نصائح لمرضى السكري للصيام الآمن خلال شهر رمضان
تاريخ النشر: 12th, March 2024 GMT
قال خبراء الصحة إنه ينبغي على مرضى السكري الحذر من المخاطر التي قد يواجهونها أثناء صيام شهر رمضان، مع ضرورة استشارة الطبيب المختص لاتخاذ القرارات المشتركة فيما يتعلق بخطط العلاج.
ويعرف مرض السكري بأنه حالة تؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم.
وعندما يتم هضم الطعام ويدخل إلى مجرى الدم، ينقل الأنسولين الغلوكوز من الدم إلى الخلايا، حيث يتم تفكيكه لإنتاج الطاقة.
ولكن مرضى السكري يعانون من عدم قدرة الجسم على تحويل الغلوكوز إلى طاقة، إما لنقص الأنسولين، أو وجود خلل في عمله.
ويقول الخبراء إن الأطعمة الصحية ضرورية لمرضى السكري بعد ساعات من الصيام، وينبغي الاستغناء عن الحلويات وإضافة البديل الصحي، مثل الفواكه، واختيار الأطعمة ذات المؤشر الغلايسيمي المنخفض (GI)، مثل الأرز البسمتي أو الحبوب الكاملة.
كما ينبغي عليهم استخدام جهاز مراقبة الغلوكوز المستمر طوال شهر رمضان، الذي يتضمن اختبار وخز الإصبع لقياس نسبة الغلوكوز في الدم، حيث يوفر تحديثات كل دقيقة حتى تتمكن من معرفة كيفية استجابة جسمك لتغييرات الغلوكوز.
وفيما يلي نصائح لمرضى السكري للصيام بشكل آمن خلال رمضان: 1. الدراية بمخاطر الصيام يجب على مرضى السكري الموازنة بين مخاطر الصيام لتجنب المضاعفات.
وقد يحدث نقص السكر في الدم قبل الإفطار مباشرة، وقد يعاني المريض من أعراض مثل الدوخة والتهيج والتعرق الزائد وسرعة ضربات القلب والرعشة.
وقد يحدث ارتفاع حاد في مستويات السكر في الدم بعد السحور والإفطار، وتشمل الأعراض:
جفاف الفم وآلام البطن والغثيان والقيء وضيق التنفس.
2. السيطرة على السعرات الحرارية المستهلكة ينبغي أن تكون كمية السعرات الحرارية اليومية التي يحتاجها الجسم متوازنة ومقسمة بالتساوي بين السحور والإفطار لتجنب نقص السكر في الدم أو ارتفاعه.
ويمكن لأخصائي التغذية المساعدة في حساب كمية السعرات الحرارية اليومية لكل وجبة.
3. حافظ على رطوبة جسمك يشكل الجفاف مصدر قلق، ويمكن أن يتجلى في انخفاض التبول والبول الداكن والتعب والدوخة.
تأكد من تناول الكثير من الفواكه والخضروات والسلطات أثناء السحور والإفطار.
وتجنب الحلويات والأطعمة الغنية بالسكر والدهون المشبعة، مع الإكثار من الماء وتجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين، خاصة أن مرضى السكري قد يكونون أكثر عرضة لخطر الجفاف خلال شهر رمضان.
4. ممارسة الرياضة باعتدال يمكن ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة مثل المشي أو الركض، ولكن تأكد من تناول كمية جيدة من السوائل.
وقد يوصي الطبيب بفحص مستويات السكر في الدم قبل وبعد ممارسة التمارين الرياضية.
وينبغي تجنب ممارسة التمارين الرياضية الثقيلة أثناء ساعات الصيام
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
البحوث الإسلامية: إصلاح ذات البين عبادة تتفوق على الصيام والصدقة
قال مجمع البحوث الاسلامية، إن من أهم دعائم المجتمع الصالح الذي ينشده الإسلام، ويدعو إليه، ويحث عليه، أن تسود بين أفراده المحبة والإخاء، والصدق والإخلاص، والتعاون على البر والتقوى.
وأوضح مجمع البحوث الإسلامية ، فضل إصلاح ذات البين، قائلا: إن المتأمل في الشعائر التي يقوم بها المسلم، ويُطالب بأدائها يجد أنها تؤكد على هذه المعاني، وتُدَرِّب المسلم على التخلق بها، فمثلا العبادات شرعت فيها الجماعات لتأليف القلوب ونبذ الخلافات، وأن يُرى المسلم بين إخوانه على قلب رجل واحد، وفي جانب المعاملات حَرَّمَ الإسلام كل ما يجلب الخلاف، وينشر الأحقاد، ووضع الإسلام مبدأ عامًا في المعاملات: أن كل ما أدى إلى النزاع والخلاف منهي عنه شرعًا.
وكثيرًا ما نجد الشيطان ينزغ بين بني الإنسان بغية الوقيعة بينهم، وإفساد ذات البين، قال – تعالى -: {إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا} [الإسراء: 53].
وقال – ﷺ –: {إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ} رواه مسلم.
ومعني قوله – ﷺ -: {وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ}: أي أن الشيطان يسعي بين الناس بالخصومات والشحناء والحروب والفتن وغيرها، فيحدث الخلاف والنزاع، ويكون الخصام استجابة لفعل الشيطان.
وطبقا لما يفرضه علينا ديننا أن نسعى بالصلح والتوفيق بين المتخاصمين والإصلاح بينهم، لكي نُفَوِّت على الشيطان غوايته وإفساده بين بنى البشر؛ وذلك استجابة لنداء الرحمن: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [الأنفال: 1]، وقوله: {وَالصُّلْحُ خَيْرٌ} [النساء: 128]، وقوله: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 114].
بل أباح الإسلام في الإصلاح بين الناس كل كلمة طيبة تثلج الصدور وترفع الضغائن والأحقاد، وإن كانت في أرض الواقع ليس لها وجودًا، فقال – ﷺ -: {لَيْسَ الكَذَّابُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ، فَيَنْمِي خَيْرًا، أَوْ يَقُولُ خَيْرًا} متفق عليه.
فيجب أن يكون من يقوم بالإصلاح غير مراءٍ أو طالب رياسة، وأن يتحلى بأخلاق رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في إصلاحه بين الناس، مذكرًا المتخاصمين عاقبة الظلم، مبينًّا فضل العفو.
فعن أُمِّ سَلَمةَ- رضي اللَّه عنها-: أَنَّ رَسُول اللَّه ﷺ قَالَ: {إِنَّمَا أَنَا بشَرٌ، وَإِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ بحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ؛ فأَقْضِي لَهُ بِنحْوِ مَا أَسْمَعُ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بحَقِّ أَخِيهِ فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ} مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
وقد رتب الشرع الحكيم على الإصلاح بين الناس أجورًا عظيمة، فقال- ﷺ - لأبي أيوب رضي الله عنه: {يَا أَبَا أَيُّوبَ، أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى صَدَقَةٍ يُحِبُّهَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ: تُصْلِحُ بَيْنَ الناس إذا تباغضوا، وتفاسدوا}. رواه الطبراني (4/ 138).
وكما رتب الإسلام عظيم الأجر على الإصلاح بين الناس، فقد بيّن عظيم الإثم والوز على الشقاق والنزاع، فقال – ﷺ -: {أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ»، قَالُوا: بَلَى، قَالَ: «صَلَاحُ ذَاتِ البَيْنِ، فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ البَيْنِ هِيَ الحَالِقَةُ، لَا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعَرَ، وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ}. رواه الترمذي.
وختامًا أيها السائل الكريم: “الإصلاح بين الناس له فضل عظيم، وأجر جزيل صاحبه مثاب، ومرفع الدرجات. فاللهم ألف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبل السلام”.