رمضان في غزة يتحول إلى صراع من أجل البقاء
تاريخ النشر: 17th, March 2024 GMT
تحول رمضان بالنسبة لسكان غزة من وقت للعبادة والإحسان والصيام من الفجر حتى المغرب، إلى صراع يومي من أجل البقاء، وسط أنقاض المباني والمنازل وتحت القصف الإسرائيلي.
وتنقل صحيفة “نيويورك تايمز” في تقرير أن الحرب الإسرائيلية على غزة حولت شهر رمضان، الذي بدأ يوم الاثنين، من مناسبة مليئة بالطقوس الدينية إلى شهر حزين وسط الأنقاض والشوارع المظلمة الخالية.
ومع عدم وجود وقف مأمول لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس، بات رمضان الآن صراعا يوميا من أجل البقاء. بالنسبة للعديد من سكان غزة، فإن محاولات جلب بعض البهجة إلى القطاع تصطدم بجبل من اليأس، وفق الصحيفة.
وشنت إسرائيل بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر حربا بهدف القضاء على الحركة، وقتل أكثر من 30 ألف فلسطيني في القصف الإسرائيلي، وفقا لسلطات الصحة في غزة، ويلوح خطر المجاعة في الأفق نتيجة للحصار الإسرائيلي شبه الكامل.
وتفرقت العائلات، التي كانت تتجمع بنهاية صيام كل يوم، مع فرار معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة من منازلهم. ويعيش الكثيرون الآن في مخيمات مزدحمة. وتعرضت العديد من المساجد التي تقام فيها صلاة التراويح للقصف وتحولت إلى أنقاض. واتهمت إسرائيل حماس بالعمل من بعض مساجد غزة وهو اتهام تنفيه حماس.
القوت الأساسي، مثل التمر ومياه الشرب التي يفطر بها المسلمون تقليديا ، تكاد تكون غائبة. حتى سعادة الأطفال فقدت هذا العام، خاصة عندما يخرجون إلى الشوارع بعد الإفطار بمصابيح رمضان وألعابهم. الآن الجميع داخل منازلهم حتى قبل غروب الشمس، ويشعرون بالخوف.
اقرأ أيضاًتقاريرذاكرة الأجداد.. تحكي قصص ترائي هلال رمضان ما بين الأمس واليوم
ويأتي شهر رمضان هذا العام أيضا في الوقت الذي فقد العديد من سكان غزة كل شيء ويقترب القطاع من المجاعة، كما يقول مسؤولو الأمم المتحدة. توفي ما لا يقل عن 27 طفلا فلسطينيا بسبب سوء التغذية والجفاف ونقص حليب الأطفال، حسبما قال مسؤولو الصحة في غزة.
وقالت جماعات حقوق الإنسان وخبراء الأمم المتحدة ومؤخرا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي إن إسرائيل تتعمد تجويع الفلسطينيين. وتصر إسرائيل طوال الحرب على أنها ملتزمة بالسماح بدخول أكبر قدر ممكن من المساعدات إلى غزة وألقت باللوم في التأخير على موظفي الأمم المتحدة ولوجستياتها.
وتقول جماعات إغاثة ومسؤولو الأمم المتحدة إنه سيكون من الأفضل لإسرائيل تخفيف القيود المفروضة على دخول الشاحنات عند نقاط العبور القائمة إلى القطاع وبذل المزيد من الجهد لتسريع تسليم المساعدات داخل غزة.
ولا تصل أي مساعدات تقريبا إلى شمال غزة، وأوقفت وكالات الأمم المتحدة إلى حد كبير إرسال المساعدات إلى الشمال مشيرة إلى القيود الإسرائيلية والمخاوف الأمنية.
ووسط الانعدام شبه الكامل للغذاء، فإن سكان غزة، كما تقول الصحيفة، قد “صاموا لأشهر عمليا” حتى قبل بداية شهر رمضان.
ويحاول العديد من المسلمين عادة قراءة القرآن بأكمله خلال شهر رمضان وأداء صلوات التراويح . لكن في الشمال، نادرا ما يتجمع الناس لأداء صلاة التراويح في منطقة مفتوحة لأنهم يخشون التعرض لغارة جوية.
وفيما بدا وكأنه سخرية قاسية بالنسبة للعديد من سكان غزة، قبل أيام من بدء شهر رمضان، قال أحد السكان إن الطائرات الحربية الإسرائيلية ألقت منشورات على أجزاء من شمال غزة كتب عليها: “صوما مقبولا وذنبا مغفورا وإفطارا شهيا”. وردا على سؤال حول المنشورات، لم يرد الجيش الإسرائيلي على طلبات متكررة للتعليق للصحيفة.
وعلى الرغم من الحرب والوجود المستمر للقوات البرية الإسرائيلية، حاول بعض سكان غزة إضفاء قدر من الاحتفالات والشعائر الدينية على الشهر الفضيل بقدر ما يسمح به الصراع.
“في شمال غزة، سيطر علينا الجوع والخوف”، يقول ماهر حبوش، لاعب كمال أجسام في غزة، في مقطع فيديو على حسابه على إنستغرام. وأظهر الفيديو عشرات الأطفال والبالغين وهم ينظفون شوارع أحد الأحياء ويرسمون الجدران باللون الوردي والأزرق والأصفر. لكننا سنستقبل الشهر المبارك بسعادة وتفاؤل، لأن رمضان نعمة”.
في السنوات السابقة، كان سكان غزة يتنافسون مع بعضهم البعض عند تزيين منازلهم وشوارعهم. والآن، أصبح فانوس رمضان ترفا لا يستطيع تحمله سوى القليل.
أرادت فادية نصار، 43 عاما، شراء فوانيس رمضان لابنتها وبنات أخيها وأبناء أخيها، الذين يتقاسمون جميعا غرفة في منزل مع نازحين آخرين من غزة في مدينة دير البلح، لكن الأسعار مرتفعة. واعتقدت أيضا أن مثل هذه اللمسات الزخرفية قد تبدو غير مناسبة أمام الأطفال الآخرين الذين يعيشون في المنزل والذين فقدوا والديهم أو أقارب آخرين.
كانت قد عادت لتوها من السوق ولم تستطع شراء أي مواد بسبب تكلفة كل شيء. وقالت إنهم سيعتمدون بدلا من ذلك على السلع المعلبة للإفطار. وقالت إن الأسواق كانت مكتظة، ولكن بدلا من الأجواء المزدحمة والاحتفالية كما في رمضان الماضي، عندما كانت الأناشيد تنتشر في الشوارع، كان هناك توتر وخوف من الفوضى الآن.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية الأمم المتحدة شهر رمضان سکان غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
صحف عالمية: إسرائيل جوّعت سكان غزة عمدا وبموافقة الغرب
تناولت صحف عالمية الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة وقالت إن إسرائيل تعمدت تجويع السكان بمساعدة الغرب، وإن إسقاط المساعدات جوا "فكرة سيئة وخطيرة".
ففي صحيفة "ليبيراسيون" الفرنسية، قال مقال إن إسرائيل سمحت بإسقاط المساعدات جوا إلى غزة بعد ضغوط دولية، لكنه وصف الفكرة بأنها "سيئة وخطيرة وغير مناسبة للقطاع الذي يعاني المجاعة". وأضاف أن فتح المعابر والسماح بمرور المساعدات العالقة على الحدود هو الحل الأفضل.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2رئيس وزراء فرنسي سابق: علينا أن نواجه الجنون القاتل في غزةlist 2 of 2أهداف الحرب الإسرائيلية في غزة تتلاشى وسط وعود فارغةend of listكما نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية مقالا للكاتب أوين جونز، قال فيه إن إسرائيل "جوّعت أهل غزة عمدا"، وإنها "لم تكن لتفعل ذلك من دون مساعدة الغرب".
وأضاف أن "فرك اليدين الظاهر من رئيس الوزراء البريطاني وقادة الغرب، وإبداء شعورهم بالقلق على ما يحدث في غزة، تصرف بلا أي أهمية، لأنهم كانوا يعرفون تماما ما يحدث للفلسطينيين".
وأكد الكاتب أن تجويع إسرائيل المتعمد لغزة "هو جريمة جرى الاعتراف بها وتصميمها وتنفيذها على مرأى الجميع"، مضيفا أنه "رغم الذنب الشائن والواضح لإسرائيل، فإن أكاذيبها ما زالت تلقى استحسانا من السياسيين والإعلام الغربي".
الدولة الفلسطينية استوفت شروطها
وفي صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، اعتبر مقال أن الحقيقة المرة لإسرائيل "هي أن كل يوم إضافي في غزة والضفة الغربية يكثّف موجة الاعتراف العالمية بضرورة قيام دولة فلسطينية".
فبعد فرنسا وبريطانيا، هناك إشارات من مالطا واليونان وبلجيكا إلى الاعتراف بدولة فلسطين، كما يقول المقال الذي انتقد حكومة بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب، قائلا "إن الإسرائيليين جميعهم كأنهم مختطفون من جانب عصابة من المجرمين تحتجزهم رهائن في عملية احتيال ديمقراطية، ولا يعرفون كيف الخلاص".
أما صحيفة "نيويورك تايمز"، فقالت إن تعهد بريطانيا وفرنسا بالاعتراف بالدولة الفلسطينية "يعكس إحباطا عميقا من سلوك إسرائيل في غزة والضفة الغربية المحتلة".
إعلانونقلت الصحيفة عن خبراء في القانون الدولي أن هذه التعهدات "تعني أن فلسطين استوفت كافة الشروط المطلوبة لإقامة دولة مستقلة، وهي: سكان دائمون، وحدود إقليمية محددة، وحكومة، وقدرة على إدارة الشؤون الدولية، حتى لو كان أحد هذه العناصر محل نزاع".
وختاما، نقلت "وول ستريت جورنال" عن أمير أفيفي، وهو عميد إسرائيلي متقاعد يقدم المشورة لوزارة الدفاع الإسرائيلية، أن إسرائيل "اعتقدت خطأ أن لديها موقفا تفاوضيا قويا مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بعد هزيمة إيران وحزب الله والسيطرة على معظم قطاع غزة".
كما نقلت الصحيفة عن عوفر غوترمان، وهو مسؤول سابق في الاستخبارات الإسرائيلية، أن فشل 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 "جعل من الصعب عاطفيا وسياسيا في إسرائيل إنهاء الحرب من دون القدرة على القول إن هجوما من طرف حماس لن يتكرر أبدا".