القاهرة – “رأي اليوم “: فوجئ قراء صحيفة الأهرام اليوم بمقال في الصفحة الثالثة عشرة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعنوان “روسيا وافريقيا.. تضافر الجهود من أجل السلام والتقدم ومستقبل ناجح” استهله بقوله: “تستضيف مدينة سان بطرسبورج خلال يومى 27 و28 يوليو أعمال قمة روسياــ إفريقيا الثانية والمنتدى الاقتصادى والإنسانى روسيا-إفريقيا.

وعشية هذه الفعاليات المهمة التى ستقام فى ظل تمثيل مرموق، والتى ستشهد مشاركة عدد من رؤساء الدول والحكومات ورجال الأعمال والعلماء والشخصيات الاجتماعية، أود أن أشارك قراء وسائل الإعلام البارزة فى القارة الإفريقية رؤيتى حيال تنمية العلاقات الروسية ــ الإفريقية وعلى وجه التحديد مجالات التعاون ذات الأولوية للعمل المشترك فى العقود القادمة من القرن الحادى والعشرين”. وأضاف بوتين أن علاقات الشراكة مع إفريقيا تتمتع بجذور قوية وعميقة، مشيرا إلى أنها هذه العلاقات تميزت فى جميع الأوقات بسمات الاستقرار والثقة والنوايا الحسنة. وتابع قائلا: “لقد دعمنا باستمرار الشعوب الإفريقية فى نضالها من أجل التحرر من الاضطهاد الاستعمارى، وقدمنا المساعدة فى بناء المؤسسات وتعزيز السيادة والقدرة الدفاعية. وبالفعل تم تنفيذ الكثير من الأعمال لإنشاء أسس متينة للاقتصادات الوطنية. فعلى سبيل المثال لا الحصر- بمشاركة الخبراء الروس فى إفريقيا – تم بناء أكثر من 330 منشأة للبنية التحتية الكبيرة ومنشآت صناعية فى منتصف الثمانينيات، من بينها محطات توليد الطاقة وأنظمة الرى والمؤسسات الصناعية والزراعية، التى تعمل بنجاح حتى يومنا هذا وتستمر فى تحقيق الأهداف المطلوبة من خلال المساهمة فى التنمية الاقتصادية للقارة السمراء. بالاضافة إلى كل ذلك حصل عشرات الآلاف من الأطباء والفنيين والمهندسين والضباط والمعلمين الأفارقة على تعليمهم فى بلادنا”. ولفت بوتين إلى أن روسيا تدرك بارتياح المكانة الدولية الهامة للدول الإفريقية سواء كل بلد على حدة أو للقارة السمراء بشكل عام، خاصة فيما يتعلق برغبتهم فى إثبات وجودهم بكل قوة وأخذ زمام الأمور لحل مشاكل القارة بأيديهم. وتابع قائلا: “نحن ندعم دائمًا المبادرات البناءة لشركائنا ونؤيد إعطاء الدول الإفريقية مكانة لائقة فى المنظمات التى تحدد مصير العالم، بما فى ذلك مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ومجموعة العشرين، والتى تعمل من أجل إصلاح المؤسسات المالية والتجارية العالمية التى تلبى مصالحها”. وتطرق بوتين إلى صفقة الحبوب قائلا: “ربما سمع الكثيرون عما يسمى بـ «صفقة الحبوب»، والتى كانت تهدف فى الأصل إلى ضمان الأمن الغذائى العالمى، والحد من خطر الجوع ومساعدة أفقر البلدان فى إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. فى الواقع هذا هو السبب فى أن روسيا تعهدت بالالتزام فى تقديم المساعدة وتنفيذ هذه الصفقة. ومع ذلك فإن هذه «الصفقة»، التى تم إظهارها من قبل الغرب على أنها تعبير عن اهتمامه ورعايته بالدول الإفريقية، تم استخدامها فى الواقع وبلا خجل فقط من أجل إثراء الشركات الأمريكية والأوروبية الكبيرة التى قامت بتصدير الحبوب من أوكرانيا وإعادة بيعها للدول الأخرى.” وتابع قائلا: “لكم أن تحكموا بأنفسكم. على مدى عام تقريبًا – تم تصدير فى إطار الصفقة – ما مجموعه 32.8 مليون طن من هذه المواد من أوكرانيا، حيث ذهب أكثر من 70% منها إلى البلدان ذات الدخل المرتفع والمتوسط، بما فى ذلك الاتحاد الأوروبى. فى حين أن نصيب بعض الدول مثل إثيوبيا والسودان والصومال وكذلك اليمن وأفغانستان، كان أقل من 3% من الحجم الإجمالى، بعبارة أخرى أقل من مليون طن.”. وخلص إلى أنه فى ضوء كل هذه الحقائق لم يعد هناك جدوى من استمرار «صفقة الحبوب» التى لا تحقق هدفها الإنسانى، لافتا إلى أن روسيا اعترضت على مسألة الموافقة على تمديد إضافى لـ»الصفقة» واعتبارًا من 18 يوليو تم تعليق تنفيذ الصفقة. وأكد بوتين أن روسيا قادرة على استبدال الحبوب الأوكرانية، سواء على أساس تجارى أو على أساس مجانى، خاصة مع توقع حصاد كبير هذا العام. وأضاف: “أياً كان الأمر فعلى الرغم من العقوبات ستواصل روسيا العمل بكل ما فى وسعها لتنظيم توريد الحبوب والأغذية والأسمدة إلى إفريقيا. نحن نقدر تقديراً عالياً وسنواصل تطوير جميع القطاعات الخاصة بالعلاقات الاقتصادية مع إفريقيا بشكل ديناميكى سواء كان ذلك مع الدول كل على حدة، أو مع منظمات التكامل الإقليمى، وبالطبع مع الاتحاد الإفريقى.”. واختتم مؤكدا أن روسيا تعلق أهمية كبيرة على القمة الثانية القادمة بين روسيا وإفريقيا، مشيرا إلى أنه بناءً على نتائجها من المخطط اعتماد بيان شامل، وعدد من البيانات المشتركة، والموافقة على خطة عمل منتدى الشراكة روسيا ــ إفريقيا للفترة حتى عام 2026، لافتا إلى أنه يجرى إعداد حزمة مهمة من الاتفاقات ومذكرات التفاهم الحكومية الدولية والمشتركة بين الوزارات والمؤسسات للتوقيع عليها، سواء مع الدول كل على حدة ومع المنظمات الإقليمية فى القارة السمراء. وأنهى مبديا تطلعه إلى عقد اجتماعات مع قادة الدول الإفريقية فى مدينة سانت بطرسبورج، و إلى حوار بناء ومثمر، مؤكدا أنه على يقين من أن قرارات القمة والمنتدى، وكذلك العمل المشترك والمتعدد الأوجه، ستعمل على زيادة تطوير الشراكة الاستراتيجية الروسية الإفريقية لصالح بلداننا وشعوبنا.

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: صفقة الحبوب أن روسیا إلى أنه من أجل إلى أن

إقرأ أيضاً:

تقرير دولي: ليبيا بين أكثر الدول الإفريقية تطوراً في 2025

سجلت ليبيا حضورًا متقدمًا ضمن قائمة أكثر الدول الأفريقية تطورًا خلال عام 2025، بعدما حلّت في المرتبة التاسعة أفريقيًا وفق مؤشر التنمية البشرية HDI الصادر عن World Population Review، بمعدل بلغ 0.721، في مؤشر يعكس تحسنًا تدريجيًا في مسار التنمية البشرية بعد سنوات من النزاع وعدم الاستقرار.

وأظهر التقرير أن هذا التقدم الليبي ارتبط بإعادة هيكلة قطاع التعليم، والتوسع في التعليم المهني والتقني، وربطه بمتطلبات إعادة الإعمار وسوق العمل، إلى جانب تحسن نسبي في مؤشرات الصحة ومستوى الدخل الفردي، ما ساهم في تعزيز جودة الحياة مقارنة بالسنوات السابقة.

وأوضح التقرير، الذي أعدّته الباحثة فاثيا أولاسوبو، أن التصنيف اعتمد على مؤشر التنمية البشرية الذي يقيس التقدم عبر ثلاثة محاور رئيسية تشمل متوسط العمر المتوقع، ومستوى التعليم، والدخل الفردي، بدلًا من الاعتماد على الناتج المحلي الإجمالي فقط، معتبرًا أن التنمية الحقيقية تُقاس بمدى انعكاس السياسات العامة على حياة المواطنين.

وبحسب التصنيف، تصدرت سيشل قائمة الدول الأفريقية الأكثر تطورًا في 2025 بمؤشر بلغ 0.848، نتيجة التزام طويل الأمد بتنمية الإنسان، وتحقيق معدلات شبه كاملة في التعليم ومحو الأمية، مع تركيز متزايد على العلوم والتكنولوجيا والمهارات الرقمية ضمن خطة تطوير التعليم والمهارات للفترة 2023–2027.

وجاءت موريشيوس في المرتبة الثانية بمؤشر 0.806، محافظة على موقعها المتقدم بفضل استثمارات قوية في التعليم والصحة والمؤسسات المستقرة، مع إصلاحات ركزت على مجالات STEM، والتعلم مدى الحياة، والمهارات المرتبطة بالاقتصاد الرقمي.

وحلت الجزائر في مرتبة متقدمة بمؤشر 0.763، مدفوعة باستثمارات متواصلة في التعليم والصحة وتنويع الاقتصاد، إلى جانب تحديث واسع للمناهج التعليمية، مع تركيز على التعليم التقني والمهني والمهارات الرقمية.

وسجلت مصر مؤشر 0.754، مستفيدة من الجمع بين الإصلاحات الاقتصادية والاستثمار في رأس المال البشري، مع تحديث المناهج، والتوسع في التعليم الفني والرقمي، وبرامج دعم الفئات المهمشة.

أما تونس، فحققت مؤشر 0.746، نتيجة سياسات اجتماعية شاملة ركزت على تقليل التسرب المدرسي، ومواءمة التعليم مع سوق العمل، وتعزيز التعليم الرقمي والتقني.

وحافظت جنوب أفريقيا على موقعها المتقدم بمؤشر 0.741، مستندة إلى اقتصاد متنوع وبنية تحتية متطورة، مع سياسات تعليمية ركزت على المهارات الرقمية والتعليم المهني وبرامج الإنصاف الاجتماعي.

وسجلت الغابون مؤشر 0.733، معتمدة على توظيف عائدات النفط في تطوير التعليم والصحة، وتحديث المناهج، والتوسع في التعليم المهني وعلوم STEM.

وجاءت بوتسوانا بمؤشر 0.731، مستفيدة من الاستقرار السياسي والإدارة الرشيدة لثروات الألماس، واستثمارات مستمرة في التعليم الأساسي والعالي، وبرامج تأهيل الشباب لسوق العمل الحديث.

ودخل المغرب قائمة العشر الأوائل بمؤشر 0.710، مدعومًا بإصلاحات طويلة الأمد في التعليم والصحة، ركزت على تحديث المناهج، وتقليص الفجوة بين الجنسين، وتوسيع التعليم الرقمي.

وأكد التقرير أن الدول المتقدمة في تصنيف 2025 نجحت في تحويل النمو الاقتصادي والسياسات العامة إلى تحسن ملموس في جودة حياة المواطنين، عبر استثمارات طويلة الأمد في الصحة والتعليم وتعزيز الحكم الرشيد.

وخلص التقرير إلى أن التجارب الأفريقية الناجحة تظهر أن التنمية الحقيقية لا تُقاس بالنمو الاقتصادي وحده، بل بمدى انعكاس السياسات العامة على صحة الإنسان، وتعليمه، وفرصه المعيشية، مع الإشارة إلى أن تحسن ترتيب ليبيا يمثل فرصة مهمة لتعزيز الاستقرار وربط التنمية بالتعافي الاقتصادي وإعادة الإعمار.

ويُعد مؤشر التنمية البشرية أحد أهم أدوات قياس جودة الحياة عالميًا، ويعتمد على متوسط العمر المتوقع عند الولادة، ومستوى التعليم، والدخل الفردي، ويُستخدم لتقديم صورة أشمل عن واقع التنمية، خصوصًا في الدول الخارجة من النزاعات مثل ليبيا، حيث يشكل تحسن هذا المؤشر عنصرًا محوريًا في دعم الاستقرار وإعادة بناء الدولة.

مقالات مشابهة

  • “أن تكون مع بوتين أفضل من الحرب”
  • الخارجية الأمريكية: قرار الأمم المتحدة بشأن غزة “غير جاد ومنحاز ضد إسرائيل”
  • تقرير دولي: ليبيا بين أكثر الدول الإفريقية تطوراً في 2025
  • منتخب “الكاراتي” يحصد 14 ميدالية في ألعاب إفريقيا للشباب
  • غوتيريش في بغداد وبعثة الأمم المتحدة قبل المغادرة: العراق يقود خطة “مارشال”
  • “الجبهة الشعبية” تدين القرصنة الأمريكية لناقلة النفط الفنزويلية
  • من لاوس.. شويغو يحذر من “الناتو الشرقي” وتقدير لدور سيسوليت في تعزيز العلاقات مع روسيا
  • “التحالف الإسلامي” يوقّع مذكرة تعاون مع الصندوق السعودي للتنمية
  • رئيس “دي بي وورلد”: ممران رئيسيان يعززان النقل بين روسيا والإمارات
  • روسيا تحدّث روبوتات “كورير” العسكرية وتزودها بأسلحة جديدة