لأول مرة، لم تعد حلوى القطايف تحتل المكانة المميزة التي كانت تحظى بها موائد إفطار الأسر الفلسطينية في غزة خلال شهر رمضان، بسبب ارتفاع أسعارها بشكل جنوني نتيجة للحصار الخانق الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي ضمن عدوانه الوحشي.

وارتفعت أسعار مكونات القطايف بشكل كبير بسبب شح الموارد وتواصل العدوان الإسرائيلي، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع سعر الكيلوغرام الواحد من 5 شواكل إلى 30 شيكل ( الدولار يساوي 3.

64 شيكل)، وهو ما دفع السكان إلى تجنب شرائها، حسب الأناضول.

وتحولت حلوى القطايف، المعتادة على موائد إفطار الأسر في الأعوام السابقة من شهر رمضان، محصورة لأولئك الذين يمتلكون الأموال، ما يجعل لذتها غائبة عن كثير من أهالي غزة في ظل تفاقم الكارثة الإنسانية.

ويعتبر سكان قطاع غزة "القطايف" سيدة الحلويات الرمضانية وتقليداً يتوارثه الأجيال، حيث تتميز هذه الحلوى بأنها سهلة الصنع ورخيصة التكاليف.


تتكون "القطايف" من فطيرة صغيرة حجمها أصغر من كف يد الإنسان، تحشى بالمكسرات أو الزبادي أو التمر، وتُخبز، ثم تُغمس بـ "القطر" المصنوع من ماء العسل أو السكر.

وفي مدينة رفح بقطاع غزة، يشتكي صانع القطايف، يحيى شلبي (25 عاما)، من قلة المبيعات هذا العام، حيث يدرك ارتفاع الأسعار وعدم قدرة السكان على شرائها.

ويقول شلبي خلال حدثه للأناضول: "تجاوزت أسعار القطايف هذا العام الحد الطبيعي، حيث وصل سعر الكيلوجرام إلى 30 شيكل، بعكس السنوات السابقة التي كانت تتراوح بين 5 و 6 شواكل".

ويضيف: "الظروف المعيشية صعبة للغاية في قطاع غزة نتيجة للحرب، وأغلب السكان غير قادرين على شراء حلوى القطايف التي كانت تعتبر جزءًا أساسيًا من مائدة الإفطار في رمضان".

ويشير إلى أنه في السنوات السابقة، كان الطلب على القطايف مرتفعًا، ولكن هذا العام انخفضت المبيعات وتقلص عدد الزبائن، حيث يقتصر الشراء على أولئك الذين يمتلكون الأموال.

وأوضح شلبي أن القطايف لا تعتمد فقط على العجينة بل تتطلب أيضًا استخدام السكر لإعداد القطر وإضافة المكسرات، وكل هذه المكونات مرتفعة الثمن بشكل جنوني في ظل الحرب على غزة.

من جهته، يعبر الفلسطيني أحمد أبو طوق (23 عاما) عن استيائه من قلة المبيعات لحلوى القطايف، التي كانت مصدر دخل له ولعائلته خلال شهر رمضان.

وكان أبو طوق يعمل على بيع مجموعة متنوعة من الحلويات قبل شهر رمضان، لكن في رمضان يقتصر عمله على بيع القطايف بسبب الطلب الكبير عليها، ومع ذلك، هذا العام شهد انخفاضًا كبيرًا في الطلب بسبب ارتفاع ثمنه مقارنة بالأعوام الماضية.

يوضح: "الوضع الإنساني صعب جدا في قطاع غزة جراء الحرب، وبيع الحلويات مصدر دخل لعائلتي، و لقد اقتصر الآن على بيع القطايف، لكن الطلب عليها شبه معدوم".

ويضيف: "أثرت الحرب على ارتفاع ثمن مكونات القطايف، الحلوى المفضلة لدى الفقراء والأثرياء في رمضان، ولذا ارتفع سعرها".

ويشير إلى أن "الطبقة الفقيرة والمتوسطة تجد صعوبة في شراء القطايف، بينما يمكن لمن يملك الأموال شراؤها ولكن بكميات قليلة"، حسب الأناضول.

ويحل رمضان هذا العام بالتزامن مع تفاقم الكارثة الإنسانية غير المسبوقة التي تفتك بأهالي قطاع غزة، في ظل تواصل العدوان والقصف العشوائي العنيف، وسط نزوح أكثر من 1.8 مليون نسمة داخليا إلى المخيمات غير المجهزة بالقدر الكافي ومراكز الإيواء.


وتتصاعد حدة المجاعة في قطاع غزة بشكل متسارع، لا سيما في المناطق الشمالية، ما أسفر عن استشهاد  فلسطينيين، بينهم أطفال ومسنون، جراء الجفاف ونقص حاد في التغذية.

ويشن الاحتلال الإسرائيلي حرب تجويع وحشية على أهالي قطاع غزة، عبر عرقلة دخول المساعدات من خلال المعابر البرية ما أدى إلى اتساع رقعة المجاعة لا سيما في مناطق شمال قطاع غزة.

وتنفذ عدد من الدول العربية والأجنبية عمليات إنزال جوية للمساعدات الإنسانية على مناطق مختلفة من قطاع غزة في محاولة إلى تدارك الكارثة الإنسانية التي تفتك بالغزيين، غير أن مسؤولين أمميين شددوا على أن ذلك لا يغني عن ضرورة فتح المعابر.

ولليوم الـ162 على التوالي، يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.

وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى أكثر من 31 ألف شهيد، وأكثر من 72 ألف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية القطايف الفلسطينية غزة رمضان الاحتلال فلسطين غزة الاحتلال رمضان القطايف المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة شهر رمضان هذا العام التی کانت قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين في غزة

أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ، اليوم الأحد، 25 مايو 2025، ارتفاع عدد الشُّهداء الصَّحفيين إلى 220 صحفيا بعد استشهاد الصحفي حسان مجدي أبو وردة.

وفيما يلي نص البيان كما وصل وكالة سوا:

بيان صحفي صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة:

ارتفاع عدد الشُّهداء الصَّحفيين إلى 220 صحفياً بعد استشهاد الصحفي حسان مجدي أبو وردة

ارتفع عدد الشهداء من الصحفيين إلى (220 شهيداً صحفياً) منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، وذلك بعد الإعلان عن استشهاد الزميل الصحفي:

???? الصحفي الشهيد/ حسان مجدي أبو وردة
مدير وكالة "برق غزة" الإخبارية

حيث استشهد مع عدد من أفراد عائلته بعد قصف الاحتلال "الإسرائيلي" لمنزلهم في منطقة جباليا النزلة (شمال قطاع غزة).

يُدين المكتب الإعلامي الحكومي بأشد العبارات استهداف وقتل واغتيال الاحتلال "الإسرائيلي" للصحفيين الفلسطينيين بشكل ممنهج، وندعو الاتحاد الدولي للصحفيين، واتحاد الصحفيين العرب، وكل الأجسام الصحفية في كل دول العالم إلى إدانة هذه الجرائم الممنهجة ضد الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين في قطاع غزة.

نُحمّل الاحتلال "الإسرائيلي" والإدارة الأمريكية والدول المشاركة في جريمة الإبادة الجماعية مثل المملكة المتحدة، وألمانيا، وفرنسا؛ نحملهم المسؤولية الكاملة عن ارتكاب هذه الجرائم النَّكراء الوحشية.

نطالب المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والمنظمات ذات العلاقة بالعمل الصحفي والإعلامي في كل دول العالم إلى إدانة جرائم الاحتلال وردعه وملاحقته في المحاكم الدولية على جرائمه المتواصلة وتقديم مجرمي الاحتلال للعدالة، كما ونطالبهم إلى ممارسة الضغط بشكل جدي وفاعل لوقف جريمة الإبادة الجماعية، ولحماية الصحفيين والإعلاميين في قطاع غزة، ووقف جريمة قتلهم واغتيالهم.

نسأل الله تعالى لجميع الزملاء الشهداء الصحفيين الرحمة والقبول والجنة، ولذويهم وللأسرة الصحفية الفلسطينية الصبر والسلوان، كما نتمنى الشفاء العاجل لجميع الصحفيين الجرحى.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من أخبار غزة المحلية القسام تُعلن عن عملية "مُركّبة" استهدفت قوات إسرائيلية شرق خانيونس الأونروا: هذا السبيل الوحيد لمنع تفاقم الكارثة في غزة تصعيد إسرائيلي شمالا وجنوبا.. شهداء بينهم صحفي في غارات على قطاع غزة الأكثر قراءة بنود الاتفاق - صحيفة تنشر تفاصيل مفاوضات غزة الجارية بالدوحة المجلس الوطني: ما يجري في غزة تطهير عرقي ونطالب بتحرك دولي عاجل الاحتلال يقتحم العيسوية والرام وواد الجوز بالقدس الاحتلال يواصل اقتحام بلدتي كفر الديك وبروقين بسلفيت لليوم الرابع عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة إلى 53939 شهيدا و122797 مصابًا
  • ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين في غزة
  • استشهاد 9 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة
  • شهداء بمجازر إسرائيلية برفح وخانيونس
  • ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة إلى 53.901 شهيد و122.593 مصابًا
  • ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على غزة إلى 53,901 شهيد و122,593 مصابا
  • استشهاد يقين حمّاد الطفلة الفلسطينية الناشطة على مواقع التواصل
  • الأونروا: المساعدات التي تصل لغزة أشبه بإبرة في كومة قش
  • 27 شهيدا جراء قصف الاحتلال مناطق متفرقة من قطاع غزة منذ فجر اليوم
  • مجازر مروعة في غزة.. والاحتلال يستهدف مستودع أدوية بمستشفى العودة