صحيفة أثير:
2025-07-12@15:31:08 GMT

ليت الفتى حجر

تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT

ليت الفتى حجر

أثير – محمد الهادي الجزيري

العناد الأكبر..
هذا ما أسمّيه حالة الفلسطينيين الآن، فأن تُقتل وتَجوع وتُشرد وتُنزع نزعا من مكانك وأنت تقول: لا فذاك هو العناد الأكبر…
نشيجي هذا ناتج لما أراه وما أسمعه، لو كنت صخرة لتفتّتُ.. وكذّبتُ الشاعر القديم تميم بن مقبل حين قال:
“ما أطيبَ العيشَ لو أنّ الفتى حجرٌ// تنبو الحوادثُ عنهُ وهو ملمومُ”

وقد قالها بعده الراحل محمود درويش حين ردّد: ليت الفتى حجر، فيا ليتني فولاذ بل يا ليتني اللاشيء، حتّى لا أرى ما أراه من سريالية فظيعة.


غزة تحوّلت إلى كتلة كبيرة من الركام، الخراب، الدمار،وقل ما شئت، والعالم مستنكر مندّد بأشدّ العبارات المتاحة بهذا العدوان الشيطاني.. ولا من مجيب، غزة لم تعد صالحة للعيش فيها للإنسان والحيوان، الكل استوى مع الأرض، والقصف والهدم والقتل وبتر الأطراف متواصل، والجنود الإسرائيليون لا همّ لهم إلا مزيد فعل الدمار، وأنا وأنت ونحن نتابع هذا المسلسل التافه بكلّ ألمٍ وفجيعةٍ صحيح، ولكنّنا عاجزون تماما عن فعل أي شيء، إلا البكاء والعويل والنواح على حالنا المزري الذي لا يشبه حالة أخرى في التاريخ الإنساني (المجيد)، فلم يشهد التاريخ أنّ جماعة يُقتل أفراد منها ويُباد قسم منها على المباشر دون حركة أو تململ إلا بعض الآنات والتأوّهات كالتي يقوم بها اليمن العظيم بصراحة أقولها: نحن في حالة موت سريري وانتهى الأمر.

إلاّ صورة هذا الصبيّ المتحصّن بحطام بيته، بمعنويات حديدية واستثنائية، يطلّ على الصحفي من حفرة ويقول له:
“نحن هنا صامدون”. هذا هو العناد الأكبر.

ماذا أقول، وقد قيل ما قيل، ولقد أصبحتُ كلّما شاهدتُ على أدوات التواصل مسيرات تضامنية مع غزة في دول غير عربية وغير مسلمة أشعر بالخزي وباحتقار رهيب لنفسي، أخذوا كلّ القيّم النبيلة وتركوا لنا الثرثرة، اللعنة.

ماذا أقولُ، سأستنجد دوما بقصيدة حين أعجز عن مجاراة ما يحدث حولي، هذا هو قدري الشعر هو منقذي ممّا أنا فيه، ولعلّ هذين المقطعين فيهما من الأمل رغم التاريخ الحديث الأسود الذي أتطرّق له:

“كذبوا عليْ
لم أنقطع عن خلقك الشعريّ من ملل ولا كلل
وما جفّت يدايَ
وما تركتك للغبار طوال أعوام
لأصطاد الدمى وأعبّ حانات القفارِ
فقط هرعتُ إلى دمي
لأكون درعا في مواجهة المغولِ
ظننت أنّي أستطيع
وما استطعتُ سوى الذهول
ظللتُ أطلق في اتّجاه الريح لاءاتي
وأبكى خفية أبهى الخيول

ظننت أنّي أستطيع
وما استطعت سوى اللجوءِ إلى متاهات الكحول
فكلّ من في الأرض ضدّ دمي النبيل
جميعهم ضدّي وأوّلهم أخي
فترفّقي بالشاعر المهزوم
كفّي عن حيادك وانصريني
أنت آخر قلعة في الأرض
فانفتحي لإنساني وأحزاني وعشقي من جديد
لن تكون نهايتي مُثلى على أيدي القبائل والمغولِ”

المصدر: صحيفة أثير

إقرأ أيضاً:

نزع السلاح يبدأ رسميًا... هل يكتب التاريخ نهاية الصراع بين أنقرة والكرد؟

بدأ مقاتلون من حزب العمال الكردستاني، اليوم الجمعة، تسليم أسلحتهم رسميًا في مراسم رمزية جرت قرب مدينة السليمانية في إقليم كردستان العراق، في خطوة وُصفت بأنها تحول مفصلي في مسار الصراع الممتد منذ عقود بين الحزب والسلطات التركية.

وتأتي هذه الخطوة ضمن إعلان سابق للحزب في 12 مايو/أيار الماضي عن حل نفسه وإنهاء العمل المسلح، استجابة لنداء زعيمه عبد الله أوجلان، المعتقل في سجن جزيرة إيمرالي قبالة إسطنبول منذ عام 1999، والذي دعا في 27 فبراير/شباط إلى وقف الصراع والانتقال إلى العمل السياسي السلمي.

وفي الأول من مارس/آذار، أعلن الحزب – المصنف كتنظيم "إرهابي" من قبل أنقرة وعدد من الدول الغربية – وقف إطلاق النار من طرف واحد، ما مهّد الطريق لمفاوضات غير مباشرة ترعاها الحكومة التركية.

وقال مسؤول في حزب العمال الكردستاني مطلع الشهر الجاري، إن حوالي 30 مقاتلاً ممن شاركوا في القتال خلال السنوات الماضية ضد القوات التركية، سيقومون بتدمير أسلحتهم كعلامة على حسن النية، قبل أن يعودوا إلى المناطق الجبلية في شمال العراق.

وشارك في مراسم اليوم عدد من نواب حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، ثالث أكبر حزب في البرلمان التركي، والذي لعب دور الوسيط بين أنقرة وأوجلان خلال المحادثات الجارية منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي. كما حضر المراسم عدد من الصحفيين المحليين والدوليين.

وفي مقطع فيديو مؤرخ في 19 يونيو/حزيران وبُث يوم الأربعاء، شدد أوجلان (76 عامًا) على أهمية "الانتقال الطوعي إلى المرحلة القانونية والسياسة الديمقراطية"، داعيًا إلى إنشاء آلية رسمية لإلقاء السلاح وإنهاء الصراع المسلح.

وقد خلّف النزاع بين الطرفين منذ اندلاعه عام 1984 أكثر من 40 ألف قتيل، وأدى إلى توترات سياسية وأمنية داخل تركيا ومع دول الجوار، خاصة مع وجود قواعد عسكرية تركية في شمال العراق منذ أكثر من 25 عامًا لمحاربة عناصر الحزب.

وفي أول رد رسمي، قال مسؤول تركي لوكالة رويترز إن الخطوة تمثل "نقطة تحول لا رجعة عنها وفرصة لبناء مستقبل خالٍ من الإرهاب". كما أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن أمله في تسريع عملية السلام، قائلاً للصحفيين السبت الماضي: "ستتسارع جهودنا عندما تبدأ المنظمة تنفيذ قرارها بإلقاء السلاح".

وأضاف خلال اجتماع لحزبه الأربعاء: "ندخل مرحلة جديدة نأمل أن نحصد خلالها أخبارًا إيجابية في الأيام المقبلة"، مؤكدًا أن أنقرة تتطلع إلى إنهاء العملية بنجاح "دون عراقيل أو محاولات تخريب".

من جانبه، قال مصدر أمني عراقي إن عملية نزع السلاح يُتوقع أن تمتد حتى عام 2026، وتشمل إعادة تنظيم الحزب ليشكّل كيانًا سياسيًا جديدًا داخل تركيا.


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

سيف الزعبي

قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.

الأحدثترند نزع السلاح يبدأ رسميًا... هل يكتب التاريخ نهاية الصراع بين أنقرة والكرد؟ 20 مليون دولار أو الاعتذار..محمود خليل يلاحق ترامب قضائيًا الضفة تواجه الحصار: الاحتلال يصعد عدوانه ضد الفلسطينيين حدث أمني كبير يهز الاحتلال شمالي غزة وتفاصيل جديدة حول خسائره هدنة قريبة في غزة؟ نتنياهو يتحدث عن اتفاق محتمل لمدة 60 يومًا Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • بتوجيهات الإمام الأكبر.. انطلاق المرحلة الثانية من البرامج التدريبية للتربية السكانية
  • الأكبر بالشرق الأوسط.. «ديلى» الصينية تضخ 200 مليون دولار لإنشاء مصنع للأدوات المكتبية بالعاشر
  • هذه الدول الأكبر في عدد الأطفال للعام 2025 .. أفريقيا تتصدر (إنفوغراف)
  • «ميثاق غليظ» يواصل توعيته بأحكام الزواج في جامع السلطان قابوس الأكبر
  • نزع السلاح يبدأ رسميًا... هل يكتب التاريخ نهاية الصراع بين أنقرة والكرد؟
  • رسوم صادمة من «ترامب» تطال الجزائر والعراق وليبيا… والبرازيل تدفع الثمن الأكبر!
  • ميسي يكتب التاريخ في أميركا!
  • أيمن عبد العزيز: الزمالك هو صاحب الفضل الأكبر.. وشيكابالا امتداد لجينات القلعة البيضاء
  • المشهد الفلسطيني .. قسوة التاريخ ومنطق البطش
  • الحرب على التاريخ أيضا في غزة