ليبيا – رأى المحلل السياسي حسام الدين العبدلي، أن ما يحدث في مدينة زوارة مثل ما يحدث في باقي المدن الليبية هناك صراعات تغذيها نعرات قبلية وصراعات تغذيها ميليشيات، أو قادة المجموعات المسلحة المستفيدين من الموانئ والمطارات وكل المنافذ في ليبيا.

العبدلي وفي تصريح خاص لوكالة”سبوتنيك”،تابع حديثه:”ما رأيناه في مدينة زوارة أن تهجم ما يسمى بغرفة عمليات زوارة وهي مجموعة مسلحة شرعية تابعة لوزارة الداخلية الليبية، أي لم تتحرك قوات إنفاذ القانون التابعة لوزارة الداخلية إلى معبر رأس جدير إلا بتعليمات الوزير مباشرة من طرابلس، وهذه القوات متمركزة في العاصمة طرابلس تقوم بحماية بقية الأجهزة الأمنية مثل الجوازات ومديرة أمن منفذ والجمارك في رأس جدير”.

وأضاف أن ما حدث من هجوم عليها أمر مؤسف ويعطى نظرة غير مقبولة أمام الجانب التونسي، ويؤكد بأن ليبيا دولة ضعيفة ولا تملك السيطرة على المنافذ، وأن أي اتفاق بين ليبيا وتونس هو مجرد حبر على ورق ولا تملك الدولة أي شيء حيال ذلك.

وأوضح أن من أسباب الهجوم على منفذ رأس جدير هم المهربين أو قادة التشكيلات المسلحة المتواجدين في مدينة زوارة بشكل خاص، بضلوعهم في تهريب الوقود، وتهريبهم للسلع التموينية خلال شهر رمضان المبارك، مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع التموينية.

وأشار إلى أن قوى إنفاذ القانون خرجوا لحماية باقي الأجهزة الأمنية الموجودة في منفذ رأس جدير، ولكن غرفة عمليات زوارة لا تريد جهاز بمسمى جهاز الأمن العام في المنفذ، وهذا أمر آخر يتحججون به، ولكن الواقع يقول بأنهم يريدون السيطرة على المعبر حتى تسهل عملية التهريب وهذه مشكلة كبيرة، مع العلم بأن هناك موانئ في المنطقة الغربية لا تسيطر عليها الدولة بشكل كامل، وما حدث في زوارة هو نتاج لذلك، لأن كل جهة أو قبيلة أو جهة يريد السيطرة على الجهة التي تقع في نطاقه، وربما يريد التعامل مع الدول بشكل مباشر.

وشدد على ضرورة أن تسيطر الدولة على منافذها بالقوة، وإلا سيمر هذا الأمر مرور الكرام  “الهجوم على قوات الشرطة” التي تعتبر هي وجه البلاد، ولا يمكن تأمين البلاد من دون الشرطة ولا يمكن أن تقوم دولة القانون بهذا الشكل.

وأشار بأن الجانب التونسي قام بإغلاق المنفذ بشكل فوري بعد الاشتباكات التي حدثت في الجانب الليبي، ولا يعتقد بأنه سيفتح في وقت قريب.

واعتبر أن هذا الأمر سوف يؤثر على الشعب الليبي الذي يقصد دولة تونس من أجل العلاج والحالات الإنسانية، وما حدث أمام الأجهزة التونسية من تعدي واضح على أجهزة الشرطة هو أمر مخجل ووصمة عار للدولة الليبية.

وأكد بأنه ما لم يتم ردع هذه المجموعات، فإن هذا الأمر سوف يتكرر في كل الموانئ والمطارات في غرب ليبيا تحديدا، لأن الواقع يقول إن شرق البلاد يختلف عن غربها، وهذا ما أثبتته المجموعات المسلحة في الغرب الليبي.

ووصفها بأنها السبب في الفوضى الموجودة في البلاد، وليس هناك ما يقال إلا أن تقوم الدولة في أسرع وقت وأن تعزز قواتها الأمنية، وأن تستعيد الدولة سيادتها بالقوة، وإلا فإن هذا السيناريو سيتكرر في مدن أخرى، وبالتالي انهيار الأمن القومي للبلاد.

العبدلي ذكر بأن ما حدث في رأس جدير يتعارض بشكل كبير مع الاتفاقية التي وقعت بين وزراء داخلية البلدين، أي أن هذا الإغلاق سوف يستمر طويلا بعد سيطرة غرفة عمليات زوارة وهي ميليشيا مسلحة، وأن الواقع يقول بأن المنفذ لن يفتح وليس من السهل أن يفتح خاصة وأن هناك اتفاقيات بين الدولتين.

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: رأس جدیر ما حدث حدث فی

إقرأ أيضاً:

الخارجية بالحكومة الليبية تستدعي القنصل اليوناني احتجاجًا على تصريحات تمس السيادة

الخارجية بالحكومة الليبية تستدعي القنصل اليوناني احتجاجًا على تصريحات تمس السيادة

ليبيا – استدعت وزارة الخارجية والتعاون الدولي بالحكومة الليبية القنصل اليوناني لدى ليبيا أثاناسيوس أناستوبولوس ونائبته، على خلفية التصريحات الصادرة عن بعض المسؤولين في السلطات اليونانية، والتي اعتبرتها الدولة الليبية مساسًا بسيادتها ومصالحها الوطنية.

إبلاغ الموقف الرسمي للحكومة الليبية
عقد وزير الخارجية والتعاون الدولي الدكتور عبد الهادي الحويج اجتماعًا مع القنصل بمقر الوزارة في بنغازي، حيث نقل إليه الموقف الرسمي الرافض للتصريحات التي وصفت بغير المسؤولة.

تسليم بيان الاحتجاج الرسمي
وسلّم الوزير للقنصل نسخة من بيان الحكومة الليبية رقم (32) الصادر بتاريخ 8 ديسمبر 2025، والمتضمن احتجاج ليبيا على أي تجاوز أو تدخل يمس سيادتها أو يؤثر على استقلال قرارها الوطني.

التأكيد على احترام السيادة الليبية
وأكد الوزير خلال اللقاء أن سيادة ليبيا ومصالح شعبها خط أحمر، مشددًا على حرص الدولة الليبية على إقامة علاقات متوازنة مع الدول تقوم على الندية والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.

دعوة لضبط التصريحات الرسمية
ودعا الوزير الجانب اليوناني إلى ضبط التصريحات وعدم إطلاق مواقف استفزازية قد تُلحق ضررًا بالعلاقات بين البلدين.

حضور الاجتماع
حضر اللقاء مدير إدارة الشؤون القنصلية المكلف، ومدير مكتب مراسم بنغازي، ومدير مكتب الحدود البرية والبحرية، ومندوب عن الإدارة الأوروبية.

 

مقالات مشابهة

  • مصلحة الجمارك تعلن إحباط تهريب 27 ألف حبة مهلوسة بمنفذ وازن
  • إحباط محاولة تهريب أكثر من 368 ألف حبة من "الإمفيتامين" المخدر بمنفذ الحديثة
  • وفد أمني ليبي يزور معبر «رأس جدير»
  • قادربوه: قلقون بشأن موقع ليبيا ضمن مؤشرات الفساد الدولية
  • الخط الرسمي للدولة.. لماذا تحتاج مصر إلى «صوت بصري موحد»؟
  • بعثة الأمم المتحدة تشدد على مركزية حقوق الإنسان في خارطة الطريق الليبية
  • الداخلية تكشف تفاصيل تجمع أنصار مرشح بانتخابات النواب أمام قسم شرطة بالوادي الجديد
  • العرادة: الدولة لا تستعيد عافيتها إلا بجهاز أمني وطني قوي
  • الخارجية بالحكومة الليبية تستدعي القنصل اليوناني احتجاجًا على تصريحات تمس السيادة
  • ليبيا تواصل ترحيل المهاجرين «غير الشرعيين»