عظة المطران ابراهيم مخايل: كنيسة مار يوسف حوش الأمراء يوسوفية الجمال والروحانية
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
قال المطران ابراهيم مخايل ابراهيم بزحله في لبنان في قداس عيد القديس يوسف في كنيسة مار يوسف حوش الأمراء في عظته اليوم
قدس الآباء الكهنة الأحباء، الأرشمندريت نقولا حكيم النائب العام، الأرشمندريت انطوان سعد كاهن الرعية، الأرشمندريت عبدالله عاصي والأرشمندريت جوزف الصغبيني.
الأخوات والإخوة الأحباء، اعايد أصحاب العيد وأحيي جمعية القديس يوسف للسيدات التي سنكرس لها أعضاء جدداً اليوم، كما أحيي باقي المؤسسات والجمعيات التابعة للرعية: مجلس الرعية، مدرسة مار يوسف، أخوية القديسة تريزيا، الطلائع وفرسان العذراء، حركة التوعية للشباب والشابات، الكشاف اللبناني الفوج السابع وغيرهم، كما أحيي بنوع خاص وتقدير فائق الرهبانية المخلصية التي لم تتوقف أبداً عن خدمة هذه الرعية وجعلها مركز إشعاع في زحلة والبقاع.
في هذا الصباح المبارك، ومن هذه الكنيسة الجميلة التي تأخذ قسماً من جمالها من الإسم الذي تحمله، اسم القديس البار العظيم مار يوسف النجار، هذه الكنيسة التي بنتها الرهبانية الباسيلية المخلصي في عهد سلفي المثلث الرحمة المطران كيرلس مغبغب، لاحقاً بطريرك، سنة 1908. ثم تم إعادةُ بنائِها سنة 1938 لاستيعاب المؤمنين وزيّن بابَ الكنيسة الشرقي بلاطةٌ حُفر عليها:
هذي الكنيسة باسم يوسُفَ قُدست ذِكراً له وهو العفيفُ الأشرُفُ
قد عاون الأهلونُ في بُنيانها ديرَ المخلصِ من سخاءٍ يُعرَفُ
سنة 1938 والأجمل في كنيستكم هو أنها ليست روايةً تُروى فحسب، بل هي حياةٌ مُعاشة. كنيسة ورعية تضج بالحياة والحماس والعطاء والإيمان. فوق ذلك كُله إنها كنيسة يوسوفية، يعيش أبناؤها روحانية قديسيهم العظيم التي فيها الكثير من البرارة والقداسة والحكمة والروية والهدوء والصمت والطاعة والحماية والتفاني. حياة القديس يوسف تحمل في طياتها دروسًا عظيمة للحياة. إنه القديس الذي كرس حياته لحماية العذراء مريم ويسوع المسيح، وترك لنا أنموذجًا مشرِّفًا للحنان والحماية.
إننا نرى في القديس يوسف، حارس الفادي، مثالًا رائعًا للرعاية والمحبة. فقد كان حارسًا للعائلة المقدسة، وقد سعى جاهدًا لضمان سلامتها وأمانها في كل الظروف، حتى عندما تعرضت للمخاطر والتهديدات.
ولكن ما يجعل القديس يوسف مميزًا هو تفانيه في رعاية يسوع وتربيته، وهذا التفاني يمتد ليشمل جوانب عديدة من الحياة. يرى القديس يوسف في يسوع ليس فقط ابن الله الذي يحرسه، بل اعتبره ابنه الحبيب الذي يحبه حبا كبيرا، كما اعتبره أيضًا التلميذ الذي يحتاج إلى التوجيه والتعليم.
في هذا السياق، نجد أن يوسف لم يكن فقط حارسًا، بل كان أيضًا معلمًا حكيمًا. إن حكمته لم تكن مقتصرة على الأمور الروتينية، بل امتدت لتشمل التعليم الروحي والمعنوي. كان القديس يوسف يملأ حياة يسوع بالمحبة الصافية والتقدير، عالماً في الوقت نفسه أنه ابن الله وابن مريم العذراء.
ومن هنا، نستطيع أن نستلهم دروسًا عديدة من حياة القديس يوسف، لنكون حراسًا ومرشدين ومعلمين لمن نحب، لنقودهم في طريق الخير والنجاح والسعادة.
فلنتعلم من يوسف الحارس كيف نكون حنونين وحكماء في توجيه أبنائنا وأحبائنا، وكيف نقدم لهم الدعم والإرشاد في كل المجالات. إنها مهمة عظيمة تستحق منا كل الجهد والعطاء.
فلنجعل من هذا العيد، عيد شفيع رعيتكم، فرصة لتتذكروا قصته العظيمة، ولنتعهد بأن نحمي ونرعى أحباءنا بنفس الحنان والعناية التي أظهرها يوسف لعائلته المقدسة.
أتمنى لكم عيدا مليئًا بالحنان والفرح، ولتكن حياتكم مليئة دائما بالمحبة
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أقباط القدیس یوسف
إقرأ أيضاً:
«حكايات الشجرة المغروسة» (6).. جذور الكنيسة الأرثوذكسية في عظة البابا تواضروس
ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء مساء أمس، من مركز لوجوس بالمقر البابوي في دير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون، في إطار ملتقى لوجوس الخامس لشباب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية حول العالم.
وبُثت العظة عبر القنوات الفضائية المسيحية وقناة C.O.C التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة على شبكة الإنترنت.
وعبر قداسته عن سعادته بلقاء الشباب خلال أيام الملتقى، لافتًا إلى أن المشاركين من الشباب أتوا من ٤٤ دولة، ومع تنوع ثقافاتهم ولغاتهم، إلا أن الملتقى يجمعهم معًا في حضن الكنيسة، يصلون ويدرسون، ويتناقشون ويكتسبون خبرات.
حكايات الشجرة المغروسةواستكمل قداسة البابا سلسلة "حكايات الشجرة المغروسة"، وتحدث اليوم عن موضوع "جذور الكنيسة القبطية الأرثوذكسية"، وقرأ الآية: "قِفُوا عَلَى الطُّرُقِ وَانْظُرُوا، وَاسْأَلُوا عَنِ السُّبُلِ الْقَدِيمَةِ: أَيْنَ هُوَ الطَّرِيقُ الصَّالِحُ؟ وَسِيرُوا فِيهِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ" (إر ٦: ١٦).
وأوضح قداسته إلى أن موضوع اليوم مرتبط بشعار الملتقى وهو "متصلون Connected"، لأن الجذور القبطية الأرثوذكسية تجعلنا مرتبطين بالأصل من خلال حضن الكنيسة (الشجرة).
وأشار إلى خمسة جذور قبطية أرثوذكسية، وهي:
١- التقويم القبطي:
- السنة القبطية تتكون من ١٣ شهر وكل شهر فيها يتكون من ٣٠ يوم ما عدا شهر نسيء والذي يتكون من ٥ أو ٦ أيام.
- التقويم يُمثل ذاكرة الكنيسة من أعياد وأصوام، مثال العيد العالمي: عيد دخول السيد المسيح مصر Global Coptic Day والذي نحتفل به في الأول من يونيو.
- مصر الدولة الوحيدة التي لديها عِلم باسمها "علم المصريات"، لذلك التقويم القبطي هو أول جذور الكنيسة.
٢- اللغة القبطية:
- لغة موسيقية وروحانية، وأول فِعل بها هو "إشليل" أي صلوا.
- اللغة تحمل ثقافتنا، مثل لحن "خين إفران".
- هي لغة مصرية قديمة مكتوبة بحروف يونانية، ويوجد بها أسماء لبلاد مصرية مثل "شبرا" وتعني قرية.
- تحمل صلوات وألحان وليتورچيات.
- الكنيسة هي المكان (الحُر) الذي يختاره الإنسان ويجد فيها اللغة القبطية.
٣- الألحان:
- هي موسيقى جميلة تتمثّل في كلمة تخرج من اللسان ونغمة تخرج من القلب.
- اللحن ينقل المشاعر، مثل لحن "غولغوثا".
- أصغر لحن وأقصر صلاة هي "كيرياليسون".
- اللحن يعطي جمالاً للعبادة.
٤- القديسين:
- الكنيسة وضعت كتاب السنكسار والذي يحتوي على سير القديسين يوميًّا، حيث تحتفل الكنيسة بفرح يوميًّا "نُعيّد في هذا اليوم...".
- نسمي أبناءنا بأسماء القديسين والتي تحمل معاني مثل بيشوي والذي يعني سامي.
- نصلي التماجيد ونقيم نهضات للقديسين.
- القديسين أصبحوا في السماء ومن خلالهم نستمد العصارة والغذاء الروحية.
- حامل الأيقونات "الأيقونستاسز" والذي يحمل صور القديسين كأنهم يشجعوننا للوصول إلى السماء.
ودعا قداسته الشباب إلى أن يطلقوا على أبنائهم مستقبلاً، أسماء قديسين.
٥- الرهبنة:
- هي الكنز الروحي لنا.
- فيها يتطلع الإنسان إلى الأبدية ويحيا بالوصية.
- أول راهب هو القديس الأنبا أنطونيوس (الكبير).
- توجد أديرة كثيرة في مختلف دول العالم، وفي مصر يوجد أكثر من ٥٠ ديرا للرهبان وأكثر من ١٥ ديرا للراهبات.
- الكنيسة تُعلمنا تعليم رهباني في كل قداس لكي نعيش بالروح، "لا تحبوا العالم.. ".
- أجمل ما في الدير هو التسبحة.