والمساكين؛ لأنهم قد جمعوا وصف الفقر والمسكنة مع وصف الجهاد.
التضرع فى شهر الإجابة
قال الدكتور أحمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أنه مع شهر رمضان الكريم علينا أن نكثف الدعاء والتضرع إلى الله تعالى ليرفع الحرب الغاشمة على قطاع غزة المحتلة وأهلها.
وأضاف وسام أن الصدقة لا تنقص مال العبد ولكنها تفتح باب الرزق، فنعمل بما أمر به رسول الله اتجاه بيت المقدس فى حديث ميمونة بنت سعد والتى قالت «يا رسول الله أفتنا فى بيت المقدس، فقال أرض المحشر والمنشر، ائتوه فصلوا فيه، فإن كل صلاة فيه كألف صلاة قلنا: يا رسول الله فمن لم يستطع أن يصلى فيه؟ قال فمن لم يستطع أن يأتيه فليهد إليه زيتاً يسرج فى قناديله فإن من أهدى إليه زيتاً كان كمن أتاه».
جهاد الكلمة فى سبيل الله
قال الشيخ إبراهيم رضا، من علماء الأزهر الشريف، أن أشرف أبوب الجهاد فى سبيل الله هو جهاد الكلمة، لأنها تجعل الغافل يستيقظ ويدرك الخطر القادم، لذا فالدفاع بالكلمة على ما يحدث فى قطاع غزة يعد من باب الجهاد فى سبيل الله، والحياد أمام وحشية العدو وفى مواطن الحسم من الخيانة التى نهى عنها سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم).
وأشار إلى أن ما يحدث للشعب الفلسطينى هو ابتلاء واختبار من دأب الله مع الصالحين، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «يبتلى المرء على قدر دينه»، وقال تعالى: «أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون»، لذا يجب علينا أن نثق بأنفسنا ونزيد إيماننا بالله ورسوله.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
تدشين الجولة الثانية لدورات “طوفان الأقصى” في باجل
الثورة نت /..
دشنت السلطة المحلية والتعبئة العامة بمديرية باجل محافظة الحديدة، اليوم، الجولة الثانية من دورات “طوفان الأقصى” للعام 1447هـ، تحت شعار “وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوة”، نصرة للشعب الفلسطيني.
وفي التدشين الذي حضره عضو مجلس الشورى إبراهيم مزرية، أكد وكيل المحافظة لشؤون المديريات الشرقية عامر مثنى، أن اليمن اليوم يتصدر صفوف الأمة في معركة الوعي والجهاد والموقف العملي ضد الكيان الصهيوني، معتبرا تفاعل الشباب اليمني مع دورات طوفان الأقصى تجسيداً حيا لمعادلة الردع الشعبي والعسكري التي أرعبت العدو في عمقه المحتل.
وأشار إلى أن العمليات اليمنية المباركة التي طالت موانئ ومطارات العدو الصهيوني أثبتت أن فلسطين ليست وحيدة، وأن اليمن حاضر في ساحة المواجهة قولاً وفعلاً، منطلقاً من موقف عقائدي لا تزعزعه التحديات ولا تؤجله الحسابات.
من جانبه، أوضح مستشار المحافظة حسين مزرية أن هذه الدورات تعكس تنامي الوعي الجهادي في أوساط الشباب، وانخراطهم في معركة الفتح الموعود، مشدداً على أن هذا الإقبال الكثيف يعكس تجذر القضية الفلسطينية في وجدان الشعب اليمني، الذي يرى فيها معيار العزة والكرامة.
وذكر أن هذا البرنامج يأتي في إطار الأنشطة التعبوية والعسكرية المتواصلة، التي تنفذها السلطة المحلية والتعبئة العامة بمحافظة الحديدة، بهدف ترسيخ ثقافة الجهاد وتحصين المجتمع بالوعي القتالي، في ظل مرحلة فاصلة من الصراع الوجودي مع الكيان الغاصب.
فيما بارك الأمين العام للمجلس المحلي بالمديرية محمد معافا، تدشين الجولة الثانية من الأنشطة، مشيداً بثبات الموقف الشعبي من القضية المركزية للأمة، مشيراً إلى أن أبناء باجل يسيرون على نهج الاستجابة الصادقة لنداء الجهاد، وأن هذا البرنامج يشكّل أحد مظاهر التصعيد الشعبي مع معركة الأمة الكبرى.
حضر التدشين، مسؤول التعبئة العامة بالمديرية ياسر الحسني، ونائب مسؤول التعبئة للمديريات الشرقية مراد الشريف.