فقد ابنه في الحرب.. فلسطيني يروي «لحظات الرعب» بعد إصابته بصاروخ إسرائيلي في غزة
تاريخ النشر: 14th, March 2024 GMT
بين جدران المستشفى، يتأرجح شاب فلسطيني بين حافة الحياة والموت، يعاني وسط أجهزة التنفس الصناعي التي تساعده على البقاء، تكاد أن تتوقف نبضاته بسبب الجراح العميقة في قدمه ويده اليمنى والتي خلفتها أيادي الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، كما أنّ ملاءته المغطاة بالدماء تعكس حجم دمار صواريخ الاحتلال للحجر والبشر، ورغم كل ذلك يبقى في عينيه إصرار لا يلين وعزم لا يتزعزع، فهو يستمر في مقاومته دفاعا عن أرضه وحفظا لعرضه، وحبا في الحياة.
بقدمه المجروحة ويده المصابة، يروي الشاب الفلسطيني «محمود محمد» قصة معاناة وألم كبيرة، تبدأ بإصابة قدمه ويده اليمنى جراء صاروخ إسرائيلي، ولم تتوقف عند ذلك، بل امتددت لتشمل فقدان ابنه الأول في الحرب، وإصابة ابنه الثاني بصاروخ إصابات بالغة، ووسط كل هذا الجُرح النفسي والبدني يجد الشاب في الصبر والأمل سبيلا للخروج من بحر الألم إلى بر الشفا.
يقول الشاب الثلاثيني وفي صوته الكثير من الصمود والأمل أثناء حديثه لـ«الوطن»: «أُصيبت قدمي ويدي تحت وابل الصواريخ، واهتزت الأرض بي، كما أنّ أطرافي قد يتم بترها على حسب حديث الأطباء إذا لم أعالج بشكل جيد، ولكنني رغم ذلك لم أستسلم، أحلم بالسفر إلى بلدنا الثاني مصر التي دائما ما تحتضننا عند كل نداء، وأثق في قدرات أطبائها على شفائي والعودة لحياتي بشكل طبيعي من أجل استكمال المحافظة على أرضنا».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: فلسطين شاب فلسطيني صواريخ الاحتلال حياة كريمة مؤسسة حياة كريمة
إقرأ أيضاً:
زعيم إسرائيلي معارض: جيشنا يقتل أطفال غزة كهواية
والدة التوأم الفلسطيني وسام ونعيم أبو عنزة تعانق الطفلين اللذين ولدا خلال حرب غزة وقتلتهما غارات إسرائيلية في رفح جنوب قطاع غزة. 3 مارس 2024 - Reuters
وجّه زعيم حزب الديمقراطيين المعارض والنائب السابق لرئيس هيئة الأركان الإسرائيلية يائير جولان، انتقادات حادة إلى سياسة تل أبيب في قطاع غزة، متهماً الجيش الإسرائيلي بـ"إدارة حرب ضد المدنيين، وقتل الرضع كهواية".
وأثارت تصريحات يائير جولان "عاصفة سياسية" في تل أبيب، إذ أدان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التصريحات، كما دفعت عدداً من الوزراء والسياسيين إلى مهاجمته.
وقال نتنياهو في بيان: "أدين بشدة التحريض الجامح من يائير جولان ضد جنودنا... وضد إسرائيل.. جولان، الذي يشجع على رفض الخدمة، والذي سبق أن قارن إسرائيل بالنازيين وهو لا يزال يرتدي الزي العسكري، وصل إلى مستوى جديد من الانحدار عندما زعم أن إسرائيل تقتل الأطفال كهواية".
ووفق الأمم المتحدة، فإن نسبة الأطفال والنساء الذين قتلتهم إسرائيل في غزة منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، تبلغ 70% من إجمالي الضحايا الذين تجاوزوا الـ55 ألفاً، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من المصابين.
إسرائيل تقتل الأطفال في غزة "كهواية"
زعيم حزب "الديمقراطيين" المعارض والنائب السابق لرئيس هيئة الأركان الإسرائيلية، يائير جولان، وجّه انتقادات حادة إلى سياسة إسرائيل في حربها على قطاع غزة، متهماً بلاده بـ"بإدارة حرب ضد المدنيين، وقتل الرضع كهواية".
وقال جولان في مقابلة إعلامية: "الدولة العاقلة لا تدير حرباً ضد المدنيين، لا تقتل الرضع كهواية، ولا تضع لنفسها هدفاً يتمثل بتهجير السكان"، مضيفاً: "للأسف، الحرب مستمرة إلى الأبد من وجهة نظر حكومة إسرائيل.. وهذا الأمر بطبيعة الحال مؤسف وله أثمان باهظة".
وأضاف أن "أهداف الحرب لم تتحقق، (لم نقضِ على حماس) ولم نُسقطها عسكرياً أو سلطوياً، ولم نُعد المختطفين".
وبشأن ما إذا كانت عملية "عربات جدعون" الجارية حالياً في غزة غير ضرورية، قال جولان: "لقد أنهينا العملية العسكرية المتمثلة بكسر القوة العسكرية لحماس في مايو-يونيو من العام الماضي.. ومنذ ذلك الحين، دخلت الحرب مرحلة تتضاءل فيها الأهداف العسكرية الاستراتيجية، وتزداد الأهداف السياسية، أي بقاء هذه الحكومة".
وأضاف: "قلت منذ بداية الحرب إن هناك تناقضاً في أهدافها. يجب تحديد سلم أولويات. أولوياتي واضحة تماماً، ويبدو لي أن أكثر من 70% من مواطني إسرائيل أولوياتهم أيضاً واضحة.. أولاً يجب إعادة جميع المختطفين... أما حماس، يمكن محاسبتها أيضاً بعد عامين، ثلاثة، خمسة أو عشرة أعوام".
"دولة منبوذة"
وبشأن البيان المشترك الذي أصدرته كل من بريطانيا، وفرنسا، وكندا بشأن العملية العسكرية، قال جولان إن "إسرائيل في طريقها لأن تصبح دولة منبوذة بين الأمم.. إذا لم تعد للتصرف كدولة عاقلة، فالدولة العاقلة لا تدير حرباً ضد المدنيين، لا تقتل رضعاً كهواية، ولا تضع لنفسها أهدافاً لترحيل السكان. هذه الأمور ببساطة مروّعة".
ورداً على تصريحات جولان، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس: "من شبّه المجتمع الإسرائيلي سابقاً بالنظام النازي، ويختلق الآن افتراءات، ويشوه دولة إسرائيل وجيشها في وقت الحرب، يجب أن يُنبذ من الحياة العامة".
كما قال وزير الخارجية جدعون ساعر: "الافتراء الدموي من يائير جولان ضد إسرائيل وضد جيشها، لن يُغتفر. ما قاله جولان سيكون بالتأكيد وقوداً على نار معاداة السامية في العالم.
بدوره قال وزير الاتصالات شلومي كارعي: "يائير جولان مخرب. يخرب جهود تحقيق أهداف الحرب. يخرب أمن الجيش الإسرائيلي. يخرب الديمقراطية الإسرائيلية".
أرقام مأساوية لواقع أطفال غزة
كان الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني قال، أبريل الماضي، إن نحو 39 ألف طفل في غزة فقدوا أحد والديهم أو كليهما منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على القطاع في السابع من أكتوبر 2023، معتبراً أنها "أكبر أزمة يُتم" في التاريخ الحديث.
وأضاف الجهاز في بيان بمناسبة "يوم الطفل الفلسطيني، الذي يحل في الخامس من أبريل من كل عام، أن من بين هؤلاء الأطفال "نحو 17 ألف طفل حرموا من كلا الوالدين".
وأشار الجهاز إلى أن "هؤلاء الأطفال يعيشون في ظروف مأساوية، حيث اضطر الكثير منهم للجوء إلى خيام ممزقة أو منازل مهدمة، في ظل غياب شبه تام للرعاية الاجتماعية والدعم النفسي".