قراءة في كتاب: “نقوش جبال القنة في محافظة تثليث – دراسة تحليلية مقارنة”
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
أنجز الباحث سالم بن هذال القحطاني كتاباً أكاديمياً عن النقوش الثمودية بعنوان: “نقوش جبال القنة في محافظة تثليث – دراسة تحليلية مقارنة”.
ويقع هذا الكتاب الصادر من وكالة الآثار والمتاحف (هيئة التراث حالياً) في 221 صفحة مقسمة على أربعة فصول تحوي الموضوعات التالية: الخلفية الجغرافية والتاريخية لمحافظة تثليث، نقوش جبال القنة، مضامين النقوش، الرسوم الصخرية في جبال القنة، بالإضافة إلى فهارس للأعلام والقبائل والمعبودات والألفاظ والمفردات.
واستهل الباحث كتابه بنبذة عن مدينة “تثليث”، ذاكراً أنها محافظة تتبع إدارياً لمنطقة عسير، وتبعد عن مدينة أبها مسافة 235 كيلاً، وتشرف على عدد كبير من المراكز والقرى والهجر، مبيناً أنها سميت بهذا الاسم نسبة إلى واديها العملاق الذي يبلغ طوله أكثر من 450 كيلاً من أقصى منابعه في بلاد سنحان حتى حدود وادي الدواسر، أما “جبال القنة”، موضع الدراسة فهي سلسلة جبلية سوداء طويلة تقع جنوب غرب “مدينة تثليث” بين وادي جاش ووادي الثفن، وفيها أودية كثيرة وشعاب مليئة بالغابات والأحراش والكهوف ومواقع المياه.
وبيّن أن الكتاب يحتوي على دراسة وتحليل 193 نقشاً ثمودياً موزعة على 6 مواقع من جبال القنة وهي: السويد والرقيرقة والسعيدة والريازة ودنة وعشيرة.
وأشار إلى أن الخط الثمودي المستخدم لتدوين هذه النقوش يمثل المراحل المختلفة له من مبكر ووسيط ومتأخر، وذلك قياساً على أنواع الحروف وأشكالها، وأما الطرق التي صيغ بها ثلاثة وهي: الخط المستقيم المقروء من اليمين إلى اليسار والخط العمودي المقروء من الأعلى إلى الأسفل، والخط المائل، وقد عثر فيها على جميع حروف الخط الثمودي ما عدا حرف “الظاء”، وربما وصل الخط الثمودي إلى جبال القنة عن طريق التجار القدماء حيث كان هو الخط السائد في الفترة التي كانت قوافلهم التجارية تسلك الطريق عبر هذه الجبال.
وقال: “إن نقوش جبال القنة تتميز بخصائص أبرزها: أنها تتشابه في أشكال حروفها وحجم خطها، وتوجد أسماء أعلام وقبائل تتكرر في جميع تلك النقوش، وتتشابه في مضامينها اللغوية والاجتماعية، كما أن أغلب تلك النقوش تذكارية قصيرة “.
وذكر الباحث أنه عثر على صيغ ومفردات لأول مرة ترد في النقوش العربية مثل: (خ ي)، وهو اسم مفرد على وزن فعل من المرجح اشتقاقه من “أ خ ي”، و (ز ب ع ت) والزبعة في اللغة الريح التي تحمل الغبار، و ( و ح د) ويعني أول عدد الحساب، و ( أ ع ض م) وهو في اللغة يعني “عظم” أي الفخ والمصيدة أو مقبض القوس وغيرها.
أما الرسوم الصخرية في “جبال القنة” حسب ما ورد في الكتاب فأغلبها لأشكال بشرية مفردة أو مقترنة بحيوانات أليفة: كالإبل والخيل، وعثر على حيوانات مستأنسة وأخرى متوحشة وصورة لأفعى يرجح الباحث أن لها مدلول طقوسي، كما عثر على رسمة لكف يد منفردة نفذت بطريقة النحت البارز وربما يكون لها مدلول ديني، وعثر أيضاً على رسومات لبعض الأسلحة المستعملة في تلك العصور المتزامنة مع تاريخ النقوش الثمودية وأغلبها من الرماح والسيوف.
واختتم الباحث دراسته أن لتلك النقوش والرسوم الصخرية دلالات حضارية منها أن مستخدمي ذلك الخط قد مارسوا التجارة، كما دلت على أنهم كانوا وثنيين وذلك لعبادتهم الأصنام لتكرار أسماء الإلهة الوثنية في تلك النقوش مثل اللات ومناة وغيرها.
يذكر أن “محافظة تثليث” تعد مرسماً مفتوحاً للنقوش والرسوم الصخرية سواء الثمودية أو المسندية أو الحميرية أو الإسلامية، ولمؤلف الكتاب آنف الذكر رسالة دكتوراه لم تطبع بعنوان: “نقوش وادي نعام الثمودية بمحافظة تثليث – دراسة تحليلية”.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية
إقرأ أيضاً:
كوابيس في الكواليس.. إصدار جديد من هيئة الكتاب لـ سعد الدين وهبة
أصدرت وزارة الثقافة، ممثلة في الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، مسرحية "كوابيس في الكواليس" للكاتب الكبير سعد الدين وهبة، ضمن إصدارات سلسلة "أدباء القرن العشرين"، التي تهدف إلى إعادة إحياء تراث كبار المبدعين المصريين وتعريف الأجيال الجديدة بإبداعاتهم المؤثرة.
تبدأ المسرحية بمقدمة "غير منطقية" عمدًا، حيث يقدم وهبة نفسه داخل النص بوصفه مؤلفًا وممثلًا في الوقت ذاته، في محاولة لخلق تداخل متعمد بين الواقع والخيال، بين المؤلف الحقيقي والمؤلف المسرحي، وبين الكواليس وما يُعرض على الخشبة. هذا الكسر للجدار الرابع يُعد عنصرًا أساسيًا في النص، إذ يُشرك الجمهور منذ اللحظة الأولى في اللعبة المسرحية، ويجعلهم طرفًا في الحدث وليس مجرد متفرجين.
قسّم وهبة المسرحية إلى ثلاثة فصول متكاملة: الفصل الأول يعرض كواليس كتابة النص المسرحي، والفصل الثاني يتناول مرحلة تنفيذ العرض على خشبة المسرح، أما الفصل الثالث فيناقش كيفية تلقي الجمهور والنقاد للعمل المسرحي والحكم على نجاح المؤلف من عدمه.
وتأتي هذه البنية كجزء من فكرة أوسع أراد بها المؤلف تقديم ما يشبه "السيرة الذاتية الكوميدية"، حيث يسخر من كل عناصر العملية المسرحية، بل ويتجاوز ذلك إلى الصحافة والنقد أيضًا، في عمل يمكن اعتباره توثيقًا ساخرًا لمعاناة الفنان وسط منظومة متشابكة من الأدوار والتوقعات.
تعكس "كوابيس في الكواليس" قدرة سعد الدين وهبة على اللعب بين الجدية والهزل، الحقيقة والوهم، ليطرح أسئلة عميقة حول الإبداع، والرقابة، وتقدير الفن في المجتمع. ويُعد هذا الإصدار إضافة مهمة لمسيرة الكاتب، الذي ترك بصمة واضحة في المسرح المصري والعربي.
هذه المسرحية تم عرضها على المسرح القومي في مايو 1967، وكانت من إخراج كرم مطاوع، وتمثيل كل من: شفيق نور الدين، عبد الرحمن أبو زهرة، عبد السلام محمد، توفيق الدقن، عباس فارس، رجاء حسين، عبد المنعم إبراهيم.