جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-12@13:22:46 GMT

الفطرة السليمة وحديث بدر بن حمد

تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT

الفطرة السليمة وحديث بدر بن حمد

 

سارة البريكية

[email protected]

 

 

رغم كثرة المغردين وكثرة المطالبين، وبين هذا وذاك واختلاط الحابل بالنابل بين دعوات وصلوات وآمال ورجاء وأمنيات عابرة، ومع زيف الوعود ودناءة العدو الغاشم، ومع أيادي المسلمين من أقاصي العالم إلى كل بقعة من الأرض وارتفاعها للدعاء ولا جديد يذكر.. إلّا أن الحرب مستمرة، وفي خضم ذلك نرى بكل شفافية ووضوح معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية يتحدث لشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، بكل صراحة ووضوح.

إذا تحدث ابن عُمان فإنه يقول ما يود كل مخلص وأمين على هذه الأمة قوله، وقال كلمة حق يباهي بها العالم، فلم يتحدث بعبارات دبلوماسية تقليدية، لكنه تحدث بقوة الجيل الذي عُرِف بثقافة الحوار والرصانة والحكمة التي تُدرّس والتي لا يمتلكها أحد في العالم.

ابن عمان فطن وسياسي محنك ومتحدث لبق وصاحب مبدأ ولا يميل عن فطرته الإسلامية ودمه العماني الغيور على أهله في قطاع غزة، وإنه يجب الوصول لحل كافة الأزمات والتغلب على أغلب التحديات والانتصار بحل الدولتين، والوصول لاتفاقية سلام ليست بالكلام، وإنما أفعال؛ إذ إنه لا بُد من اتخاذ قرار وتدخُّل أكبر الدول كأمريكا وإيران في رسم مسار سلمي وآمن وعودة الحياة إلى طبيعتها بدون حرب وبدون تعذيب وانتهاكات في حق الأبرياء، الذين ظلت إسرائيل تتخذ طريقة التجويع والحرمان من أقل الحقوق، فأصبح الناس يموتون من الجوع والعطش والجفاف، ليس لأن فلسطين دولة فقيرة؛ بل لأن إسرائيل تمنع دخول أي مساعدات أو مؤن غذائية فأصبح الناس يموتون ويفقدون أرواحهم وهذا الأمر يجب أن يتوقف.

ما زال معالي السيد بدر بن حمد يناشد ويطالب بمؤتمر للسلام الدولي لأن عمان هي وطن السلام، وعمان كانت وما زالت الفارقة بين دول الجوار في حل أغلب الصراعات والأزمات والحروب، وكان لا بُد من وقفة والأخذ برأي سلطنة عمان ولا بُد من انعقاد المؤتمر للبحث عن آلية حل الدولتين لكي يعم السلام وترتاح الأنفس المثقلة. فما يجري على الأرض لا يُطاق ولا تتحمله العقول. ولما كان الموت يتخطف الناس في شوارع غزة كان التحذير موجودا من الاقتراب من رفح؛ لأن رفح هي معبر للتواصل مع القطاع المنكوب ولا بُد من عدم المساس برفح بتاتًا أو التفكير في محاربتها كونها تضم النازحين الذين يتعدون المليون نازح.

إن ترابط الدول العربية بعضها ببعض مع ضرورة إيجاد حلول لما يحدث في دولة فلسطين وحلول دائمة ومساندة حركة حماس وعدم فصلها عن القوات التي تحارب من أجل فلسطين؛ بل وضعها في المقدمة ونشر السلام ووقف إطلاق النار والتشاور والتحاور لحل الخلافات ولحل الدولتين، هو الأمر الذي يطالب به المجتمع الدولي، ولا بُد من اتحاد الدول العربية أمام العدو الغاشم للتفاهم والتواصل البناء، ووضع نقطة النهاية للحرب المأساوية التي راح ضحيتها دولة كاملة؛ حيث توقف اقتصادها وتعليمها وتوقفت تغذيتها وأدنى حقوقها وهو العيش بحرية وكرامة وإباء.

إن الفطرة السليمة لدى البشر هي التي تقودنا إلى طريقنا الصحيح وهي التي لا تسمح لأي كان بالسيطرة على مشاعرنا وأسلوب حياتنا.

إن معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية رجل ذو مبدأ واضح وصريح، يحمل رسالة السلام وهي رسالة سلطنة عمان لشعوب العالم، فهل يستجيب العالم لهذه الدعوات السامية النبيلة؟ ما زلنا نأمل ونحلم بأن يعم الرخاء والاستقرار والسلام ربوع العالم.

 

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

خالد حنفي: 500 مليار دولار حجم مشروعات إعادة الإعمار التي تستهدفها مبادرة عربية - يونانية جديدة

كشف الدكتور خالد حنفي أمين عام اتحاد الغرف العربية، خلال افتتاح أعمال المنتدى الاقتصادي العربي-اليوناني الرابع عشر، الذي عقد بعنوان: "نحو تعاون أوثق – الانشاءات والطاقة"، في أثينا – اليونان، بمشاركة وفود من 17 دولة عربية تمثل رؤساء شركات ورجال اعمال ومسؤولين، بالإضافة إلى حضور 180 رجل أعمال يوناني يمثلون رؤساء شركات ومسؤولين، إلى جانب حضور عدد من السفراء العرب المعتمدين في اليونان، بالإضافة إلى رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع، عن إطلاق اتحاد الغرف العربية أربعة مبادرات للتعاون بين العالم العربي واليونان "المبادرة الأولى تقوم على بناء جسور بين العالم العربي واليونان من أجل التعاون في مجال إعادة الإعمار، حيث هناك مبالغ مرصودة تقدّر بنحو 450 إلى 500 مليار دولار للدول العربية التي تحتاج إلى إعادة إعمار".


وتابع: "أما المبادرة الثانية فتقوم على إنشاء ممر للهيدروجين الأخضر والطاقة النظيفة، من خلال التشبيك بين الشركات الموجودة في العالم العربي واليونان، وذلك عبر التنسيق والتشاور بين القطاع الخاص من كلا الجانبين ولا يسما بين اتحاد الغرف العربية والغرفة العربية اليونانية".


وتقوم المبادرة الثالثة وفق أمين عام اتحاد الغرف العربية على إنشاء مركز للذكاء الاصطناعي في الطاقة والمياه، حيث أنّ الدراسات تشير إلى أنّ الذكاء الاصطناعي يستطيع أن يساهم في خفض نسبة الانبعاثات الكربونية بنسبة 30 في المئة، وفي حال نجحنا في إدارة هذا الملف بالشكل المطلوب فإننا سنتمكّن من تحقيق النجاح المطلوب في ملف إعادة الإعمار.


أما المبادرة الرابعة والأخيرة المقترحة من جانب اتحاد الغرف العربية، بحسب الدكتور خالد حنفي، فتقوم على تحالف لوجستي وإنشاء موانئ محورية تقوم على مبدأ التعاون لا التنافس وذلك ضمن منظومة متناغمة تكون اليونان محطة محورية فيها بالشراكة مع الموانئ المحورية المتواجدة في العالم العربي، ومنها قناة السويس التي تقوم من خلال رئيس هيئة القناة الفريق أسامة ربيع بجهود جبارة وقد تجلى ذلك في الفترة الأخيرة من خلال الأزمة التي شهدها البحر الأحمر، مما ساهم في القاء ربط مصر والعالم العربي بجميع دول العالم.
 

رجال الأعمال تطالب بحوافز لتوسيع استخدامات الذكاء الاصطناعي في الزراعةمصرف المركزي القطري يخفض أسعار الفائدة للمرة الثالثة في 2025

وتابع: "إننا في ظل ما يواجهه العالم من تحديات اقتصادية ومناخية متزايدة، نحتاج إلى شراكة مبنية على الابتكار والمسؤولية المشتركة، تضع الإنسان والبيئة في صميم المعادلة الاقتصادية، وتُحوّل التحديات إلى فرص نمو مشتركة".


وخلال كلمة لأمين عام الاتحاد، بصفته منسّقا ومديرا لجلسة بعنوان: "الطاقة والبناء في عصر الذكاء الاصطناعي"، ضمن فعاليات المنتدى الاقتصادي العربي-اليوناني الرابع عشر"، شدد على "أننا نحن نجتمع اليوم في لحظة مفصلية، حيث تتلاقى ثلاث قوى تشكل مستقبل الاقتصاد: الطاقة والبناء والتحوّل الرقمي من خلال الذكاء الاصطناعي، ومن المتوقع أن تشهد الاستثمارات في تقنيات الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط نموًا بنسبة كبيرة، حيث تأتي المنطقة في طليعة الاستفادة من هذه التقنيات، خصوصا وأنّ التبني الاستراتيجي للذكاء الاصطناعي مع تعزيز المرونة المناخية قد يضيف ما يصل إلى232 مليار دولار إلى الناتج المحلي لمنطقة الشرق الأوسط بحلول عام 2035.

وهناك شركات كبرى في قطاع الطاقة بمنطقة الشرق الأوسط بدأت فعليًا في تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين الكفاءة التشغيلية، وذلك في ظل القلق المتزايد من الاستهلاك المتنامي للطاقة نتيجة للنمو السريع في مراكز البيانات، وهو ما يُلقي بظلاله على الطلب الكهربي مستقبلا".


وأضاف: "أما في قطاع البناء، فيمكن للذكاء الاصطناعي أن يعيد تشكيل تصميم المباني، التكلفة، الصيانة، وحتى استهلاك الطاقة. كما أن التحول الرقمي في البناء من خلال الذكاء الاصطناعي يفتح فرصًا للشراكة بين القطاعين العربي واليوناني، سواء في البنية التحتية أو في بناء المدن الذكية ومستدامة".

ودعا إلى أهمية الاستفادة من خبرات اليونان، وكذلك من قدرات الدول العربية، لبناء نموذج تعاون مستقبلي يُسهم في التنمية الخضراء والرقمنة. 

ومن هذا المنطلق على القطاعين العام والخاص في اليونان والعالم العربي، التفكير في إطلاق مبادرات ملموسة ومشاريع تجريبية في مجالات الطاقة والبناء الذكية، بما يرفع من مستوى العلاقة القائمة بين الجانبين العربي واليوناني من إطارها التقليدي القائم على التبادل التجاري، إلى الشراكة الاستراتيجية بما يساهم في تحقيق التطلعات المشتركة.

طباعة شارك المنتدى الاقتصادي الذكاء الاصطناعي التحوّل الرقمي البنية التحتية

مقالات مشابهة

  • هجوم نادر على إسرائيل بالكونغرس وحديث عن جريمة حرب في لبنان
  • ما الدول التي يفضل «ترامب» استقبال المهاجرين منها؟
  • ترامب يكشف عن الدول التي يفضل استقبال المهاجرين منها
  • خالد حنفي: 500 مليار دولار حجم مشروعات إعادة الإعمار التي تستهدفها مبادرة عربية - يونانية جديدة
  • جوهرة الكون وسيدة الفطرة
  • الأميرة لمياء بنت ماجد آل سعود: الإعلام يخلق الوعي باحتياجات المجتمعات ويتكامل مع العمل الإنساني
  • إيرواني: يجب على العالم أن يتحرك بحزم لإنهاء الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة
  • «المرور»: الإطارات السليمة تعزز السلامة في الأجواء الماطرة
  • من هي المرأة التي أيقظت العالم بموقفها ؟
  • المرأة التي أيقظت العالم بطريقتها