إعداد: أمين زرواطي تابِع إعلان اقرأ المزيد

يطرح مشروع بناء ميناء في غزة أعلنه الرئيس الأمريكي جو بايدن الخميس في خطابه عن حالة الاتحاد، عدة تساؤلات حول الجدوى من إقامته، في ظل وجود معابر برية.

وكان بايدن قال إنه أمر الجيش بتشييد ميناء عائم موقت في غزة لإيصال المساعدات بحرا إلى القطاع الفلسطيني الذي تحاصره إسرائيل وتشن فيه عملية عسكرية ضخمة منذ خمسة أشهر.

وأوضح بأن المشروع لن يتطلب "أي انتشار على الأرض للقوات الأمريكية".

وسيشمل الميناء الموقت رصيفا "سيوفر القدرة على استيعاب حمولات مئات الشاحنات الإضافية من المساعدات يوميا"، وفق ما أفاد مسؤول رفيع في إدارة بايدن.

وفي عامل يعد مهما بالنسبة لإسرائيل، ستُفتّش الشحنات من قبل الولايات المتحدة وقبرص، الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي، لا من قبل دول عربية، مثل مصر التي تشارك حدودا برية مع غزة.

رصيف بحري عائم قبالة سواحل غزة

وأوضح المتحدث باسم البنتاغون بات رايدر للصحافة بأن الجيش الأمريكي سينشئ رصيفا بحريا عائما قبالة سواحل غزة لتمكين سفن الشحن الضخمة من الرسو فيه وتفريغ بضائعها في قوارب أصغر تنقل هذه المساعدات إلى جسر بحري يتم ربطه بشاطئ غزة.

وقال رايدر إن بلاده "ستنشئ قبالة الساحل رصيفا بحريا موقتا يتيح لسفن الشحن أن تنقل البضائع إلى قوارب أصغر تتولى إيصال هذه الشحنات إلى جسر بحري موقت وتفريغها فيه". مضيفا: أن عملية بناء الميناء والرصيف "ستتطلب أكثر من 1000 جندي أمريكي" و"ما يصل إلى 60 يوما".

كما لفت رايدر إلى أن هذا الميناء "يمكن أن يوفر أكثر من مليوني وجبة يوميا لمواطني غزة"، مجددا التشديد على أنه "لن تكون هناك قوات أمريكية على الأرض" في القطاع الفلسطيني في إطار هذه العملية التي سيساهم فيها أيضا شركاء إقليميون لواشنطن.

"لم يطلب أحد رصيفا بحريا... لا الشعب الفلسطيني ولا المجتمع الإنساني"

لكن غداة خطاب بايدن، ندد المقرر الأممي الخاص المعني بالحق في الغذاء مايكل فخري بالمقترح الأمريكي. وقال خلال مؤتمر صحفي في جنيف: "للمرة الأولى أسمع أحدا يقول إننا بحاجة إلى استخدام رصيف بحري. لم يطلب أحد رصيفا بحريا، لا الشعب الفلسطيني ولا المجتمع الإنساني".

كما وصف فخري وهو مفوض من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لكنه لا يتحدث باسم المنظمة الأممية، الاقتراح الأمريكي بأنه "خبيث"، لافتا إلى أن واشنطن تقدم في الوقت نفسه قنابل وذخائر ودعما ماليا لتل أبيب. واعتبر أن الرغبة الأمريكية في إنشاء ميناء تهدف قبل كل شيء إلى الاستجابة "مع اقتراب الانتخابات" للضغوط الداخلية التي يمارسها جزء من الأمريكيين. وأضاف: "الأمر يستهدف جمهورا وطنيا". وقال: "ما يمنحني الأمل هو التحرك المتزايد في كل أنحاء العالم، وخصوصا في الولايات المتحدة، لأشخاص يطالبون بوقف إطلاق النار".

اقرأ أيضاالاقتصاد العالمي.. هل تدفع الحرب بين إسرائيل وحماس إلى أزمة اقتصادية إقليمية؟

كما قال فخري: "قلنا في السابق إن المجاعة وشيكة، ولكن أعتقد أن من الإنصاف أن نقول حاليا إن إسرائيل عمدت إلى تجويع الشعب الفلسطيني في غزة، وإن المجاعة تحدث بالفعل أو هي على الأبواب".  وأضاف: "بدأنا نرى أطفالا يموتون بسبب سوء التغذية".

"توصيل المساعدات برا أكثر فعالية من حيث الكلفة والكمية"

وحذرت الأمم المتحدة مجددا الأسبوع الماضي من أن المجاعة في قطاع غزة "شبه حتمية، إذا لم يتغير شيء".  وفيما بدأت دول مانحة بإنزال إمدادات إغاثية بمظلات، اعتبر فخري أن "الكمية التي تم إسقاطها من الجو لن تفعل سوى القليل للتخفيف من حدة الجوع وسوء التغذية ولن تفعل شيئا لإبطاء المجاعة.. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى الفوضى". وأشار إلى أن الدول عادة ما تستخدم عمليات الإنزال الجوي والأرصفة البحرية فقط لإيصال المساعدات إلى "أراضي العدو".

من جانبها، قالت الأمم المتحدة الخميس إن التركيز الدولي يجب أن ينصب على دخول المساعدات الإنسانية برا إلى قطاع غزة وتوزيعها على نطاق واسع، لكن أي طريقة لتعزيز وصول المساعدات أمر "جيد بلا شك".

وصرح المتحدث باسم المنظمة الدولية ستيفان دوجاريك حين سئل عن خطة إنشاء ميناء موقت على ساحل البحر المتوسط ​​في غزة: "أي طريقة لتعزيز وصول المساعدات إلى غزة، سواء بحرا أو بالإنزال الجوي، أمر جيد بلا شك". وقال دوجاريك إن توصيل المساعدات برا أكثر فعالية من حيث الكلفة والكمية، وأضاف: "نحتاج لمزيد من نقاط الدخول ولدخول كميات أكبر من المساعدات عن طريق البر".

للمزيد حول هذا الموضوع، حاورنا جيرار ديب أستاذ الفكر السياسي في الجامعة اللبنانية وكاتب في العلاقات الدولية.

فرانس24: ما هو مشروع ميناء غزة؟

جيرار ديب: مشروع بناء ميناء غزة حدده الرئيس الأمريكي جو بايدن في خطاب الاتحاد مؤخرا، لفك الحصار أو لدعم وتقديم المساعدات لسكان غزة. لكن، أنا دائما أتساءل: من يمول إسرائيل بهذا الكم الهائل من الأسلحة، ألا يستطيع أن يطلب منها وقف العدوان على القطاع؟ لهذا السبب أنا أعتقد أن هناك مشروع آخر وراء بناء هذا الميناء. هذا المسعى الذي بدأ يتجلى يرتبط بالتواجد الأمريكي في هذه المنطقة تحديدا، لا سيما بعد المسح الذي قامت به شركة المسح الجيولوجي منذ 2010 أقرت بوجود آبار في هذا القسم من البحر المتوسط، وأن المنطقة قائمة وعائمة على آبار من الغاز والنفط بشكل أساسي. وأيضا بأن بحر غزة تحديدا لديه ما يفوق 2.5 ترليون متر مكعب من الغاز. الطاقة اليوم هي مطلب عالمي. والسياسات الأمريكية بالمنطقة كان في صلب أهدافها، ضمان مصادر الطاقة، والتي هي تعتبر أساسية لحياة الدول والحضارات.

النقطة الثانية فيما يخص المشروع الأمريكي حيال غزة هي أن هذا المشروع خارج عن إطار المساعدات الإنسانية تماما. بل يرتبط بمشروع الممر الاقتصادي، حيث أن التواجد الأمريكي هناك بات مطلوبا جدا لا سيما وأن واشنطن قد بدأت تشعر بأن إسرائيل وحدها لا تستطيع أن تضمن وحدها خط الممر البحري لهذه القناة، فعليها أن تكون موجودة بجيشها.

ما هو الموقع المرجح لاستضافة ميناء غزة؟

لم يحدد الجانب الأمريكي بعد موقع المشروع، لكني أعتقد أنه سيكون في المناطق الأكثر نفوذا وتواجدا للقوات الإسرائيلية، حيث أنهت عزلها من خلال فصل تلك المناطق عن مدينة غزة وما تبقى من القطاع. ثم إن المنطقة العازلة التي تفرضها إسرائيل بشمال قطاع غزة، هي اليوم مصب اهتمام مزدوج بين تل أبيب وواشنطن وهي ترتبط كما أشرت بقضية الممر الاقتصادي.

ما هي المدة المتوقعة لإنجاز ميناء غزة؟

بغض النظر عن المدة إن كانت كافية أو لا، فهي محددة بستة أسابيع. لكن، أنا أعتقد بأنه بالنظر إلى موعد المشروع ومدته، فإن هذا يؤشر على أن الحرب ستكون طويلة. حيث إن تحديد المدة الزمنية للمشروع بأسابيع أو أشهر هو دليل واضح على أن الحرب مستمرة وأن التغييرات في المنطقة كبيرة، رغم أن الولايات المتحدة سوف تستعين بقوات وخبرات عسكرية لديها باتت معروفة، وستكون إيطاليا مركز التمويل المباشر لهذا السياق انطلاقا من القواعد العسكرية المتواجدة هناك، خصوصا في سردينيا. سيشارك في بناء الميناء أو الرصيف البحر حوالي ألف عسكري أمريكي من اللواء السابع يطلق عليه لواء نحل البحار، وهو متخصص في بناء مثل هكذا قواعد عسكرية بحرية طبعا، أو موانئ أمريكية. هي متواجدة كما قلت في سردينيا الإيطالية.

هل تحتاج غزة إلى ميناء لتوصيل المساعدات وما مصير معبر رفح؟

أنا أستند إلى تقارير من الأمم المتحدة منها لمبعوثها لدى فلسطين الذي قال إنه لا داعي لأن نقيم لا جسور بحرية ولا جسور جوية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان قطاع غزة، لكن المطلوب هو فتح المعابر بشكل رئيسي. هنا نتساءل: هل بات المطلوب فعلا التخلي عن معبر رفح كمعبر أساسي؟

من سيتولى إدارة ميناء غزة بعد إنجازه؟

من خلال مراقبة التحولات الجارية في المنطقة من باب المندب والبحر الأحمر، فأنا أعتقد بأن الأمريكيين تصب في مصلحتهم هذه الفوضى، بغض النظر إن كانوا قد تسببوا فيها أم لا، لكي يفرضوا مزيدا من الضغوطات على مصر وقناتها، التي أعلن رئيسها عبد الفتاح السيسي بأن 40 بالمئة من حركة التجارة عبرها قد بدأت تتأثر. لهذا السبب، فقد تكون مدخلا للتخلي عن قناة السويس وعن معبر رفح من خلال تشييد هذا الميناء. لكن العبرة في التنفيذ، فإسرائيل هي المعني المباشر والأساسي في هذه اللعبة، كما هناك أيضا المقاومة الفلسطينية والعربية وغيرها إن عرقلت هذه المشاريع، لأنه قد يكون هناك استهدافات مباشرة لها، هذا برأيي ما تخفيه لنا الأيام المقبلة.

للتذكير، فقد كانت لدى الاتحاد الأوروبي خطط لإعادة تطوير ميناء غزة القديم قبل أكثر من 10 سنوات لكن لم يتم تنفيذها، وقصفت إسرائيل الموقع في وقت لاحق، حسبما أفادت وكالة رويترز.

اقرأ أيضاميناء مساعدات في غزة.. وهدنة صعبة المنال!

ويمكن للمساعدات حاليا أن تصل القطاع عبر معبر رفح من مصر ومعبر كرم أبو سالم من إسرائيل. وقبل نشوب الحرب، اعتمدت غزة على دخول 500 شاحنة إمدادات يوميا.

وذكرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الأسبوع الماضي، بأن نحو 97 شاحنة في المتوسط تمكنت من دخول غزة يوميا في فبراير/شباط مقارنة بنحو 150 شاحنة يوميا في يناير/كانون الثاني. وتقول أونروا إن محتجين إسرائيليين يمنعون أحيانا الدخول عبر معبر كرم أبو سالم.

وتحذر الأمم المتحدة من أن 576 ألف شخص على الأقل في غزة، يمثلون ربع السكان، على حافة المجاعة. وبسبب شح المساعدات التي تدخل إلى القطاع برا، انضمت الولايات المتحدة إلى دول أخرى في عمليات إلقاء المساعدات الإنسانية جوا على السكان المتضورين جوعا.

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا الانتخابات الرئاسية الأمريكية ريبورتاج غزة غزة الحرب بين حماس وإسرائيل مساعدات إنسانية مجاعة للمزيد حصار غزة إسرائيل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني معبر رفح الولايات المتحدة الحرب بين حماس وإسرائيل غزة الولايات المتحدة اليمن البحر الأحمر الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا المساعدات الإنسانیة الولایات المتحدة الأمم المتحدة میناء غزة قطاع غزة معبر رفح فی غزة

إقرأ أيضاً:

ترامب من قاعدة العديد في قطر: "كدنا نخسر الشرق الأوسط بسبب بايدن"

أدلى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بتصريحات لافتة خلال زيارته إلى قاعدة العديد الجوية في قطر، قال فيها إن "الولايات المتحدة كادت أن تخسر الشرق الأوسط نتيجة لسياسات إدارة جو بايدن"، مضيفًا: "لكننا سنحمي الشرق الأوسط".

تقارب محتمل مع إيران

وأضاف ترامب: "أعتقد أننا نقترب جدًا من إبرام اتفاق مع إيران"، دون الخوض في تفاصيل إضافية. وتأتي هذه التصريحات وسط تصاعد التوترات الإقليمية والحديث المتزايد عن مفاوضات خلف الكواليس.

موقف مفاجئ من سوريا

وفيما يتعلق بالشأن السوري، علق ترامب على لقائه بالرئيس السوري أحمد الشرع في الرياض قائلًا: "الرئيس السوري شخص قوي، وسنرى ما سيحدث بعد رفع العقوبات"، متابعًا: "لم أكن أعلم أن سوريا كانت خاضعة للعقوبات لهذه الفترة الطويلة"، في إشارة إلى استغرابه من طول مدة العقوبات الغربية على دمشق.

جولة خليجية تشمل السعودية والإمارات
زيارة ترامب إلى قطر تأتي ضمن جولة خليجية بدأها في المملكة العربية السعودية، حيث تم توقيع عدد من الاتفاقيات الاستثمارية المهمة. ومن المقرر أن يغادر الدوحة اليوم متجهًا إلى الإمارات العربية المتحدة للقاء الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حيث من المتوقع أن يكون الذكاء الاصطناعي أحد محاور النقاش الرئيسية.

 

مقالات مشابهة

  • من قطر.. ترامب عن أحمد الشرع: سيكون ممثلًا رائعًا
  • ترامب من قاعدة العديد في قطر: "كدنا نخسر الشرق الأوسط بسبب بايدن"
  • إسرائيل توافق.."مؤسسة غزة الإنسانية" تبدأ توزيع المساعدات قبل نهاية مايو
  • الصيدلاني الذي لوّن الأنبار.. نايف الآلوسي يحوّل فنه إلى مشروع وهوية (صور)
  • أحمد موسى: 75% من كل المساعدات التي دخلت غزة قادمة من مصر
  • الأمم المتحدة:اجتمعنا مع إسرائيل من أجل مساعدات غزة بلا جدوى
  • الأمم المتحدة: إسرائيل تضع هدف إخلاء غزة فوق حياة المدنيين
  • أبو الغيط: الولايات المتحدة تواصلت مع حماس وعقدت اتفاقا مع الحوثيين دون إبلاغ إسرائيل
  • إيران تبرئ إسرائيل: انفجار ميناء رجائي نتيجة تسيّب بشري
  • استمرار فتح ميناء رفح البري من الجانب المصري لليوم 56 على التوالي